أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - يوسف المحسن - النخلة والعَلم العراقي














المزيد.....

النخلة والعَلم العراقي


يوسف المحسن
كاتب، روائي

(Yousif Almouhsin)


الحوار المتمدن-العدد: 7762 - 2023 / 10 / 12 - 22:47
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


اقترنت بالثقافة الاجتماعيّة لأنسان وادي الرافدين منذ الالف الرابع قبل الميلاد، هي جزءً من التكوين المعرفي لذلك الانسان، كانت حاضرة في النقش الاوّل تمدّ جذورها في الارض متشبثة بالحياة، هي ايقونة النماء والشموخ والصبر، ومن الجميل المطالبة بإضافتها الى عَلَم البلاد، مرّت بهزّات وتناقصت اعدادها لكنّها تنهض مثل العنقاء، هي النخلة العراقيّة.
النخلة والشخصية العراقية في تراتبية مبهرة، كلاهما صقلتا برذاذ الايام وقحطها، هي بالنسبة للإنسان العراقي تتجاوز المعنى والدور الاقتصادي المتعارف عليه حيث تفقد المدن جماليتها ورونقها حين تفرط بنخيلها، والذات العراقيّة نمت بصفات تشبه صفات النخيل وربّما النخيل سحبت هذا السمو والصلابة والرفعة من الشخصيّة العراقيّة، حيث يقول احد الشغوفين بها "النخيل صار علامة فارقة تميزت بها هذه الرقعة من الأرض، حتى صارت شاغلاً للأدباء ومنهلاً للشعراء الذين تغنوا بجماله وحجم عطائه".
وبعد ان انخفضت اعدادها الى ثمانية ملايين في العام 2003 اعاد المزارعون العراقيون لها هيبتها ، اعدادها تجاوزت 22 مليون نخلة والرقم قابل للزيادة وبات مؤكداً بعد انطلاق مشروع المليون نخلة في بادية السماوة، الوزارة وعبر المتحدّث الرسمي محمد الخزعلي ذكرت ان تصدير العراق من التمور تجاوز في العام الماضي 600 الف طن، الخزعلي عزا الزيادة الى حزمة اجراءات حكوميّة ودخول الزراعة النسيجيّة لفسائل النخيل والتي اعطت نتائج جيدة.
ويقول الخبير الزراعي علي حسين فرحان إنَّ محطات امهات النخيل والزراعة النسيجيّة هي واحدة من الاجراءات المعتمدة لتحسين واكثار اعداد النخيل كمنتوج اقتصادي مهم تراجع في التسعينات ومطلع الالفية، وزارة الزراعة قدمت للمؤسسات والجامعات والفلاحين الراغبين فسائل أنواع نادرة من النخيل وبمواصفات قياسيّة، وثمة خطط وبرامج يجري تنفيذها لزيادة الاعداد واختيار الانواع الجيدة وتحقيق زيادة مماثلة في الكمّيّات، مشروع المليون نخلة في البادية الجنوبية عُدَّ طفرة حقيقيّة في القطاع الزراعي لما له من مردود اقتصادي واجتماعي وبيئي هائل، ويضاف الى ذلك المردود الروحي نتيجة الصلة الوطيدة لإنسان هذه الارض مع النخيل.
حجر الزاوية في تحقيق هذا التقدم بأعداد النخيل هي المكانة التي تحظى بها النخلة في نفوس العراقيين، حيث محطات اكثار النخيل والزراعة النسيجية، في قضاء الخضر الى الجنوب الشرقي من مدينة السماوة شيدت محطة امهات النخيل على مساحة واحد وتسعين دونما وضمت اكثر من الفي فسيلة ذوات الانواع النادرة والفاخرة من التمور، وانشئت محطة اكثار اخرى بالقرب من بحيرة ساوه الى الشمال الغربي من المحافظة، والمحطة التي انشئت في ايار من العام 2004 تحوّلت الى بنك وراثي للأنواع عالية الجودة من الفسائل والتي يتم تزويد المؤسسات والجامعات والفلاحين منها وبآليات ميسرة شجّعت على انشاء المزيد من بساتين التمور الممتازة مثل البرحي والبلكه والعمراني والشويثي وحلوة حجي عباس وغيرها حيث يجد الفرد العراقي نفسه امام رغبة الحصول على تمور عالية الجودة وزهيدة الثمن والاهم من ذلك هو ان تشرب النخلة من ماء الفرات ودجلة لتكتمل فرادة مذاقها وهو ما يصرُّ عليه كل عراقي كشرط أساسي لإعادة الرونق إلى النخلة العراقيّة.
في مدن النخيل زحفت الابنية الاسمنتية وتوالت عمليات قطع اشجار النخيل لبناء الوحدات السكنية والمشاريع الصناعية، وهي مشكلة اسهمت في تناقص الاعداد في مركز ومحيط مدينة السماوة، ظلم كبير لحق بها، فيما الملوحة وشح المياه والآفات حققت نصيبها من اسباب التراجع، والقوانين المرعية لم تفلح بمنع ارادات قص النخيل وهو ما يؤشر الحاجة الى تشريعات جديدة وعاجلة من اجل حماية المتبقي من البساتين، وتبرز اهمية العمل برؤية عاشقة شاملة لحماية النخيل واكثاره من خلال تجهيز الفسائل وزيادة متوسط انتاجها وتنشيط عمليات تسويق التمور اضافة الى بناء منظومة صناعية ملحقة لكبس التمور وتصنيعها، وبما يحيلها الى مصدر اقتصادي استراتيجي، ويعيدها إلى الواجهة كهوية ثقافيّة عراقيّة مميزة ووجه اخر للشخصيّة العراقيّة.



