أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر هشام الصفّار - الروائي الهنغاري لازلو كراسناهوركاي يفوز بجائزة نوبل للآداب 2025














المزيد.....

الروائي الهنغاري لازلو كراسناهوركاي يفوز بجائزة نوبل للآداب 2025


عامر هشام الصفّار

الحوار المتمدن-العدد: 8490 - 2025 / 10 / 9 - 16:49
المحور: الادب والفن
    


كتب رئيس لجنة منح جائزة نوبل في الآداب أنديرس نولسون اليوم يقول:
وُلِد الكاتب لازلو كراسناهوركاي عام ١٩٥٤ في بلدة جيولا الصغيرة جنوب شرق المجر، قرب الحدود الرومانية. وفي منطقة ريفية نائية مماثلة، دارت أحداث أولى روايات كراسناهوركاي، "تانغو الشيطان"، الصادرة عام ١٩٨٥ والتي أحدثت ضجة أدبية في المجر، ومثّلت إنجازًا رائدًا للكاتب.
تُصوّر الرواية، بعباراتٍ مُوحيةٍ بقوة، مجموعةً من السكان المُعدمين في مزرعة جماعية مهجورة في الريف المجري قبيل سقوط الشيوعية. يسود الصمت والترقب، حتى يظهر فجأةً إيريمياس، صاحب الشخصية الجذابة، وصديقته بيترينا، اللذان ظنّ الجميع أنهما في عداد الموتى. بالنسبة للسكان المُنتظرين، بدا كلاهما إما رُسل أمل أو رُسل يوم القيامة.
العنصر الشيطاني المشار إليه في عنوان الكتاب حاضر في أخلاقهم كالعبيد وفي ادعاءات إيريماس المخادع، التي، على الرغم من فعاليتها وخداعها، تتركهم جميعًا تقريبًا في عقدة. ينتظر الجميع في الرواية حدوث معجزة، وهو أملٌ يُثبّته منذ البداية شعار كافكا في مقدمة الكتاب: "في هذه الحالة، سأفوت الأمر بأنتظاره". حُوِّلت الرواية إلى فيلمٍ سينمائي عام ١٩٩٤ بالتعاون مع المخرج بيلا تار.
سرعان ما توجت الناقدة الأمريكية سوزان سونتاغ، كراسناهوركاي بـ"سيد نهاية العالم" في الأدب المعاصر، وهو حكمٌ توصلت إليه بعد قراءة كتاب المؤلف الثاني "Az ellenállás melankóliája" (١٩٨٩؛ "كآبة المقاومة").
هنا، في خيال رعب محموم تدور أحداثه في بلدة مجرية صغيرة تقع في وادٍ من جبال الكاربات، تتصاعد الدراما أكثر فأكثر. منذ الصفحة الأولى، نجد أنفسنا - مع السيدة بفلوم عديمة الجاذبية - ندخل في حالة طوارئ مُذهلة. تكثر العلامات المُنذرة بالسوء. ويُعد وصول سيرك أشباح إلى المدينة، عامل الجذب الرئيس فيه هو جثة حوت عملاق، عنصرًا حاسمًا في تسلسل الأحداث الدرامي. يُحرك هذا المشهد الغامض والمُخيف قوىً مُتطرفة، مُحفزًا أنتشار العنف والتخريب.
في الوقت نفسه، يُتيح عجز الجيش عن منع الفوضى إمكانية حدوث انقلاب ديكتاتوري. باستخدام مشاهد حالمة وشخصيات مُشوّهة، يُصوّر لازلو كراسناهوركاي ببراعة الصراع الوحشي بين النظام والفوضى. لا أحد قد ينجو من آثار الرعب. في رواية "هابورو إي هابورو" (1999؛ الحرب والحرب، )، يتجاوز كراسناهوركاي حدود وطنه المجري بسماحه لكورين، أمين الأرشيف المتواضع، بأن يقرر، في ختام حياته، السفر من ضواحي بودابست إلى نيويورك، ليحتل، ولو للحظة، مكانه في قلب العالم. عاد إلى أرشيف الوطن، فوجد ملحمة قديمة بديعة الجمال عن عودة المحاربين، يأمل أن يعرّف بها العالم. تطور نثر كراسناهوركاي نحو بناء لغوي سلس، بجمل طويلة ومتعرجة، خالية من النقاط، وهو ما أصبح سمته المميزة.
تستبق رواية "الحرب والحرب"، في مغامراتها المتواصلة، الرواية العظيمة "بارو وينكهايم هازاتر" (2016؛ عودة البارون وينكهايم)، مع أن التركيز في هذه المناسبة ينصب على العودة إلى الوطن، حيث يستغل كراسناهوركاي ببذخ التقاليد الأدبية. هنا، يتجسد أحمق دوستويفسكي من جديد في البارون المتيم بإدمانه على القمار. بعد أن دمره إدمانه، يعود إلى وطنه المجر بعد سنوات عديدة من المنفى في الأرجنتين. يأمل في لم شمله مع حبيبة طفولته، التي لا يستطيع نسيانها. للأسف، خلال رحلته، يضع حياته بين يدي دانتي الغادر، الوغد الذي يُقدم على أنه نسخة قذرة من سانشو بانزا. تبلغ الرواية ذروتها، وهي من نواحٍ عديدة أبرز ما فيها من كوميديا، في الاستقبال البهيج الذي تلقاه البارون من المجتمع المحلي، والذي يسعى بطل الرواية الكئيب لتجنبه بأي ثمن.
يمكن إضافة عمل خامس إلى هذه الملاحم "الكارثية": هيرشت 07769: فلوريان هيرشت باخ-ريجيني (2021؛ هيرشت 07769: رواية، 2024). هنا، لا نجد أنفسنا أمام كابوس محموم في جبال الكاربات، بل أمام تصويرٍ واقعي لمدينة صغيرة معاصرة في تورينغن، ألمانيا، تعاني مع ذلك من الفوضى الاجتماعية والقتل والحرق العمد. في الوقت نفسه، يتجلى رعب الرواية على خلفية إرث يوهان سيباستيان باخ القوي. إنه كتاب، كُتب في لحظة واحدة، عن العنف والجمال في اندماجٍ "مستحيل".
وُصفت رواية "هيرشت 07769" بأنها رواية ألمانية معاصرة عظيمة، نظرًا لدقتها في تصوير الاضطرابات الاجتماعية في البلاد. وبنفس القدر، يُجسّد بطل الرواية الرئيس، هيرشت، نموذجًا مثاليًا للطفل الساذج ذي القلب الكبير، وهو أحمقٌ متمرسٌ بروح دوستويفسكي، الذي يتفاعل بقوة عندما يدرك أنه، مثل فولوسكا في "كآبة المقاومة"، قد وضع ثقته في تلك القوى الكامنة وراء الخراب في المدينة. مع كراسناهوركاي، هناك دائمًا مجال.
(ترجمة بتصرف عن المصدر)



