أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديمة جمعة السمان - قصة -عمر حبيب القمر- للكاتبة نزهة الرملاوي















المزيد.....



قصة -عمر حبيب القمر- للكاتبة نزهة الرملاوي


ديمة جمعة السمان

الحوار المتمدن-العدد: 8448 - 2025 / 8 / 28 - 17:16
المحور: الادب والفن
    


قصة "عمر حبيب القمر" للكاتبة نزهة الرّملاوي في اليوم السّابع
القدس 28-8-2025 من ديمة جمعة السمان
استضافت ندوة اليوم السابع الثقافية المقدسية الأسبوعية الكاتبة نزهة الرملاوي لنقاش قصتها الموجّهة للأطفال "عمر حبيب القمر".
القصة تقع في 20 صفحة من القطع المتوسط عن دار ابن رشيق للنشر والتوزيع.
رسوماتها بريشة الفنانة الهام المغيث نزال.
ابتدأت النّدوة مديرتها ديمة جمعة السّمان بالتّرحيب بالحضور وقالت:
الكاتبة والمربية نزهة الرملاوي من الأصوات الأدبية التي تضع الطفل في قلب اهتمامها، فتكتب له بروح المربية الحريصة على غرس القيم، وبعين الكاتبة القادرة على تصوير المعاناة الإنسانية بلغة رقيقة وقريبة من وجدان الصّغار.
قصصها تسعى إلى معالجة قضايا حساسة يعيشها بعض الأطفال في واقعهم، من خلال أسلوب يجمع بين التربية والخيال والأمل.
في قصتها “عمر حبيب القمر”، نتابع حكاية طفل مصاب بمرض جلدي يمنعه من التعرض للشمس. حُرم عمر من اللعب في النهار ومن الذهاب إلى المدرسة، لكنه لم ييأس ولم ينغلق على حزنه. وجد في القمر صديقًا ورفيقًا يسمع شكواه ويمنحه عزاءً بكلمات مطمئنة: “لا تحزن فسيعطيك ربك فترضى.” هذا البعد الخيالي أضفى على القصة جمالية إنسانية، وفتح للطفل القارئ مساحة للأمل والتأمل. لكنّ البعد الأهم في القصة يتمثل في اكتشاف الموهبة. فقد برع عمر في الرسم، فساعده خاله المهندس على استثمار موهبته عبر الحاسوب ومواقع التواصل، ليتمكن من جمع المال اللازم لشراء القناع الطبي الذي يحميه من الشمس. وهكذا تحولت موهبة الرسم من مجرد هواية إلى جسر يعبر به نحو حياة جديدة. والرسالة هنا واضحة: لكل طفل موهبة فريدة، إذا أحسن استثمارها استطاع أن يتجاوز الصعوبات ويحقق أهدافه.
القصة تشيد أيضًا بدور الأم التي لم تدع ابنها ينهزم أمام المرض، فكانت الحضن الحنون، والمعلمة الأولى التي غرست فيه قيمة الصبر عبر قصة النبي أيوب – عليه السلام – مؤكدة أن الفرج لا بد أن يأتي.
ومع ذلك، يثير النص سؤالًا نقديًا: أين الأب في حياة عمر؟ غيابه يترك فراغًا ملحوظًا، فالأب عنصر أساسي في دعم الطفل نفسيًا واجتماعيًا، وحضوره لا يغني عنه أحد مهما كانت المحبة
كما ان تفوّق عمر في كرة القدم لم تكن مقنعة.. فلو أن الكاتبة هيّأت لموضوع تدريب عمر على كرة القدم مساء مثلا لكان مقنعا، أمّا أن يتفوق على أقرانه دون تدريب مسبق، فلا اعتقد أن ذلك مقنعا.
ومع ذلك فقد قدّمت الرّملاوي نصًا يحمل رسائل متشابكة: أنّ التّكنولوجيا رغم سلبياتها قد تكون وسيلة إيجابية، وأن المرض لا يقضي على الأمل، وأن لكل مشكلة حلًا، ولكل إنسان قدرة على النهوض من جديد.
في النهاية، تقول القصة للطفل وللكبار معًا: لا مكان لليأس، فالله يفتح دائمًا أبواب الرّجاء.

وقالت نزهة أبو غوش:
قصة الأطفال "عمر حبيب القمر للكاتبة نزهة الرملاوي، تحمل ابعادا مختلفة للأطفال:
البعد التربوي: تشكل القصة منبعًا تربويًا ثريًا للأطفال؛ فهي تزرع قيمًا أساسية مثل الصبر في مواجهة الابتلاء، والتمسّك بالأمل رغم المعاناة، والإيمان العميق بالله، وأهمية التعاون الأسري والاجتماعي.
عمر، بطل الرواية، يمثل الطفل الذي لا يستسلم لضعفه، بل يحاول تجاوز محنته بفضل دعم والدته وخاله ومحيطه، مما يغرس لدى القارئ الصغير احترام قيمة العائلة والعلم والعمل الجماعي.
تحليل الشخصيات عمر: بطل الرواية ورمز الإرادة. يجسد قوة داخلية عظيمة رغم مرضه، ويُظهر كيف يمكن للضعف الجسدي أن يتحول إلى طاقة إبداعية.
الأم: نموذج للأم الصابرة المضحية، التي تجمع بين الحنان والحزم، وتغرس الأمل في نفس ابنها.
القمر: شخصية رمزية خيالية، يمثل الصديق الوفي الذي ينير الظلمة ويمنح السكينة الروحية، في مقابل الشمس التي ترمز إلى الخطر. الأصدقاء/المجتمع: مرآة للتناقض الإنساني، ففيهم من يرفض المختلف وينفر منه، وفيهم من يحتضنه ويرحب به، مما يخلق فرصة للطفل القارئ لفهم التباين الاجتماعي.
