نساء الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8362 - 2025 / 6 / 3 - 20:16
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
"لجنة المرأة والاسرة النيابية تعقد ورشة عمل للاطلاع على التجربة الايرانية أنموذجا في تشريع قانون مؤسسة الاسرة".
"مجلس محافظة بغداد يقر العباءة الزينبية زيا رسميا في بغداد".
منذ استيلاء الإطار التنسيقي على السلطة وهم يحثون الخطى لنقل التجربة الإيرانية بكل تفاصيلها، فعلى مستوى القوانين فقد قاموا بسن تشريعات ظلامية تماما، ليس اخرها التعديلات على قانون الأحوال الشخصية، مرورا بقانون حرية التعبير، الى قانون غلق الأندية الاجتماعية ومنع المشروبات الكحولية.
الإطار التنسيقي هو الأكثر تطرفا وتشددا من بين اسلاميي السلطة، معروف عن ولائه التام والخالص لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران، وهو جاد جدا في نقل التجربة الإيرانية الى العراق، وتحويل العراق الى "الجمهورية الإسلامية في العراق"، انه يسير بهذا الاتجاه بخطى ثابتة، من خلال المؤسسة التشريعية "البرلمان"، والمؤسسة الدينية متمثلة بالمرجعيات الدينية، التي تشرع الفتاوى وترسلها الى البرلمان، وهؤلاء يحولوها الى قوانين نافذة، تصادق عليها المحكمة الاتحادية ومجلس القضاء الأعلى. هكذا تدار اللعبة التحويلية.
فمثلا.. لجنة المرأة والاسرة في البرلمان، وبعد صدور فتاوى من رجال دين، واستكمالا لمشروع اسلمة القوانين التي تخص المرأة، قامت هذه اللجنة بعقد ورشة للاطلاع على التجربة الإيرانية في تشريع قانون الاسرة، وهم يعدون العدة لطرح ما يسمى "مدونة الاسرة في العراق" في البرلمان للتصويت عليها، وهي نسخة طبق الأصل من المدونة الإيرانية.
واليوم أيضا يقر مجلس محافظة بغداد الزي الرسمي للنساء بارتداء "العباءة الزينبية"، وهو اجراء خطر جدا، من شأنه نقل التجربة الطالبانية، فالنساء في إيران، وبعد خوض صراع شديد مع السلطة الإسلامية هناك، حققن انتصارا كبيرا وملحوظا، ف"العباءة الزينبية" هو اجراء أكثر تطرفا ضد المرأة.
يقال ان جيرمي بنثام 1748-1832، منظر الفلسفة النفعية، هو من ابتكر عبارة "المصالح الشريرة"، وهي المصالح التي تسنها مجموعات برلمانية تتعارض مع الخير العام للمجتمع، وأيضا تنسجم مع ما تريده هذه المجموعات الحاكمة؛ الإطار التنسيقي يريد "طيفنة الدولة" بالكامل إذا جاز او صح التعبير، تحويل الدولة الى شكل طائفي خالص، ليضمن بقاءه وديمومته بالحكم، والمرأة هي "الخاصرة الرخوة" في المجتمع، وهو ينطلق منها في تشكيل صورة الدولة التي يريدها؛ فقانون التعديلات ومدونة الاسرة والعباءة الزينبية، كل هذه القوانين والتشريعات تصب في مصالح الإسلام السياسي الشريرة.
طارق فتحي
#نساء_الانتفاضة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