#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جائزة نوبل في الفيزياء 2025 تمنح لثلاثة علماء أميركان ساهموا ...
- مجلة المجمع العلمي العراقي في عيدها الماسي
- الأجسام المضادة التنظيمية المناعية المفيدة في علاج السرطان ت ...
- منتدى ثقافي عربي في لندن يكشف عن إرث نازك الملائكة ورسائلها ...
- قراءة في كتاب -الموروث الشعبي بين حقيقة التراث والبحث فيه: أ ...
- الروائي المصري الكبير صنع الله ابراهيم..في ذمة الخلود
- من هو الطبيب القدوة؟
- المجلة الطبية البريطانية تكتب عن المجاعة في غزة
- رائدات الطب في العراق
- الكتاب والمكتبة في تراثنا العلمي
- ثقافة السؤال وأهميتها في بناء وعي متجدد
- الإدمان على العنف والحروب: تهديد للحضارة
- الروائية العراقية إنعام كجه جي تقول: جورج بوش هو الذي جعلني ...
- المدارس والذكاء الأصطناعي
- صحة المراهقين في عدد مجلة اللانسيت الطبية العالمية الصادرة ا ...
- وداد الأورفلي: أيقونة الفن العراقي المعاصر وحارسة الذاكرة ال ...
- قراءة في كتاب -رؤى في الحياة والثقافة- للدكتور عامر هشام الص ...
- الدكتور الطبيب كامل إسماعيل الجواهري في ذمة الخلود
- ولادة أول طفل لأم بلا رحم
- التواصل عبر الثقافات


المزيد.....




- فيلسوف العبثية والفوضى يفوز بجائزة نوبل للآداب
- سلسلة أفلام المقاطعة.. حكاية المقاومة السلمية من الجزيرة 360 ...
- إيقاف نجم الفنون القتالية ماكغريغور 18 شهرا
- نار حرب غزة تصل صناعة السينما الفلسطينية والإسرائيلية
- المجري لازلو كراسنهوركاي يفوز بنوبل للآداب 2025
- آباء يأملون استبدال شاشات الأطفال بالكتب بمعرض الرياض للكتاب ...
- حضرت الفصائل وغُيِّب الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني
- خريطة أدب مصغرة للعالم.. من يفوز بنوبل الآداب 2025 غدا؟
- لقاءان للشعر العربي والمغربي في تطوان ومراكش
- فن المقامة في الثّقافة العربيّة.. مقامات الهمذاني أنموذجا


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر هشام الصفّار - الروائي الهنغاري لازلو كراسناهوركاي يفوز بجائزة نوبل للآداب 2025