القصّة تلامس بعمق الجانب النفسي للطفل، حيث ان العزلة التي فرضها المرض على عمر تحوّلت إلى دافع للإبداع من خلال الرسم والتواصل مع الآخرين عبر التكنولوجيا
. القصة تزرع في الطفل القارئ قيمة التعاطف مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وتربّيه على قبول الاختلاف. الحوار مع القمر يعكس حاجة الطفل لصديق روحي، ما يجعل النص قريبًا جدًا من وجدان الأطفال.
البعد الفني والجمالي:
القمر : الأمل والرفيق الرّوحي.
الشّمس : العدو الخطر
. النّافذة : الحد الفاصل بين الحرية والعزلة.
. البدلة الواقية : انتصار العلم على قسوة الألم. أمّا االفوائد العلمية من القصة: تعريف الأطفال بتأثير أشعة الشمس على البشرة، الحديث عن الملابس الواقية، الإشارة إلى بدلات رواد الفضاء، واستخدام التكنولوجيا للتواصل والعرض الفني.
تحمل القصّة رسالة انسانية عابرة للحدود، فهي تدعو إلى احترام الاختلاف، وتقبّل ذوي الأمراض النادرة، وتعليم الأطفال أن الجمال الحقيقي يكمن في الرّوح والإبداع لا في المظهر الخارجي. إنها قصّة تُذكّر القارئ الصغير بأن الألم يمكن أن يتحول إلى طاقة نور، وأن المحنة ليست نهاية، بل بداية لطريق آخر . القصة صادقة في تصويرها لمعاناة أصحاب الأمراض النادرة، وتوازنها بين الخيال والواقع، منحها صدقًا فنيًا عاليًا. الطفل القارئ يجد فيها مرآة لآلام الآخرين، وفي الوقت نفسه يجد فسحة من الخيال تُسليه وتمنحه الأمل.
وقال علي الجريري:
بقصتها " عمر حبيب القمر" قاربت الكاتبة نزهة الرملاوي تطبيق قوانين النص القصصي ، نذكر منها :
1 - قانون الافتتاحية :
درجت العادة في افتتاح النص القصصي البداية بلازمة زمانية أو مكانية
في قديم الزمان ، كان يامكان ، قبل أعوام بعد انتهاء الصيف ...
في جزيرة بعيدة ، غابة ، على شاطيء بحيرة ، في قرية نائية ، أو على ضفة نهر ...
ولو أنها افتتحت القصة بما ختمته على غلافها الأخير لكان أفضل في ليلة من الليالي ...
في ظلمة الليل ، جلس عمر قرب النافذة ، يشكو حزنه لله ، يدعوه أن يشفيه ؛ سمعه القمر وقال : لا تحزن ياعمر ، لا تحزن يا حبيبي ( ولسوف يعطيك ربك فترضى )
2 - قانون الشخوص :
شخصية رئيسية واحدة وباقي الشخصيات المتعددة ليست طرفا في " مربع غريماس " منها ما كان مساندا مشجعا ( الأم والخال وفريق الحارة والطبيب . ) ومنها ما كان سلبيا لكنه ليس في مربع الصراع والمعارضة
3 - قانون الحالة وتطورها .
يمكن القول أن المرض أخذ دور الشخصية الثانية في الصراع مع الواقع ومعارضته ورفضه ’ ونفي المرفوض ( المرض ) بالتغلب عليه من خلال علاج والدته له بتوظيف النصوص ( الببليوتوروبيا , العلاج بالنص ) وصناعة القوة الذاتية ، بالشراكة مع فريق الحارة ، وتسجيل الأهداف وتشجيع البنات ، والرسومات ودور الخال .
أما القمر والشمس فكانتا شخصيتين مؤثرتين في جدلية الانعكاس بين المرض والأمل .
4 - قانون العقدة :
ظهرت في عجزه عن المشاركة أول الأمر في المباراة التي خسر فيها فريق الحارة الأبيض أمام فريق المحيط الأحمر
وعدم تقبله أول الأمر في المدرسة من قبل الغرباء عن بيئته وحالته .
5 - قانون الحل :
الاستجابة للعلاج بالنص ( قصة أيوب ) وصناعة القوة الذاتية وتحقيق نتائج جعلته يخرج من عقدة المرض بمساعدة لباسه الخاص
والمشاركة في المبارة الثأرية التي حقق فيها الأهداف وفاز فريق حارته ، والثانية في رسوماته ، والثالثة تقبله في المدرسة .
6 - قانون الخاتمة :
تركتكها الكاتبة مفتوحة ، تماما قابلة للاستمرار والتجاوز صعودا على طريقة الإنجازات السابقة
خاتمة مفتوحة وليست مغلقة قوامها الامل بالله ( ولسوف يعطيك ربك فترضى )
7 - القوة الخفية " الفوق طبيعية "
لم تظهر أية قوة خفية فوق الطبيعة " إلا إذا اعتبرنا الآيات " تحمل تلك القوة الخفية .
8 - سؤال الرغبة الخفي :
لا يأس مع الامل ، وعلى كل ممتحن أو مبتلى أن يصنع القوة الداخلية لاجتياز محنته . قابلا للعلاج معززا بالسند الأول الأم والتشارك من خلال فريق الحارة والخال والطبيب ، ومبدأ تقبل الآخرين والإيمان بقدراتهم .
9 - نصوص مماثلة :
شرطي المرور لمحمود تيمور ، أحدب نوتردام والأمير الأعرج ، سندريلا ، بيضاء الثلج ونحوها .
10 - لغة النص :
لغة النص جميلة وانسيابية تناسب الفتيان وتراعي مراحل نموهم اللغوي والفكري ؛ غير أنها بحاجة إلى تقليم بعض أظافر الأحرف الزائدة التي لا لزوم لها لأنها تخدش انسيابية النص .
