|
رواية -المائق- للأديب جميل السلحوت في اليوم السابع
ديمة جمعة السمان
الحوار المتمدن-العدد: 8441 - 2025 / 8 / 21 - 20:11
المحور:
الادب والفن
القدس 20-8-2025 ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية المقدسية رواية "المائق" للأديب جميل السلحوت. الرواية مخصصة للناشئة، صدرت عن مكتبة كل شيء الحيفاوية، تقع في 160 صفحة من القطع المتوسط، صممها شربل الياس. رحبت مديرة الندوة بالحضور، وعرّفت بالأديب السلحوت، وقالت: "المائق" تفتح أبوابا واسعة على التاريخ الفلسطيني والبيئة الاجتماعية. تُعد رواية " المائق" للاديب جميل السلحوت من الأعمال الموجهة للناشئة، وهي تفتح أبوابًا واسعة على التاريخ الفلسطيني والبيئة الاجتماعية بما فيها من قيم وعادات. تدور أحداثها في فترة الحكم العثماني في منطقة النبي موسى قرب القدس، وتتمحور حول شخصية ماجد ابن الشيخ مسعود الذي وُصف منذ طفولته بـ"المائق"، أي ضعيف النمو والمتأخر في خطواته الأولى، الأمر الذي جعله محل تهميش في عشيرته. لكن الحكاية سرعان ما تأخذ مسارًا آخر حين يجد نفسه في كنف شيخ بدوي يرعاه ويهتم به، فينشأ على قيم الفروسية والكرم والشهامة، ويصقل شخصيته على مدى سنوات طويلة، ليعود مختلفًا عمّا توقعه الجميع، وقد غدا شخصية قوية جديرة بالاحترام. الرواية تنجح في إيصال رسائل تربوية واضحة للجيل الناشئ، أبرزها أن الإنسان قادر على التغيير متى ما وجد بيئة حاضنة وداعمة، وأن الأحكام المسبقة التي يطلقها المجتمع لا تحدد مصير الفرد. كما تطرح مجموعة من القيم الأصيلة مثل الوفاء، الصبر، الكرم، إكرام الضيف، واحترام الخيل، إلى جانب التشديد على دور الأسرة ومسؤوليتها، والتنبيه إلى أن التخلّي عن الأبناء قد يورث ندمًا لا يُجبر. وفي البعد الفني، يلاحظ القارئ لغة سلسة مشوقة تناسب الفتيان والفتيات، مع فصول قصيرة ورسومات مرافقة تضفي على النص جاذبية خاصة وتشجع القارئ على المتابعة. كذلك فإن استدعاء الكاتب لمواقع فلسطينية كالمسجد الأقصى وأسواق القدس ومقام النبي موسى يعزز الارتباط بالهوية والتاريخ، ويمنح الرواية قيمة توثيقية ومعرفية إلى جانب بعدها الحكائي. أما من حيث الملاحظات، فإن الرواية تميل في بعض جوانبها إلى المثالية، إذ يظهر ماجد بعد تحوله نموذجًا متكاملًا يقترب من المثال الأعلى، وربما كان من الممكن إبراز شيء من صراعاته الداخلية ليبدو التحول أكثر واقعية. ومع ذلك، فإن هذه المثالية قد تكون مقصودة في سياق أدب الناشئة، حيث يسعى الكاتب لتقديم نماذج إيجابية تلهم القراء الصغار وتغرس فيهم قيمًا أصيلة. في المحصلة، تقدم "المائق" نصًا تربويًا شيقًا يجمع بين المتعة الأدبية والرسالة الإنسانية، ويبرهن على قدرة السلحوت في مخاطبة الأجيال الجديدة بلغة تناسبهم وتستجيب لتطلعاتهم. إنها رواية تُشجع القارئ على الثقة بالنفس وتفتح عينيه على دور التربية والبيئة في تشكيل مصيره، وتضيف لبنة جديدة إلى مشروع الكاتب الأدبي الذي يسعى لتأصيل القيم الفلسطينية في قالب قصصي ممتع. وقال محمود شقير: والرواية مكرسة للفتيات والفتيان، مع أن لغتها وأسلوب السرد المتأني فيها، وبعض تفاصيل الأحداث الواردة فيها تجعلها قريبة من عالم الكبار كذلك. فالعنف الذي يمارسه الشيخ مسعود الماجد ضد ابنه ماجد، وطرده له من بيته، والفصل بينه وبين زوجته، واضطراره للعيش في كنف الشيخ سعيفان، شيخ عشيرة أخرى بعيدة من مضارب عشيرته مدة خمسة عشر عامًا، ثم العودة إلى زوجته وعائلته شخصًا آخر مكتمل الرجولة والتصرفات، ذلك العنف وهذا الانقطاع الطويل يناسب الكبار وقد لا يكون في تفاصيله مما يُدرج في أدب الفتيات والفتيان. 2 ومن خلال الراوي العليم، وعلى طريقة الحكايات الشعبية التي يتولى سردها راوٍ يبدو محايدًا، وهو في حقيقة الأمر ليس محايدًا، حين يأخذ الحكاية إلى نهاية سعيدة مبهجة، بعد أحداث مربكة أو محرجة أو مؤلمة، ثم يحدث الانفراج الذي يريح السامعين، تمضي رواية "المائق" بسهولة ويسر وإتقان. فهذا هو المنحى الذي اتبعه جميل السلحوت في سرد روايته التي بدأها بولادة الزوجة صفية ولدًا كان ينتظره الشيخ مسعود من زمن، لكي يكون ولي عهده ووريثه في زعامة العشيرة. غير أن الطفل المنتظر ماجدًا راح منذ أشهره الأولى يبدي علامات غير مطمئنة، ظلت تتفاقم وتتضح مع الزمن، بحيث تأكد أبوه أن ابنه يعاني من وضع غير سوي، إما بسبب من زواج الأقارب أو بسبب من كثرة الدلال الذي أفسد الولد، وهو الأمر الذي دفع الشيخ أبا ماجد إلى الزواج من ابنة أحد الشيوخ المعروفين، وهي شيماء التي خلفت له ثلاثة أولاد وثلاث بنات، وكان ابنه سلطان من أذكى الشباب وأشجعهم. 3 تكشف هذه الرواية المسرودة بقدر غير قليل من التشويق عن معرفة جميل السلحوت الوافرة بالأماكن التي تجري فيها الأحداث، وبحياة البدو وبعاداتهم وتفاصيل معيشتهم، وإقدامهم على الزواج من ثانية وثالثة ورابعة من دون محاذير، وعلى تزويج البنات من دون أخذ آرائهن، وهو ما حدث حين أخذ الشيخ مسعود ابنيه ماجد وسلطان لكي يخطب لهما ابنة أحد شيوخ النقب، الشيخ أبو عقاب الذي وافق من دون تردد على خطوبة ابنتيه لماجد وسلطان. هنا تتكشّف غلطة كل من الشيخ مسعود الذي تستر على سلبيات ابنه ماجد، والشيخ أبو عقاب الذي وافق على خطبة ماجد لابنته سلمى من دون التشاور معها، وهي الغلطة التي وضعت ماجدًا في امتحان صعب كلّفه خمسة عشر عامًا من عمره حتى أدرك المعنى الحقيقي للحياة، وكلّف سلمى خمسة عشر عامًا من عمرها من دون ذنب جنته يداها، بل الذنب كان ذنب والدها. 4 ما يميز هذه الرواية التي وقعت أحداثها في زمن حكم الدولة العثمانية لبلاد الشام، حيث لم تكن هناك حدود بين القدس والشام، وحيث العشيرة التي كانت تقيم في بيوت الشعر على مقربة من مقام النبي موسى بين القدس وأريحا، وحيث الكرم والشهامة واحترام الضيف، وحيث تباهي شيوخ العشائر ورجالها بإطلاق الرصاص من مسدساتهم في الأعراس وفي غيرها من المناسبات السارة أو المحزنة (وهو الأمر الذي تجنب الكاتب ذكره عن حنكة وذكاء ،كيلا يُتخذ حجة لتشجيع إطلاق الرصاص المرفوض حاليًّا في أعراسنا) وحيث الخيول الأصيلة التي كان يتباهى بها شيوخ العشائر ويتهادونها فيما بينهم للتدليل على علاقات الصداقة والود التي كانت تظللهم. وحيث إقدامهم على تربية أطفالهم بتمكينهم من الجلوس في المضافات للاستماع إلى أحاديث الكبار وللتعلم منهم، يضاف إلى ذلك تدريبهم على الفروسية وركوب الخيل وكل ما يعزز الأخلاق الحميدة والسلوك الحسن في حياة بدو فلسطين. 5 هنا نعثر على السر الذي جعل الأديب جميل السلحوت ينسب روايته إلى أدب الفتيات والفتيان، إذ بوسعهم في مقابل جلوس الفتيان في مضافات الرجال أن يتمعنوا في القيم الإيجابية التي تبثها هذه الرواية في نفوسهم لتكون خير تعبير عنهم وعن رغباتهم وتطلعاتهم.
