أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديمة جمعة السمان - قصة -وارفة الظلال- لروز اايوسف شعبان- في اليوم السابع















المزيد.....


قصة -وارفة الظلال- لروز اايوسف شعبان- في اليوم السابع


ديمة جمعة السمان

الحوار المتمدن-العدد: 8483 - 2025 / 10 / 2 - 20:17
المحور: الادب والفن
    


القدس 2-10-2025
استضافت ندوة اليوم السابع الثقافية المقدسية الكاتبة روز اليوسف شعبان من قرية طرعان الجليلية لنقاش قصتها المخصصة للأطفال "وارفة الظلال".
صدرت القصة عن دار الهدى – عبد زحالقة في كفر قرع، تقع في 28 صفحة ملونة ومصقولة، زينتها رسومات الفنانة منار نعيرات، ودققها لغويا الشاعر جميل داري، وقام بتنسيقها آلاء مارتيني. وتصنف القصة لفئة الأطفال من سبع حتى عشر سنوات.
افتتحت الندوة مديرتها ديمة جمعة السمان، حيث رحبت بالكاتبة وقالت:
يسعدني ان نلتقي هذا المساء مع وردةٍ من بستان قرية طرعان الجليلية، مع صوتٍ حمل القلم كما يحمل المعلّم رسالة، فجمع بين التربية والإبداع، بين الشعر والنثر وقصص الطفولة. نلتقي مع الدكتورة روز اليوسف شعبان، التي منحت العمر للتعليم، ومنحت الروح للكلمة، فأزهرت دواوين، وولّدت حكايات، وأضاءت ببحوثها دروب النقد والمعرفة. نرحّب بها اليوم في ندوة “اليوم السابع الثقافية المقدسية لنحاورها في قصتها للأطفال “وارفة الظلال”، حيث تمتد ظلال الأدب دافئةً على وجدان الصغار، وتمنحنا جميعًا فسحة أمل وجمال.
وأضافت السمان: حين نلج عوالم الطفولة عبر الأدب، نجد أن النصوص التي تظل عالقة في الذاكرة تُخفي بين سطورها شيفرات للحياة.
قصة “وارفة الظلال” واحدة من هذه النصوص؛ فهي تمضي بالطفل في مسار ظاهرهُ شجرة ضعيفة ترفض أن تنمو مثل سائر الأشجار، وباطنه حكاية إنسانية عن السخرية والخذلان، وعن اليد الصغيرة التي تمدها الرحمة لتصنع المعجزة.
تتخذ الكاتبة من الشجرة رمزًا للآخر المختلف، ذاك الذي يتعرض للاستهزاء لأنه لا يشبه غيره، وكأنها تقول إن الهشاشة في ظاهرها تحمل في طياتها وعدًا بالقوة إذا ما وُجد من يُصغي بصدق. وهنا يطل فؤاد، الطفل الذي يحوّل عجز الشجرة إلى وفرة، وانكسارها إلى اكتمال.
هذه المفارقة بين الأشجار المتنمّرة والطفل الصابر تعكس صراعًا أزليًا بين الكلمة الجارحة والفعل الحاني، بين من يشيع اليأس ومن يزرع الأمل.
أسلوب السرد يتسم بالانسياب والنعومة، كأنه غُزل بخيوط الضوء ليُناسب براءة القارئ الصغير.
الجمل قصيرة، متوهجة، تتخللها صور بصرية سهلة التلقي لكنها قادرة على ملامسة الوجدان. ومع ذلك، فالنص لا يسقط في فخ التبسيط الفجّ؛ بل يترك للطفل مساحة لتأمل السؤال الكبير: كيف تتحول السخرية إلى ظل، واليأس إلى ثمار؟
رسوم الفنانة منار النعيرات بدورها تسهم في هذا التحوّل، فتترجم الكلمات إلى ألوان وملامح تجعل من الشجرة شخصية نابضة أكثر منها مجرد خلفية.