مثل حذف العديد من أحرف العطف ( الواو والفاء ) والتقليل من اللوازم المكررة واستبدالها ببدائل لسانية تسد مسدها
وقد فعلت ذلك بإبداع في فقرات عديدة منها :
في وضح النهار ، يجتمع الأولاد في ساحة الحي ، خلف البيوت ، يلعبون الكرة ، يفرحون ويمرحون , يسمع عمر أصواتهم ، ينهض من سريره , يقف وراء النافذة المطلة على الساحة ، وينظر إليهم من وراء الستارة الكحلية , يتمنى أن يلعب معهم ، لكن الشمس تمنعه من الخروج .
البديل المقترح :
في وضح النهار ، يجتمع الأولاد في ساحة الحي ، خلف البيوت ، يلعبون الكرة ، يفرحون ويمرحون , يسمع عمر أصواتهم ، ينهض من سريره , يقف وراء النافذة المطلة على الساحة ، ينظر إليهم من خلال الستارة الكحلية ويتمنى أن يلعب معهم ؛ لكن الشمس تمنعه من الخروج .
أما الفقرة التي تبدأ بعبارة " أبدت الأم اهتماما لافتا بولدها " فتكثر من حروف العطف التي لا لزوم لها ، تقلل من انسيابية النص لديها : وخصصت ، وقامت ، وشجعته ، وأحست ، وشرح ، وأرسل ، ونحوها .
وتكرار وأخبرها وأخبرها أن تلك الملابس ( وأن تلك الملابس ) وهكذا .
ومن النماذج الأخرى في الفقرة التي تبدأ " بعد العصر حضر خال عمر ... "
رأى اللوحة فأعجب بها ، وبدأ يفكر ... أتدرب لكي أكون " أتدرب لأكون أو كي أكون "
وأمارس الرسم لأكون " لأصبح ، لأصير رساما . ودواليك .
11 - أسئلة النص التحفيزية :
لا تترك الكاتبة كغيرها من الكتاب المعاصرين أسئلة مثيرة خفية تجعل القاريء يغرق في فضاءات التفكير والتأويل فتجيب على كل التساؤلات ، علما أن قصص الأطفال تهدف الى إثارة خيال الأطفال وتفكيرهم ، اسئلة تحفيزية تدفعهم للإجابة على الأسئلة بحكم حبهم للخيال والتفكير .
نتمنى للكاتبة مواصلة الابداع والعطاء ونبارك لها هذا الإنتاج المتميز كتابة وإخراجا .
وقال د. سرمد التايه:
تبدو قصة الأطفال "عمر حبيب القمر" للكاتبة نزهة الرملاوي، ورسومات الهام المغيث نزال، والصادرة عن دار ابن رشيق للنشر والتوزيع والتي من المُفترض أن تكون مُوجهة لفئة اليافعين والمراهقين ذات فكرة رائعة وريادية؛ حيث تتناول القصة قضية مَرَضية لطفل بعمر الزهور أصيب بمرض جلدي نادر ألمَّ به تطلَّب منه عدم التَّعرُّض لأشعة الشمس، بالتالي فإنه يتطلب منه أن يكون صابراً، مُحتسباً دون شكوى منه أو تذمُّر، راضياً بقضاء الله وقدره، مُعتمداً على الله ثم أُمُّه التي كانت له خير عون وخير مُساعدٍ ومُساند؛ فراحت تعتني به جُلَّ اهتمامها بغريزة وفطرة الامومة الصافية الصادقة، لتقوم بالرفع من شأنه، وتعزيزه، ودعوته للصبر وتقبُّل الوضع الذي يعتريه.
رغم انه لم يتم ذكر اسم المرض الذي كان يعاني منه بطل القصة عمر، إلا انه كان من المفترض أن تتم الإشارة لهذا الداء للتأكيد للطفل القارئ أنَّ هذه القصة قد تكون حقيقية وليست من وحي الخيال، وانه بالفعل قد يصاب به أي كان رغم ندرته. وهنا، وفي حيثيات هذه القصة، نرى كيف كان هذا الطفل يتألم لعدم مقدرته على ممارسة حياته الطبيعة كباقي اقرانه وذلك بأن يُسمح له بالتواجد في ساحة الحي الذي يسكن ليلعب مع أصدقائه لعبة كرة القدم التي يُحب أو أي العاب أخرى، أو أن يُتاح له الجلوس على مقاعد الدراسة في المدرسة مثله مثل أبناء جيله.
كان من المُلفت للنظر بهذه القصة ورود اقتباسات كثيرة من القرآن الكريم؛ فبدا ذلك في صفحة 6 بالقول (ولسوف يعطيك ربك فترضى)، وفي صفحة 9 (وايوب اذ نادى ربه أنى مسني الضر وانت ارحم الراحمين)، وصفحة 14 (فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه وأهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين)؛ وهذا طبعاً مدعاة للأطفال بأن يبقى القرآن الكريم حاضراً بقوة في حياتهم وبين جنباتهم. كما أنَّ من جماليات هذه القصة أنها راحت تتحدث عن قصة صبر سيدنا أيوب عليه السلام وما كان به من ابتلاء، وكيف صبر حتى كتب له الله الشفاء. وخلال سرد القصة من الام لابنها حتى تجعله يحذو حذو الأنبياء في الصبر والتَّحمُّل وجعل سيدنا أيوب قدوة له، برز سؤال ذكي من عمر لأُمه قائلاً: هل يبتلي الله الأنبياء؟ وهذه فكرة جميلة مدعاة للتأمل والبحث والتَّعرُّف على ابتلاءات الأنبياء. وهنا تكون الإجابة الحكيمة من الام الحكيمة: نعم، فهم أشد ابتلاء من الناس. هذا ولم تكتفِ الأُم بإعطاء الدروس النظرية في الصبر والتضحية فحسب، بل تجاوزت ذلك وغدت الى الدروس العملية الواقعية لتجسيد المفهوم على ارض الواقع امام ابنها، فعمدت الى قص شعرها الطويل للتَّفرُّغ لأعمالها في البقالة، هذا من ناحية، اما من الناحية الثانية، فكان في فعلها هذا تشبُّه بـالسيدة رحمة زوجة النبي أيوب عليهما السلام والتي قامت بقص شعرها لتقتات وزوجها من ثمنه كما ظهر ذلك في صفحة 12.
