أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديمة جمعة السمان - رواية رهين الجسد للكاتب فادي أبو شقارة في اليوم السابع















المزيد.....



رواية رهين الجسد للكاتب فادي أبو شقارة في اليوم السابع


ديمة جمعة السمان

الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 18:47
المحور: الادب والفن
    


القدس 25-9-2025
استضافت ندوة اليوم السابع الثقافية المقدسية الكاتب الفلسطيني فادي بديع أبو شقارة من طرعان الجليلية ، لنقاش روايته " رهين الجسد"، والتي صدرت بطبعتيها الأولى والثانية عن مطبعة ألوان يافة الناصرة للعام 2018، وتقع في 253 صفحة من القطع المتوسط.
استشارة البروفسور جريس خوري، وقامت بالتدقيق اللغوي السيدة جميلة حسن عدوي، وصممت الغلاف أريج شقور.
افتتحت الندوة مديرتها ديمة السمان التي رحبت بالكاتب وبرواد الندوة وقبل أن تفتح باب النقاش قالت:
يسعدني أن أفتتح هذه الندوة مع ضيفٍ استثنائي، كاتب ومبدع فلسطيني حفر اسمه بإرادته القوية وموهبته المتدفقة.
نرحّب معاً بالكاتب فادي بديع أبو شقّارة، ابن قرية طرعان الجليلية، المولود عام 1983، والذي وُلد مع مرض ضمور العضلات، لكنّه رفض أن يكون أسيراً للجسد، فحوّل قيده إلى جناحين.
الكاتب أنهى دراسته الثانوية، وتابع مسيرته محصّلاً العديد من الشهادات التي تعكس شغفه بالعلم والإبداع؛ فهو محاضر معتمد في موضوع الإتاحة وتقبّل الآخر، ومدرّب تنمية بشرية، وموجّه مجموعات، وحاصل على شهادات متعدّدة في فنّ كتابة القصة القصيرة، والتحرير والتدقيق اللغوي، والذكاء الاصطناعي، وعلم نفس النمو، والتسويق الإلكتروني. كما يعمل اليوم مركّز تسويق في المركز الجماهيري بطرعان.
توّج إبداعه الأدبي برواية رهين الجسد عام 2018، والتي نالت جائزة الإبداع من وزارة الثقافة سنة 2021، ثم تحوّلت إلى مسرحية عام 2023. إلى جانب ذلك كتب كلمات أغنية “يا عالم نحنا بشر”، وشارك في العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية، مقدّماً صوته وقضيته بوعي وصدق، كما قدّم ورشات توعوية حضورية وأونلاين حول الإعاقة وقبول الآخر.
إننا إذ نلتقي به اليوم، نلتقي مع إنسان جعل من الكتابة رسالة، ومن التحدي إلهاماً. فلنرحّب به جميعاً أجمل ترحيب.
رواية رهين الجسد للكاتب الفلسطيني فادي بديع أبو شقارة هي شهادة وجودية مكتوبة بلغة صادقة، تحفر في تجربة إنسان عاش قيود المرض منذ طفولته، وواجهها بالقلم والوعي والقدرة على تحويل المعاناة إلى فعل إبداعي.
في قلب النص يقف مراد، بطل الرواية، كمرآة للكاتب، وهو أسير جسد لا يطاوعه، لكنه في الوقت ذاته صانع عالم داخلي واسع، مليء بالأمل والخيال، ومشحون بالدعابة السوداء التي تخفف من ثقل الألم.
أبرز ما يميز الرواية أن الكاتب لم يكتفِ بسرد المعاناة من زاوية مأساوية، بل أضاف إليها لمسة من السخرية المريرة، إدراكاً منه أن الضحك أحياناً وسيلة للمقاومة. فالقارئ يواجه مواقف مؤلمة، لكنها تُروى بخفة ظل تجعلك تبتسم رغم مرارتها. هنا يتجلى المثل الشعبي “شر البلية ما يضحك”، إذ يحوّل مراد صعوبة الحركة، أو عجزه عن القيام بأبسط تفاصيل الحياة اليومية، إلى مساحة للتهكم الذكي الذي يكشف عبثية الواقع وقسوة نظرة الآخرين.
بهذه الروح، لا يقع النص في فخ الشفقة، بل يضع القارئ أمام شخصية عنيدة، تعرف أن السخرية شكل آخر من أشكال القوّة.
الحبكة في رهين الجسد تقوم على جدلية الداخل والخارج: جسد مقيّد مقابل روح طليقة. العربة التي يستخدمها مراد، والتي يسميها “وينغز” أي الأجنحة، تختصر هذه المفارقة؛ فهي أداة حركة محدودة من الخارج، لكنها رمز للتحليق في عالمه الداخلي. في مقابل ذلك، يظهر المجتمع بوصفه سجناً آخر، يفرض قيوداً أشد من المرض نفسه، عبر نظرات الشفقة، أو القوالب الجاهزة التي تُحاصر البطل في “قائمة المحرمات”، حيث تُسلب منه أحلام الأبوة والحب والحرية.
على المستوى الفني، تنجح الرواية في الجمع بين السرد الواقعي والتأمل الفلسفي، وبين المشاهد اليومية والتقاطعات الزمنية التي تفتح أمام القارئ مسارات مختلفة للتجربة. ومع أن بعض الشخصيات الثانوية تبقى باهتة أمام هيمنة صوت مراد، فإن هذا الاختيار يبدو مقصوداً، فالكاتب أراد أن يمنح السرد كله للبطل، بوصفه مركز التجربة الإنسانية. النهاية تأتي مؤثرة ومفتوحة على الأمل، إذ يواجه مراد مصيره بوعي عميق: قد يظل رهين الجسد، لكن روحه لا تنكسر. بل إن روح الدعابة التي وسمت الرواية منذ بدايتها تظل حاضرة حتى اللحظة الأخيرة، كرسالة ضمنية تقول إن الضحك يمكن أن يكون صرخة مقاومة في وجه الألم. هذه النهاية لا تُرضي من يبحث عن خاتمة “سعيدة” بالمعنى التقليدي، لكنها تمنح الرواية مصداقيتها وعمقها الإنساني.
رهين الجسد رواية تذكّرك أن الحرية لا يمنحها جسد قوي أو مجتمع متعاطف، بل تبدأ من الداخل، من القدرة على تحويل المعاناة إلى معنى، والقيود إلى أجنحة. عمل يلامس القلوب بقدر ما يستفز العقول، ويؤكد أن الكتابة نفسها قد تكون أوسع فضاء للطيران.