قد يلحظ الناقد أن النهاية متوقعة، وأن البنية الخطية لا تفتح احتمالات مفاجئة، لكن هذه البساطة ليست ضعفًا، بل هي اختيار مقصود يتناغم مع أعمار القراء، ويركّز على الأثر التربوي لا على تعقيد الحبكة. ولعل هذه البساطة هي التي تمنح القصة إشعاعها؛ فالقيمة الأخلاقية تصل نقية غير مشوشة، كما تصل ثمرة الشجرة ناضجة بعد صبر طويل.
في نهاية المطاف، “وارفة الظلال” هي مرآة لرحلة الإنسان نفسه: كيف نصبح بظلالنا مأوى حين نُؤمن بالآخر ونرعاه.
إنها تذكير بأن الكلمة الطيبة قد تنقذ حياة، وأن الفعل الصغير قد يورق وجودًا كاملًا. وهكذا يخرج القارئ، صغيرًا كان أم كبيرًا، وهو يحمل قناعة أن ما يزرعه اليوم في أرض القلب، قد يتحول غدًا إلى ظلال تتسع للجميع.
وقال محمود شقير:
1
منذ سطرها الأول تأخذنا قصة الدكتورة روز اليوسف شعبان إلى الزمن الفلسطيني الراهن.
ذلك أن الانتقال إلى بيت جديد في حياة الفلسطينيين ليس أمرًا عابرًا، كما أن السكن في بيت تمتدّ أمامه أرض واسعة يعدّ أمرًا في غاية الإمتاع. وحين يُستثمر جزء من الأرض لزراعة الأشجار المثمرة، ويُكرّس الجزء الباقي للعب الأولاد، فهذه متعة ما بعدها متعة.
ومنذ أسطرها الأولى تأخذنا القصة إلى أسرة نموذجية من زوج وزوجة ومن بنت اسمها سناء وولدين هما أحمد وفؤاد. تصف الكاتبة بعض مظاهر الحياة اليومية للأسرة، فنلمس الانسجام الراسخ بين أفرادها، وخصوصًا أثناء جلساتها إلى مائدة الطعام، الجلسات التي يخصص قسط من الوقت فيها لمناقشة بعض القضايا التي تهمّ الأسرة وتعني على وجه الخصوص الأطفال.
2
هذا المشهد البهيج الذي ترسمه الدكتورة روز بلغة سهلة تناسب القاموس اللغوي للأطفال من سن 7 إلى 10 سنوات، وتزيده بهجة رسومات الفنانة التشكيلية منار نعيرات وألوانها المثيرة للفرح وهي تتجسد على الورق الصقيل وعلى الغلاف المقوّى السميك، فيرسخ في وجداننا الإحساس الذي يؤكد على أن من حق الإنسان في هذا الزمن أن يكون له بيت لا يتعرّض للإخلاء أو للهدم، وهو بشكل أو بآخر وطنه الصغير الذي يمنحه الحب والحنان والشعور بالاطمئنان والكرامة.
من حقه كذلك أن تكون له أسرة تبادله المسرّات مثلما تبادله الهموم. أسرة يعيش فيها الأطفال معززين مكرمين، تسمح لهم أمهم ويسمح لهم أبوهم بإبداء آرائهم تجاه مختلف القضايا التي تهمّهم وتعنيهم، فلا يتعرّضون لزجر أو قمع أو حرمان من حقهم في التعبير عن أنفسهم، لكي تنمو شخصياتهم على نحو سويّ صحيح.
3
ولأنّ الأسرة التي تعرضها الدكتورة روز اليوسف شعبان هنا هي أسرة مكتملة الصفات، فلا يندر أن تظهر بعض المنغّصات في مجرى هذه الحياة، لكنها في هذه القصة لا تقع في الأسرة وإنما في بعض متعلّقاتها.
فقد تطرّقت القصة إلى ظاهرة التنمّر وتسلّط القوي على الضعيف، وهي ظاهرة معروفة في مجتمعنا على نحو ملموس، والظاهرة منتشرة في مدارسنا بين الطالبات والطلاب حيث يتنمّر بعض الطلاب على غيرهم من الطلاب، وتتنمّر بعض الطالبات على غيرهنّ من الطالبات.