وكما أنَّ الكمال لله وحده، فإنه يبرز هنا بعض المآخذ على هذه القصة من وجهة نظري وليس من باب الانتقاص والتقليل من القدر ولكن من باب النقد البناء؛ فقد ورد في الصفحة 6 وفي الصفحة 10 انه في ظلمة الليل وقف عمر الى جانب النافذة واخذ ينظر الى القمر شاكياً حزنه الى الله وداعياً إياه أن يُشفيه ويُزيل ما به من كرب، وهذا بحد ذاته جميل وهو عبارة عن درس للأطفال القارئين ومدعاة لهم بأن يشعروا بأهمية مُناجاة الخالق وبث حُزنهم وهمومهم ونجواهم اليه وحده دون سواه، لكن للأسف كانت هناك إشكالية كبيرة بالصورة المُرتبطة بالنص بذات الصفحة؛ فقد بدت النظرات المُتبادلة بين القمر والطفل اثناء المُناجاة والتي بموجبها قد يصبح هناك التباس لدى الأطفال الذين سيقرؤون القصة بأن يتخيلون الذات الإلهية – وحاشا لله- مُتجلية بصورة القمر.
من جانب آخر وبسياق مغاير، فقد اظهرت الكاتبة نزهة الرملاوي في صفحة 10 أنَّ القمر قد سمع الطفل وهو يُناجي ربه فأجابه: لا تحزن يا عمر (ولسوف يعطيك ربك فترضى) وهذا جميل الاعتماد على الله والرضى بما كتبه، كما أن الاقتباس من القرآن الكريم كان جميلاً خصوصاً عندما كان على لسان عمر بردِّه على القمر بالقول: (رب اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين)، ولكن الإشكالية هنا ظهور الفنتازيا التي تفوق عُمر الأطفال القارئين لهذه القصة، كما ان الفنتازيا قد تكررت مرة أخرى حين ابتهجت الساحة بالأولاد، وضحكت الشمس فوق البيوت كما ظهر في صفحة 18.
نعود ونقول، انه ورغم الفكرة العميقة للقصة، والقيم والمناقب التي راحت تتناثر بين جنبات هذه القصة بهدف حضّ الأطفال بطريقة او بأخرى بالسير على نهج بطل القصة عمر وأُمه، واعتماداً على سِيَر الأنبياء والصالحين القدوة، نرى أنَّ هناك بعض الإشكاليات قد اعترت القصة؛ نُعرِّج عليها بالقول أنه كان هناك اكتظاظ في النصوص والفقرات في مُجمل القصة قد لا يكون مُناسباً ومُتناسباً مع أعمار الأطفال الذين سيبحرون بين أروقتها، هذا من ناحية، أما من الناحية الثانية، فقد ظهر هناك صعوبة في طرح بعض الكلمات قد يكون مستواها أعلى من مستوى هذه الفئة العمرية للأطفال، فنذكر منها على سبيل المثال ما تم رصده من تلك الكلمات في صفحة 7 مثل كلمة: (غدا، رهين العتمة، أقرانه، قامت بجلب، تحلَّقوا حول عمر، ألدّ اعدائه، اسدلي القماش)، كما كان أيضا في صفحة 8: (تفاوت مشاعرهم، مُتسللة، تطيب خاطره)، وأيضاً في صفحة 9: (سخط الله، لم يقنط، مسَّهُ الضُّر)، وصفحة 13: (كفو، ضفيرتها)، وصفحة 16: (الغبطة)، وصفحة 17: (وضح النهار).
في النهاية، فقد لاح لي بالأفق مجموعة من الأسئلة اضعها بين يدي الكاتبة الفاضلة نزهة الرملاوي لتكون برسم الإجابة، وهي:
1. ورد في القصة بصفحة 6 انه تم تشكيل فريقين للعب كرة القدم من الحي الذي يسكنه عمر ومن الحي المجاور، فكان فريق الحي يرتدي الزي الأبيض، وفريق الحي المُجاور يرتدي اللون الأحمر.
والسؤال هنا: إن كان هناك دلالة لوجود هذه الألوان لكل فريق؟ فإن كان، فما هي هذه الدلالة؟
2. لماذا تم ذِكر اسم خال عمر(حافظ) بالقصة بصفحة 15؟ ولماذا ذُكر انه مهندس حاسوب؟ وهل اتقان التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي يحتاج الى مهندس حاسوب؟
3. لماذا ظهر في صفحة 18 ان صفقت البنات لفريق الحي الفائز وهتفن لهداف الفريق عمر؟ ولماذا لم يكن هناك بنات وبنين خاصة أنَّ الصورة بالخلفية توحي بذلك؟

وقال بسام داوود:
قصة طعمر حبيب القمر" هي قصة تربوية وتوعوية موجهة للاطفال بلغة سهلة واسلوب شيق مدعمة بصور توضيحية جميلة .