وقالت د. روز اليوسف شعبان:
رهين الجسد هو مراد في الرواية، وهو الكاتب نفسه فادي، الذي ولد مع إعاقة جسديّة كبيرة، ضعف في العضلات، عظام رخوة كالعجينة، كفّة يده اليمنى متكوّرة معظم الوقت، اليد الثانية مرتخية عند الرسغ، ظهر مقوّس أعوج، لا يستطيع المشي بسبب ضمور في عضلات رجليه، لا يزيد وزنه عن عشرين كيلو، يقضي معظم وقته على كرسيّ كهربائيّ متحرّك ( الوينغز). عند ولادته قال الأطباء لوالديه لن يعيش أكثر من أربع وعشرين ساعة، وإن عاش فستكون هذه أكبر معجزة بشريّة. وعاش فادي، ومات الأطبّاء الخمسة الذين شخّصوا حالته وتنبؤوا بوفاته. فهل كان القدر كريمًا مع فادي حين منحه الحياة؟ أم معاندا له كما وصف الكاتب ذلك؟
حظي مراد باهتمام ورعاية وحبّ لا يضاهى من قبل والديه وأخته مروة وأخيه مروان، هذا الحبّ وهذه التضحية المتفانية خاصّة من الوالدين، جعلت مرادًا شابًا مميّزا رغم إعاقته، بل جعلته يتفوّق على الكثير من الشباب الذين يتمتّعون بوافر الصحة. هذه العناية جعلت من بطل الرواية كاتبًا مبدعًا، ليثبت لنفسه أوّلًا وللناس ثانيًا، أنّ الإرادة فوق العاهة والإعاقة، ومن يملك عقلًا سليمًا يمكنه تحقيق أحلامه، أو ربّما بعضها، فهناك أحلام لم يستطع البطل تحقيقها، ومنها العلاقة العاطفيّة والزواج، فبعد أن عشق مراد هدى وهام بها وأحبّته، إلّا أنّ عقله تغلّب على مشاعره وقرّر الابتعاد عنها؛ كي لا يسبّب لها التعاسة في حياتها، إنّ هذه التضحيّة تدلّ على نفس أصيلة شهمة، تكبت مشاعرها من أجل سعادة الآخرين، ويمكن القول، إن الكاتب أبدع في تصوير مشاهد العلاقة العاطفيّة بين مراد وهدى، والصراعات النفسيّة والعقليّة التي سيطرت عليه، حتى انتصر العقل في نهاية المطاف.
الرواية إذن فيها الكثير من الإبداع. فأين يكمن الإبداع؟
استطاع الكاتب أن يصوّر وضعه الصحيّ والنفسيّ والأسريّ والاجتماعيّ والعاطفيّ تصويرًا دقيقًا جميلًا، رغم ما فيه من ألم وحرمان، يجعل القارئ يشعر كأنّه يشاهد فيلمًا سينمائيّا أو مسرحيّة تنطق بالحركة والانفعال.
تميّز السرد في هذه الرواية ب"الرؤية مع"، أو "الرؤية المصاحِبة": وهي رؤية سرديّة كثيرة الاستخدام، إذ يُعرض العالم التخييليّ من منظور ذاتيّ وداخليّ لشخصيّة روائيّة بِعينها، من دون أن يكون له وجود موضوعيّ ومحايد خارج وعيها. إنّ السارد في هذه الرؤية، على الرغم من كونه قد يعرف أكثر ممّا تعرفه الشخصيّات، إلّا أنّه لا يقدّم لنا أيّ تفسير للأحداث قبل أن تصل الشخصيّات ذاتها إليه. تُحكى الروايات التي من هذا النوع بضمير المتكلم، وبذلك تتطابق شخصيّة السارد مع الشخصيّة الروائيّة. (بوطيّب، 1993، ص. 72-73). ويستخدم السرد في هذه الرؤية ضميرَي المتكلّم أو الغائب، مع المحافظة على تساوي المعرفة بين السارد والشخصيّة؛ (شبيب، 2013، ص. 117.)
كما يتجلّى في هذه الرواية أسلوب تيّار الوعي الذي ظهر واضحًا في الأساليب السرديّة والتقنيّات التي استخدمها الكاتب مثل: المونولوج والمناجاة، الاسترجاع، الأحلام والكوابيس، تعدُّد الرواة، المونتاج الزمانيّ والمونتاج المكانيّ، تنوُّع الشخصيّات، وسيطرة الراوي بضمير المتكلّم (الأنا)، فجاء السرد ذاتيّا حيث جعل الكاتب أبطال روايته، يتحدّثون عن أنفسهم، ويكشفون ما يجول في أنفسهم من مشاعر الخوف، الحزن، القلق، الاضطراب والفرح، فتلجأ الشخصيّات إلى الحوارات الداخليّة (المونولوج)، الذي جعل القارئ يغوص في أعماق الشخصيات ويكتشف أسرارها ولواعجها.
استخدم الكاتب تقنيّة الاسترجاع، حيث كان لهذه التقنيّة دور بارز في تقريب اللقطات أو المشاهد من ذهن القارئ، لتجعله قريبًا من الشخصيّة وكأـنّه يعيش معها فيتفاعل معها ويجاريها في تخيّلاتها وانفعالاتها.
من الاسترجاعات المؤثّرة التي وردت في الرواية، الاسترجاع التالي الذي يتذكّر فيه مراد ذهابه إلى البحر مع أسرته وما لاقاه من فضول الناس ونظرات الشفقة عليه:" ركضت مروة فورًا نحو البحر صار أبي يدحرج بالكرسي عبر الرمل نحو الشاطئ، وتوقّف فجأة عندما وقف طفل في عمري أمامنا، يرمقني بنظرات متفحّصة كأنّه عالم آثار، وجد تحفة تاريخيّة من القرن الخامس، ويتأمّلها بكل شغف. قالت أمّي محاولة تحفيزه للتّنحي جانبا: يلّلا روح عند إمّك يا شاطر.
اقترب أخوه الذي كان يبدو جيل مروان (أخ الكاتب)، ووقف جانبًا محدّقًا كأنّه مساعد لعالم الآثار. زأر مروان متوعّدًا بالانقضاض عليهما: "انقلعوا انتوا الثنين إسّا بدقّ راسك براسه". سمعت والدتهما وأسرعت لإبعادهما عنّا بعد أن رمقتني بنظراتها طبعًا. (ص 83-84).
بعد هذا الاسترجاع يحدّث مراد نفسه قائلا: "أمّا أنا بقدر ما كنت أصبو إلى معجزة ترفعني عن الكرسيّ المتنقّل، تمنّيت لو أصبت بالعمى في تلك اللحظة؛ كي لا أرى نظرات تحطّ من قيمتي. فخفضت رأسي متأمّلًا ذرّات الرمل أحسدها متمنّيًا لو كنت واحدة منها، فكلّها متساوية لا تختلف الذرّة عن باقي أخواتها الذرّات"(ص 84).
من الحوارات الداخلية التي ظهرت في الرواية، حوار بطل الرواية مراد والذي يكشف لنا مدى استيائه من نظرة المجتمع له، ما يلي:” عانيت كافّة ألوان الانتقاد الجسديّ والاضطهاد الروحانيّ والاستبداد النفسانيّ، كيف أعالج نظرات الشفقة التي أعتبرها أكثر أنواع النظرات إهانة؟ (ص 82-83).
ومن الحوارات الداخليّة التي تثير في نفس البطل تساؤلات كثيرة ما يلي:" أنا طاهر في أعمالي وأفكاري، طاهر في إيماني وأحاسيسي، إذن لماذا أشعر حينما يحدّق الجميع بي أنّي في قمّة القذارة؟ لماذا أحسّ من تعليقاتهم إنّي اقترفت الفواحش؟ لماذا يلازمني الشعور بالخزي على حالة لست مسؤولًا عنها لا من قريب ولا من بعيد؟ لماذا أشعر بالدونيّة وكلّنا سواس؟ (ص 103).
ومن الأحلام والكوابيس الكابوس الذي أورده الكاتب في نهاية الرواية والذي يصوّر وفاة مراد وحزن وبكاء العائلة، ويرى نفسه يركض وكأنّ معجزة حدثت وأعادته شابًّا طبيعيًّا دون عاهة.