د. روز اليوسف شعبان: الإفراط في تدليل الأبناء في رواية المائق لجميل السلحوت صدرت رواية المائق للفتيات والفتيان للأديب المقدسيّ جميل السلحوت عن مكتبة كلّ شيء في حيفا، 2024، تنسيق شربل إلياس، وتقع في 149 صفحة. الكاتب جميل السلحوت روائيّ غزير الإنتاج، يطرق مواضيع مختلفة في رواياته، وهي في معظمها تتمحور حول العادات والتقاليد والأفكار النمطيّة السائدة في المجتمع العربيّ، وقد خصّ المرأة وما تتعرّض له من تميّيز وإجحاف في حقوقها، في الكثير من رواياته منها: رواية الأرملة(2023)، وهي رواية مشتركة مع الروائيّة المقدسيّة ديمة السمّان، رواية المطلّقة(2020)، رواية الخاصرة الرخوة(2020) كما أنّه لم يغفل حياة البداوة وعاداتها وتقاليدها، فذكرها في العديد من رواياته، ومنها رواية المائق. والمائق هو الطفل الذي يتأخّر في الحبو. تدور أحداث الرواية في العهد العثمانيّ في البادية في عشيرة الشيخ مسعود، التي تقطن في منطقة" الطّبق" قريبا من مقام النبي موسى-عليه السلام- في فلسطين في الطريق الواصل بين القدس وفلسطين. وكان ماجد الملقّب" بالمائق" ابن الشيخ مسعود، ووالدته صفيّة. طرح الروائيّ السلحوت مواضيع عديدة في روايته منها: • تعريف الناشئة بحياة البداوة: العادات والتقاليد، منصب المشيخة وأهميّة الشيخ للقبيلة، مصادر الرزق، الكرم والسخاء عند قبائل البدو، وقد ظهرت هذه الصفة بشكل خاصّ لدى الشيوخ، الذين يكرمون ناسهم وضيوفهم، فتبقى مضافتهم مفتوحة، ونارهم موقدة. • أهميّة إنجاب الذكور: بيّنت الرواية تفضيل الولد على البنت، وخاصّة شيوخ العشائر، "فالأولاد عزوة"، والولد الذكر هو من يرث المشيخة عن والده. لذا كان الشيوخ يتزوّجون العديد من النساء؛ ليلدن لهم الكثير من الأبناء الذكور، وكانت الأفراح تعمّ العشيرة برمّتها عندما تنجب نساء الشيخ أولادا، في حين لا يكترث أحد لولادة البنت. وقد بيّن الكاتب أنّ لا علاقة للمرأة في تحديد نوع الجنين، فجاء بآية من القرآن الكريم تبيّن ذلك:" الله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء، يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور". ص 46. • خضوع المرأة للرجل ووجوب طاعته: بيّنت الرواية مدى خضوع الزوجة لزوجها، وعدم الاعتراض على زواجه من امرأة أخرى، أو توجيه أسئلة له عن الأماكن التي يذهب إليها، والاهتمام بجمالها حتى تبدو دائما جميلة في عين زوجها. وتلعب الأمّ دورا هاما في تقديم النصائح لابنتها وفي الحفاظ على جمالها خاصّة إذا كانت زوجةً لشيخ العشيرة. ومن نصائح زبيدة لابنتها صفيّة زوجة الشيخ مسعود ما يلي:" ضعي الولد في حدقتي عينيك، تجهّزي لتحملي ولتلدي كلّ عام طفلا أو توأمين، فالشيوخ يحبّون العزوة، فكوني للشيخ مسعود فراشا؛ ليكون لك غطاءً. لا تظهري أمامه إلا وأنت كما يُحبُّ، تجمّلي له؛ لتقنعيه أنك المرأة الوحيدة على الأرض كي لا يأتيك بضُرّة".(ص 10). وقد وضعت زبيدة والدة صفيّة بصمة من الحنّاء على جبين صفيّة، وبصمة أخرى على منتصف لحيتها، طلبت منها أن تتمدّد على الفراش وترفع ثوبها، ليظهر بطنها وصدرها، وضعت دائرة من الحنّاء حول سُرّتها، رسمت بالحناء وردتين على نهديها، ووردتين على منتصف فخذيها وهي تقول: "عندما يرى الزّوج هذا على جسد زوجته فإنه يهيم بها، ثم رسمت وردة على ظاهر وبطن كفّيها وذراعيها".( ص 19-20). مع ذلك فإن المرأة البدوية كانت تعتبر من الحرائر، ولا تعيش حياة الحريم، وهذا يعني أنها كانت تتصرّف بعفوية دون حرج كما الرجال، وتتحدث معهم دون خوف، وقد تمتّعت المرأة برشاقة الفرسان، وكانت فارسة تركب الخيل وتتعلّم الفروسيّة. • الفروسيّة: تطرّق الرّواية إلى أهميّة ومعزّة الخيول العربيّة الأصيلة لدى البدو، وخاصّة الشيوخ، فكانت الخيول الأصيلة ملكا لشيوخ العشائر، مخلصة لصاحبها، تبكيه إذا مات، وبعضها يموت حزنا بعد وفاة صاحبها. • موضوع ختان الأولاد الذكور: بيّنت الرّواية حكم الشّرع فيه، فالختان من السّنة ولم يُذكر في القرآن:" اتّفق أهل العلم على مشروعيّة الختان، واختلفوا في حكمه، فقال بعضهم بوجوبه، وقال البعض بسُنّيتهِ".(ص 36). • حريّة التنقّل في الأقطار العربيّة: ففي العهد العثمانيّ لم تكن هناك حدود بين الدول العربيّة، فالشيخ مسعود تزوّج زوجته الأولى والثالثة من بادية الشام، أمّا ابنه ماجد فبعد أن طرده والده ذهب للعيش في تبوك في السعوديّة. • تربية الأولاد وعدم الإفراط في تدليلهم : ولعلّه الموضوع الأهمّ في هذه الرواية، فقد بيّن الكاتب أن الدلال المفرط يسيء إلى الولد، وقد ظهر ذلك في تدليل صفيّة وأمّها لماجد ابن الشيخ مسعود، حتّى أنّه تأخّر في الحبو حتى بلغ عاما، في حين حبت أخته في عمر أربعة أشهر. وبعد أن أخذت صفيّة ابنها ماجد لفحصه عند إمام المسجد، أخبرها أن زواج الأقارب هو السبب في ذلك؛ فصفيّة ابنة عمّ الشيخ مسعود، وجاء بقول لابن قدامة:" اغتربوا لا تضووا" يعني أنكحوا الغرائب كي لا يضعف أولادكم. ص 29. ورغم محاولات الشيخ مسعود تعليم ابنه الفروسيّة منذ طفولته، إلا أنه لم يفلح بذلك، فماجد لم يكن نبيها، ولا يسأل ليتعلّم، وكان منطويا لا يخالط أحدا، ممّا أغضب ذلك الشيخ وآمن أن ابنه ماجد لن يغدو شيخا في المستقبل. وقد استاءت صفيّة من ذلك، وخشيت أن يتزوّج الشيخ مسعود بامرأة أخرى، ورغم أنّ صفيّة أنجبت ولدا آخر (سلطان) وقد كان نبيها ذكيّا بعكس أخيه، إلا أنّ الشيخ مسعود تزوّج بفتاة أخرى، وأحضر ضرّة لزوجته صفيّة التي اغتاظت وبكت، لكنّ والدتها نصحتها بالتظاهر بالرضا ومباركة هذا الزواج. لم يحتمل الشيخ مسعود بلاهة ابنه وسذاجته فطرده من العشيرة رغم أنه كان متزوجا منذ فترة وجيزة، وقد ترك زوجته حاملا دون أن يعلم بذلك. فهام ماجد على وجهه في البراري حتى التقاه صدفة أعرابيّ فأخذه إلى عشيرته في تبوك في السعوديّة، وقد احتضنه شيخ القبيلة( الشيخ سعيفان) وعرف من ماجد أنه ابن الشيخ مسعود، وجعله يرعى الماشية مع أولاده، وعلّمه الفروسيّة، فشعر ماجد برجولته؛ فصار يتنبّه لأمور ويدركها، تحسّنت قدراته بشكل لافت، وبعد مرور خمس سنوات صار يشارك في سباقات الخيول وفاز في إحداها، كما صار يجالس الرجال في ديوان الشيخ، وإذا ما جاء متخاصمان فإن ماجد يستمع