تدور احداثها حول الطفل الجميل عمر الذي اصيب بمرض جلدي نادر ادى لتشقق وجفاف الجلد ونصحه الطبيب بعدم الخروج من البيت في النهار حتى لا يتأذى من اشعة الشمس وسبب له هذا الحزن فالتزم غرفته واخذ يقف امام النافذة ويدعو الله ان يشفيه فشاهده القمر وقال له لا تحزن يا عمر ولسوف يعطيك ربك فترضى فبعث الامل والطمأنينة في نفسه .
ادى مرضه لحرمانه من ممارسة هواياته وخاصة هواية لعب الكرة مع اصحابه وكذلك حرمانه من الذهاب للمدرسة فعملت امه على مساعدته ليتخطى العزلة ويعيش التجربة فاشترت له كرة يلعب بها داخل غرفته كما اشترت له الالوان وتوابعها ليمارس هواية الرسم .
وامنت له قناعا ليقيه من اشعة الشمس ويتمكن من الذهاب الى المدرسة لكن هذا القناع لم يؤد المطلوب فرجع الى البيت وخصصت له امه بعض الساعات لتعليمه القراءة والكتابة .
وتمكنت بعد ذلك من شراء بدلة خاصة تشبه بدلة رجال الفضاء يستطيع بها ان يمارس حياته الطبيعية فمكنته من الذهاب الى المدرسة والالتحاق بفريق الحي للعب كرة القدم وحقق لهم الفوز على الفريق الاخر مما حاز على محبة الجمهور الذي هتف له كثيرا .
وعملت امه على تقديم الدعم النفسي له لتدخل الامل الى قلبه فالطفل عندما يمرض يصبح اكثر حساسية جسديا وعاطفيا ويحتاج لرعاية لا تقتصر على العلاج فقط بل يحتاج الى الحنان والتفهم والتوازن بين الدلال والانضباط .
بدأت تغرس فيه معاني الايمان والصبر وتشرح له ان الحياة فيها الحلو والمر وفيها بعض الصعوبات احيانا كالمرض وان الله يبتلينا كما ابتلى الانبياء لانه يحبنا وان بعد كل بلاء هناك خير وان الصبر والرضا يجعل الله راضيا عنا وربنا يختبرنا بالحياة مثل اصابتنا بالمرض ليرى مدى ايماننا وثقتنا به سبحانه وتعالي وهذا ما وضحته له امه في قصة سيدنا ايوب عليه السلام وزوجته رحمة رضي الله عنها .
فقد ابتلي سيدنا ايوب بمرض خطير لسنين طويلة وفقد اولاده وماله وهجره كل الناس وشككوا في نبوئته لكنه لم ييأس وصبر صبرا جميلا ولن يتزحزح ايمانه بالله وظل يدعوه لان يشفيه ويردد ربي اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين .
ارتاح عمر لهذا الحديث الجميل واخذ يردد دعاء سيدنا ايوب وشعر بالارتياح والطمأنينة وسمعه حبيبه القمر وقال له لا تحزن يا عمر ولسوف يعطيك ربك فترضى مما زاده ارتياحا ومحبة الى الله وتحسنت نفسيته .
كما ساعده خاله مهندس الحاسوب بان عمل له موقعا على وسائل التواصل الاجتماعي ليتحدث مع اصحابه ويعرض رسوماته مما ادخل السرور الى نفسه ونفس امه التي رسم لها لوحة جميلة مركزا على شعرها الطويل الجميل فشكرته على ذلك .
لكنها قررت ان تقص شعرها الذي يأخذ منها الوقت الطويل اثناء عملية التمشيط والترتيب لتستغل هذا الوقت في تعليم ابنها والاعتناء به خاصة بعد وفاة زوجها وهذا يدل على مدى تضحية الام وحبها لابنائها ولا تنتظر منهم ثمنا لذلك .
وذكرت له قصة السيدة رحمة زوجة سيدنا ايوب تلك المرأة الوفية بكل معنى الكلمة التي بقيت بجانب زوجها المريض بمرض معدي ولم تتخلى عنه كما تخلى عنه بقية الناس وحافظت عليه ووفرت له الطعام الى ان نفذ كل مالها فاضطرت لتعمل خادمة عند الاغنياء لتحصل على المال الى ان فقدت عملها بسبب الاستغناء عنها خوفا من ان تسبب لهم العدوى عندها قررت ان تبيع ضفائرها وتشتري بثمنها الطعام لزوجها وعلى الرغم من كل ذلك لم يتزحزح ايمانها وصبرها هي وزوجها وبقي يدعو الله الى ان من عليه بالشفاء التام وعوضه بدل من ماله ورزقه الاطفال وكساه بالحرير ليظهر باجمل منظر .
هذه القصة جميلة جدا لان يسمعها اطفالنا ليتعلموا منها الكثير :
-تعلم الصبر وعدم الاستسلام والمحاولة للوصول الى النجاح .
-تعلم الوفاء وان الوفاء اهم من المال .
-ترسيخ الايمان في قلوبهم وان كل شيء بيد الله -وان الله على كل شيء قدير -
-ان الله يحب من يذكره وان الشكر يزيد النعم .
-عدم القنوط من رحمة الله .
-الصبر قوة وليس ضعفا .
-التضحية من اجل من نحب .
-العمل ليس عيبا فقد فضلت رحمة ان تعمل خادمة على ان تسأل الناس .
-الحب الحقيقي يظهر وقت الشدائد .
-ان نرضا بما قسمه الله لنا .
-الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي بشكل ايجابي .
كما اوضحت القصة مدى وفاء الزوجة لزوجها (السيدة رحمة وزوجها سيدنا ايوب )
تضحية الام من اجل ابنائها (كما عملت ام عمر )
ان ندعم الهوايات لدى اطفالنا لتنمو وتتطور .
وقالت هدى عثمان أبو غوش:
العنوان "عمر حبيب القمر" هو عنوان جميل وجذّاب، فهو يشير إلى العاطفة والرّومانسية،القمر والحب ،والمتأمل للعنوان يستطيع أن يستدل بأنّ عمر يحب القمر،ولكن لا نعلم لماذا،ولذا من خلال القصة سنتعرف على الإجابة.