تعدّدَ الرواة في هذه الرواية، فتارة مراد يروي قصّته، وتارةً الأمّ تحكي عن علاقتها بابنها المعاق، وقرارها بإبقائه في البيت وعدم إرساله إلى مؤسسة خاصّة، وتارةً تروي مروة (أخت الكاتب) قصّتها وعلاقتها مع زوجها وطلاقها، ثم يسرد مروان علاقته بأخيه مراد وغيرته منه لأنه استأثر باهتمام العائلة وكيف تحوّلت هذه الغيرة إلى حبّ كبير حوّله إلى أسد يدافع عن أخيه المعاق بكلّ ما أوتي من قوّة وبأس، وهكذا ينتقل السرد من شخصيّة إلى أخرى بسلاسة مع المحافظة على عنصر التشويق.
أمّا اللغة فجاءت عاطفيّة انفعاليّة امتزجت فيها الحوارات الخارجيّة والحوارات الداخليّة مستخدما اللغة الدارجة في الحوارات الخارجيّة، إضافة إلى الكثير من الدعابة، ممّا خفّف ذلك من وقع ثقل الأحداث وآلامها على القارئ.
وقالت د. رفيقة عثمان أبو غوش:
يبدو العنوان ملفتّا للإنتباه، ومن الممكن التنبّؤ بمحتواه؛ بعد قراءة الرّواية؛ تبدو بأنّها رواية تحت مسمّى السّيرة الذّاتيّة: حيث سرد الكاتب سيرته الذّاتيّة ابتداءًا من سن الطّفولة، ولغاية جيل المراهقة.
نجح الكاتب في التّعبير عن المشاعر الذّاتيّة، والمعاناة، بطريقة تفصيليّة؛ ومن الممكن القول الاستطراد في عرض الأحداث. اختار الكاتب أبوشقارة أبطال روايته من أفراد أسرته: الوالدان، والأخوة مروان ومروة. سرد الكاتب سيرته على لسان ضمير الأنا، ممّا أضاف مصداقيّة في التّأثير والتّعاطف مع الأحداث؛ لصدق حقائقها. كذلك منح الكاتب أبطاله الحديث عن أنفسهم أيضًا، فتعدّدت أصوات الرّواة.
اتّسمت لغة الكاتب باللّغة الفصحى الرزينة والمتّزنة؛ إلّا أنّه استخدم لهجة محكيّة تخص شمالي فلسطينيي الدّاخل الفلسطيني (ضواحي النّاصرة) قرية (كفر كنّا) . تبدو اللّغة سهلة وتناسب جيل المراهقة وما فوق. تخلّل الكتاب حوارات داخليّة عديدة، كلك حوارات خارجيّة.
صوّر الفتى مراد البطل حياته اليوميّة، داخل البيت والمدرسة، وصوّر مدى المعاناة؛ وتأثير نظرة المجتمع السّلبيّة الّتي واجهها في حياته؛ نجح في تصوير الصّراعات المختلفة على أنواعها: الصّراعات الخارجيّة الاجتماعيّة، والصّراعات الدّاخليّة النّفسيّة؛ لكونه فتى من (ذوي الحاجات الخاصّة – او من أصحاب القلوب الطيّبة – أو من ذوي الهمم). مع مسيرة المعاناة الشّديدة. لعب دور الأسرة دورًا هامّا وأساسيّا في دعم ابنهم وتشجيعه للتكيّف مع البيئة، وتقبّل الذّات. "لازم يكون عندك أمل ... كيف بدّك تعيش بلا امل؟"صفحة 8. بينما الأب دعم تشجيعه بأقوال دينيّة "هيك الله بدّه.. هيك الله بدّه."ص 88 "وعسى أن تكرهوا شيئًا فهو خير لكم". . فظهرت هذه الجمل تكرّرت مرارًا وتكرارًا؛ (كموتيف) نظراً لأهميّتها في حياة البطل. تكرّرت جملة : "لماذا أنا... لماذا أنا"، "هل سيقبلني المجتمع، هل سأتقبّل نفسي؟". "أصوات شكّاكة داخلي، حاولت إسكات تلك الأصوات الشكّاكة داخلي". تأنيب الذّات وجلدها كنوع من الصّراع الدّاخلي: "لماذا أنا في صراع دائم لإثبات جدارتي أمام لنّاس،لمادا أشعر بالدّونيّة، وكلّنا سواس؟"، " حقيقة كنت شبيهًا فعلا بذرّات الرّمل... فكلانا نداس تحت الأقدام" ص 84
رغم كل الصّراعات أعلاه، إلّا أنّه علت أصوات الدّفاعات عن الذّات "أنا بتعوّد على البحث عن الزّوايا الإيجابيّة حتّى في السّلبيّات"؛ والتّسلّح بالأمل: "بدأت بناء نفسي من الدّاخل، الفوز ينبثق من الدّاخل، التغيير يأتي من الدّاخل".
استخدم الكاتب اقتباسات عديدة عربيّة منها أو أجنبيّة داعمة لأقواله: "نفوس النّاس كالمعادن، منها يعلو الصّدأ، ومنها ما لا يجد الصّدأ إليه " طه حسين ص 49. " الشّخص لا يمكن أن يتطوّر بسهولة وبهدوء. يمكن فقط من خلال الألم والمعاناة أن يقوّيالرّوح ، ويلهم الطّمح ويحقّ النّجاح" هيلن كيلر ص 107.
" احبّوا بعضكم بعضًا كما أحبّكم أنا" ص 161. هذه النماذج للإقتباسات تدل على مدى سعة ثقافة الكاتب، واطّلاعه على الثّقافات الأخرى؛ ممّا أثرى السّرد وأضاف لها مصداقيّة.
إنّ مكان الرّواية للسّيرة الذّاتيّة، المكان هو عنصر هام، فكانت قرية كفر كنّا الجليليّة، هي المكان الّذي صوّر الكاتب أحداثها؛ بينما لم نستدل على الزّمن لسرد أحداث السّيرة الذّاتيّة، إلّا أنّها من الممكن أن تعكس السلوكيّات والنّظرة السّلبية، نحو المعاقين في كافّة القرى العربيّة في فلسطين التّاريخيّة؛ في البيوت والمدارس والشّوارع. برأيي كانت وما زالت تلك النّظرة السّلبيّة سائدة في مجتمعنا العربي على الرغم من محاولات التّغيير، والتّنشئة الحديثة للأسف.

عنوان السّيرة الذّاتية، لا يشي بالتّفاؤل "رهين الجسد"؛ حيث كانت نهاية السّرد اوحت إلى عدم تحقيق البطل ما يصبو إليه، حيث طلّ رهينًا لجسده المُقعد، ووضع حدّا لعلاقته العاطفيّة مع هدى، والتّخلّي عن محبوبته؛ نظرًا للحفاظ على سعادتها بالمستقبل، دون أن يشرح لها نتائج هذا القرار.
طغت العاطفة الحزينة على سير أحداث الكتاب، ودفعت القارئ نحو التّعاطف الشّديد لمشاعر البطل؛ خاصّةً عند الحديث عن المشاعر الخاصّ للبطل مراد "أمّا أنا بقدر ما كنت أصبو إلى معجزة ترفعني عن الكرسي المتنقّل، تمنيت لو أصبت بالعمى في تلك اللّحظة؛ كي لا أرى نظرات من تحطّ من قيمتي". ص 84.
هذه الكتاب "رهين الجسد" هو كتاب زاخر بالاحداث، الّتي تصف مشاعر ذي الحاجات الخاصّة؛ ومن الجدير قاءته، وخاصّة لدى فئة اليافعين؛ ويُعبر مرشدًا حقيقيّا حول الأطفال المصابين بحالة رخاوة العضلات .
Progressive Muscular Dystrophy
يُنصح توزيع هذا الكاتب على كافّة المدارس، وتناول محتواه، ومناقشته مع الطّلبة؛ نظرًا لشدّة الاحتياج
؛ لتغيير النّظرة النّمطيّة السّلبيّة، نحو ذوي الهمم في مجتمعاتنا .