مع الشيخ لحجّة كل ّ منهما. بعد خمسة عشر عاما قرّر ماجد العودة إلى عشيرته، فنصحه سعيفان ثلاث نصائح تنجيه من الموت إن اتّبعها، وبالفعل نفّذ ماجد نصائح الشيخ سعيفان ونجا من الأخطار التي واجهته في طريق العود، وحين وصل ماجد سالما إلى عشيرته تفاجأ الجميع من شخصيّته ولم يصدّقوا أن هذه هو ماجد الذي كان أبلها بسيطا وقد اعتقدوا أنه مات، وها هو يعود رجلا واثقا بنفسه ومعه كميّة كبيرة من الذهب وجدها في طريقه عند السيل الجارف. ثمّ ما لبث الشيخ سعيفان أن زار الشيخ مسعود وسلّمه ثلاثمائة رأس من الغنم البيّاض، هي أجرة ماجد من عمله بالرعاية. وهكذا اشترى الشيخ مسعود الكثير من الأراضي الزراعيّة في مدينة أريحا، وبنى البيوت لأولاده، وانتقلوا الى العمل في الزراعة. كتبت الرواية بأسلوب شائق ولغة جميلة، تكثر فيها الأمثال الشعبيّة والأقوال المأثورة، والأغاني والمهاهاة، الأحاديث النبويّة والآيات القرآنيّة، ممّا يرسّخ هذا التراث الهام في نفوس فتياتنا وفتياننا. ومما ورد في الرواية ما يلي:" "النساء أكثر من الهمّ على القلب"(ص 11). "إكرام الميّت دفنه"( ص 42). :" فرحنا للأقرع حتى يونّسنا، كشف عن قرعته وخوّفنا"(ص 29). :" الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة"(ص 48).:" التعارف من السُنّة"( ص 71).:" إذا كان صاحبك عسل لا تلحسه كلّه"(ص 76).:" بين حانا ومانا ضاعت لحانا"(ص 92). ومن المهاهاة ما يلي:" أويها يا شيخ بيتك مشرّع بفتيخه آويها شِقْ بيتك مقعد للشيخه آويها يا شيخ بيتك مشرّع بالخاتم آويها وشِقْ بيتك مقعد للحاكم". (ص85). هاي ويا بيّ ماجد يا عامود رجالنا هاي ويا صاحب الهيبة وامشِ قدّامنا هاي ويا بيّ ماجد يا عامود أهالينا هاي ويا صاحب الهيبة وامشِ على هوانا"(ص 85). يمكن اعتبار رواية المائق، رواية تعرّف الناشئة بحياة البدو، وهي زاخرة بالقيم العربية الأصيلة عند البدو، كالكرم واحترام الضيف وتقدير شيوخ العشائر، والاهتمام بالفروسيّة ونجدة المستغيث، ومساعدة المحتاج، إضافة إلى أهميّة تربية الأطفال تربية صالحة دون الإفراط في تدليلهم، وتربيتهم على القيم والاعتماد على النفس، وإغداق الأطفال بالحبّ والصبر عليهم في التربية، والايمان بهم وبقدراتهم، ولعلّ ايمان الشيخ سعيفان وحبّه لماجد ورعايته الصالحة له، ساهمت في صقل شخصيّته وجعلته رجلا بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معنى.
وقالت وجدان شتيوي: قراءة في رواية المائق...كيف يصير المائق حليما؟ رواية "المائق للفتيات والفتيان" صدرت مؤخّرا للأديب المقدسيّ جميل السّلحوت، عن مكتبة كلّ شيء الحيفاويّة، وتقع في مئة وخمسين صفحة من القطع المتوسط. في تحليل العنوان...المائق لغة يعني الأحمق أو السَّريع البكاء، القليل الحزم والثَّبات، وفي ذلك إشارة لماجد الابن البكر لمسعود شيخ العشيرة، الذي كان يأمل منذ ولادته أن يهيئه للمشيخة من بعده، لكنّ أمله خاب في ذلك حين رأى قدراته تقلّ عن أقرانه منذ صغره، ورغم أنّ زوجته صفيّة ظلّت تنجب كل عام طفلا بناء على توصية والدتها؛ لتعلّق قلب زوجها وتصرفه عن الزّواج بغيرها، لكن ما كانت تخشاه حدث في أحد الأيّام، إذ قرّر الزّواج من امرأة أخرى غريبة من البادية السّورية، لتحسين نسله، رغم أنّ زوجته صفيّة أنجبت بعد ماجد ابنة طبيعيّة القدرات، بل حاذقة الذّكاء، ثمّ ولدا لكنّه لم يكن يضمن أن يكون بذكاء أخته. وحين أصبح في عمر الزّواج زوّجه هو وشقيقه سلطان بشقيقتين حتّى يواري بذكاء سلطان ما يعيبه بماجد. بعد الزّواج يلتزم ماجد وعروسه البيت، ولا يشارك في المناسبات الاجتماعيّة، فتشكو زوجته لأمّها من التصاقه بها، فتطلب منها أن تستر عليه قائلة: "يكفيك أنّك زوجة لابن الشّيخ مسعود صاحب السّمعة الطّيبة التي تسبقه". ولم يمرّ الكثير من الوقت على زواجه حتّى غضب أبوه يوما من تصرّفاته فصرخ: "ما عدت قادرا على احتمال حماقات هذا الولد، ولن يبقى في ديرتي، فلينصرف حيث يشاء وإلّا سأقتله". ولم تشفع له توسّلات أمّه، أو تثنه عن قراره، وطلب منه أن يغادر وينتحل اسما آخر، وألّا يخبر أحدا عن اسم أبيه أو عشيرته، فترك مضارب عشيرته وهو يبكي كالأطفال، بعد أن طلبت منه أمّه أن يذهب وينام يومين أو ثلاثة في مسجد أريحا حتّى يهدأ أبوه. وفي الطّريق التقى رجلا مسنّا يعيش وحيدا فأخذه ليعيش معه، ويبّدد وحدته، وعرفّه على شيخ القبيلة "سعيفان" الذي تبيّن له انّ ماجد ابن عزّ وشيوخ، فعامله كأبنائه، وهناك صقلت شخصيّة ماجد، وتعلّم الفروسيّة، وتوسّعت مداركه، وتحسّنت قدراته، وشعر برجولته في مجالس الرّجال. وبعد خمسة عشر عاما عاد ماجد لعشيرته وأهله، لكنّه عاد شخصا آخر، ووجد زوجته سلمى التّي يحبّها في انتظاره، وابنهما صار صبيّا يافعا، فابتهج الجميع وأقيمت الأفراح، وحاز ماجد على لقب المشيخة الذي كان يحلم به أبوه منذ ولادته. "المائق" رواية اجتماعيّة موجّهة لفئة الفتيان والفتيات، لغتها سلسة بعيدة عن التكلّف والتّعقيد، إنسيابيّة مشوّقة احتوت على العديد من القيم، والعادات العربيّة المتأصّلة من أهمّها: * إكرام الضّيف والكرم الذي ظهر في الكثير من المواقف كإهداء الشّيخ متعب للشّيخ ماجد فرسا أصيلة عند تأديته فريضة الحجّ، وذبح الشّيخ مسعود الكثير من الذّبائح عند ولادة أولاده وبناته. * أهميّة ومكانة الخيل وخاصّة الأصيل منها عند العرب. * تيسير المهور والاهتمام بالأخلاق بالدرجة الأولى كما حدث عند خطبة الشّيخ مسعود لابنيه ماجد وسلطان، حين سأل والد الفتاتين عن المهر الذي يطلبه، فأجابه مهر البنات كمهور بناتكم فقدّر الشّيخ مسعود له ذلك، ولأنّه وضع مهر ابنتيه في رقبته حدّد لهنّ مهرا يفوق مهر بناته. * ردّ المعروف والجميل لأصحابه حين أثنى الشّيخ مسعود على الشّيخ مسعود لاحتضانه ابنه ماجد لسنين، وإحسانه إليه. * الوفاء بالنّذر الذي ظهر في مواطن عدّة منها وفاء الحاجة زبيدة بنذرها لولادتها ذكرا بتخضيب جدران مسجد مقام النّبي موسى. * الوفاء كما تجلّى في انتظار سلمى لزوجها ماجد خمسة عشر عاما، وفي رفض ماجد عرض الشّيخ سعيفان بتزويجه وفاء لزوجته سلمى رغم طول فراقهما، إذ كان يحسّ أنّها بانتظاره، وهذا كسرٌ للصّورة النّمطيّة للرّجال في قلّة وفائهم.