التنمّر في قصة الدكتورة روز يتجسّد في أشجار الحديقة، ويمكن تأويله وتطبيقه على البشر من دون محاذير أو انتقاص. ذلك أن شجرة التفّاح تأخّر نموّها فبدت أصغر وأقصر من زميلاتها شجرة الخوخ وشجرة البرتقال وشجرة الرمان، اللواتي رحن يتباهين بثمارهنّ الناضجة ويتغامزن في الوقت نفسه على شجرة التفاح ويعبن عليها قصر قامتها فلا تستطيع رؤية المناظر الجميلة التي تراها الأشجار التي حظيت بالقامات الطويلة.
4
بدا فؤاد أصغر الأبناء في الأسرة معنيًّا بأمر شجرة التفّاح، وظلّ يتساءل ويستفسر من أمّه وأبيه عن وضع الشجرة؛ حتى عرف منهما أنّ التفّاحة مريضة، ولهذا السبب تأخّر نموها، وقد تعهّد الأب بإحضار دواء لها، وهذا ما كان، وفي الوقت ذاته تعهّدها فؤاد بالعناية والرعاية حتى ترعرت ونمت، ولم تحقد على زميلاتها الشجرات الأخريات، وحل الوئام بين أشجار الحديقة في محل التنمر والإساءة والخصام.
وبالطبع، هنا دروس تربوية مكرسة لتربية الأطفال على القيم الصحيحة والسلوك الحسن.
5
ثمة ملاحظة: كنت أتمنى على الدكتورة روز لو أنها جعلت الحوار التالي يتخذ منحى آخر أكثر دقّة، حين يسأل فؤاد أمه:
-أمي هل هي حزينة الآن لأنها صغيرة؟
فتجيبه الأم:
-أظنها كذلك يا ولدي.
كنت أتمنى لو تم التركيز على سبب حزنها وهو تأخّر نموّها لأنها مريضة.
وثمة ملاحظة أخرى: كلمة: ناءت، رغم وقعها المحبّب في النفس، لكنها أعلى من قاموس الفئة المستهدفة من الأطفال، إلا إذا قصدنا إدخال مفردة جديدة إلى قاموسهم، وفي هذه الحالة كان يمكن شرح الكلمة في الهامش في أسفل الصفحة.
بقيت ملاحظة أخيرة على هذه القصة الجميلة: فؤاد علم غير ممنوع من الصرف، ولذلك وجب القول: لكنّ فؤادًا كان أسعدهم.
وقال جميل السّلحوت:
في هذه القصّة الّتي نحن بصددها" وارفة الظّلال" الموجّهة للأطفال، والّتي يمكن تلخيصها بأسرة اشترت بيتا جديدا، وزرعت في ساحته الورود وبعض الأشجار المثمرة، ومرضت " شتلة" تفّاح وتأخرّت في النّموّ عن زميلاتها الأخريات من الأصناف الأخرى، فقام ربّ الأسرة بمداواتها بعد أن استشار مزارعا خبيرا، فنمت وامتدّت وتفوّقت على زميلاتها بالنّموّ إلى الأعلى وإلى الأطراف، وحملت الكثير من ثمار التّفاح الشّهيّة، ممّا أثار غيرة زميلاتها، لكنّها لم تهتمّ بهذه الغيرة لأنّها واثقة من نفسها وصحّتها، وهذه قيمة تربويّة رائعة جدّا يتعلّمها الأطفال من القصّة.
والقارئ لهذه القصّة الّتي لا ينقصها عنصر التّشويق يرى أنّ الأديبة المؤلفة قد استفادت من تجربتها كمربّية كونها اشتغلت بالتّدريس وكمديرة مدرسة. فنلاحظ في القصّة ردود فعل الأطفال الّذين فرحوا بالبيت الجديد، فكانت فرحتهم كبيرة بالسّاحة لأنّهم سيلعبون فيها، وأحدهم وجد هذه الّساحة مكانا يمارس رياضته على درّاجته الهوائيّة، في حين أخبرهم الأب أنّه سيزرع الحديقة بالورود وبالأشجار المثمرة، واصطحبهم إلى أحد المشاتل لشراء هذه الورود وأشتال الأشجار، وواضح أنّ الكاتبة تبعث رسائل تعليميّة بهذا الجانب، فالورود والأشجار ستضفي جمالا على البيت وساحته، كما أنّ الأشجار المثمرة تدعم الاقتصاد المنزليّ، حيث سيستغنون عن شراء الفواكه.