هذا الكتاب يُقدّم أحداثًا نوعيّة، ومواقف إنسانيّة، بحاجة لتصحيحيها. هنيئًا هذا الإصدار للكاتب أبوشقارة؛ على قدرته على التّغبير بجرأة متناهية؛ ووصف المشاعر الصّادقة، ووصف الصّراعات الذّاتيّة والخارجيّة؛ لتضع القارئ أمام تساؤلات هامّة، تتوجّب التّأّمّل فيها، والإجابة عنها بصدق؛ والتّعامل معها بجديّة نحو التّغيير للأفضل.
وقالت خالدية أبو جبل:
أعطى الكاتب لروايته عنوانًا "رهين الجسد" ، عنوان يرتبط ارتباطا وثيقًا بصلبِّ الرواية وأحداثها ، عنوان ذكي يقع في نفس القارئ بإيحاءاته، فيجذبه لقراءة ما وراء العنوان . يتحدى الكاتب السجن والسجان ، بانطلاق روحه وفكره ووجدانه ، فنراه يكسّرُ قضبان سجنه منذ الصفحة الأولى ، ويُهدي روايته لكل البشر ، كل البشر حتى وإن غابت عن الكثيرين منهم صفات البشر ، يُهديهم كتابه لأن اسمهم بشر ! ولأنه يُريدهم بشر ! في بداية سردية مُشوقة ، تنازل فيها الكاتب عن دور الراوي لأبطال روايته ، فقام كل واحد منهم باسترجاع سيرة حياته وسردها بعفوية وسلاسة ، وقد جمع بين كل هذه الشخصيات مكانٌ واحدٌ ، البيت ، (الأسره) . ولم تكثر الأماكن في الرواية وتمحورت بين البيت والمدرسه والمستشفى . ظهرت هذه العائلة للوهلة الأولى كما كل العائلات بروتينها اليومي . مرّ على متاعب الأب في عمله ، وعلى معاناته وهو شاب صغير ، ورفضه لإتمام تعليمه ، وفي هذا الكثير من الواقع المُعاش في مجتمعنا ، حتى انتهى به الأمر لنجار يوصل الليل بالنهار في العمل ، ليغطي نفقات عائلة كبيرة . صوّر الكاتب هذا الأب بهدوئه والتزامه وصبره ، وببساطةٍ متقنة أشار للنار المُتّقدة في نفسه ، وهو يُعلم ابنه مراد التغلب على مصاعب الحياة ، يٍكابدها ويخفيهاحتى عن نفسه ! وبإتقانٍ أيضا يروي لنا الكاتب ، عن الصفقات التي كانت تسمى زواج ، من خلال الطريقة التي تزوجت بها الأم ، قهرًا. أظهر أهمية دور المرأة - والذي هو أدوار - دون أن يّمتّن لها أحد ، أو يعتبر أن عملها هذا أساس لكل نجاحاتهم ! حتى تلك الأعمال الصغيرة التي تقوم بها الأم صباحا في إعداد وجبة الفطور ، وفقط هي الأم التي تحفظ طلبات كل فرد بالأسرة ، ولو غابت لاجتمعت كل الاسرة للقيام بعملها هذا لما أتقنوه ! رأى الكاتب أن في وصفها بالمدرسة أجحافًا بحقها ، فهي كلّ الحياة من المهدّ الى اللحدّ ، وهي التي لا يكرهها ولا يقوى على كرهها أحد . حتى وإن لم تُنصف فهي الساهرة بقلق ليلا ، والكادحة والفادية والحامية بروحها لأبنائها من مخاطر الحياة نهارًا . تطل علينا مروه بحكايتها ، لتروي لنا ظلمًا من نوع آخر ، تقع تحت طائلته المرأة ، الملاحقة بالسؤال ، بلغت الفتاة؟ خُطبت الفتاة ؟ تزوجت ، أنجبت ، تطلقت ؟ وفي كل المراحل هي المذنبة إن تاخرت ! يُظهر لنا الكاتب تلك النظرة التعسفية تجاه المطلقة في مجتمع يُفضل السكوت على الظلم وإخفائه خلف الستائر والأبواب ، خوفًا من السنة الناس ، وحفاظًا على هيبة الصورة العائلية . من جهةٍ أخرى ، أعطت مروه مثال المراة الشابة القويّة ، التي أصرت على اختيارها ودافعت عنه... حتى بعد الزواج وبعد اكتشافها تورط زوجها ، لم تتركه إلّا وقد استّنفذت كل وسائل المساعدة - وهذا لم يكن قطعًا في حال كان الأمر معكوسا - أما مروان - الذكر الأول- فالتسميّة وحدها لها دلالة الخصوصيّة والدلال والتميّز والعطاء الأعظم . وأيضا بانسيابيةٍ لافتةٍ ولغةٍ سرديةٍ جميلةٍ لا تخلو من روح الفكاهة - يسترجع مروان ذاكرته للوراء ، دلاله الأول ، وسحب البسّاط من تحت قدميه عند مجيء مراد للدنيا ، إلى أن تغلب المحبّة على الغيّرة ، ويحل محلها الشعور بالمسؤولية تجاه هذا الأخ الأصغر ... ليكبر وتكبر معه المسؤولية . ونصل مع مروان للزمان الذي توقف عنده أباه وأمه وأخته . وقد بيّن لنا هو الآخر حال الكثير من الشباب في عزوفهم عن التعليم والإلتحاق بالعمل ، وكان قرار مروان أن : لن أعيش في جلباب أبي . فاختار أن يخطّ طريقه لوحده ( محل لبيع الألعاب ) ولآخر العنقود تتسابق وتنصاع أوراق الرواية ، وآخر العنقود ذلك الذي حظّه من السّماء ، المدّلّل، أُطْلٍب تُجاب . كلمتُه نافذة على الكبير والصغير سواء بسواء ، فهو آخر العنقود ! وهذا ما كان لآخر العنقود في روايتنا ، الكل يسهر على راحته ، خوفًا وقلقًا !! منذ البداية أشار الكاتب أن موتًا ما يُهدد أحد أفراد هذه الأسرة "تضع يدها على عنقه لتتأكد أنه يتنفس " وقد كان هذا التلميح الوحيد كمدخل بعيد قبل الوصول لآخر العنقود ، ليجد المساحة الواسعة لباقي أفراد الأسرة في أخذ دورهم . (وهذه لفتة ذكية وتقنية تُحسب للكاتب ) رمى الكاتب بهذه العبارة وأكمل سرده ، لتأخذ حيزها ومعناها في هذه المحكمة التي لا يقبل قرارها النقض ولا الاستئناف : أنت محكوم بالسجن المؤبد مع الأعمال الشاقة ! هذا هو آخر العنقود . لم يكن أحدا غير كاتبنا يستطيع أن يُبدع في تصوير وإيصال مُعاناة مراد منذ ولادته حتى شبابه ... ولا لوم عليه إن لم يستطع أن يفصل الراوي عن البطل - هذه الشخصية العميقة المركبة في مفاهيمها وتساؤلاتها ، وعمق فهمها للخير والشر ، ومنطق الاشياء ، والمسميات والمسلمات ، الاسئلة الشرعية التي سألها لله ، للقدر ، للناس . لماذا أنا ؟! حتى متى ؟ ما ذنبي؟ أيّ ابتلاء ؟ كيف لي الصبر على ما لا أفهم ؟ لماذا يكون حب الخالق لعبيده بهذا الشكل ؟ وان كان هذا حبًّا ، فكيف يكون الكره ؟ ما ذنبي ؟! كلّها أسئلة شرعية وأحاسيس صادقة ، لكنها تتبخر في اللاجدوى ، فلا أحد يملك تغيير الواقع ، ولا أحد يملك الإجابة ! بل إن ألطف الإجابات وأكثرها دبلوماسية أو استسلام اضطراري ، أكثرها إيلاما -للسائل والمُجيب- : الله بده هيك . ( إجابة الأب ) في حين ظن الكاتب نفسه أنه يقدم لنا معاناة هذه الفئة الموجوعة من البشر ، نراهُ أخرج الإعاقات والعيوب المتأصلة في نفوسنا وتصرفاتنا ونحن "الأصحاء " ، أليس العقل السليم في الجسم السليم !؟ يا لسخرية الأقدار ، من اخترع هذه العبارة!؟ نتباهى بكمال أجسامنا ، وننظر لكل من لديه مشكلة باسّتغراب ، أو سخرية ، أو إشفاق وعطف !! وكأننا نحمله ذنبّ ما هو عليه ، وكأننا كنّا أصحاب القرار في كمال أجسامنا ! أظهر الكاتب محدودية تفكير البشر ونرجسيتهم، وعدم تقبلهم لكل اختلاف ، لماذا يجب أن نبحث لهم عن اسم ، عن إطار ؟ من أعطانا هذا الحق لنخلق لهم سجنا آخر ، لا يُسمح لهم بالعيش خارج إطاره ؟ أيّ بشر نحن ؟ لم يأتِ الكاتب بقصة أمين عبثًا ، الذي عانى من اضطّهاد زملاؤه بسببّ سُمنته وضعف شخصيته ، فكان مراد العقل الداعم والمؤثر في نزع الخوف من نفس أمين لمجابهة الواقع !! ولم يصادق باسل مراد ، إلَا لأنه يعيش ذات المعاناة والألم مع أخيه في البيت ، فكان الهمُّ واحدًا . لم يضعف مراد أمام زملاؤه بسببّ ذكائه - حتى وإن تألم في الداخل - فقد استعمل القوة مثلهم ، وقوته كانت أخاه مروان ، وفي مرحلة متقدمة العربة ! تلك العربة التي شكلت مفصلًا رئيسيًا في حياته ، عاش في انتظارها صراع الحزن والفرح ... قاوم مراد وبشدة ، بهذا الجسّد الذي سكنه الألم وقيّده السجن ، وهذه النفس التي عاثت فيها المرارة والقهر ... تحولت إلى سخريةٍ مكبوتةٍ من الأطباء والمعالجين والاقتراحات والحلول التي لم تُغير في وضعه قيد أنملة ، ولم تٍمكنه من السير على قدميه لحظةً واحدةً ! عاش مراد في اللّحظة ذاتها الوجود والعدم بأبسط الأشياء ، فإن استطاع أن يصل لجهاز التحكم فهو إنجازٌ عظيمٌ (يوريكا) وإن لا فهو العدم ! كان مراد واضحًا قويًا منذ البداية ، ولا أظن تكرار اللون الأزرق - وإن جاء عفويًا - فهو ليس عبثًا ، انما هو دليل على نقاء روحه وقوة عزيمته وإصراره على تحقيق الحلم الذي يخترق زرقة السّماء ."خُلقت الأحلام لتحقيقها لا لتخبئتها في الخزانة" ( منشقه زرقاء ، قميص أزرق، طلاء غرفته أزرق وغرفة المستشارة) . قصة الحبّ التي حرَمها مراد على نفسه ، وحرمّها عليه المجتمع، وكأن البشر يحبّون بأيديهم وأرجلهم وليس بقلوبهم ، حتى هذا الإحساس الذي أحبّه وأشعره بمعنى وجوده ، ذلك العشق الكبير الذي أثث قلبه وجعل منه شابًا مكتمل الرجولة ، صاحب مبدأ وقيّم سامية ...فما كان منه إلا الحفاظ على حبيبته مُصانةً ، يُعاقب نفسه على ذنبٍّ لم يُقرر اقترافه (الحب) ! بالمقابل حتى من أحبوه لم ينسوا إعاقته ، فلو كان مراد "عاديا" هل سيسمح والدا هدى لها بزيارة مراد في البيت أو المستشفى ؟ أم هل ستجرؤ هدى لتطلب ذلك ؟ أم هل ستتركهم والدته لوحدهم في البيت ؟ والأصعب أن مراد نفسه استغل وضعه في هذا المكان !! هو ذا مراد عاش العطش ولم يعش العرق حتى في أحلامه !! وكما كانت البداية موفقة ، أشعرنا الكاتب بذلك التهديد اللعين للموت ، كانت النهاية تُثير ذات السؤال على لسان مراد ، لينطلق الخوف الذي يرتعش بداخله - على من حوله- الذين أنساهم حبّهم لمراد إعاقته ، وحبّه لهم أنساه أن يغار منهم ويحسدهم! أنهى الكاتب روايته ومراد يبحث عن وجوده وعن غيابه في تأتأة الأحلام والهذيان ، وسخريّة المكان والزمان !.
وقالت هدى عثمان أبو غوش:
"رهين الجسد"رواية اجتماعية، إنسانية، واقعية، كُتبت من أعماق الوجع، وحبر الألم، من غزارة المشاعر، ونبض الحب، وأصبح القارئ رهين الكاتب المشتعل بالابداع.
رواية جاءت بتعدّد الرّواة، وبطلها الرئيسي هو مراد الذي يعاني من رخاوة العضلات، مشلول، يلازم مقعده الكهربائي "وينغر". وأنت تقرأ "رهين الجسد" للكاتب الشّاب فادي أبوشقارة فإنك لا بدّ أن تكون مطلعا على هويته، إذ أنّه يعاني من الشّلل، ويلتزم كرسيه الكهربائي.ومن هنا يمكن أن نفهم كم كان تجسيد معاناة "المعاق جسديا" في الرّواية مؤثرا، وموضوعيا. وأنّ هناك علاقة بين مراد والكاتب فادي أبوشقارة.
فالرّواية تأخذ القارئ للتأمل في ما معنى أن يكون الشّخص "معاقا جسديا"،وقد نجح الكاتب من خلال السّرد، والوصف الدقيق في تصوير هموم أصحاب الهمم، والصعوبات والتّحديات التّي يواجهونها في المجتمع ،يمكن اعتبار الرّواية صرخة إنسان ينادي أن يعاملوه كإنسان عادي "بلا ألقاب أو نظرات مؤلمة"."رهين الجسد" يقابلها في الأدب العربي "رهين المحبسين",لأبي العلاء المعرّي، ومعنى عنوان الرّواية،أنّ الشّخص مقيّد بجسده، أيّ أن مراد مقيّد لا يستطيع الحركة. وفي الرّواية يثبت الكاتب أنّ الإنسان غير مقيّد بجسده ، طالما لديه روح إيجابية تنتصر على المشاعر السّلببية،فهو يكسر القيّد بتعزيزه الذاتي،وبمساندة عائلته.يقول مراد" لا بأس، لقد تعودت على البحث عن النواحي الإيجابية حتى في السلبيات".من خلال الرّوح الإيجابية نجد مراد أثبت ذاته بتفوقه في الدراسة ليفتخر أهله به.