* قيمة النّصيحة، وبدا ذلك في الثّلاث نصائح التّي قدّمها الشّيخ سعيفان لماجد قبيل مغادرته وعودته لعشيرته التي قال له عنها أنّ النّصيحة منها بمائة رأس من الغنم، وكيف أنقذته تلك النّصائح من المخاطر في رحلة عودته. كما قدّمت الرّواية الكثير من العبر المستخلصة من أهمّها: * على العائلة أن تكون سندا لأولادها، وألّا تتخلّى عنهم مهما كان حتّى لا يصيبها النّدم، كما حصل مع الشّيخ مسعود حين ندم على طرده لماجد، وظلّ يبحث عنه. * إنّ الإنسان كائن قابل للتّغيير والتطوّر إذا وجد البيئة الحاضنة والمحفّزة له، وأنّ قدراته لن يحدّها شيء إذا وجد الاحتواء، في حين سيظلّ مكانه دونما تقدّم إذا ألصقنا به صفات تنقص من قدره وشخصيته * قد يحتاج الإنسان أحيانا لبيئة جديدة يجد ذاته بها، لكنّه حتما سيحنّ لأهله وبلده مهما ابتعد عنهم، كما تجلّى في قول ماجد للشّيخ سعيفان "البلاد طلبت أهلها". ومن الجميل في الرّواية ذكر الأماكن الدّينية كمقام النّبيّ موسى، والمسجد الأقصى ومسجد قبّة الصّخرة، وحضور الأمثال الشّعبيّة مثل: "البنات مثل خبيرة المزابل"، "حبل الكذب قصير"، "فرحنا للأقرع حتّى يؤنسنا، كشف عن قرعته وخوّفنا"، "الضّرة مرّة"، "أولاد المجالس غلبوا أولاد المدارس "، "الجود من الموجود"، "كون نسيب ولا تكون قريب"، "إذا كان صاحبك عسل لا تلحسه كله "، "لو صبر القاتل على المقتول مات لحاله"، "النّساء أكثر من الهمّ على القلب". وفي تقسيم الرّواية إلى فصول قصيرة ما يناسب فئة الفتيان، إذ يساعدهم على متابعة التطوّرات والأحداث بشكل منظّم، كما يساعد في إيجاد نقاط توقّف طبيعيّة للقراءة، وتعزيز التّشويق بوجود توقّفات مثيرة في نهاية كلّ فصل. بلا شكّ إنّها رواية قيّمة وإثراء للمكتبة الفلسطينيّة، إلى جانب سابقاتها من أعمال الأديب السلحوت. وقال مالك راسم عبيدات: رواية المائق للكاتب المقدسي جميل السلحوت. هذه الرواية التي خصها الكاتب للفتيان والفتيات اراد منها ان تكون مدخلا لكي يبني الشاب او الشابة حياته وان يتعلم منها بعض الحكم والنصائح. تبدأ الرواية لتتناول قصة من قبيلة بدوية تنجب طفلا مائق نتيجة لزواج الاقارب وهي تتحدث عن حياة شيخ من شيوخ القبائل طيب الصبت والسمعة. تناولت الرواية جوانب عديدة في حياة القبيلة البدوية منها جوانب سلبية كالطاعة المطلقة وتوارث القيادة وظلم المرأة وغيرها. وتناولت جوانب ايجابية عديدة منها الكرم والشهامة والصبر والتعلم وسماع الاراء ودراسة الشيء قبل الرد عليه. مما يثير الانتباه في الرواية بأن ماجدا الولد المائق بعد ان لقي العناية الصحيحة والاحترام المناسب غدا شيخ لقبيلته. وقالت مروى فتحي منصور: رواية " المائق" والأبعاد التعليميّة والتّربويّة هي الرواية الثانية التي تصدر له هذا العام، ومن اللافت للنظر غزارة الإنتاج لدى هذا الأديب الفلسطيني والقدرة على العطاء في مختلف الظروف، والرواية موجهة للفتيان والفتيات، أي رواية لليافعين، واتسمت كسابقتها بمعالجة قضايا اجتماعية بحتة. الغلاف: حمل الغلاف صورة تعبيرية لحصان يجري، واتشح الغلاف بجزئيه الأمامي والخلفي باللون البرتقالي البارد، وهو من الألوان الجاذبة لكلا الجنسين، وللمرحلة العمرية التي في مقتبل الحياة، لما توحيه بالبهجة، ولا يخفى على أحد أهمية اللون في جذب القارئ إلى الكتاب، فهو بمثابة النظرة الأولى بين العاشقين، ورغم أن اللون ناري وينسجم مع حرارة اليافعين واندفاعهم للحياة، إلا أنه كان هادئا في درجته، غير منفر، وبعيدا عن درجات ألوان الطفولة، وفي ذلك الاختيار عبقرية، لأنه حقق الجذب والهدوء النفسي الذي يحتاجه الشاب في مقتبل العمر. وقد صمم الغلاف شربل إلياس. وفي نهاية كل فصل أدرج المصمم صورة لحصان في وضعيات مختلفة. المرحلة العمريّة: ينتمي النص إلى سلسلة أغصان الزيتون، وقد حدد المرحلة العمرية بالإعدادية والثانوية، يعني من عمر 12-18 عاما، وتفتقر المكتبة العربية عموما إلى النصوص الكافية الموجهة إلى هذه الفئة العمرية، فتجد مكتباتهم المدرسية والشخصية مزيجا من أدب الأطفال وأدب الكبار، والتي لا تلبي احتياجاتهم المعرفية والوجدانية والخبراتية واللغوية. العنوان: اختار الكاتب لروايته عنوان " االمائق"، وهو عنوان لافت للنظر، والمائق معجميا: الأحمق، السريع البكاء القليل الثبات. وقد فسر الكاتب إحدى ملامح الطفل ماجد الذي وصف بأنه مائق بقوله: " دخل الشهر العاشر من عمره مائقا، لا يستطيع الجلوس وحده أو يحبو" وعلى لسان الحاجة معيوفة: الشيخ ماجد دائم البكاء لا يجلس إلا وأنت تمدين رجليك وتجلسينه بين ساقيك؛ لتحميه من الوقوع" وعندما كبر هذا الطفل لوحظ عليه الضعف في الكلام والتأخر في تعلم الفروسية، وعدم الرغبة في القيادة مثل الشيوخ، وعدم الرغبة في الاختلاط، ممّا أثار خيبة أمل عند والده الشيخ مسعود واضطره إلى طرده من العشيرة مخافة أن يصبح نقطة ضعف لأبيه، وكان يلقب عند زوجته وأبناء عشيرته عندما أصبح رجلا بالمخبول. العناوين الفرعيّة كلّ فصل: جاءت العنوان الفرعية مرة تحمل دلالة مكان الحدث (عند إمام المسجد)، أو دلالة على الزمان( في ساعات الضحى، أسبوع الفرح والزفاف ) أو اسم الشخصية التي تدو رحولها الأحداث( صفية،وضحا، ماجد الصغير وشقيقته، الأولاد، العرسان) أو عن الحدث نفسه( ولد يا صفية، النذر، الحناء، مشاورات، الختان، زواج مسعود الأول، الزواج الثاني، مات الشيخ عاش الشيخ، الزواج الثالث، الصدمة، بين حانا ومانا، زفاف ماجد وسلطان، مرحلة جديدة، النصائح) أو للدلالة على الصفات مثل ( المائق) أو للدلالة على شيء معين ( فرس الشيخ، نفاذ الصبر). الشّخصيّات: صفية، شيخة بنت شيخ وزوجة شيخ، وزوجها ابن عمها، الشيخ مسعود شيخ عشيرة، بدوي، ابنهما ماجد 25 سنة، الابن البكر لأبيه وهو على اسم جده، الحاجة معيوفة، الحاجة زبيدة جدة ماجد لأمه. وكان يسميها زبيبة في أكثر كم موضع ص11، ص9 زوجة الشيخ مسعود الأولى صبحة بنت الشيخ محيلان وهما شخصيات ثانوية بادية الشام في درعا، لم يكن لها أثر في الحكي ونماء الحدث لأنه أنجب منها فتاة ومن ثم توفيت بلدغة أفعى. أبو ضبيع وهو رجل في العشيرة مقرب للشيخ مسعود شيماء الزوجة الثالثة للشيخ مسعود سلطان الابن الثاني للشيخ مسعود وله من اسمه نصيب حيث كان والده ينوي أن يسلمه المشيخة بعد