أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - يوسف المحسن - وأُفهِمَ عَلَناً














المزيد.....

وأُفهِمَ عَلَناً


يوسف المحسن
كاتب، روائي

(Yousif Almouhsin)


الحوار المتمدن-العدد: 8497 - 2025 / 10 / 16 - 11:59
المحور: الصحافة والاعلام
    


جعجعةٌ لسانٍ على الكيبورد يمكن أنْ تزلزلك و (تودّيك سبع ماي)، مدوّنون وناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي وصحفيّون يدخلون في مطبّات وانفاق لا نهاية لها وَسَطَ عدم الأحاطة بما لهم وما عليهم، واستثماراً لفضاء الحرّيّة الذي أينع ونما في عددٍ من البلدان العربيّة حديثاً ومن بينها العراق، تتسابقُ الكلماتُ والعباراتُ للتحليق في فضاءات البثِّ دون المرور (بفلتر العقل)، ووفقاً للقاعدة الشعبيّة (اللي بگلبه عله كيبورده).
ما دفعني للحديث عن هذهِ الحالة هو كمّ الشكاوى المقدّمة أمام المحاكم القضائيّة ضدَّ صحفيّين ومدوّنين أو افراد عاديّين أو سياسيّين، ليكونوا في مواجهة مواد جزائيّة في قانون العقوبات 111 لسنة 1969 وتعديلاته مثل السب والتشهير والقذف واغلبها وردت بأحكامٍ مقيّدة للحرّيّة مع غراماتٍ ماليّة تقصمُ الظهر أكثر من مراوغة ميسّي لبواتينگ.
سنوات عملي في مهنة (البحث عن المتاعب) وتقديمي الخبرة الصحفيّة بطلبٍ من المحاكم الموقّرة كشفت لي بأنَّ أرتكاب هذه الافعال التي ترقى الى مرتبة الجنح أو الجرائم في أحايين كثيرة ناجم عن عدم معرفة ودراية بحدود الحرّيّة وحريّة الرأي، وعدم التفريق بين الحق في التعبير وحقِّ الآخر في صون كرامته أو سمعته، بين العام والخاص .. المباح والممنوع.. المُتاح للنقد والمسوّر بحقوق المواطَنة.
يا أخي بَدَلَ أنْ تكتبَ أن مدير المؤسّسة س سرقَ الأموال، قُل (إنَّ الدائرة س لم تنجز عملاً يُذكَر بالمقارنة مع الأموال الممنوحة لها)، ويمكنك القول: كيف يمكن لموظف حكومي أن يمتلك سيّارة فارهة تعادل راتبه لمئة وخمسين عاماً عوضاً عن القول: (فلان مرتشي أو علّان لص للمال العام)، شبيه التلميح مو اشدُ من التصريح كما قالت العرب! ! ، جملة توصل لك المُراد بلغةٍ حضاريّة وتُذكّر الجهات الرقابيّة بدورها إن نَفَعَتْ الذكرى، وتنأى بالقائل بعيداً عن تنّور الملاحقة القانونيّة، خاصّة وإنّ أنسان اليوم (موش الأوّلي) صار مثل لاعبي برشلونه وال﷼ بس تحتك بيهم، فاول وجزاء، يعني فرگاس ما ينجاس.
الفرگاس بالمفهوم الطبّي هو تقرّحات تصيبُ الفمَ واللسان مثل الكلمات الخشنة، لكنَّ العبثَ بها قد يكون مؤذياً ولهُ تداعيات، ومجموعها فراگيس، لهذا لابدّ من لغةٍ جديدة يمكن الركون لها واسلوب تواصلي مُبْتَكَر يسيرُ عليه المغرّدون والناشطون والصحفيّون في كثير من بلدان العالَم، يحفظ كرامة الجميع.
البدايةُ من الامتناعِ بشكلٍ نهائي عن السبّ والشتم سواء من خلال المنشورات أو التعليقات أو المقاطع الفيديويّة، فلقد كَرِهَ لنا السلفُ الصالحُ أنْ نكونَ سبّابين، والأمتناعِ عن هتك الحرمة الشخصيّة وأمتهان الكرامة، ومن ثمَّ التركيز على الأداء وليس الأشخاص، فالواجب أنْ لا يكون الفرد فضائحيّاً ويكشف ما يأمرنا الخُلُقُ العظيم بسَتره.
كلّ متّهمٍ بريءٌ حتى تَثْبُتَ الإدانة بقرارٍ قضائي أكْتَسَبَ الصفة القَطْعيّة، عندها فقط يمكن القول أنّ فلاناً سرق وإن علّاناً أختلس، أو تعاطى الرشوة.
الدستورُ العراقي والمادّة 38 منه حفظت حريّة التعبير ، لكنَّ ابوابه ومواده جميعها عملت على حماية كرامة الأنسان( القيمة الفطريّة التي منحها الله للإنسان، لا يُمكن انتزاعها أو الانتقاص منها إلّا بقانون)، فمن الواجب الابتعاد عن تحقير الاشخاص سواء كانوا مسؤولين أم مواطنين عاديّين، والامتناع عن التنمّر والتهجّم والتشويه، وعوضاً عن ذلك اللجوء إلى تقييم الأداء... فهل أُفهِمَ علناً ؟



