نساء الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8474 - 2025 / 9 / 23 - 20:47
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
عن رسالة جمع من أهالي بغداد الى المرجع الديني
بعث لفيف من أهالي بغداد رسالة الى المرجع الديني في النجف، يطلبون منه التدخل للوقوف بالضد من تشريع "مدونة الأحوال الجعفرية"، فهم يرون ان هذه المدونة تزرع وتزيد من الانقسام الطائفي والمذهبي، وتضعف من سلطة الدولة.
مع ان النوايا التي تحملها الرسالة هي طيبة وخيّرة، وفيها الكثير من الاحلام الوردية، لكنها وللأسف خيالية وغارقة في الرومانسية، فقد ابتعدت عن الواقع الحقيقي والفعلي، أو لنقل انها ارادت خلق وصنع واقعا آخر مغايرا لما هو موجود، ولنتكلم بالملموس:
المدونة الجعفرية وقانون الأحوال الجعفري هما ركيزتان اساسيتان في السياسة الطائفية المتبعة، دأبت القوى الإسلامية الطائفية منذ 2003 على تشريع هذه القوانين، لما تحمله من ابعاد سياسية واجتماعية وقانونية تضمن لهذه القوى البقاء والاستمرار في السلطة، لقد مارست كل أنواع الضغوط، وابتكرت اساليب الدهاء والمكر والخديعة، ناورت وهددت واستخدمت ميليشياتها في اسكات الأصوات المعارضة، الى ان جاءتها الفرصة لتشرع هذه القوانين.
المدونة كتبت في مدينة دينية، تحظى بقداسة عند اتباعها، فيها رجال دين من المؤسسة الدينية الرسمية، يفرضون سيطرة تامة على المدينة، هؤلاء أشرفوا على كتابة المدونة، يعني ان المرجع الديني وجميع الحاشية الدينية تعرف بهذه المدونة، فما الذي يعنيه ارسال هذه الرسالة؟
استجداء عطف رجال الدين فعل خاطئ جدا، بل انه لا يمت للعمل السياسي بصلة، المدونة فعل سياسي قبل أي شيء، انها ترسم طريق لحكم الناس وفقا لما تريده المؤسسة الدينية الطائفية، فضلا عن انها نقلت حصص واسهم من ثروات المجتمع واعطتها للمرجع الديني، ما يعني تقوية وزيادة ثراء المؤسسة الدينية، ما يعني فرض سيطرة وهيمنة أكبر على المجتمع.
لا يمكن ابدا تخيل ان يرفض المرجع الديني والمؤسسة الدينية تلك المدونة الرجعية، هذا وهم كبير، الا إذا حصلت تغيرات معينة تجبر المؤسسة الدينية على مراجعة تلك القوانين، او ان تفلت السلطة من اياديهم، دون ذلك لا يمكن التفكير بأن رسالة من أكاديميين وربات بيوت ومنظمات مجتمع مدني وموظفين-ات سيؤثرون على المرجع الديني والمؤسسة الدينية، هذا خيال ورومانسية؛ مع جل تقديرنا واحترامنا لنواياهم الطيبة والأخلاقية.
#نساء_الانتفاضة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