أن لاحظ تأخر ابنه الأكبر ماجد في فصاحته وإدراكه. أبو عقاب رجل يسكن في كسيفة النقب، طلب الشيخ مسعود ابنتيه سلمى واسليمة لولديه. سويلم وزميتان أحد رجال العشيرة المجتمعين في الديوان المصاحبين للشيخ مسعود أيضا شخصية الرجل العجوز الوحيد الذي لاقى ماجد وأخذه إلى مضارب ضبا في تبوك ولم يسمه. وشخصية الشيخ سعيفان بن كليب شيخ منطقة ضبا. الشّخصيّات النّامية: تعد شخصية ماجد نامية ومتحولة من حال إلى حال، من التبعية إلى القيادة والمشيخة والفروسية وتحمل المسؤولية، وهو الشخصية الرئيسة التي دار حولها الحكي من البداية إلى النهاية. الأحداث: تحولت الأحداث كليا بتغير مسار الشخصيات ومصائرها، وتكمن أهمية هذا التحول في صناعة الحدث في إكساب هذا الجزء أهميته، والتحول في شخصية ماجد ابن الشيخ مسعود من شخصية محتقرة في أسرته وعشيرته بسبب بلاهة ردود أفعالها وانطوائيتها وبساطتها إلى شخصية ناجحة قيادية، فيها سمات الشيوخ من مجالسة الرجال واتخاذ القرار والفروسية.. في مجتمع آخر فيها رسالة قوية للثورة على معايير المجتمع، التي تحمل الإنسان فوق طاقته بأحكام مسبقة، وأيضا رسالة فيها أهمية البيئة في تطوير شخصية الإنسان مهما كانت قدراته وإمكانياته. الرّسالة: تغيير البيئة المدللة والمرفهة والمستسلمة لحالة مرضية ما يؤدي إلى تغيير جذري في شخصية الطفل والشاب اليافع، وتحوله من تابع إلى قائد، الرواية درس في صناعة القادة في المجتمع. القضايا الاجتماعية التي عالجتها الرواية: - تفضيل إنجاب الذكور على الإناث والتباهي بهذا الأمر لدرجة أن الزغاريد لا تطلق إذا كانت المولودة أنثى" فقد جرت العادة أن لا أحد يزغرد للبنات" - توارث المناصب والمشيخة من عادات المجتمع البدوي، فالطفل الوليد " ماجد" قد ورث المشيخة وأطلق عليه اللقب وهو في مهده،" وها هي تنجب شيخا وهو في مهده" - التمسك بالخرافات التي تؤمن بالعين الحاسدة وبدفعها عن طريق مجسمات مكتوب عليها آية الكرسي والخرزة الزرقاء. - الاعتقاد لدى النسوة بأن إنجاب الأولاد الذكور يمنع تعدد الزوجات لأزواجهن. - اعتقاد النساء الكبيرات بالعمر واللاتي ترملن تحديدا بأنه من غير اللائق مجتمعيا أن يلبسن ألوانا غير الأخضر والأزرق، وفي هذا دلالة على أثر اللون في التعبير عن الإنسان والمجتمع، وتحكم المجتمع ومعاييره بسلوك الأفراد. - اعتقاد الشيوخ وأئمة المساجد بأن الإنسان يجب أن يتبع الجماعة في أحكام دينهم، مثل قضية ختان الذكور التي اعترض عليها الشاب الأب سويلم لأنها لم تذكر بالقرآن. - عادات البدو بتزويج الرجل أخت زوجته بعد وفاتها، وذلك عندما فكر الشيخ ماجد بأن يطلب يد فاطمة زوجا لابنه مسعود بعد وفاة صبحة زوجته الأولى، وذلك استنادا إلى الحكم الشرعي بزوال الحرمة المؤقتة، لكن الشيخ مسعود رفض هذا الأمر. - تفضيل العرب البدو لإنجاب الذكور على الإناث، حيث أضمر الشيخ مسعود بنذره أن يذبح عشرة خراف إن كان وليده ذكرا وخمسة إن كان أنثى، وذلك لأهمية الذكر في عملية القيادة والمشيخة في مجتمع العشيرة، لكن سرعان ما تراجع الشيخ مسعود لإضمار ذبح اثنا عشر خروفا كعقيقة إن أنجبت زوجته بنتا. - الكرم الأصيل الذي يتواجد عند العائلات البدوية والمشايخ واحتفائهم بالفرس الأصيل ومكانتها عندهم. - الطفل المريض والمتأخر حركيا وإدراكيا وأثر ذلك على الأهل وحالتهم النفسية. - تفضيل النساء في العصر القديم-العثماني – لإنجاب الذكور على الإناث حيث أن أمّ وضحا وجدتها لم تفرحها لقدومها وفضلتا أن تكون ذكرا. - تعدد الزوجات ظاهرة طبيعية لدى القبائل البدوية لذلك لم يتردد الشيخ مسعود في الزواج الثالث. - الزواج في البادية العربية يتم من خلال الأهل دون مشاورة العروس، وذلك في العصر العثماني، في بادية القدس ودرعا وظهر ذلك عندما تم زواج شيماء من بادية درعا من الشيخ ماجد كهدية ما من وراها جزية. - إجارة المغلوب على أمره وتأمينه وإكرامه وذلك ما هو مشهور عن عرب البادية حدث مع ماجد عندما طرد من مضارب أبيه والتقى بقوم آخرين من تبوك. - الهجرة وتغيير البيئة والظروف تصنع من الإنسان شخصية أخرى، ويشتد عوده، وقد تناول هذه القضية الكاتب بروايات سابقة مثل رواية الوبش، حين سافر الطواشي وعاد ثريا وله أسرة. - النصيحة إرث من الذي اعترك الحياة وجربها أفضل من الأموال والأملاك، وهذه رسالة قدمها الكاتب للجيل اليافع المستهدف عبر قصة ماجد في طريق عودته إلى مضارب عشيرته في الصحراء متخذا من نصائح الشيخ بن كليب سلاحا له. الزّمكانيّة: المكان: بجوار مقام النبي موسى، وقد تجلى الاهتمام من الصفحات الأولى، واهتمام الشخصيات بالمكان من ناحية دينية، واسم المنطقة التي تسكنها الشخصيات الرئيسة "الطّبِق" وهي منطقة بجوار القدس، ووصف المسجد الأقصى وواد الجوز الذي يقع قبالة باب الأسباط، وقد حرص الكاتب على رسم جغرافية المكان الذي يسير فيه شخصياته وهو أخبر الناس به فهو ابن المدينة، وذلك لغايات تعليمية تثقيفية، وقد حرص الكاتب على مواكبة رحلة زبيدة إلى القدس بالتعريف بالكثير من المحطات المكانية فيها، مثل وادي الجوز قبالة باب الأسباط، سوق العطارين، وذكر بعض الأسواق مثل سوق العطارين، وسوق الخواجات ( يبيع الحرير وقماش الحبر) وسوق باب السلسلة. وكان المكان حاضرا وذو دلالة رمزية دينية قومية عميقة، وذلك عندما تعرض الكاتب لقصة ماجد في الحجاز، عندما أهدي إليه الفرس الحمامة مقابل السيف الذي أهداه لأحد شيوخ الحجاز، الذين شدوا الرحال إلى المسجد الأٌقصى قبلها بخمس سنوات، وفي ذلك إشارة إلى عمق العلاقة الدينية بين البلدين الحجاز والقدس، وخصوصا في نفوس المشايخ البدوية، وأشار كذلك إلى الأماكن التي ربطت بين البلدين فقال" في الباخرة التي استقلها من ميناء العقبة في شرق نهر الأردن إلى مدينة جدة .." ومن الأماكن التي أتى على ذكرها وارتادتها الشخصيات الخليل، لشراء هدية ثمينة، وأريحا التي أراد الشيخ مسعود من ماجد ابنه أن يهاجر إليها بعد أن تبرأ منه والده الشيخ مسعود. ومن الأماكن أيضا التي تلعب دورا حيويا في حياكة الهدف وبنائه تبوك، لأنها احتضنت ماجد بضيافة الشيخ العجوز الذي قدم له يد المساعدة بعد أن طرده والده. ومن الأماكن التي حرص الكاتب على تسليط الضوء عليها تلك التي مشى فيها ماجد بطريق العودة من تبوك إلى عشيرته في