" رهين الجسد" رواية تبحث في الهوية الذاتية للمعاق جسديا،وصراعه الداخلي بين القلب والعقل،الروح والجسد،بين القيد،وحرية الجسد.،صراع بين الواقع والحلم في العيش كإنسان عاديّ يكبر ويتزوج.وصراعه الخارجي مع المجتمع في مقاومة نظرة المجتمع الجارحة والتي تؤثر سلبياً على نفسية أصحاب الهمم"كيف أعالج نظرات الشفقة التي أعتبرها أكثر أنواع النظرات إهانة".لقد عبّر الكاتب عن صراعات مراد من خلال المونولوج الداخلي الذي أفصح عن توتره، غضبه، ومشاعره بسبب إعاقته،ومن خلال الحواربينه وبين الشخصيات.
لقد أحسن الكاتب في جعل مراد يعبر عن نفسه وصراعه من خلال الضمير المتكلّم،الذي انطلق بمشاعره ،عواصفه الفلسفية،وتساؤلاته الكثيرة بين الحقيقة ،القدر والأمل،ببن رغباته الخاصة كمراهق.
عبّر الكاتب عن الوحدة عند المعاق،مشاعره الخاصة،فقد أظهر المفارقة في أن مراد يشعر بالوحدة عندما يكون مع النّاس.ويشعر بعدم الوحدة وهو وحده. أعجبني استخدام دفاتر الفرح والحزن كتفريغ نفسي لمراد،وهي رسالة قوية للقارئ خاصة بالمدرسة أن يتخذ هذه الوسيلة كمحاولة للعلاج والرّاحة النفسيّة.
برزت شخصية مراد قوية، ذكية، مرحة،شجاع، ذو خلق حسن، يساند الآخرين، مقاوم لمشاعره رغم إحتياجه للحب وممارسته مع حبيبته هدى و تحريرها كيّ لا يلحق بها الأذى، فلقد انتصر العقل هنا على القلب.
استخدم الكاتب الاسترجاع الفني في الرّواية (وهو الزمن)على لسان الشّخصيات مثل: مروة في ذكر تفاصيل زواجها الفاشل،ومراد في سرد عدّة مواقف مؤثرة في حياته، وشخصيات أخرى.
أظهر الكاتب دور الأم العظيم في مساندة ابنها مراد، ومدى قلقها وخوفها عليه، ومشاعرها الجيّاشة نحوه.
استخدم أسلوب السّخرية، الكوميديا، حيث نجح في جعل القارئ يضحك ويفرح ويحزن في نفس الوقت.
"يقول مراد "مٖيّت" يجعل أهله يتوترون ويحزنون ثم يقول فيما بعد "عطش".
ليضحك والده "مين عطش"
استخدم التناص الأدبي في ذكره بعض أقوال الأدباء الذين كانوا أصحاب إعاقات لكنهم تميّزوا بمجالهم مثل:أبو العلاء المعرّي، طه حسين ،هيلين كيلير، ستيفن هوكينغ وغيرهم.
استخدم التناص من القرآن الكريم وبعض الأقوال والأمثال.
جاء اسم بطل الرّواية "مراد" الذي معناه يفيد تحقيق الهدف والغايات،بينما كان مراد عاجزا عن تحقيق أمنياته.
مروة ـفي معناها تتخلى بالمرونة والأخلاق،وفي الرّواية عكست معاملتها الحسنة لأخيها مراد والاهتمام به.بعكس طليق مروة لم يتحلى بحسن الخلق.
مروان-معناه الصلابة القوة والنقاء، كان نقي القلب في معاملته اللطيفة تجاه أخيه.
جاء الحوار باللهجة العامية لقرية طرعان الجليلية.
وجه الكاتب بعض الانتقادات للمجتمع من خلال شخصية مراد مثل: الإشاعات في المجتمع،تدخل النّاس في أمور الآخرين،تقبل الآخر ونظرة المجتمع عند رؤية المعاق، النميمة، أسلوب تفكير النّاس بصورة سخيفة وجارحة للآخرين.
جاءت النّهاية مدهشة فانتازيا في تصوير مراد وهو يتفقد عائلته، كلّ بغرفته وهم في حداد عليه؛ بسبب موته. مشهد درامي رغم جماله، وددت لو يمت مراد ليكمل أحلامه الآتية.
رواية جميلة بسردها الجميل، وموضوعها القيّم، كل التوفيق للكاتب المبدع فادي أبوشقارة وهو ليس رهين الجسد.

وقال بسام داوود:
رواية اجتماعية واقعية تطرقت الى قضية هامة في المجتمع وهي قضية المعاقين عبر عنها بلغة سهلة واسلوب شيق.
تدور احداث الرواية حول عائلة سعيد شحادة ابو مروان وزوجته ام مروان وابنائهم مروان , مروه, مراد .
ترك سعيد المدرسة وهو في سن 15 سنة كان والده نجارا وامه تطمح ان يصبح ابنها طبيبا لكنه احب مهنة النجارة وبدأ يعمل بمنجرة ابيه .
مرت السنين واختار له والده شريكة حياته على عاتقه ولم يكن سعيد يعرفها حاولت في بداية عهدهما ان تنتقم منه لكنه عاملها بكل الحب والتقدير ومنتهى اللطف مما غيرت رأيها به واحبته كما هو احبها وكانت امها تقول الحب يأتي بعد الزواج .
وقد اقرت انه هزمها بمعاملته الطيبة اللطيفة وانجبوا ثلاثة ابناء مروان ,مروه ,مراد .
الجانب الاكبر من الرواية يدور حول حياة مراد اخر العنقود .
ولد مراد سباعيا صغير الحجم كبير الرأس مصاب بمرض ضمور العضلات او ارتخاء العضلات مما سبب له الاعاقة الدائمة وكانت مفاجأة لوالديه .
الاطباء قالوا انه لن يعيش لاكثر من 24 ساعة وان عاش ستكون معجزة لكنه عاش سبحان الله .
اعتنى به والداه في البداية كأي طفل عادي بتوفير الطعام والنظافة والعناية المرضية لكن ابتدأت المعاناة تزداد عندما بدأ يكبر ويفهم ويتكلم ويسأل لماذا لم اتمكن من المشي وكل ما تقدم بالعمر تزداد المسؤولية في اطعامه وعلاجه وادخاله للحمام ونقله للمستشفى ...الخ , كانوا يعاملونه بمعاملة لا تقل عن معاملة اخوته بحيث لايشعر انه مميز او اقل منهم قيمة فالمحبة الزائدة والدلال تشعره انه يحق له تجاوز الحدود بسبب اعاقته فيما لو اخطأ فعاملوه بشكل طبيعي .
لا توجد عند اهله الخبرة الكافية للتعامل مع هكذا حالة فالبعض اقترح ان يرسلوه لملجأ المعاقين ليعيش بين من يشبهونه ويتلقى الخدمات المناسبة ويشعر معهم بالمساواة وقسم من العائلة رفض ارساله فهو ابنهم ولن يتخلوا عنه وسيعيش معهم لذا قررت امه ترك عملها والتفرغ له فقلبها لا يسمح لها بتركه .
اخاه مروان كان ينتظر اخا يشاركه اللعب ويشاركه حياته لكن جاءه اخ مريض للاسف.
الوالد يتسائل كيف لم يلاحظ الاطباء مرضه وهو في رحم امه هل هذا نتيجة خطأ طبي ام اهمال طبي،لكنه يقول انها ارادة الله وتقول امه عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم.
تغيرت حياة الاسرة تغيرا كبيرا فالغت الكثير من برامجها في سبيل العناية به فحياته مليئة بالتغييرات والعوائق وواجه عرقلات المجتمع وعاش معاناة كبيرة ومختلفة جسدية ونفسية عانى من نظرات الناس صغارا وكبارا وكانت تؤلمه وتحرجه.