#يوسف_المحسن (هاشتاغ)       Yousif_Almouhsin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحصون والمخافر التراثيّة حِراك مجتمعي وهويّة عمرانيّة
- تبدّلات الساعة البيولوجية عند الاطفال
- التنوّع الاحيائي كارثة يقرع اجراسها غزال الريم
- مياه العالم التحتي في العراق.. القصّة الكاملة
- وهي تلفظ آخر اسرارها، بحيرة ساوه.. القصة الكاملة
- الالغام خرائط تتبدل بحسب الفصول.. القصّة الكاملة
- البلاستك حرب ناعمة على الكوكب ..القصّة الكاملة
- البادية..موسم الهجرة الى الرمال
- اوروك بداية الحضارة الانسانيّة... القصة الكاملة
- تل الأجز .. مدافن من حلي ومجوهرات..القصة الكاملة
- قلعة الكصير الأثريّة ..القصّة الكاملة
- قصف الجسور الخشبية العراقية جريمة ابادة
- التعليم الاهلي بين الحاجة وفضاء التسليع
- نقرة السلمان.. حكاية سجن وقصة منفى
- كتب امريكيّة لفهم الواقع العراقي
- انف الحكومات
- الحكومة اخفقت ْ .. الدولة فشلتْ !
- التاآت ، أسلحة المحرر الثلاثة
- جاذبية
- اصدقاء


المزيد.....




- -انطلقت ووصلت إلى هدفها-..الحوثيون يعرضون مشاهد من استهداف س ...
- الولايات المتحدة تواصل تشييد رصيف بحري عائم على شاطئ غزة
- الخارجية الأمريكية تصدر بيانا بشأن مباحثات الأمير محمد بن سل ...
- نتنياهو: سندخل رفح باتفاق أو بلا اتفاق
- الكونغرس يضغط على -الجنائية الدولية-
- حفل فني روسي في تونس
- هل استخراج الغاز حلال في أمريكا وحرام في إفريقيا؟ وزير الطاق ...
- الرئيس المصري وأمير الكويت يؤكدان ضرورة وقف إطلاق نار دائم ب ...
- السيول تجتاح مناطق عديدة في لبنان (فيديوهات + صور)
- -داعش- يعلن مسؤوليته عن هجوم على مسجد بأفغانستان


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - يوسف المحسن - النخلة والعَلم العراقي