وفي القصّة معلومات عن الزّّراعة٫ وأنّ النّباتات بما فيها الأشجار تمرض كما البشر٫ ولها خبراء يعرفون مرضها ويصفون لها العلاج، وهذه معلومات هامّة للكبار وللصّغار، والجانب التّعليميّ فيها للصّغار أنّ من يعرف الزّراعة في طفولته، ويتذوّق الثّمار الطّازجة فإنّه بالتّأكيد سيزرع أرضه بما يفيده، فالأرض معطاءة تعطي من يهتمّ بها ويعطيها الرّعاية.
اللٌغة والأسلوب: استعملت الكاتبة اللغة الفصحى الّتي تناسب اليافعين، وأسلوبها سلس انسيابيّ يطغى عليه عنصر التّشويق.
الرّسومات والإخراج: الرّسومات الّتي ابدعتها الفنّانة منار نعيرات جميلة وتناسب النّص، ومونتاج القصّة جميل ومتناسق مع الصّور، وإخراج القصّة والورق الّذي طبعت عليه مع الغلاف المقوّى يدل على مهنيّة واحترافيّة عالية لدار النّشر.
وقالت نزهة أبو غوش:
في قصّتها للأطفال، أظهرت الكاتبة روز شعبان عدّة قيم تربوية، حيثّ التشجيع على الصّبر والعناية، فشجرة التفاح لم تثمر في البداية، لكن بالصّبر والاهتمام نمت وأثمرت. التعاون الأسري، ومشاركة الأبناء والأهل في غرس الأشجار تبرز قيمة العمل الجماعي داخل الأسرة. الاحترام وتقبّل الآخر: القصة تعلّم الطفل أن لكل فرد أو كائن وتيرة نمو مختلفة، فلا يجوز السّ خرية ممن يتأخر أو يختلف. الاعتراف بالخطأ: الأشجار اعتذرت ضمنيًا عندما عانقت شجرة التفاح بعد أن أثمرت، وهذا يعلّم الطفل التواضع والتسامح. أمّا من النّاحية الأجتماعيّة، فالعائلة هنا نموذج مصغّر للمجتمع المتماسك الذي يتشارك المسؤولية والفرح . تمثيل الأشجار يكشف صورة المجتمع أيضًا؛ فيه من يسخر ويستهزئ بالضعيف، لكن بالتربية والاهتمام يمكن لهذا الضّعيف أن يزهر ويثبت ذاته ، والرسالة الاجتماعية هي أنّ المجتمع يحتاج للتكافل وعدم التمييز بين الأفراد. احترام التنوع والاختلاف بين الأعضاء يثري المجتمع ويزيده جمالًا. أمّا من النّاحية اللغوية، فلغة القصّة واضحة وانسياببًة، وكلماتها مشكّلة قواعديا واملائيّا تساعد الطالب على القراءة الصحيحة. الجانب الفني والتقني : الفكرة تربوية واضحة وتناسب عقل الطفل. فيها عنصر التّشويق (لماذا لم تثمر شجرة التفاح؟ وكيفيّة معالجة الأب للشجرة). النهاية سعيدة، وهذا مهم في قصص الأطفال. الرّمزية بسيطة وشفافة: شجرة التفاح ترمز للطفل المختلف/المتأخر في النمو.
حبّذا لو كان حوارا بين الطفل فؤاد والشجرة؛ من أجل تصعيد حبكة الرواية.
أرى أنّ القصّة ظهر بها أنّ الأشجار كلها مثمرة في وقت واحد – الخوخ والبرتقال...- قد يخدم هذا الرّمزيّة التربويّة؛ من أجل تبسيط الأمر للطفل، بينما اذا اعتبرت واقعيّة تعليميّة، فهي ثغرة، اذ ممكن للطّفل أن يتساءل: لماذا أثمرت الأشجار مع بعضها مرّة واحدة؟
ممكن إضافة جملة بسيطة؛ من أجل التعديل " ومع مرور الأيّام، كلّ شجرة أزهرت وأثمرت في فصلها...الا شجرة التّفاح" بهذا يمكن أن نجمع ما بين الرّمزيّة والواقعيّة.