في المدرسة عانى من نظرات زملائه واسئلتهم الكثيرة , النظرات فيها عنف اعنف من الكلمات والعنف البصري اشد ايلاما وله عواقب اضافة لما يتعرض له من عنف اللسان كان يتألم من نظرات الشفقة تشعره بالاهانة بعض الالفاظ كانت تؤلمه فيسمع البعض يدعو له بالشفاء , البعض يقول الله يعين اهله على هذه المصيبة , البعض يقول الموت ارحم له .
سببان يجعلان الانسان يتمسك بالحياة المحبة والكراهية ,فاي محبة موجودة داخل المعاق فيقول عائلتي غمرتني بكل المحبة لكن لم تكن كافية لاحب نفسي يقال ان الله اذا احب عبدا ابتلاه فهل الله احبني وابتلاني ام احب اهلي وابتلاهم بي , امي تدعمني تقول ان المرض لا يمنع من النجاح ذكرت امثلة تشجعني على ذلك فذكرت طه حسين الذي كان اعمى لكن بارادته وجده وتصميمه نجح واصبح عميدا للادب العربي وهناك الكثير من الامثلة على معاقين نجحوا وابدعوا في حياتهم .
البعض يسأل عن سبب الاعاقة هل يعود ذلك لحادث حصل معي ام بسبب زواج الاقارب يجيب لا هذا ولا ذاك ولدت هكذا وهذا المرض الذي لا علاج له سيبقى المصاب به مريضا حتى الممات عليه ان يتقبل الواقع ويستسلم لمشيئة الله .
كتب على المعاق ان يصارع ويقاوم ويصبر ويتحمل على الرغم من الالام الجسدية اليومية والالام النفسية فهو في صراع دائم لاثبات جدارته امام الناس والمجتمع وهو يعاني من صراع الروح الناتج عن الم الجسد بتاثير اعين والسنة المجتمع فهو الحي الميب فجسده حي يرزق وروحه ميتة من الداخل وقد يفكر بالانتحار احيانا .
المعاق يستسلم بمعركتين فحالة الجسد لن تتحسن ابدا وكذلك التغيير في نظرة المجتمع وتعليقاته لكنه لو انتصر في معركة الروح فلن يهتم بخسارة المعارك السابقة .
بدأت ببناء نفسي من الداخل بالسيطرة على القلب لاصبح قويا وجريئا ومثابرا لا استسلم لضعف الجسد ابحث عن الايجابيات في السلبيات فعليك ان تؤمن بربك وتثق بنفسك وان فشلت في حب نفسك فكيف تريد ان تنال محبة المجتمع عليك بالصبر تجاهل المحدقين استمد قوتك من المحبين والداعمين .
تمكنت من الحصول على كرسي كهربائي كان بمثابة ساقين لي اخذت اتحرك بحرية اذهب للمدرسة لوحدي مما خفف علي الاعباء كثيرا في بيئة المدرسة عانيت من النظرات والتعليقات من التلاميذ الى ان تعودت عليهم وتعودوا علي كان للمعلمة دورا مهما في تقبلي داخل الصف من قبل زملائي اصبح لي اصدقا مقربين تفوقت في دراستي فبشهادة الجميع انا انسان ذكي واتمتع بروح الفكاهة . كنت اعاني من قسوة المدرسة خاصة في فصل الشتاء وعند احتياجي للذهاب الى الحمام تلاقيت مع شبيهين لي في الاعاقة انسجمت معهم ووجدت ان مصائب الحياة كثيرة ولا تحصى .
وصل مراد لعمر سن 18 وكأي انسان له قلب له مشاعر له احاسيس تمكنه من الحب ,الكره ,الغضب يقول تعلق قلبي بحب فتاة اسمها هدى وهي احبتني ايضا ووددت الارتباط بها لكني فكرت بمصلحتها قبل مصلحتي فسألت نفسي كيف ستعيش مع شخص معاق طول العمر فهذه مسؤولية كبيرة كما انه في حالة موافقتها ستتحدى اهلها وتخسرهم مما يسبب لها المشاكل الكثيرة فضغطت على قلبي وقررت الابتعاد عنها على الرغم انه قرارا صعبا بالنسبة لي فابتعدت عني لكنها بقيت في قلبي وبقيت اعيش على ذكراها واستسلمت لمشيئة الله فهذا هو قدري .
مروان اكمل الثانوية العامة لم يكمل دراسته الجامعية بل فضل ان يفتتح محلا لبيع الالعاب للاطفال تزوج من فتاة تعرف عليها كانت تعمل كنادلة في احد المطاعم حيث اعجب بها واحبها .
مروه تزوجت باختيارها من شاب تعرفت عليه في المعهد لكنها لم تتوفق معه مما ادى الى الطلاق .
وردت عدت مصطلحات تطلق على المعاقين :
-معاقون ,ذوو الاحتياجات الخاصة ,اصحاب القلوب الطيبة , ذوو الهمم العالية ,ذوو القدرات الخاصة .
-على اهل البيت تقبل حالة المعاق عندهم ومعاملته كشخص عادي بحيث لا يشعر بالاهانة ولا يشعر بالتميز ولا يعطى المزيد من الدلال والاهتمام .
-على المعاق ان يتقبل حالته فهذا هو قدره وان لا يستسلم فهناك الكثير من المعاقين على مر التاريخ ابدعوا ونجحوا بتميز امثال طه حسين , ستيفن هوكنج ,فرانكلين روزفيلت , هيلين كيلر .
-مسؤولية المدرسة ايضا ان تعاملهم كطلاب عاديين وتعطيهم المجال لابراز هواياتهم وابداعاتهم.
-عدم التنمر على المعاق سواء في البيت او المدرسة او بيئته وعدم النظر اليه نظرة شفقة وعدم التحديق والنظر اليه بنظرات غريبة فعنف العين والعنف البصري اشد ايلاما .
-المعاق كاي انسان عادي عنده قلب يحب ويكره .
-يتعرض المعاق في حياته للمعاناة من الام الجسد الدائم ,صراعه مع المجتمع نظراتهم وتعليقاتهم وصراع الروح الناتج عن الم الجسد وتاثير اعين والسنة المجتمع .
تطرقت الرواية لبعض مشاكل المجتمع وصراع الاجيال بالنسبة للزواج :
-في الماضي لا يحق للبنت ان ترفض او ان تعترض على اختيار شريك حياتها من قبل اهلها فعليها الموافقة .
-اما الان تغير الوضع اصبح للبنت مجالا للرفض او الاعتراض او ابداء الرأي .
-لا تزال نظرة المجتمع السلبية تجاه المطلقة موجودة مما تسبب لها المعاناة .
-نظرة المجتمع للمرأة تغيرت اصبح مقام المرأة اقوى من قبل ,فوضعها افضل من الماضي , تتعلم ,تتبوأ مراكز هامة في الكثير من التخصصات , تضاعف عدد العاملات لكن المرأة لم تصل لدرجة المساواة مع الرجل فهناك لا يزال البعض يقول ان المرأة للمطبخ , كما ان بعض النساء تفرح ان انجبت ذكرا ولا تفرح ان انجبت انثى والبعض يهتم بتعليم الذكر اكثر من الانثى لان مصيرها لزوجها وهذا نوع من التخلف .
-وتعقدت الحياة هذه الايام وازدادت المصاريف واصبحت تشكل تعاسة للزوجين فاضطر المجتمع الذكوري ان بتقبل مشاركة النساء في العمل من اجل ايجاد دخلا للمساعدة في مصاريف البيت .
-في الماضي كانوا يسألوا عن اخلاق البنت واصلها حاليا يسألوا هل تعمل ؟ وكم تتقاضى راتبا ؟.
