أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عادل الدول - مؤشر مايرز بريجز للأنماط (MBTI) و 16 نوعاً من الشخصية















المزيد.....

مؤشر مايرز بريجز للأنماط (MBTI) و 16 نوعاً من الشخصية


عادل الدول
كاتب

(Adil Al Dool)


الحوار المتمدن-العدد: 8490 - 2025 / 10 / 9 - 09:33
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


عالمنا الحالي الذي تتطور فيه وسائل استكشاف النفس والسلوك بوتيرة متسارعة، أصبح فيه فهم الشخصية البشرية أكثر تعقيدًا وثراءً من أي وقت مضى. لم تعد الشخصية تُختزل في سماتٍ جامدة أو تصنيفاتٍ جاهزة، بل تُدرَس اليوم بوصفها بنية ديناميكية تتشكل عبر التفاعل بين الوراثة، والتجربة، والبيئة، والوعي الذاتي. ومع ذلك، لا يزال الكثيرون يلجأون إلى اختبارات الشخصية باعتبارها وسيلة سريعة لمعرفة "من نحن"، رغم أن هذه الاختبارات لا تروي القصة كاملة.
ربما سمعت عن مؤشر مايرز بريجز للنوع (MBTI) وتصنيف الشخصية بناءً عليه، خاصة إذا كنت مهتمًا بالتأمل واختبارات الشخصية المختلفة.
ابتكرت الأم كاثرين بريغز وابنتها إيزابيل مايرز هذا الاختبار في أربعينيات القرن الماضي، ولا يزال يحظى بشعبية كبيرة. يُستخدم الاختبار عالميًا في البحث عن عمل وتطبيقات المواعدة. على الرغم من تعرضه للكثير من الانتقادات، فما هو موضوع الاختبار؟ وماذا تكشف نتائجه؟ وأين تعرّض للنقد؟

ماهي الاختبارات الشخصية؟

يتكون اختبار الشخصية من مجموعة من الأسئلة، تُجاب عليها على مقياس. بناءً على الإجابات، يُقسّم المشاركون إلى 16 نوعًا مختلفًا من الشخصيات.
واستند مؤشر بريجز ومايرز لأنماط الشخصية إلى نظريات المحلل النفسي السويسري كارل يونغ. ولم يكن لدى بريجز ومايرز أي خلفية علمية في علم النفس.

أنواع الشخصية

تُوصف أنواع الشخصية باختصارات كلمات مختلفة. بدمج هذه الاختصارات، تُكوّن 16 تركيبة مختلفة، تصف 16 نوعًا مختلفًا من الشخصيات.
في هذا التصنيف، تتكوّن رموز الشخصيات من أربع حروف مأخوذة من اللغة الإنجليزية، تمثل كل منها جانبًا من الجوانب النفسية الأربعة في الإنسان:

E / I: الانبساط (Extraversion) مقابل الانطواء (Introversion) – كيف يتفاعل الشخص مع العالم من حوله.


S / N: الإحساس (Sensing) مقابل الحدس (Intuition) – كيف يستقبل المعلومات ويفسّرها.


T / F: التفكير (Thinking) مقابل الشعور (Feeling) – كيف يتخذ القرارات ويزن المواقف.


J / P: الحكم (Judging) مقابل الإدراك (Perceiving) – كيف يفضل التعامل مع الحياة وتنظيم الوقت والمهام.