مضمون القصّة -يعاني الطفل عمر من مشاكل في بشرته،بحيث منعه الأطباء من الظهور والتعرض للشمس،لأن ذلك يحرق بشرته،فأصبح اللّيل رفيقه،والقمر صديقه.
كانت أمه تسانده من خلال بث الأمل في قلبه عن طريق سردها لبعض قصص تحمل الأنبياء،مثل قصة أيوب عليه السّلام"في تحمل مرضه الذي لا شفاء له بالصبر،وقد استشهدت الأم بآيات من الذكر الحكيم،وقصة زوجة أيوب في صبرها.
جاء الحلّ البديل المؤقت لحالته،من خلال لباس يشبه روّاد الفضاء الخاص حسب توصية الأطباء ،وقد تمكن من ممارسة كرة القدم، مع الأصدقاء والذهاب المدرسة.
تنتهي القصّة بالأمل والسّعادة.
أسلوب الكاتبة-
القران-استخدمت الكاتبة بعض آيات القرآن الكريم كمساندة لتهدأت حالة عمر.من الجميل أن نعزز القيم الدينية في القصص الموجهة للأطفال،ولكن نلاحظ أن الكاتبة أدخلت أكثر من آية في القصة،وفي ذلك مبالغة حسب رأيي.
تداخل القصص-هناك تداخل أكثر من قصّة في القصة الواحدة،قصة عمر ومرضه،ثمّ القصص الثانوية كقصة زوجة أيوب ،وقصّة أيوب التي رغم ترابطها في فكرة القصة إلا أنها تثقل الطفل،كم جميل لو اكتفت الكاتبة بقصة واحدة تجعلها متداخلة مع القصة بشكل خيالي.
استخدمت الكاتبة الأسلوب المدرسي، والوعظ الديني من أجل أن يتحلى عمر بالصبر والأمل.
لقد شعرت أن الكاتبة تحمل الطفل أكثر من طاقته، فالطفل عمره عشرة سنوات، ومطلوب منه أن يتحملّ ويصبر،وينتظر فرج الكريم،بالإضافة أنه من المفضل الابتعاد عن الأساليب المدرسية أو المواعظ.
أرادت الكاتبة في هذه القصّة زرع القيم والمفاهيم الدّينية التّي تحث على الأمل والصبر.
كان دور الأم فعّال في القصّة، وإيجابي تجاه موقفها ومساندتها لإبنها عمر.
استخدمت الخيال في مخاطبة عمر للقمر،وفي لبس لباس يشبه رواد الفضاء.
أجد في الحوار الذي جرى بين عمر وأمه حين كانت تمشط شعرها،أنّ الكاتبة أثقلت على الطفل في سردها له عن نيتها العمل بالبقالة وقصّ شعرها،كلّ ذلك كسبب للدخول من أجل سرد قصة زوجة أيوب عن التضحية.
يحسب للكاتبة تناولها موضوع هامّ قد لا يخطر على الكثيرين،قصة مرضه النادر،وفي تجددها بإختيار المواضيع المختلفة في قصص الأطفال.

وقالت د. رفيقة أبو غوش:
بداية أودّ أن أعرّف ظاهرة إصابة بعض الأطفال، عند تعرّضهم لأشعة الشّمس، ممّا تسبّب لهم أذى؛
" وتُعرّف هذه الظاهرة طبيّا: ب "حساسيّة الشّمس" Photosensitivity Polymorphic Light"
أو "طفح ضوْئي". PLE "Polymorphic Light Eruption" –
وتُعرّف بأنّها رد فعل غير طبيعي يحدث عند التّعرّض لأشعّة الشّمس (خصوصًا الأشعّة فوق البنفسديّة) حيث يظهر طفح جلدي ، واحمرار ، وحكّة أو بثور، في حالات نادرة قد يظهر تورّم أو فقاعات. (المصادر الإلكترونيّة).
تضمّنت رواية "عمر حبيب القمر" عددًا من الرّسائل التربويّة الهامة:
اولا: تعريف القارئ على فئة ذوي الحاجات الخاصّة، خاصّةً الأطفال المصابين بظاهرة عدم الانكشاف للشّمس؛ وهي تؤذيهم.
ثانيًا: إكساب الأهالي والطّلاب؛ القدرة على التّعامل مع هذه الفئة، وتخفيف حدّة التّنمر لدى الأطفال.
ثالثًا: إكساب الأطفال المصابين بالظّاهرة أعلاه، القدرة على التّحمّل والصّبر، والتّكيّف مع الحالة بدون تعرّضهم للإحراج.
رابعًا: إكساب أهالي الأطفال المصابين بالظّاهرة أعلاه؛ كيفيّة مواجهة الصّعوبات، الّتي تواجههم اثناء الاختلاط مع المجتمعات العاديّة؛ ودعم أبائهم المصابين.
خامسًا: إظهار قدرات الأطفال المصابين بالظّاهرة أعلاه؛ واكتشاف ومواهبهم، وتفوّقهم بمجالات صعبة؛ يعجز عن أدائها الأطفال العاديّون؛ مما تساهم في رفع مستوى ثقتهم بأنفسهم، وتقدّمهم إلى الأمام، ومجاراتهم مع ذويهم وأقرانهم في نفس الأعمار.
سادسًا: غرس قيمة تقبّل الأشخاص المختلفين عنّا، وخاصةً ذوي الهِمم.