وقالت د. رفيقة عثمان:

احتوت القصّة على تسع وعشرين صفحة، من القطع المتوسّط؛ تخللتها رسومات من تصميم الفنّانة: منار نعيرات؛ خّصّت هذه القصّة؛ لجيل مابين السّابعة والتّاسعة.
اشتملت هذه القصّة على عدّة أهداف تربوية؛ رغبت الكاتبة غرسها، وإكسابها في نفوس الأطفال، ومن أهم هذه الأهداف: لفت الانتباه حول وجود طاهرة التّنمّر بين الأطفال، وكيفيّة علاجها سلوكيًّا، ومن ثمّ تشجيع قيمة المشاركة الجماعيّة داخل الأسرة؛ تنمية القدرة على الحوار العائلي، والتّشاور في شؤون البيت، وتنمية حس التّعامل مع النّباتات، والعناية بها. بالإضافة لتقبّل الاختلاف عن الآخيرين، وتقبّل الذّات.
من أجل تحقيق هذه الاهداف، اختارت الكاتبة، النّباتات كرمز لشخصيّات القصّة؛ للتّعبير عن رسالتها. وكانت هذه الأشجار: الرّمّان، والتفاح، والخوخ، والبرتقال.
نمت كل الأشجار بطريقة طبيعيّة، ما عدا عن شجرة التّفاح، ظلّت ضعيفة، ولم تنمّ كما يجب مثل صديقاتها؛ ممّا تسبّب في التّنمرّ عليها، ومعايرتها بقصر قامتها وعدم جدوتها ؛ لكن رب الاسرة فؤاد اعتنى بها جيّدًا، فعالجها بالسّماد والماء والتّقليم، حتى استعادت قوّتها، وأثمرت مثل صديقاتها. هنا تباهت وفرحت شجرة التّفاح أمام صديقاتها، بعد شعورها بالاكتئاب والغضب والعُزلة.
اختارت الكاتبة عنوان القصّة "وارفة الظّلال"؛ نظرًا للمعنى الّذي يحتويه من شجرة ضعيفة، تحوّلت لشجرة قويّة، ذات قروع ممتدة، خضراء يانعة؛ يعتبر العنوان تعويضًا لِما عانته شجرة التّفّاح من التّنمّر. يبدو أنّ العنوان ملفت للإنتباه؛ ويركّز على حسنات شجرة التفّاح بعد معافاتها.
بودّي أن أنوّه بأنّ المقارنة في القصّة، حصلت بين أشجار مختلفة الأنواع؛ بحيث من الطبيعي أن تنمو كل شجرة في فصل مختلف. مثلًا: تنمو شجرة التّفّاح في فصل الخريف، بينما تنمو شجرة البرتقال في فصل الخريف والشتاء، وينضج شجر الخوخ في فصل الصّيف، وامّا شجر الرّمان فينضج في فصل الخريف.
هنا لا تجوز المقارنة، وبناء الحوار على أساس المساواة؛ من المحبّذا اختيار نوع واحد من الاشجار والّتي تنمو في نفس الفصل، ومن ثمّ إجرء المقارنة بينهم بطريقة صحيحة. إنّ الجانب التّربوي يوجّه لعدم الإدلاء بمعلومات غير صحيحة؛ لأنّها ترسخ في ذهن الأطفال، ويصعب تصحيحها بسهولة.
برأيي لشّخصي: إنّ القصة ليست بحاجة لشخصيّات غير إنسانيّة، ومن الممكن اختيار شخصيّات أطفال من الواقع؛ لتمكين الأطفال المتنمّرين من فهم الواقع، وإعطائهم الفرصة؛ لتحسين مواقفهم ، وسلوكهم غير المرغوب به، وإثبات جدارتهم بعد معرفة مواطن الضعف لديهم.
استخدت الكاتبة لغة جميلة سهلة، احتوت على مفاهيم مختلفة، وأضافت رونقًا عن استخدامها للتأنيس؛ في الحوار الّذي جرى بين الاشجار المختلفة في حديقة البيت، فهي لغة تحاكي مشاعر الأطفال من أعمار الفئة المُستهدفة.
رافقت القصّة رسومات توضيحيّة جميلة، تساهم في جذب انتباه الأطفال لجماليّات القصّة، والّتي احتوت على ألوان مختلفة تجسّد الألوان الطبيعيّة لثمار الفواكه والحمضيّات.
