أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم بوتاني - البدو في القمة واصحاب الحضارة في وادي سحيق














المزيد.....

البدو في القمة واصحاب الحضارة في وادي سحيق


أكرم بوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 8344 - 2025 / 5 / 16 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثلاثة وثلاثون قمة عربية منذ نشاة وتأسيس جامعة الدول العربية ، دون ان يلمس المواطن العربي ثمارا حقيقية لهذه المنظمة ، فلم يجد الشعب العربي اتحادا "سياسيا ، اقتصاديا ولاعسكريا" ، ويفترض ان جامعة الدول العربية انشأت لتلك الاهداف والغايات ، وقد يكون صوابا اذا ما قلنا ان غالبية الشعوب العربية لم تكن تعلم بإنعقاد تلك القمم ، فما بالك بمخرجاتها ، ومن الضروري الاشارة الى غياب الثقة بين الرؤساء والقادة العرب ، وهناك مشاهد مصورة لمشاجرات كانت تحصل بينهم بذريعة الخيانة والعمالة ، وحول علاقاتهم مع ما يسمونه بالكيان الصهيوني .
لاجدال ان الانظمة السياسية في كافة الدول العربية هي انظمة استبدادية ، ولانقاش ان الشعوب العربية لاتملك من امرها سوى الخضوع والطاعة العمياء لتلك الانظمة المستبدة ، لكن علينا ان نميز بين استبداد عقلاني يسعى الى رفاهية مواطنيه وتطوير الدولة ومؤسساتها ، وبين استبداد يستخف بعقول مواطنية ولايؤمن بالدولة ويسلم مؤسساتها الى دولة اقليمية بحجة المذهب ، فالنموذج الاول تمثله المملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج العربي ، حيث استضافوا رئيس الولايات المتحدة الامريكية دونالد ترامب ليعقدوا معه صفقات تصب في مصلحة اوطانهم وشعوبهم ، ويتجلى النموذج الثاني من الاستبداد بالحالة العراقية حيث التهليل والترحيب لزيارة زعيم الميليشيات إسماعيل قائاني التي تزامنت زيارته مع انعقاد القمة العربية ، ومن الصعب ادراك نوايا الحرس الثوري الايراني، ياترى جاء لزعزعة الامن والاستقرار! ام انه جاء لغاية أخرى ، وقد لاتهمنا زيارته بقدر ما نهتم بعقولٍ لاتزال تصف ابناء الخليج بالبدو المتخلفين ، وننصح اصحاب تلك العقول ان يسألوا انفسهم : من هو المتخلف فعلا؟ هل هو من يتصرف بعقلانية لتطوير دولته ويبحث عن رفاهية وسعادة شعبه؟ أم الذي يستقبل بالاحضان زعيم ميليشيا ساهم في قتل ابناء جلدته؟
المواطن العربي ليس ساذجا ليأمل مكاسب قومية او مجتمعية من قمة بغداد ، فمن يعتقد أن القمم العربية السابقة قد افادت الشعوب العربية بشئ يكون مخطاً في اعتقاده ، ومن يرى بأن قمة بغداد التي تدار فعليا من قبل الحرس الثوري الايراني عبر شخصيات تدعي الانتماء الى العراق والعروبة قد تخدم الامة تكون رؤيته خطاً لايغتفر ، وإذا ما ركزنا على تزامن قمة الرياض مع قمة بغداد لأدركنا ان القادة الخليجيين وعلى رأسهم الامير محمد بن سلمان وجهوا رسالة واضحة الى بغداد مفادها: لو لم تكونوا اتباعا لإيران لأتينا بالرئيس الامريكي دونالد ترامب الى قمة بغداد ولكانت جميع اتفاقياتنا مع الولايات المتحدة الامريكية تصب في مصالح الامة العربية جمعاء وليس دول الخليج لوحدها.
القيادة الخليجية توظف اموال الدولة لرفاهية شعوبها وحماية اوطانها ، واستضافة دونالد ترامب لم تأتي عن عبث ، ولم تقدم له المليارت من الدولارات كرما ، أو دون مقابل كما يروج بعض المرضى الحاقدين على دول الخليج ، خصوصا اؤلائك الذين لايزالون ينعتون ابناء الخليج بالتخلف والبداوة ، ولايهتم الخليجي لهذه النعوت ولايعيروها بالا ، وإنما تراهم ماضون في تطوير بلدانهم وتحسين حياة شعوبهم على كافة الاصعدة ، اما الذين يتفاخرون بأنهم ابناء اولى الحضارات في العالم ، فقد اتضح للعراقيين اولا ، وللعالم من بعدهم ، ان من يَدّعون ذلك ماهم إلا مجموعة من الفاسدين والمفسدين ينهبون خيرات البلاد ويحولون اموال الدولة الى ايران وهم في حالة من الذل والخضوع .
ختاما نقول : لاخيار امام العراق سوى العودة الى الحاضنة العربية ، والتخلص من الهيمنة الايرانية ، بداً بطرد السفير الايراني وهذه مسؤولية الشعب العراقي الاصيل ، ثم طرد ميليشيات الحرس الثوري(فصائل المقاومة) وهي مسؤولية الجيش العراقي، اما من يسيطرون على النظام السياسي الحالي الذين سلموا الدولة الى ايران ، فلايعول عليهم بإستعادة العراق لعروبته وهم اصلا لايؤمنون بالعراق ولابالعروبة .



اكرم بوتاني
دهوك
15/5/2025م



#أكرم_بوتاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين آمال التغيير وصناديق لاتأتي بتغيير
- الديمقراطية والوطنية في العراق – شعارات معلقة على واقع مغاير
- العراق ينتظر الأسوأ بعد تسريبات المالكي
- عودة العراق الى المربع الأول
- الحرس الثوري صانع سياسات الإتحاد الوطني


المزيد.....




- محادثات إسطنبول حول أوكرانيا: من يحسم المواجهة -الدبلوماسية- ...
- -رفيقان رائعان-.. وزير التجارة الأمريكي ينشر صورة مع خالد بن ...
- الرئيس العراقي يتسلم رسالة خطية من الرئيس الروسي (صور)
- إسطنبول تحتضن أول لقاء مباشر بين روسيا وأوكرانيا منذ الغزو ل ...
- مؤتمر دولي بقيادة فرنسا والسعودية للاعتراف بدولة فلسطين وإس ...
- روسيا وبيلاروس.. مناورات مشتركة -لمواجهة أي عدوان محتمل-
- مِن أين يمكن أن يبدأ الحوار بين روسيا وأوكرانيا؟
- بماذا تختلف اسطنبول 2025 عن اسطنبول 2022؟
- الصراع الأوكراني يمكن أن يستمر 10 سنوات
- -الرجولة- تهدد الكوكب!.. كيف تعمق العادات الذكورية أزمة المن ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم بوتاني - البدو في القمة واصحاب الحضارة في وادي سحيق