ومن خلال دمج هذه الحروف الأربع في ترتيبٍ معين، نحصل على ستة عشر نمطًا مختلفًا من الشخصيات، مثل:
INTJ، ENFP، ISTP، ESFJ وغيرها.
يمتلك كل نمط منها سماته المميزة التي تعبّر عن طريقة الشخص في التفكير، والتفاعل، واتخاذ القرار، وإدارة حياته اليومية.
تُقاس الشخصية بناءً على أربعة أبعاد مختلفة. يصف البعدان الأولان (E أو I) الموقف تجاه البيئة، ويصف البعدان التاليان طرق اكتساب المعلومات (S أو N)، ويصف البعدان التاليان أسس اتخاذ القرار (T أو F)، ويصف البعدان الأخيران أسلوب الحياة (J أو P)
اختبارات الشخصية صُممت في الأصل لتقديم إطارٍ يساعد الأفراد على فهم أنفسهم وسلوكهم تجاه الآخرين. من أشهر هذه الاختبارات اختبار مايرز–بريغز (MBTI)، الذي يقسّم الناس إلى ستة عشر نوعًا من الشخصيات، موزعة على أربع مجموعات رئيسية: المحللون، والدبلوماسيون، والحراس، والمستكشفون. ورغم شهرتها، فإن هذه الأنواع لا تمثل حدودًا صارمة بين الناس، بل تبيّن اتجاهاتٍ عامة في طريقة التفكير والتفاعل.
المجموعات الأربع في اختبار MBTI
أولاً: المحللون (Analysts)
يميل أفراد هذه المجموعة إلى المنطق، والتحليل، والتخطيط الاستراتيجي. يبحثون عن الأنظمة والمعاني الكامنة خلف الأشياء، ويجيدون حل المشكلات المعقدة.
INTJ (المهندس المعماري): يتمتع بعقلٍ مبدع، ينظر للأمور بنظرة استراتيجية ويضع خططًا دقيقة لتحقيق الأهداف.
INTP (المنطقي): يحب البحث في الأفكار المجردة والنظريات، ويميل إلى التفكير النقدي والتحليل العميق.
ENTJ (القائد): حاسم وطموح، يتمتع بقدرة طبيعية على القيادة والتنظيم وتحقيق النتائج.
ENTP (المناقش): فضولي ومبدع، يتحدى الأفكار ويبحث دائمًا عن طرق جديدة لإنجاز الأمور.
ثانيًا: الدبلوماسيون (Diplomats)
يتّسمون بالعاطفة والخيال والرغبة في مساعدة الآخرين، ويبحثون عن الانسجام والمعنى في العلاقات الإنسانية.
INFJ (المدافع): يسعى لفهم الآخرين ودعمهم، ويمتلك رؤية مثالية لتحقيق الخير العام.
INFP (الوسيط): حساس ومخلص لقيمه، يطمح إلى حياة تتماشى مع معتقداته الداخلية.
ENFJ (البطل): يتمتع بالكاريزما والتعاطف، ويُلهم من حوله لتحقيق أفضل ما فيهم.
ENFP (الناشط): متحمس ومبدع، يرى الحياة مليئة بالفرص ويحب تشجيع الآخرين.
ثالثًا: الحراس (Sentinels)
يتّسم أفراد هذه الفئة بالانضباط والمسؤولية والاعتماد على المنطق والواقع. يفضلون التنظيم ويحترمون القوانين والتقاليد.
ISTJ (اللوجستي): واقعي ومنظم، يهتم بالنظام والالتزام بالقواعد.
ISFJ (المدافع): لطيف ومخلص، يحرص على راحة الآخرين ويميل إلى العمل بصمت وفعالية.
ESTJ (التنفيذي): حاسم وعملي، يجيد إدارة المشاريع والفرق وتحقيق الأهداف.
ESFJ (القنصل): اجتماعي ومتعاون، يسعى إلى خلق بيئة منسجمة ويقدّر العلاقات الإنسانية.
رابعًا: المستكشفون (Explorers)
هؤلاء الأشخاص مغامرون بطبيعتهم، يفضلون التجربة العملية والتفاعل المباشر مع الواقع. يحبون الحرية والمرونة.
ISTP (الموهوب): هادئ وعملي، بارع في التعامل مع الأدوات والمواقف الصعبة.
ISFP (المغامر): حساس وودود، يعيش اللحظة ويقدّر الجمال في التفاصيل البسيطة.
ESTP (رائد الأعمال): ديناميكي وشجاع، يتخذ القرارات بسرعة ويفضل العمل على التخطيط الطويل.
ESFP (الفنان الترفيهي): مرح ومنفتح، ينشر الطاقة الإيجابية أينما ذهب، ويستمتع بالحياة إلى أقصى حد.
حدود اختبارات الشخصية
رغم متعة معرفة "النوع" الذي ننتمي إليه، إلا أن لهذه الاختبارات نقاط ضعف جوهرية يجب التعامل معها بحذر:

1. الأساس العلمي المحدود
كثير من الخبراء يرون أن اختبار مايرز–بريغز يقوم على نظريات قديمة تعود إلى كارل يونغ، ولا تتماشى مع المفاهيم الحديثة التي ترى الشخصية استمراريةً لا تنحصر في أنماط ثابتة.

2. ضعف الثبات والدقة
يمكن للشخص أن يحصل على نتائج مختلفة في أوقات متقاربة، ما يشير إلى ضعف الموثوقية في نتائج الاختبار.

3. التصنيف المفرط والأنماط الجامدة
التصنيفات الثنائية (كالانطواء مقابل الانفتاح) تتجاهل أن أغلب الناس يقعون بين الطرفين، مما يخلق تبسيطًا مفرطًا لطبيعة الشخصية.