خلاصة القول: قصّة "وارفة الظّلال" هي قصّة ذات أهداف تربويّة هامّة، وإنّ تطرّق الكاتبة روز شعبان لموضوع ظاهرة التّنمّر؛ وهو الموضوع المُقلق على السّاحة التّربويّة. فالقصّة تعتبر إحدى الوسائل العلاجيّة لهذه الظّاهرة.
وقالت سهير زلوم:
قصة وارفة الظلال من القصص التي تحمل قيمة تربوية واضحة، إذ تهدف إلى تنمية روح المحبة بين الأطفال وتعزيز علاقتهم بالأرض والطبيعة.
في أحداث القصة، قام الأطفال بزراعة أشجار البرتقال والرمان والخوخ والتفاح في وقت واحد، واعتنوا بها حتى نمت. وتُبرز القصة لحظة مؤثرة عندما اعتنى أحد الأطفال بشجرة التفاح، فإذا بها تُثمر حبًّا للطبيعة والطفولة، وكأن الشجرة أصبحت رمزًا للعطاء والبراءة في حياة الصغار.
نقاط القوة في القصة:
- العنوان "وارفة الظلال" عنوان موفق وموحٍ، يجسد الحماية والسكينة التي تمنحها الأشجار.
- الصور الرمزية جميلة، وخاصة الربط بين رعاية الشجرة ونمو مشاعر الطفل.
- البعد التربوي واضح، حيث تشجع القصة على العناية بالطبيعة واحترامها.
الملاحظات النقدية:
رغم جمال القصة، إلا أن هناك تفصيلًا واقعيًا يحتاج إلى توضيح:
- الأشجار لا تُزرع جميعها في نفس الوقت، فلكل نوع موسمه الخاص، إذ أنّ البرتقال يُزرع عادة في نهاية الشتاء وبداية الربيع، أما التفاح والخوخ يحتاجان إلى برد الشتاء ويُزرعان في الربيع، كما أن الرمان يُزرع غالبًا في الربيع أو أوائل الصيف، ولهذا، كان من الممكن أن توضح القصة أن الأطفال زرعوا الأشجار في أوقاتها المختلفة، ليصل للطفل درس مهم بأنّ لكل نبات موسمه، كما أن لكل إنسان وقته الخاص للنمو والنجاح.
ومع ذلك، تعتبر قصة وارفة الظلال عمل أدبي وتربوي جميل، يوازن بين الخيال والرمز. وهي تزداد ثراءً عندما يُضاف إليها بعد علمي مبسط، مما يجعلها أكثر واقعية وفائدة للطفل.
وقال بسام داوود:
القصة تربوية تعليمية توعوية موجهة للاطفال لكنها تفيد الجميع صغارا وكبارا .
تدور احداث القصة حول شراء عائلة حامد بيتا جديدا وانتقالهم اليه وتوجد حوله قطعة ارض وبعد حوار بين افراد الاسرة تم تخصيص جزءا منها للعلب وجزءا اخر ليكون حديقة ,وتوجه افراد الاسرة لمشتل قريب واشتروا مجموعة من الاشجار والازهار والورود وبعض البذور حيث تعاونوا مع بعض في زراعتها في الحديقة واخذوا يعتنوا بها الى ان نمت وكبرت واصبحت تحمل ثمارا متنوعة كالبرتقال والرمان والخوخ الا ان شجرة واحدة بقيت صغيرة ومتقزمة وهي شجرة التفاح مما تعرضت للتنمر من قبل بقية الاشجار سبب لها الحزن وكانت تبكي بصمت وسأل فؤاد امه عن سبب ذلك فقالت يبدو انها مريضة وسأل والده هل سيقلعها اجابه انه سيستشير جاره المزارع لتقديم العلاج اللازم لها وبالفعل تم العناية بها من جديد وعملوا ما يلزم من تقديم اسمدة وعلاجات ومياه كافية الى ان تحسن وضعها ونمت وكبرت واصبحت تحمل ثمار التفاح اللذيذ وفرح بها جميع افراد الاسرة كما ان الاشجار الاخرى انحنت اعجابا بها وغبطتها على ما حصلت عليه من حب ورعاية من الاسرة فاعربت شجرة التفاح عن سعادتها بهم معربة لهم عن تسامحها وشكرها العميق .