تعتبر رواية "عمر حبيب القمر" رواية علاجيّة من الدّرجة الأولى؛ حيث تساهم في التّنفيس عن الذّات لدى الأطفال ذوي ظاهرة الاختباء من الشّمس. استشهدت الكاتبة ببعض الآيات القرآنية؛ لإكساب الأطفال القدرة على التّحمّل والصّبر، بالإضافة لاستشهادها بقصّة النّبي أيوب عليه السّلام، وقدرته على الصّبر العظيم، تحمّل آلام المرض، وفقدان الأهل والمال؛ لسنوات عديدة.
برأيي الخاص، أرى بأنّ الكاتبة استطردت في سرد قصة النّبي أيّوب عليه السّلام، وزوجته؛ حتّى شفاه الله، بكثرة الدّعاء.
حبّذا لو ذكرت الكاتبة الرملاوي اسم القصّة باختصار ل (معاناة النّبي أيّوب عليه السّلام)، ومنحت الفرصة لليافعين البحث عنها؛ وعدم تقديمها جاهزة، هذه فرصة لإكسابهم القدرة على البحث والاستكشاف الذّاتي، هذا الأسلوب يُعتبرتربويّا ومجديًا أكثر.
ظهرت في الرّواية نفحات دينيّة مُكثّفة، كما يبدو تعكس شخصيّة الكاتبة؛ ومدى تثبّتها بالمعتقدات الدّينيّة، والإيمان بالله؛ كوسيلة معبّرة عن قدرة الإنسان على التّمسك بثوابت الدّين، والأدعية الدّينيّة، كمخرج من الأزمات والعقبات، وتهدِئة للنفس المُتعبة.
امتازت لغة الكاتبة الرّملاوي، باللّغة الفُصحى القويّة والرّزينة، ذات المستوى العالي؛ وزيّنتها الألفاظ الجميلة، والمُحسّنات البديعيّة؛ بحيث تتلائم مع قدرة اليافعين، وتثري قاموسهم اللّغوي. كما وردت مفردات التّورية، وألفاظ السّجع؛ مثل ماظهر في عنوان الرّواية. (عمر حبيب القمر) .
استخدمت الكاتبة أسلوب التّجسيد، عند مخاطبة القمر؛ ممّا أضفت جمالًا، ومتعة أثناء الانسياب في قراءة الرّواية.
تضمّنت الرّواية أعلاه عددًا من الرّسومات المُعبّرة عن بعض الأحداث، حبّذا لو تمّ التخفيف من الصّور، أو الاستغناء عنها؛ لتحث الفتيان على تفعيل الخيال، وعدم الاتّكال على الصور التوضيحيّة، عِلمًا بأنّ الرّواية مقدّمة لفئة اليافعين.
برزت العاطفة قويّة في الرّواية، تراوحت ما بين الاستنكار والنّفور؛ لعاطفة التضامن والتّعاطف مع الحالة أعلاه. ظهرت عاطفة الأمومة الشّديدة؛ والّتي ساهمت في رفع معنويات الابن ذي الحاجات الخاصّة. كما ظهرت عاطفة آلحزن والإحباط الشّديد عند الفتى عمر؛ حزنًا على حالته وعدم قدرته القيام بالفعاليات اليوميّة في وضح النّهار.
وظّفت الكاتبة بعض السّميائيّات في الرّواية؛ كاستخدام لكلمتي: (الشمس، والقمر)، برأيي الخاص أرى بأنّ الكاتبة استخدمت كلمة الشّمس؛ لرمزيّتها للحياة والقوّة، باعتبارها مصدر الضّوء والطّاقة والنّمو،، فهي ترمز للبدايات، عند شروق الشّمس يرمز لميلاد جديد، أو بداية رحلة جديدة؛ يبدو لي على الرّغم ممّا تُسبّب الشّمس الأذى للفتى عمر، إلّا أنّها كانت مصدر أمل وتفاؤل بحياة أفضل. هنا نجحت الكاتبة في تحويل مصدر الألم إلى أمل. بينما كلمة القمر، تحمل دلالات رمزيّة حيث يتميّز بالغموض واللّاوعي، ويقترن بالأسرار والخيال والأحلام؛ كما اتّخذه البطل عمر صديقًا مخلصًا؛ لبث مشاعره الحزينة، ومحاورته أثناء اللّيل عندما يكون وحيدًا. فالقمر كان مصدر أمل وضوء في حياة عمر.
دمجت الكاتبة نزهة الرّملاوي، استخدام وسائل التّواصل الاجتماعي؛ ممّا يتماشى مع توجّهات الفتيان المعاصرة، كان هذا الاستخدام وسيلة لوصول البطل عمر لأكبر عدد من المُعجبين بأعماله الفنيّة، والتّعرّف على حالته من خلاله؛ ممّا أدى إلى التّعاطف، والتّواصل معه، ، فأصبح عمر مشهورًا، ومتفوّقًا، ومتميّزًا في أعماله الفنيّة والرّياضيّة؛ هكذا أنهت الكاتبة روايتها، بنهاية مُفرحة؛ لتساهم في تقبّل الاختلاف، والآخر، وخاصّة تقبّل ذوي الحاجات الخاصّة في المجتمع العربي خاصّة، والتّخفيف من وصمة العار، وكسر الفكرة النّمطية نحو نظرة المجتمع الّتي تلاحقهم.
خلاصة القول: تُعتبر رواية "عمرحبيب القمر" رواية ضمن الأدب العلاجي -
(Therapeutic Narrative)
من الممكن استخدامها مع الأطفال؛ لتنشئتهم تنشئة سليمة، وغرس مفاهيم تقبّل الآخرين المختلفين، منذ نعومة اظفارهم. من الأفضل استخدامها بهذه المرحلة العمريّة؛ لأّن الفائدة تكون أنجع. مع العلم بأنّ الرّواية مُعدّة لفئة اليافعين، لكن من الممكن تبسيط اللّغة، والمفاهيم لمستوى الأطفال، بمساعدة المربّين والأهل. هنا ممكن استخدام الرسومات التّوضيحيّة أثناء السّرد؛ لذا أنصح في تعميم الرّواية على كافّة المدارس العربيّة، وتوزيعها على المكتبات.

