أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يوسف المحسن - قصف الجسور الخشبية العراقية جريمة ابادة














المزيد.....

قصف الجسور الخشبية العراقية جريمة ابادة


يوسف المحسن
كاتب، روائي

(Yousif Almouhsin)


الحوار المتمدن-العدد: 7157 - 2022 / 2 / 9 - 23:28
المحور: حقوق الانسان
    


هل كان فعلاً مقصوداً، ام طيشاً حربيّاً، الحملة الجوّيّة التي شنّها التحالف الدولي ابتداءً من ليلة السابع عشر من كانون الثاني عام واحد وتسعين وتسعمئة والف، واسقاطه لآلاف الاطنان من القنابل الذكية والغبيّة.. المحللة دوليّاً والمحرّمة انسانيّاً على اهداف بعضها عسكري لكسر شوكت العدو(العراق) وكثير منها مدني لا مسوّغ او عذر لاستهدافه مثل محطات تحلية المياه ومخازن الاغذية والجسور الخشبية على نهري دجلة والفرات وعلى الانهر الصغيرة المتفرعة منها، تقنيات الحرب والقدرات الامريكيّة والتحالفيّة في تلك الحرب كانت ووفق تقارير دولية قادرة على التمييز بين الاهداف من ارتفاعات كبيرة لكن ما حصل هو ان حملة منظمة لضرب الجسور الخشبية التي لا تصلح الا لعبور المشاة وفي مراكز المدن وفي اوقات تجمع الاهالي على ضفاف الانهر للتزود بالماء الذي اختفى من شبكات الماء الواصلة للمنازل او لغسل الملابس قد نُفِّذت، صواريخ لا يمكن الجزم انها عمياء خلفت الآلاف من الضحايا المدنيين بين شهيد وجريح ومعاق ومفقود، اليوم وبعد واحد وثلاثين عاما على حوادث القصف للجسور الخشبية في مدن السماوة والخضر والناصرية والفلوجة والبصرة والديوانية والكوت وغيرها مازال هذا الملف لم يكشف ولم يجري العمل عليه كونه يمثل جريمة حرب وفقا للمعاهدات الدولية والمواثيق، ويمثل جريمة ابادة جماعية لا تقل شراسة عن ما اقترفه النظام السابق من فضائع في جنوب العراق وشماله وفي الكويت.
القانون الأمريكي يُلزم وزارة الدفاع الامريكيّة برفع السرّيّة عن الوثائق المتعلقّة بجانب من اسرار العمليات العسكرية بعد مرور ٣٠ عاماً، حيث يسمح هذا الرفع بمراجعة تسجيل كاميرات الطائرات وتسجيلات الرحلة والمحادثات بين الطيارين والقواعد التي انطلقت منها ..
حكومة الولايات المتحدة الامريكية التي تفتخر بأنها تدافع عن حقوق الانسان وانها الديمقراطية الاولى في العالم وانها حررت الكويت وحررت العراق عليها ان تحافظ على صورتها وتراجع ما حصل خلال الحرب من انتهاكات سافرة ضد الشعب المغلوب على امره في تلك الحقبة، ادارة الجمهوري جورج بوش الاب غطت بشكل فاضح على ما حصل، واستمرت ادارات الديمقراطي بيل كلينتون والجمهوري بوش الابن والديمقراطي باراك اوباما وثم الجمهوري المثير للجدل ترامب.
ولنتذكر ان الولايات المتحدة الامريكية وخلال الحروب في الشرق الاوسط وفقط منذ العام 2014 ارتكبت قواتها المسلحة الكثير من الاخطاء الحربية التي لا نعرف انها فعلا مقصودا ام لا ، حيث كشفت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية عن 1300 وثيقة تشير صراحة الى استهداف جوي متسرع وغير دقيق وعمليات قتل لألاف المدنيين في سوريا والعراق وافغانستان وبحسب ما اوردته (الجزيرة) نقلا عن الصحيفة. الوثائق عرضت وقوع مذابح احدثتها ضربات جوية امريكية منها قتل 120 مزارعاً سوريّاً في قرية توخار بغارة قال البنتاغون انّها استهدفت ارهابيي داعش، وفي شهر آب من العام الماضي 2021 دمّرت طائرةٌ امريكية مسيّرة سيارة تقل عشرة اشخاص من اسرة واحدة في العاصمة الافغانية كابول حيث قالت واشنطن ان السيارة كانت محمّلة بالقنابل قبل ان تتراجع عن اعلانها، وفي مرحلة لاحقة دفعت تعويضات لأسرة الضحايا الافغان.
وبالعودة الى ثلاثة عقود فإن تاريخ يومي السابع والعاشر من شباط فبراير عام واحد وتسعين وتسعمئة والف شهد قصفا في وضح النهار واثناء تجمهر الاهالي وتجمعهم على ضفتي نهر الفرات بمدينتي الخضر والسماوة 280كلم جنوب بغداد، القصف استهدف جسرا داخليا في الخضر ولم يك طريق امداد حربي وجسرا خشبيّاً وسط مدينة السماوة يستخدمه المشاة للعبور بين الضفتين، وذات الجسرين تعرّضا لأكثر من مئة صاروخ جو ارض خلال الحرب، وادت عمليات القصف الى قتل اكثر من مئتي شخص وجرح وعوق المئات غالبيتهم من الاطفال والنسوة والفتيات وكبار السن اضافة إلى الكثير من المفقودين الذين لم يعرف مصيرهم، حوادث من بين العشرات من الحوادث التي شهدتها حرب عام 1991 على الاراضي العراقية والكويتية، والبعض منها مازال يحصل بفعل القنابل العنقودية المحرمة دوليا والتي لم ترفع حتى اليوم من اراض شاسعة وتسبب في كل عام حوادث مميتة وبشكل خاص في مناطق البادية الجنوبية.
الهدف من (عاصفة الصحراء) كان تحرير دولة الكويت وفقاً قرار لمجلس الامن الدولي، والكويت اعيدت الى ما قبل اب عام تسعين وتسلمت كامل تعويضات الحرب قبل اسابيع وبما يتجاوز الخمسين مليار دولار، فيما ضحايا اخطاء الحرب المقصودة وغير المقصودة مازالوا ينتظرون، وما حصل ان شهداء وضحايا الجسور العراقية لم تعترف بهم الدول التي شاركت طائراتها في قصف المدن.
ادارة الرئيس بايدن والحزب الديمقراطي مطالبة اليوم بالدفاع عن سجل الولايات المتحدة الامريكية في ميدان حقوق الانسان ذلك لان استهداف المدنيين هو جريمة حرب وابادة لا تليق بمن يسمي نفسه راعي حقوق الانسان.
وقبل عام ذهبت إلى نقابة المحامين وطلبت منهم ومن مجموعة محامين وناشطين مجتمعين تحريك دعوى قضائية في داخل الولايات المتحدة الامريكية وعبر مكتب محاماة امريكي للمطالبة بكشف ملابسات قتل المدنيين من ضحايا الجسور العراقية، وكشف الفاعلين وتقديمهم الى العدالة، الدعوى تطالب وزارة الدفاع الامريكية برفع السرية عن عمليات القصف الجوي التي شنتها الطائرات في داخل الاراضي العراقية خلال فترة حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء)والاعلان وفق تحقيق قانوني عن حقيقة الافعال المرتكبة، هل كانت مدبرة ام اخطاء حربية، مع تقديم اعتذار للضحايا وذويهم، وهو ما يعني اقرار تعويض عادل ومجزي من قبل الطرف المتسبب، ذلك لان من الواجب الانساني وبعيداً عن الاهواء والتمحورات الدولية تقديم الاحترام المطلوب للضحايا الابرياء.