الرسائل التي استفدناها من القصة :
-دعوة الجميع للاقتراب من الطبيعة وحب الارض التي هي من حب الوطن .
-جمالية الحوار داخل الاسرة بين الابناء ووالديهم .
-محاربة ظاهرة التنمر لما لها من اضرار كثيرة داخل المجتمع .
-حث الاطفال للتحلي بالتسامح لما له من اثر في جمالية الحياة .
الاهتمام بالحديقة المنزلية:
-لما لها الاثر من تجميل منظر البيت والمنطقة .
-توفير مكان مناسب لتجلس به العائلة مجتمعة وتقوية الروابط الاسرية .
-تحسين الحالة النفسية وتخفيف الضغوط والتوتر .
-تلطف الاجواء بما فيها من نباتات واشجار وتزود البيئة بالاكسجين وتقليل من نسبة ثاني اكسيد الكربون .
-دعم التنويع البيئي حيث تعمل على جلب الطيور, النحل الفراشات .
-توفر للاطفال بيئة تبعدهم عن استعمال وسائل التواصل الاجتماعي والالعاب الالكترونية .
من خلال الحديقة نعلم الاطفال :
-كيف تتغذى الاشجار من خلال عملية التمثيل الكلوروفيلي .
-الاشجار بحاجة للضوء واشعة الشمس.
وقالت وجدان شتيوي:
جاء غلاف القصّة متّسقًا جدًّا مع العنوان والفكرة، إذ نرى شجرة خضراء الأغصان مزهرة تظلّل طفلًا يشعر بالسّعادة
والامتنان.
فهي شجرة "وارفة الظّلال" وكلمة وارفة تنمّ عن الكثرة والوفرة، والظّل يرتبط بالأمان والحماية والرّاحة،
وحين قرأت القصّة رأيت الشّجرة وكأنّها عائلة هذا الطّفل الوارفة بظلال الألفة والمحبّة.

تتحدّث القصّة عن أسرة حامد التي انتقلت إلى بيت جديد في طرف القرية، تمتدّ أمامه أرض واسعة، فقاموا
بتخصيص قسم منها كحديقة لزراعة الورود والأزهار والأشجار، والآخر للعب الأبناء. ثمّ بدأت الأشجار تنمو
وتعلو باستثناء شجرة التّفاح فدار بين الأشجار حوار تتباهى فيه كلّ شجرة بمميّزاتها، بينما بقيت شجرة التّفاح
تتحسّر بصمت، وانتبه فؤاد لضعف شجرة التّفاح وقصرها، فسأل أمّه عن السّبب، فأخبرته أنّها ربّما مصابة
بمرض ما، وأخذ والده يستشير جاره البستانيّ باحثًا لها عن علاج.
وظلّ فؤاد يعتني بها هو ووالده حتى بدأت الحياة تدبّ في عروقها، وتعلو وتثمر، فقطفت الأسرة من ثمارها
وانحنت لها الأشجار، فمدّت لها شجرة التّفاح أغصانها تصافحها شاكرة مسامحة.

إنّ لغة القصّة سهلة إنسيابيّة تعمّق الخيال لدى الطّفل وتجعله يتفاعل بحواسّه مع ما حوله من طبيعة وبشر.
إنّ حوار الأشجار يتعدّى كونه حوارًا خياليًّا إلى ما هو أعمق فما ينطبق على الأشجار في حوارها يمكن
إسقاطه على الأطفال وعلاقاتهم، فكم من طفل تعرّض للسّخريّة من أقرانه لاختلافه أو تأخّره عنهم في شيء ما
فكان لاحتواء عائلته أثر في تنمية شخصيّته وتعزيز ثقته في نفسه كما حصل مع شجرة التّفاح.

لقد عزّزت القصّة كثيرًا من المفاهيم والسلوكيّات الإيجابيّة منها:
- إشراك الأطفال في القرارات العائليّة كما أشركت الأمّ أطفالها في اختيار الأشتال من المشتل لزراعتها.
- استشارة أهل الاختصاص في الأمور التي نجهلها كما في استشارة الأب جاره البستانيّ لعلاج شجرة التّفاح.