بادية فلسطين، مثل العقبة وأم الرشراش، براري بقيعة بني نعيم، والرشايدة والتعامرة والعبيدية وبقيعة السواحرة ، وذلك يوحي بصعوبة الرحلة التي خاضها ماجد وحده في البراري والصحاري، وتوحي بأنه أصبح معتمدا على نفسه وابن شيوخ، وأيضا تسلط الضوء على انعدام الحدود بين الأقطار العربية في ذلك العصر ممّا له بعد قومي، حيث أن بلاد العرب وباديتهم هي وطن لكل عربي، وحتى النصيحة الثانية التي قدمها الشيخ بن كليب لماجد تحث على الحذر من الأجنبي غير العربي ومن غدره، وهو ما حصل معه فعلا. الزّمان: الزّمن: تدور الأحداث في حقبة العصر العثماني، وأكثر ما يتجلى الزمن ويسطع في الصفحة الخامسة عشرة عندما تحركت شخصيات ثانوية بدور شرطة عثمانية:" عند باب الأسباط وجدت شرطيين عثمانيين يراقبان الداخلين والخارجين". يدور الزمن بسرعة معتدلة من حدث إلى حدث في دفع الحكي إلى الأمام، بين الاسترجاع إلى الوراء والتقدم إلى الأمام تسير أزمان الرواية، وفي الربع الأخير منها يتسارع الزمن بشكل سريع، فيورد جملة:" بعد خمسة عشر عاما" يقرر ماجد العودة إلى مضارب عشيرته بعد أن اشتد عوده وأصبح فارسا ويتسم بسمات الشيوخ. الاسترجاع تبدأ الرواية بالاسترجاع في الذاكرة ( وهو تحطيم لآلية الزمن بالرجوع من الحاضر إلى الماضي، قبل ب25 سنة) ذاكرة الشيخ مسعود بقوله: "جلس شيخ العشيرة ساعة حساب مع الذات". وفي ثنايا الرواية يتحطم الزمن إلى الوراء بعنوان فصل " زواج مسعود الأول" ليسلط الكاتب الضوء على حياة مسعود وأهمية نسله وولده ماجد بالنسبة للعائلة التي تتوارث المشيخة، حيث كان هو الوليد الوحيد لأبيه رغم تعدد زيجاته، ويلحقه بفصل( الزواج الثاني) يبني من خلاله حدثا بنائيا لكنه بالوقت نفسه هو استرجاع بداخل الاسترجاع الأكبر، وكأنه يرسم دوائر بداخل دوائر، فمن العودة إلى التجربة الأولى انتقل إلى سلم أعلى زمنيا إلى التجربة الثانية، وكل ذلك ضمن تذكر الشيخ مسعود لخارطة حياته في بداية الرواية. التّراث الشّعبيّ: روايات السلحوت مرجعية تراثية احتوت على العديد من القصص المجتمعية التي شكلت المجتمع الفلسطيني في ماضيه وحاضره، متخيلة كانت أم حقيقية، إلا أنها كانت واقعية، فرسم لنفسه خط سير الرواية الاجتماعية الواقعية. وليس على مستوى القص بل على مستوى التراث الشعبي كانت كمعجم ضخم احتوى على العديد من الأمثال الشعبية والأقوال والكلمات، التي تمثل اللهجة الفلسطينية والأغاني الشعبية والزغاريد والتحانين. وقد حاولت هنا في دراستي المتواضعة هذه أن أحصر هذا التراث الشعبي في هذه الرواية لتكون رواياته مرجعا لكل المهتمين بالأدب الشعبي والتراث الإنساني الفلسطيني الذي يدحض بأصالته الرواية الصهيونية ويكذبها. أولا: الأمثال والأقوال المحكية: - الأولاد أوتاد - النساء أكثر من الهم على القلب - الضرة مرة - البنات مثل خبيزة المزابل - يا كشل راسي - حبل الكذب قصير - فرحنا للأقرع حتى يونسنا، كشف عن قرعته وخوفنا" - شو أمور دينك قالوا مثل ربعك - كل الأمهات تبكين ولا تبكي أمي - المراجل نقل - أولاد المجالس غلبوا أولاد المدارس - الجود من الموجود - كثر الهف تنهف ترخص لو كنت غالي - الخير معه ثنتين وثلاثة - كون نسيب ولا تكون قريب - إذا كان صاحبك عسل لا تلحسه كله - أهل مكة أدرى بشعابها - من شاف حبابه نسي صحابه - يبدو أن الدم على بعضه مية - بين حانة والمانا ضاعت لحانا - البنات أكثر من الهم على القلب - لو صبر القاتل على المقتول كان مات لحاله - من شابه أباه فما ظلم - البلاد طلبت أهلها - يضرب أخماسا وأسداس - دون تستور ولا حذور ثانيا: الزّغاريد. ما أطلقته صفية لزواج زوجها بثانية فقالت في استقباله: آويها« يا شيخ بيتك ّ مشّرع بفتيخه آويها شق بيتك مقعد للشيخه آويها » يا شيخ » بيتك ّ مشّرع بالخاتم آويها شق بيتك مقعد للحاكم ********** آويها ثلاث حمامات في الواد العتيق رداس آويها مكحلات العين ومعنقرات الّراس آويها يا بي ماجد بلاد الّناس ما تنداس آه وروح ع بلادك ْيَهلي فيك كل الناس ****** هاي ويا َبي ماجد ويا عامود رجالنا هاي ويا صاحب الهيبه وامش قّدامنا هاي ويا َبي ماجد يا عامود أهالينا هاي ويا صاحب الهيبه وامشي على هوانا ثالثا: الاستشهاد بالقرآن الكريم والأحاديث النّبويّة والفتاوي الشّرعيّة ولها حضور لافت في الرواية فهي حافلة بها، على لسان الشخصيات ولا مجال لإثباتها هنا، لكنها بالمجمل تجعل الرواية نافذة ثقافية وتوعوية دينية وتسجيلية للتراث الفلسطيني والأدب الفلسطيني. هناك حضور للأثر في الرواية مثل استحضار قول عمر بن الخطاب: في الأثر عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال النبي "مالي أراكم يا بني الّسائِب قد ضويتم ؟ غربوا النكاح لا تضوو " أي تزوجوا الأباعد لئلا يضعف نسُلكم." كما وظف كتاب المغني لابن قدامة في شرح القول وفي هذا يظهر الغاية التعليمية والتثقيفية للرواية. كما ظهر الجانب التعليمي عندما سأل أب شاب إمام المسجد عن حكم ختان الذكور:" استعاذ الإمام بالله من الشيطان الرجيم، وبسمل وحمدل وقال: " اتفَق أهل العلم على مشروعّيّة الختان، واختلفوا- رحمهم الله- في حكمه،- فقال بعضهم بوجوبه، وقال البعض بسنّيِته". وأيضا وظف الاستشهاد بالقرآن في سياق مساواة الدين للذكر والأنثى، وأن الله هو المتحكم بنوع الجنين وذلك عند حمل صفية الأول. ووظف الاستشهاد بالحديث الشريف في قوله : " الخيل معقود في نواصيها الخير.." وبالآية "كل نفس ذائقة الموت" عندما توفي الشيخ ماجد الوصف: . "يجلس الشيخ ِ واِضًعا سيَفهُ أمامه على الِفراش،.... فالعباءُة والّسيُف من متطّلبات المشيخة" ص6. منذ الصفحات الأولى يحرص الكاتب على وصف عادات أهل البدو الذين تنتمي إليهم الشخصيات، ويستفيض في وصف إكرامهم للضيف وإطعامهم الطعام، وتقديسهم للمكان الديني الذي ينتمون إليه، ويتجلى ذلك بتقديسهم لمكان مدينة القدس حيث نذرت صفية تحنية جدران مسجد النبي موسى الداخلية، ونفذته أمها زبيدة فور ولادة ابنتها صفية مولودا ذكرا، ووضعت مطرة زيت في المقام، وهذا يدل على تقديسهم لهذا المكان. ومن خلال الوصف في الصفحات الأولى على لسان السارد تتجلى الكثير من القيم في تلك البيئة، فهم يعلون من شأن المشيخة المتوارثة، ويتباهون بها، وضيافة المشايخ ورؤساء العشائر تختلف