#يوسف_المحسن (هاشتاغ)       Yousif_Almouhsin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم الاهلي بين الحاجة وفضاء التسليع
- نقرة السلمان.. حكاية سجن وقصة منفى
- كتب امريكيّة لفهم الواقع العراقي
- انف الحكومات
- الحكومة اخفقت ْ .. الدولة فشلتْ !
- التاآت ، أسلحة المحرر الثلاثة
- جاذبية
- اصدقاء
- 6صباحا 9 مساء أمريكيا
- إنهم فيدراليون
- عودة
- تعمد ايقاع الاذى الصحفي
- رغوة اصوات
- يقرون بأخطائهم والعصي في الهواء
- أيقونه
- م
- مطر
- فزاعة
- إلى ادونيسته
- يستحم بالخدر


المزيد.....




- إيران مستعدة لتقديم خدمات الإغاثة لأسر ضحايا الفيضانات في أف ...
- -اليونيسف-: لا مكان آمن ليذهب إليه 600 ألف طفل في رفح
- أغنية الثعبان يستعملها ترمب لـ-ذمّ- المهاجرين
- مسؤولون إسرائيليون: مفاوضات إعادة الأسرى لم تتوقف
- القوات الإسرائيلية تواصل عملياتها بمخيم جباليا للاجئين شمال ...
- غوتيريش يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإخلاء سبيل جم ...
- مخيم جباليا: ماذا نعرف عنه وعن بقية مخيمات اللاجئين في غزة؟ ...
- تونس ـ اعتقال صحفيين اثنين ومحامية بارزة منتقدة للرئيس
- في حديثه عن المهاجرين.. ترامب يقرأ كلمات أغنية -الثعبان-
- تقارير تفيد باستخدام -أسلحة ثقيلة- في القتال الدائر بمدينة ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يوسف المحسن - قصف الجسور الخشبية العراقية جريمة ابادة