- تفضيل المصلحة العامّة على المصالح الشّخصية كما بدا في اهتمام فؤاد بالشّجرة لتنمو رغم أنّه لن يتمكّن من
تسلّقها إذا كبرت.
- عدم الاكتراث بالمحبطين والمنتقدين، والتّركيز على التّقدّم والإنجاز كما حصل مع شجرة التّفاح عند سماعها
الأشجار يقلّلن منها حتّى بعد ارتفاعها فلم تكترث. فعلى الإنسان أن يمتلك الحصانة النّفسيّة حتّى لا يهزّ ثّقته
بنفسه شيء.
- إفساح المجال للطّفل لتحمّل المسؤوليّة ليتربّى على المبادرة والإيجابيّة كما هو الحال في عناية فؤاد بشجرة
التّفاح، فالطّفل الذي غيّر حال الشّجرة قد يغيّر التّاريخ يومًا.
وقالت م. إيناس أبو شلباية:
تقول القصة بأنّ اسره حامد انتقلت إلى بيتهم الجديد الذي كان مصدر فرح لجميع افراد الأسره.
وكان يمتد امام البيت الذي يقع على طرف القريه أرض واسعه يلعب فيها الاولاد بالكره والدراجه كما خصّصوا منطقه واسعه من الارض كحديقة لزراعه الورود والازهار والاشجار لتضفي جمالا على البيت، فاشتروا اغراسا من مشتل من زهورا وورود وشجره رمان وخوخ تفاح، وزرعوها.
كبرت الاشتال، إلا أنّ شجره التفاح كانت ضعيفة، فنصح المزارع بازاله الاوراق الصفراء وسقايتها والاعتناء بها. فتعافت وكبرت كباقي أشجار الحديقة، وأثمرت وازدهرت.
نتعلم من القصة أنّه بالرّعاية الدائمة والمحبة ممكن إصلاح العضو الضعيف.
القصة جميلة سلسة وبسيطة، ورسوماتها ذات ألوان مميزة.
الا انني لاحظت أنّ بيوت القرية جاءت في الرسومات تكاد تكون بدون شبابيك وأبواب.
وفي الختام، أرى أن القصة موفقة، وممكن تحويلها إلى رسوم متحركة والى لعبه دمى متحرّكة أيضا.






#ديمة_جمعة_السمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية رهين الجسد للكاتب فادي أبو شقارة في اليوم السابع
- قصة -عمر حبيب القمر- للكاتبة نزهة الرملاوي
- رواية -المائق- للأديب جميل السلحوت في اليوم السابع
- قصة -بماذا تميز الغراب- للكاتب طارق مهلوس في اليوم السابع
- “رواية عودة الموريسكي من تنهداته- للكاتب عدوان نمر عدوان في ...
- رواية -بين جنّتين- للكاتب سرمد التّايه في اليوم السابع
- -الخرّوبة- سرديّة الكرامة والصّمود في وجه الغياب والاقتلاع.
- رواية -الخروبة- للكاتب رشيد النجاب في اليوم الساتبع
- رواية - عين التينة- للروائي صافي صافي في اليوم السّابع
- رواية - عناق على حاجز إيريز- للكاتبة رولا خالد غانم على طاول ...
- رواية -لعبة الزمن- للكاتبة نزهة أبو غوش في اليوم السابع
- رواية -حسناء فارس- للأديبة د. روز اليوسف شعبان في اليوم السا ...
- رواية - لا تقربيه ولو كان آخر رجال العالم- في اليوم السابع
- (حمروش) في اليوم السابع للأديب جميل السلحوت
- -الوسادة االعجيبة- للكاتبة حنان جبيلي عابد في اليوم السابع
- -حمروش-: صرخة في وجه الخرافة ودعوة لتحرير العقول. “
- حين تصبح الذاكرة وطناً: قراءة في منزل الذكريات للأديب محمود ...
- - ولع السباحة في عين الأسد- في اليوم السابع
- قصة - أرفض تسميتي معاقا- للكاتبة عابدة خطيب في اليوم السابع
- رواية - تراتيل في سفر روزانا- في اليوم السابع


المزيد.....




- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديمة جمعة السمان - قصة -وارفة الظلال- لروز اايوسف شعبان- في اليوم السابع