وقالت م. إيناس أبو شلباية:
القصه تتناول حياه طفل مصاب بمرض جلدي امر على اثره الطبيب ان لا يتعرض لاشعه الشمس، مما جعل الطفل حبيس غرفته وراء ستارة كحليه اللون تغطي نافذة غرفته طوال النهار.
وكان عمر في وضح النهار ينظر الى الاطفال من خلف تلك الستاره وهم يلعبون ويتمنى ان يلعب معهم، ولكن اشعه الشمس تمنعه من الخروج، يراقب الأطفال وهم يلعبون كرة القدم ويسددون الأهداف، ويتخيّل أنه معهم.
في ظلمه الليل اخذ يشكو همه الى الله ويدعوه ان يشفيه، سمعه القمر وقال لا تحزن يا عمر يا حبيبي ولسوف يعطيك ربك فترضى.. فحمل عمر الامل في داخله ونام.
وأخذ عمر يمارس هوايته في الرسم، فأبدع في رسوتاته، فخرجت لوحاته في غاية الجمال.
وبعد فترة من الزمن، اتصل الطبيب بأم عمر وابلغها بوجود ملابس واقيه من الشمس لمثل حاله عمر ستساعد عمر على ممارسة حياته بشكل افضل ، ولكنها غالية الثمن.
وبمساندة والدته وخاله الذي ساعد عمر على نشر قصته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، استطاع ان يبيع لوحاته الجميلة وتوفير المبلغ المطلوب، وبذلك استطاع توفير القناع الواقي الذي ساعده بالخروج من المنزل وممارسة حياته.
في تلك الاثناء ام عمر تروي لابنها قصه ابتلاء النبي ايوب عليه السلام : وايوب اذ نادى ربه "اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين". فدعا عمر ربه بدعاء سيدنا أيوب.
لا شك انها قصه سلسه خارجه عن المالوف وذات عنوان جميل وملفت.
يخصوص الخط الذي تم استخدامه، فقد لاحظت أن حجم الخط يتغير من صفحه لاخرى، ومن المفضل ان يكون حجم الخط موحد، وكبير وواضح.
كما يفضل ان تكون عدد الكلمات في كل صفحه أقل من العدد الموجود.
كما يفضل ان تكون الصفحات التي تحتوي على الرسومات خالية من الكتابة، لتكون الصوره بحجم الصفجة. كبيره وواضحة.
أمّا بخصوص الغلاف، يفضل ان يكون عنوان القصه بحجم أكبر،
ويا حبذا لو كانت الخلفيّة بيضاء اللون.، بدلا من التركواز.



#ديمة_جمعة_السمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -المائق- للأديب جميل السلحوت في اليوم السابع
- قصة -بماذا تميز الغراب- للكاتب طارق مهلوس في اليوم السابع
- “رواية عودة الموريسكي من تنهداته- للكاتب عدوان نمر عدوان في ...
- رواية -بين جنّتين- للكاتب سرمد التّايه في اليوم السابع
- -الخرّوبة- سرديّة الكرامة والصّمود في وجه الغياب والاقتلاع.
- رواية -الخروبة- للكاتب رشيد النجاب في اليوم الساتبع
- رواية - عين التينة- للروائي صافي صافي في اليوم السّابع
- رواية - عناق على حاجز إيريز- للكاتبة رولا خالد غانم على طاول ...
- رواية -لعبة الزمن- للكاتبة نزهة أبو غوش في اليوم السابع
- رواية -حسناء فارس- للأديبة د. روز اليوسف شعبان في اليوم السا ...
- رواية - لا تقربيه ولو كان آخر رجال العالم- في اليوم السابع
- (حمروش) في اليوم السابع للأديب جميل السلحوت
- -الوسادة االعجيبة- للكاتبة حنان جبيلي عابد في اليوم السابع
- -حمروش-: صرخة في وجه الخرافة ودعوة لتحرير العقول. “
- حين تصبح الذاكرة وطناً: قراءة في منزل الذكريات للأديب محمود ...
- - ولع السباحة في عين الأسد- في اليوم السابع
- قصة - أرفض تسميتي معاقا- للكاتبة عابدة خطيب في اليوم السابع
- رواية - تراتيل في سفر روزانا- في اليوم السابع
- رواية -ذاكرة في الحجر- لكوثر الزين في اليوم السابع
- ثورة أدبيّة تُصَدِّع الجدران.. تكشف المستور..تضيء عتمة المكا ...


المزيد.....




- «أوديسيوس المشرقي» .. كتاب سردي جديد لبولص آدم
- -أكثر الرجال شرا على وجه الأرض-.. منتج سينمائي بريطاني يشن ه ...
- حسن الشافعي.. -الزامل اليمني- يدفع الموسيقي المصري للاعتذار ...
- رواد عالم الموضة في الشرق الأوسط يتوجهون إلى موسكو لحضور قمة ...
- سحر الطريق.. 4 أفلام عائلية تشجعك على المغامرة والاستكشاف
- -الكمبري-.. الآلة الرئيسية في موسيقى -كناوة-، كيف يتم تصنيعه ...
- شآبيب المعرفة الأزلية
- جرحٌ على جبين الرَّحالة ليوناردو.. رواية ألم الغربة والجرح ا ...
- المغرب.. معجبة تثير الجدل بتصرفها في حفل الفنان سعد لمجرد
- لحظات مؤثرة بين كوبولا وهيرتسوغ في مهرجان فينيسيا السينمائي ...


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديمة جمعة السمان - قصة -عمر حبيب القمر- للكاتبة نزهة الرملاوي