-اشارت الرواية بوجود عادات تفضل ابن العم عند الارتباط بابنتهم او تفضيل القريب على البعيد متناسيين ان القلب لا يعترف بهذه القوانين ولا يخضع لها .
وقال د. صافي صافي:
استمتعت جدا بقراءة الرواية، ليس فقط بسبب الموضوع المطروح بأعلى تجلياته، بل بهذه الرشاقة اللغوية، فيها البساطة والمباشرة والترميز التلقائي المتناثر في كل جزئية وفي كل فصل. لقد أجاب على أسئلة تدور في الذهن، وكأنني كنت أجالس الكاتب صحوا ونوما وخيالا وفكرا.
ما أثارني فعلا، هذا التدفق في تعدد الأصوات، حتى كدت أسمع صوتي بجانب صوت الأب والأم والأخ والأخت والأقارب والمدرسين والطلبة والأطباء والمرشدين النفسيين وغيرهم.
أما الذي شدني أكثر وأكثر هو ما أعمل عليه منذ سنة وما زلت لمشروعي القادم، هو الفصل الأخير، الذي يرى الجميع من نقطة فوق كل النص وشخوصه، إنه فصل الروح التي لم تعد حبيسة جسد ولا رهينته، فترى أجساد نقية بهية حرة، فتسبح كما تريد، وترى الأخرين بأجسادهم وردّات فعلهم، ومشاعرهم. ترى الآخرين من نقطة أعلى حين تتحرر من الجسد، تتحرر منا كلنا، فكلنا رهائن أجسادنا وقدراتنا.
فادي، أتقنت العمل الروائي محتوى وفنا، ولغة وتشيكلا.

وقالت نزهة أبو غوش:
رواية رهين الجسد للكاتب النصراويّ، تحمل في طياتها أبعادا مختلفة: البعد الاجتماعي، والنفسي، والفلسفي.
البعد الاجتماعيّ:
تكشف الرواية صورة المجتمع في تعامله مع ذوي الإعاقة: بين الشفقة القاسية والوصاية الثقيلة، وبين محبة الأهل التي تُحاصرها العادات. لا تقف عند حدود الإعاقة، بل تتطرّق إلى الزواج المفروض على النساء، صراعات الميراث، وسلطة الأب، لتظهر أن المجتمع شريك أساسي في صناعة الألم
البعد النفسي:
النص رحلة داخلية مليئة بالقلق والاعترافات. البطل يتأرجح بين الرغبة في إثبات ذاته وبين حدود جسده، بين أحلامه المعلّقة وواقع يقيّده، بين الحب العارم والكراهية الموجعة. هذا الصراع يجعله يعيش باستمرار حالة من التصالح المؤجل مع نفسه.
البعد الفلسفي:
الرواية ليست حكاية شخصية فقط، بل تساؤل وجودي مفتوح: ما معنى الإيمان بالله وسط المعاناة؟ أين تبدأ حرية الإنسان وأين تنتهي؟ هل البطولة هي الانتصار على الجسد، أم مواجهة الحقيقة بشجاعة؟ هذه الأسئلة تحوّل النص إلى تأمل في العدالة الإلهية والحرية الإنسانية.
اللغة والأسلوب:
اللغة الرواية بسيطة في حواراتها اليومية، عميقة في مونولوجاتها الداخلية. تمتزج العامية بالفصحى لتمنح النص صدقًا وحميمية، فيما يتحوّل السرد أحيانًا إلى خطاب فلسفي شعوري. دقّة الوصف، والمحسّنات البلاغية، مثل الاستعارات والتشبيهات وغيرها؛ أضافت جمالية للنص الأدبيّ.
روح الفكاهة:
تميّزت الرواية بالروح الفكاهيّة، الفكاهة هنا ليست للضحك الخالص، بل أداة دفاعية. سخرية لاذعة تحوّل الموقف المأساوي إلى مشهد طريف، وتكشف أن السخرية قد تكون اللغة الوحيدة الممكنة لمقاومة الألم.
تعدد الأصوات في الرواية:
يفتح أفقًا للتأمل: هل هناك حقيقة واحدة؟ أم أن الحقيقة موزعة بين وجهات النظر المختلفة؟ النص يوحي بأن الحياة لا تُروى بصوت واحد، بل هي شبكة من الأصوات. تعدد الروائيين في رهين الجسد ليس مجرد تقنية شكلية، بل هو أداة فنية تكشف عن تعدد التجارب الإنسانية داخل الأسرة الواحدة. كل صوت يضيف بعدًا جديدًا؛ ليتحوّل النص من سيرة فردية إلى سيرة جماعية تعبّر عن جيل وواقع كاملين.



#ديمة_جمعة_السمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة -عمر حبيب القمر- للكاتبة نزهة الرملاوي
- رواية -المائق- للأديب جميل السلحوت في اليوم السابع
- قصة -بماذا تميز الغراب- للكاتب طارق مهلوس في اليوم السابع
- “رواية عودة الموريسكي من تنهداته- للكاتب عدوان نمر عدوان في ...
- رواية -بين جنّتين- للكاتب سرمد التّايه في اليوم السابع
- -الخرّوبة- سرديّة الكرامة والصّمود في وجه الغياب والاقتلاع.
- رواية -الخروبة- للكاتب رشيد النجاب في اليوم الساتبع
- رواية - عين التينة- للروائي صافي صافي في اليوم السّابع
- رواية - عناق على حاجز إيريز- للكاتبة رولا خالد غانم على طاول ...
- رواية -لعبة الزمن- للكاتبة نزهة أبو غوش في اليوم السابع
- رواية -حسناء فارس- للأديبة د. روز اليوسف شعبان في اليوم السا ...
- رواية - لا تقربيه ولو كان آخر رجال العالم- في اليوم السابع
- (حمروش) في اليوم السابع للأديب جميل السلحوت
- -الوسادة االعجيبة- للكاتبة حنان جبيلي عابد في اليوم السابع
- -حمروش-: صرخة في وجه الخرافة ودعوة لتحرير العقول. “
- حين تصبح الذاكرة وطناً: قراءة في منزل الذكريات للأديب محمود ...
- - ولع السباحة في عين الأسد- في اليوم السابع
- قصة - أرفض تسميتي معاقا- للكاتبة عابدة خطيب في اليوم السابع
- رواية - تراتيل في سفر روزانا- في اليوم السابع
- رواية -ذاكرة في الحجر- لكوثر الزين في اليوم السابع


المزيد.....




- سطو -سينمائي- بكاليفورنيا.. عصابة تستخدم فؤوسا لسرقة محل مجو ...
- فيلم -ني تشا 2-.. الأسطورة الصينية تعيد تجديد نفسها بالرسوم ...
- تعاطف واسع مع غزة بمهرجان سان سباستيان السينمائي وتنديد بالح ...
- -ضع روحك على يدك وامشي-: فيلم يحكي عن حياة ومقتل الصحفية فاط ...
- رصدته الكاميرا.. سائق سيارة مسروقة يهرب من الشرطة ويقفز على ...
- برتولت بريشت وفضيحة أدبية كادت أن تُنسى
- مواسم القرابين لصالح ديما: تغريبة صومالية تصرخ بوجه تراجيديا ...
- احتجاج واسع بمهرجان سينمائي في إسبانيا ضد الإبادة بغزة
- احتجاج واسع بمهرجان سان سباستيان السينمائي في إسبانيا ضد الإ ...
- في حلق الوادي قرب تونس العاصمة... شواهد مقر إقامة نجمة السين ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديمة جمعة السمان - رواية رهين الجسد للكاتب فادي أبو شقارة في اليوم السابع