عن ضيافة الناس العاديين، مع حرصهم على إكرام الجميع ، وقد استطرد الكاتب في وصف عملية الختان التي نفذها الشلبي لأبناء العشيرة، بأدواتها وخطواتها وتفاصيلها. ومن الأمور التي استطرد في وصفها فرس الشيخ ماجد التي أهداه إياها أحد شيوخ قبيلة عنيزة أثناء تأديته لفريضة الحج واسمها الحمامة. كما حرص الكاتب على وصف مراسم الزواج لشخصيات ابني الشيخ مسعود، فذكر اصطفاف الرجال في السامر وفي الدحية، والحاشي الذي تقوم بدوره النساء، وشاعر الربابة وإيراد بعضا من شعره، وذلك له فائدة في سير الأحداث ودفع النص إلى الأمام، وله دور في تثبيت العادات والتقاليد والتراث الشعبي البدوي لفئة اليافعين، كما وصف المسكن في بيوت الشعر عند إقامتها في سنام لأهل عروسي ماجد وسلطان، وذلك يدل على كرم أهل البادية، وكذلك وصف مساكن مضارب منطقة ضبا في تبوك، والتي كانت تتكون من بيوت طينية متباعدة قليلة، والغالبية يسكنون بيوت الشعر ويعملون في تربية المواشي، وكل هذا الوصف في المسكن يساعدنا على تفحص البيئة التي انتقل إليها ماجد وتوقع أثرها على نفسيته. صورة المرأة في الرّواية: ظهرت صورة المرأة في البادية جلية مباشرة على لسان الشرطيين العثمانيين، وأخرى تم استنتاجها عبر الوصف الذي لا يفرق الشخصيات من الخلف فبنات البادية رشيقات وجسورات، ويتحدثن مع الآخرين بعفوية ودون حرج وهذا يدل على أنهن حرائر لا يعشن حياة الحريم على حد وصف أحد الشرطيين وبنات الشيوخ لهن صورة واضحة أخرى تميزهن، فهن يتقن مهارات الفروسية، يتدربن على ركوب الخيل الأصيلة، وثريات. من صور المرأة التي ظهرت في الرواية هي الغيرة من الزواج الثاني رغم التظاهر بالعكس. ومن الصور التي ظهرت للمرأة أنها تشارك في الأعراس والأفراح، وتضح الزينة كذلك، لأنها تعد مراسم الزواج في البادية وسيلة للتعارف ومن ثم للزواج. الحوار: ظهر واضحا جليا في علاقة الشيخ مسعود بزوجته شيماء ولكن ظهر على طول القصة من خلال الراوي وظهر واضحا جليا بين ماجد والرجل الذي لاقاه من مضارب ضبا، ويتضح الحوار أكثر كلما تفاعلت شخصية رئيسة مع شخصية جديدة؛ لتوضح العلاقة بينهما بشكل جلي، وهذا من ذكاء الكاتب لأنه يستهدف فئة عمرية معينة يافعة قد لا تواصل التركيز مع الشخصيات الجديدة التي تسير مع الحدث. السّرد: اعتمد الكاتب الرؤية الكلاسيكية وهي الراوي العليم المقتحم للحدث من الداخل والخارج وينسق الحوار بين الشخصيات وينظم العلاقة بينهم. الحلّ: عودة ماجد المخبول من الغربة الشيخ ماجد بعد أن هاجر إلى تبوك وجنى الكثير من الذهب وتعلم الفروسية وعلم الكلام ومجالسة الرجال. وتحول شؤون العشيرة المادية إلى بناء البيوت بجانب قصر سليمان بن عبد الملك وتحولهم إلى الزراعة بدل تربية المواشي بفضل كرم الشيخ بن كليب مع الشيخ ماجد وتقديره له. لقد قدم الكاتب الغزير الإنتاج نموذجا حيا ومثاليا للرواية المقدمة لليافعين، فيها رسالة واضحة للشباب بضرورة الامتثال لنصائح من هم أكبر سنا وقدرا وتجربة في الحياة، وبضرورة عدم الاستسلام للظروف وللفشل وللصعوبات، وتغيير البيئة غير المناسبة، وعدم الخنوع لحياة الرفاهية وتعلم القوة والقيادة من صعوبات العيش والعمل، ووجه رسالة إلى الآباء والأمهات بضرورة التحلي بالصبر والمثابرة في تربية أبنائهم، وعدم التواري وراء أصابعهم ومواجهة المشاكل التي يتعرضون لها أُثناء تعلمهم ونمائهم، فليس جميع الأطفال يولدون قادة، لكن القادة يمكن أن يصنعوا، بحسن الرعاية والتعليم المناسب وحسن التقدير والتدبير. ننصح بهذه الرواية لتكون في كل مكتبة مدرسية عربية لتشجع اليافعين على القراءة والمطالعة وتوسع من مداركهم وتوصل الرسالة إليهم. وقال بسام داوود: الرواية موجهة للفتيان والفتيات لكنها تفيد الجميع بالتعرف على الحياة الاجتماعية في البادية والعادات والتقاليد والاعراف السارية فيها وقد وضحت الرواية الكثير من هذه الامور: -فلكل عشيرة شيخ وهو القائد الاعلي لها يتخذ القرارات الحاسمة لها المتعلقة بشؤون القبيلة يدير الاجتماعات يلعب دور الوسيط في حل الخلافات داخل القبيلة او بين قبيلته وقبائل اخرى يعتمد على القانون العرفي القبلي لحل المشكلات والنزاعات، يمثل القبيلة امام الحكومة او السلطات الرسمية، يسعى للحفاظ على كيان . .القبيلة ووحدتها يعتبر مرجعا في نقل العادات والتقاليد والاعراف ويساند المحتاجين داخل القبيلة . -ويعمل هذا الشيخ لتوريث المشيخة لابنه الذكر البكر حيث يقوم بتعليمه الفروسية ومجالسة الرجال والتعود على الكرم منذ صغره . -لهذا هم يهتمون بالمولود الذكر اكثر من الانثى يذبحون الذبائح الكثيرة عند قدومه ويقيموا الافراح ويتقبل والده الشيخ التهاني من شيوخ العشائر المجاورة ويسمى بولي العهد . -عند قدوم المولود الذكر تقوم احدى النساء بتبشير الشيخ لتنال الهدية والتكريم منه . -المولود الذكر يحمل اسم جده والمولودة الانثى تحمل اسم جدتها . -النساء يزغردن عند قدوم المولود الذكر ولا يزغردن عند قدوم البنت . -يتباهون بعدد الذكور في العشيرة. -المشايخ يحبون الخلفة الكثيرة لفرض الهيبة . -المشايخ لا يكتفون بزوجة واحدة تعدد الزوجات عندهم امر عادي ويقولون الخير عنده اثنتين وثلاثة . -البنت تتزوج بسن صغيرة وقرار زواجها بيد والدها يتم اخبارها بعد موافقة الاب بمن سيخطبها وتحضر للتعرف على خطيبها فتقبل يده . -عندهم عادة زواج الاقارب مما يترتب على ذلك بعض الامراض عند المواليد الجدد . -اهل العروس يبنون بيتا من الشعر لابنتهم ويزودونه بكل ما يلزم ويصنعون لها صندوقا تضع فيها حاجياتها الثمينة ويكون المفتاح معها . -اطلاق الزغاريد من قبل والدتي العروسين صباح ليلة الدخلة فوالدة العريس تفرح بفحولة ابنها ووالدة العروس تفرح بثبوت عذرية ابنتها . -بعد اسبوع من الزواج تذهب العروس وزوجها لزيارة اهلها . -بنت الشيوخ تتصرف بعفوية دون حرج من الرجال وتتعلم الفروسية وتمتطي الخيل . -نساء البادية يتحلين برشاقة الفرسان وجسارة المحاربين هن حرائر طليقات لا يعشن حياة الحريم .