عبدالله بولرباح
كاتب وباحث
(Abdellah Boularbah)
الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 16:13
المحور:
الادب والفن
يرى بعين تعانق الأفق،
ويصغي بأذن تغمرها الأعماق،
خارج يفيض بالأسئلة،
وداخل يهمس بالمعنى،
وبينهما يمشي الإنسان
كجسر من نور وظل،
يبحث عن اتزان لا يخذله.
يرى إلى الخارج…
حيث المدن تضيء كالجروح،
وحيث البشر يركضون خلف مراياهم المكسورة،
لا وقت لديهم للإصغاء إلى صدى خطاهم.
العين تلتقط المشهد كآلة صامتة،
لكن القلب يعرف أن ما يرى ليس كل ما يعاش.
ويستمع إلى الداخل…
هناك، حيث لا صور ولا أصوات،
بل ارتجاف خفي يشبه اعترافا،
همس ينهض من العمق،
صوت بلا لغة
يذكره أنه موجود،
أنه ليس مجرد ظل في ازدحام العالم.
الخارج يعلمه قسوة الوقائع،
والداخل يهبه عذوبة المعنى.
الخارج صخب،
والداخل صمت،
ومن جدل الصخب والصمت يولد الإيقاع،
إيقاع لا يسمع إلا إذا نظر بعين يقظة،
وأصغى بأذن رحيمة.
أيها العابر بين نافذتين،
لا تكتف بالعين فتعمى،
ولا تركن إلى الأذن فتغلق.
كن جسرا بين ما يحدث وما يفهم،
بين العالم الذي يفرض وجوده،
والذات التي تمنحه معنى.
في الخارج، كل شيء يتغير بسرعة الريح،
وفي الداخل، كل شيء ينتظر أن يقال ببطء يشبه الأبدية.
وحين توازن بينهما،
تصير إنسانا لا يذوب في الخارج،
ولا يتلاشى في الداخل،
بل يتكون من الاثنين معا…
عين ترى، وأذن تصغي،
وخطى تبحث عن طريق يشبهك.
#عبدالله_بولرباح (هاشتاغ)
Abdellah_Boularbah#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