4.تجاهل الجوانب السلبية والظروف المؤثرة
أوصاف MBTI إيجابية غالبًا، لا تُبرز العيوب أو السمات السلبية التي تُسهم في فهم أكثر توازنًا للشخصية.

5.التحيّز في الإجابات
قد يجيب الأشخاص بطريقة تُعبّر عن الصورة التي يرغبون في إظهارها، لا عن حقيقتهم الفعلية.

6. سوء الاستخدام في المؤسسات
استخدام هذه الاختبارات لتوظيف أو تصنيف الموظفين يُعد غير دقيق علميًا، إذ لا يعكس الكفاءة أو الأداء الحقيقي.


القيمة الحقيقية لاختبارات الشخصية
على الرغم من هذه الملاحظات، فإن لاختبارات الشخصية دورًا مهمًا في تعزيز الوعي الذاتي وفهم الآخرين. يمكنها أن تكون وسيلة للتأمل في الذات، وتوسيع دائرة الفهم البشري، وتحسين التواصل في العلاقات الشخصية والمهنية.
لكن من المهم ألا نغفل أن هذه الأدوات مجرد مرايا جزئية، تُظهر جانبًا من أنفسنا ولا تعكس الصورة الكاملة. فالشخصية الإنسانية ليست قوالب جامدة، بل كائن حيّ يتطور ويتغيّر مع الزمن.
لفهم الشخصية بشكل أعمق، يرى علم النفس الحديث أن الشخصية ليست حالة ثابتة أو نهائية، بل هي رحلة مستمرة من التكوّن والنمو والتغير. الشخصية تتشكل وتتطور عبر الزمن، تحت تأثير الخبرات الحياتية، والتفاعلات الاجتماعية، والاختيارات الفردية، لذلك فإن أي محاولة لتصنيفها بشكل قاطع تبقى محدودة بطبيعتها.

اختبارات الشخصية تمثل خطوة أولى مفيدة نحو استكشاف الذات؛ فهي تمنحنا نظرة مبدئية على جوانبنا المختلفة، وتساعدنا على التعرف على ميولنا، ونقاط قوتنا وضعفنا. إلا أن هذه الاختبارات لا يمكنها وحدها أن تقدم الصورة الكاملة. فالمعرفة الحقيقية بالنفس تتطلب التأمل العميق، والتجربة الواقعية، والوعي النقدي المستمر الذي يدفعنا لمراجعة أفكارنا وسلوكياتنا.

باختصار، اختبارات الشخصية أدوات إرشادية وليس أحكامًا نهائية. إنها تتيح لنا رؤية أنفسنا من زوايا جديدة، لكنها لا تغني عن الاستكشاف الداخلي المستمر، ولا عن الحوار الصادق مع الذات. الشخصية أوسع وأعمق من أي تصنيف أو قالب، فهي ليست مجرد صفات محددة أو أربعة حروف تصفنا. إنها رحلة إنسانية مفتوحة على التغير والاكتشاف، تتسع كلما زادت خبراتنا وفهمنا لأنفسنا وللعالم من حولنا.



#عادل_الدول (هاشتاغ)       Adil_Al_Dool#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعلم مهارات التعاطف والشفقة على الذات في المدرسة
- بين الطابور والطيران: مأزق الذات بين الأمان المُقنَّن والحري ...
- النجوم لا تُقارن
- أمة بلا سؤال: جسد بلا روح
- رقصة بين ضفتي الإنسان
- ولادة خارج الصندوق


المزيد.....




- أشجار الأرز التي تتحدى الزمن.. كيف يحمي لبنان كنوزه الخضراء؟ ...
- هاديسي وإيريم ديريجي توضحان نتائج التحقيق معهما في إطار -عمل ...
- اتفاق غزة.. ماذا سيحدث الآن وما هو مجهول عن التفاصيل؟
- اتفاق تاريخي يفتح باب النهاية لحربٍ دامت سنتين في غزة
- +++غزة.. اتفاق بين حماس وإسرائيل لإنهاء الحرب+++
- ما الذي نعرفه عن المرحلة الأولى من اتفاق غزة؟
- أميركا ترفع العقوبات عن رئيس باراغواي السابق المتهم بالفساد ...
- الإليزيه: ماكرون سيختار رئيسا للوزراء خلال 48 ساعة
- ماكرون يواجه قرارات صعبة
- محلل إسرائيلي: هذه الصفقة استسلام للإرهاب وليست انتصارا كامل ...


المزيد.....

- عملية تنفيذ اللامركزية في الخدمات الصحية: منظور نوعي من السو ... / بندر نوري
- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عادل الدول - مؤشر مايرز بريجز للأنماط (MBTI) و 16 نوعاً من الشخصية