عليهن مسؤولية كبيرة يعملن بالارض ورعاية الاغنام وشراء الحاجيات من السوق ويركبن الخيل والبغال فهذا ما تمديه عليهن البيئة والظروف . -هناك تمييز في خياطة الالبسة للنساء لتتناسب مع خصوصية كل امرأة فالأرملة لها لون والمرأة الكبيرة لها لون . -المرأة لا تسأل زوجها عند خروجه عن السبب فقط تدعو له بالسلامة . -لا يوجد عندهم حداد على المرأة عند موتها . -العباءة والسيف من متطلبات المشيخة . -الشيوخ يتهادون فيما بينهم الخيول والسيوف ويؤمنون بان الهدية لا تهدى . -الشيوخ صناديق مقفلة لا احد يعرف ما بها . -عند موت الشيخ والتوجه للدفن وقبل ومواراته الثرى يتم مبايعة ابنه ليكون وليا للعهد . -يرددون عبارة بأن اولاد المجالس غلبوا اولاد المدارس . -يقوم الشيخ بذبح الخروف بنفسه اذا كان الضيف مهما وشيخ عشيرة واذا كان الضيف عاديا يتم ذبحه من قبل اشخاص عاديين . -الاهتمام بالخيل خاصة الخيول العربية الاصيلة والفرس الاصيلة تشعر بما يدور حولها كموت صاحبها مثلا وتأخذ بالوهوهة . -الفرس الاصيلة عندما تركض تشعر انها تطير وان مشت تمشي خببا . -عند قدوم الضيف يبقى في فترة الضيافة لمدة ثلاثة ايام وثلث لا يتم سؤاله خلالها الا بعد انتهاء فترة الضيافة . -عدم شرب القهوة الا عند تلبية الطلب القادم من اجله الضيف . -الطفل المائق هو الطفل الرخو الذي يتأخر بالحبو والجلوس والوقوف والمشي . -يعزون موت الاطفال للحسد ويلجأون لشيخ المسجد لقراءة القران على اطفالهم . -تدليع الطفل يؤثر على شخصيته ويفسده . -عندهم عادة النذور والايفاء به . -الحلاق شخصية مهمة فهو من يقوم بعملية ختان الاطفال ويتوارث هذه المهنة ممن سبقوه ولا يستخدم البنج اثناء عمله وعدته هي موس” المزيان” ، قشاط ، مقص ، قطن ,شاش وفي نهاية العملية تقدم له هدية من قبل والد الطفل او من قبل الشيخ ,ولا يخافون من اية مضاعفات سيئة بعد العملية لانهم يقولون الحامي هو الله . -الشاعر وربابته له دور هام في افراح العشيرة . -الرجال يرقصون مع اغنية الدحية والنساء ترقص بالسيف . نصائح وردت في الرواية : -اياك ان تنام في واد لا تعرف بدايته . -لا تأمن لاي شخص عيونه زرقاء وخدوده برقاء واسنانه فرقاء . -نم على غيظ ولا تصبح على ندم . وقالت إيناس أبو شلباية:
رواية " المائق" رواية سلسه، متعددة الشخوص، احتون على العديد من المعلومات حول حاة البادية ، والتي بدت غريبة علينا. تظهر ان الحياه في الباديه في زمن الحكم العثماني كانت ميسره للشيوخ من حيث المال والانعام وان البلاد كانت مفتوجه بدون جواجز، ولكن السيوله لدى البدو كانت قليلة، فزبيده اشترت قماش وحناء وقطين وزبيب ولم تشتري ذهبا او فضة مثلا. وتظهر الرواية ان الشيوخ في الباديه يحبون العزوه ولهذا يتزوجون عده زوجات. كما ان الشيوخ يهتمون بتعليم ابنائهم الفروسيه واداره مجالس المشيخه ورعايه الانعام. وفي النهايه نرى ان ماجد الذي لم يرتق للمستوى المطلوب حسب معيار والده مسعود قام والده بنفيه. ولحسن حظه لم تاكله الذئاب والضباع ، فقد وقع بين يدي الشيخ سعيفان الذي ساعده على أن يستعيد ثقته بنفسه، وعمل منه شخصا اخريتحمل المسؤولية، ويستحق ان يكون شيخ قبيلة. كما اظهرت الروايه في النهايه ان هناك تحول تدريجي من رعايه الانعام الى الزراعة في حياة البداوة. رواية احتوت على تفاصيل دقيقة، وشخوص عديدة، جرت أحداثها في العصر العثماني قبل أن يرسم الاستعمار الحدود ويقسن الدول العربية الشقيقة. الرواية محبوكه جيدا، مستوحاة من الحكايات الشعبية بقالب مختلف، فيه التجديد وعنصر التشويق.
#ديمة_جمعة_السمان (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصة -بماذا تميز الغراب- للكاتب طارق مهلوس في اليوم السابع
-
“رواية عودة الموريسكي من تنهداته- للكاتب عدوان نمر عدوان في
...
-
رواية -بين جنّتين- للكاتب سرمد التّايه في اليوم السابع
-
-الخرّوبة- سرديّة الكرامة والصّمود في وجه الغياب والاقتلاع.
-
رواية -الخروبة- للكاتب رشيد النجاب في اليوم الساتبع
-
رواية - عين التينة- للروائي صافي صافي في اليوم السّابع
-
رواية - عناق على حاجز إيريز- للكاتبة رولا خالد غانم على طاول
...
-
رواية -لعبة الزمن- للكاتبة نزهة أبو غوش في اليوم السابع
-
رواية -حسناء فارس- للأديبة د. روز اليوسف شعبان في اليوم السا
...
-
رواية - لا تقربيه ولو كان آخر رجال العالم- في اليوم السابع
-
(حمروش) في اليوم السابع للأديب جميل السلحوت
-
-الوسادة االعجيبة- للكاتبة حنان جبيلي عابد في اليوم السابع
-
-حمروش-: صرخة في وجه الخرافة ودعوة لتحرير العقول. “
-
حين تصبح الذاكرة وطناً: قراءة في منزل الذكريات للأديب محمود
...
-
- ولع السباحة في عين الأسد- في اليوم السابع
-
قصة - أرفض تسميتي معاقا- للكاتبة عابدة خطيب في اليوم السابع
-
رواية - تراتيل في سفر روزانا- في اليوم السابع
-
رواية -ذاكرة في الحجر- لكوثر الزين في اليوم السابع
-
ثورة أدبيّة تُصَدِّع الجدران.. تكشف المستور..تضيء عتمة المكا
...
-
قصة- حزمة نور-لنبيهة جبارين في ندوة اليوم السابع
المزيد.....
-
-بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا
...
-
نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا
...
-
المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش
...
-
سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
-
رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف
...
-
من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة-
...
-
حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في
...
-
مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
-
كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن
...
-
مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن
...
المزيد.....
-
يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر
/ السيد حافظ
-
نقوش على الجدار الحزين
/ مأمون أحمد مصطفى زيدان
-
مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس
...
/ ريمة بن عيسى
-
يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط
...
/ السيد حافظ
-
. السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك
...
/ السيد حافظ
-
ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة-
/ ريتا عودة
-
رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع
/ رشيد عبد الرحمن النجاب
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
المزيد.....
|