#يوسف_المحسن (هاشتاغ)       Yousif_Almouhsin#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أنصفناه
- المدخنون وفشل الاقلاع عن التدخين...!!
- نمط كلاسيكي في مواجهة كتل سمنتيّة
- النخلة والعَلم العراقي
- الحصون والمخافر التراثيّة حِراك مجتمعي وهويّة عمرانيّة
- تبدّلات الساعة البيولوجية عند الاطفال
- التنوّع الاحيائي كارثة يقرع اجراسها غزال الريم
- مياه العالم التحتي في العراق.. القصّة الكاملة
- وهي تلفظ آخر اسرارها، بحيرة ساوه.. القصة الكاملة
- الالغام خرائط تتبدل بحسب الفصول.. القصّة الكاملة
- البلاستك حرب ناعمة على الكوكب ..القصّة الكاملة
- البادية..موسم الهجرة الى الرمال
- اوروك بداية الحضارة الانسانيّة... القصة الكاملة
- تل الأجز .. مدافن من حلي ومجوهرات..القصة الكاملة
- قلعة الكصير الأثريّة ..القصّة الكاملة
- قصف الجسور الخشبية العراقية جريمة ابادة
- التعليم الاهلي بين الحاجة وفضاء التسليع
- نقرة السلمان.. حكاية سجن وقصة منفى
- كتب امريكيّة لفهم الواقع العراقي
- انف الحكومات


المزيد.....




- طرق الشحن وبيانات الرحلات الجوية.. CNN تحقق في رصد طائرات در ...
- اندلاع العنف في مظاهرة مؤيدة لفلسطين في برشلونة
- محمد وخليل يعودان إلى والدتهما في غزة بعد أن ظنت أنهما قد قُ ...
- عدوى الرغبة: ما هي الفلسفة التي تفسر هوس لابوبو و-وجه إنستغر ...
- سوريا: خمسة قتلى وعشرات الإصابات في تفجير عبوة ناسفة استهدف ...
- اندلاع احتجاجات في بيرو مطالبة باستقالة الرئيس
- مشروع عملاق بجوار الحرم .. -بوابة الملك سلمان- تتسع لنحو ملي ...
- العولمة منذ كريستوف كولمبس، فاسكو دي غاما و فيرديناند دو ماج ...
- خبراء روس يقيّمون للجزيرة نت زيارة الشرع الأولى إلى موسكو
- ترحيب أممي بوقف إطلاق النار بين أفغانستان وباكستان


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - يوسف المحسن - وأُفهِمَ عَلَناً