أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - على خطى ميخائيل نعيمة.














المزيد.....

على خطى ميخائيل نعيمة.


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 8473 - 2025 / 9 / 22 - 23:22
المحور: سيرة ذاتية
    


صدف أنني كنت في زيارة الى موسكو في زمن غورباتشوف.
كان الرجل يبدو متحمسًا للإصلاح، لكنه بدا وكأنه يكرر أخطاء سابقيه مثل القيصر الكسندر الثانى . جلستُ يومًا في حوار مع صحفي قبرصي في أحد المقاهي، وكان شيوعيًا صلبًا قبل أن يبدأ بالمراجعة حول الفكر الماركسى . أكبر خطأ فى راى يمكن أن يقع فيه مجتمع هو إهمال الأسئلة الكبرى، واعتبار بعض القضايا مسلمات لا تحتاج إلى نقاش. تعلمت لاحقًا، عندما كتبت أول بحث للجامعة، أن السؤال هو البذرة الحقيقية للتفكير. وربما كان هذا خطأ غورباتشوف نفسه؛ فقد فتح باب الإصلاح دون أن يدرك أن فتح الباب يعني أيضًا انهيار القديم أمام الجديد. تلك قاعدة يمكن الوثوق بها: حين تُزرع بذور جديدة، لا بد أن تنمو بعضها على حساب ما سبقها.
كنتُ وما زلت لم أفهم تمامًا كيف يمكن تجسيد فكرة ديكتاتورية البروليتاريا. طرحها ماركس كمرحلة انتقالية، لكن لينين جسدها بطريقته الخاصة، فأعطاها معنى سياسيًا أكثر مما هو فلسفي.
في بدايات الشباب، كنا نسمع شروحًا للماركسية دون أن نفهمها بعمق، ومع ذلك كنا ندّعي أننا نعيها.
وذات مرة، وأنا أسير في شوارع كراكوف البولندية ، رأيت لافتة كتب عليها: باي باي لينين. ابتسمت في سري، وواصلت طريقي نحو محطة القطار. كان عليّ أن أذهب إلى مدينة لفيف في أوكرانيا للمشاركة في لقاء للكتاب. وحين وصلت إلى المحطة كان صديقي المرحوم وليد، الطبيب والمثقف المتميز ، بانتظاري. جلسنا في مقهى وسط المدينة نتحدث عن الفلسفة والتاريخ. وفي اليوم التالي، ألقيت قصائد في مقهى ثقافي، تولّت صديقة أوكرانية ترجمتها مباشرة.
لكنني لم أكن مرتاحًا في اللقاء الأدبي؛ إذ صُدمت بحجم التأييد للصهيونية. دخلت في نقاشات حادة ثم قررت أن اغادر. وفي أحد الأيام، زرت سوقًا شعبيًا مليئًا بمخلفات الحقبة السوفياتية: ملابس عسكرية، شارات، وتماثيل لينين. اشتريت تمثالًا صغيرًا لصديق شيوعى عراقى ، وجلست أفكر في أن أكتب نصًا بعنوان إمبراطورية في سوق الجمعة.
بعدها سافرت إلى كييف، وهناك خطرت لي ذكرى ميخائيل نعيمة الذي درس في هذه المدينة قبل قرن تقريبًا
كتبت على الكمبيوتر عبارة
على خطى ميخائيل نعيمة.
وصلت بعد الظهر، وكانت بانتظاري شاعرة صديقة، ذهبنا إلى مقهى قرب المحطة، جلستُ أراقب المارة المسرعين من وراء الزجاج حيث كان المطر قد بدا يتساقط . في اليوم التالي تناولنا الغداء في مطعم لبناني اسمه "بيروت اكسبرس "، وصاحبه حدثني عن تجربته في أوكرانيا. وكعادتي، كنت أسأل الناس عن حياتهم اليومية، فالتجربة المباشرة تُعلِّم أكثر مما تفعل الكتب.
لطالما اعتقدت أن من مشاكل الثقافة العربية ندرة الأسئلة. لا يمكن للإنسان أن يتعلم دون أن يسأل. فلو لم يتساءل نيوتن عن سبب سقوط التفاحة، لما اكتشف قانون الجاذبية.
قالت لي الشاعرة الأوكرانية إن الماركسية كُتبت أساسًا لمجتمعات صناعية، لكنها فُرضت على مجتمعات زراعية سلافية، ولهذا لم تنجح. لا أدري إن كان هذا هو السبب الحقيقي، لكنه موضوع يحتاج إلى نقاش أعمق.
تناولت هذا أيضًا في اعوام لاحقة مع أستاذ جامعي هنغاري في القطار من بودابست إلى رومانيا، وكان يرى أن الماركسية تحاول أن تضع البشر في قوالب جامدة، وهذا سر فشلها. غادر في آخر محطة داخل هنغاريا، وتابعت السفر و انا أنظر إلى أضواء القرى من نافذة القطار. وحين وصلنا الحدود، جاء شرطي روماني ليتفقد أوراق المسافرين . غادرت القطار لدى وصولنا الى رومانيا و كان المطر بتساقط بغزارة ، ولحسن الحظ وجدت مقهى قريبًا، دخلته وطلبت فنجان قهوة قبل أن أتابع طريقي إلى الفندق.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية بين الاعتزاز المشروع و الانعزال
- ظاهرة الهُباطية
- هل يجوز مناقشة طلاء البيت وهو يحترق؟
- مقتل بلاد كنعان الاكبر كان و لم يزل غياب فكرة وحدة المصير
- زياد الذى غنى اوجاعنا
- عن اسعد و ابو سليم و فهمان .عن تلك الازمان !
- عندما كانت منظمة الهاغاناه الارهابية تراقب المقاهى الفلسطيني ...
- من زمن الحوارات !
- بين الانثروبولوجيا و الايديولوجيا !
- طقس مزعج!
- حول ثقافة الاسئلة !
- • أهكذا أبداً تمضي أمانينا • عن لامارتين و العصر الرومانسى!
- فى ذكرى استشهاد الشاعر على فودة صاحب ديوان (فلسطينى كحد السي ...
- مطر يهطل فوق المدينة
- الوقت يطير!
- زمن القلق
- حول الديموغرافيا السياسية فى فلسطين !
- اغانى البوب الهندوسية دعوة للحرب و الموت !
- ماذا ستفعل امريكا؟
- لا بد من اعادة التفكير فى ما وصلنا اليه فى المشرق


المزيد.....




- توم هولاند يأخد استراحة من تصوير -Spider Man- بسبب إصابة
- ماكرون يعلن اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية
- -كيف وصلت من القاعدة لرئاسة سوريا؟- هكذا رد الشرع على سؤال م ...
- القسام تبث فيديو رهينة إسرائيلي يهاجم نتنياهو.. وإسرائيل تحذ ...
- وسط خلاف تجاري مع واشنطن.. كوريا الجنوبية تحذر من أزمة مالية ...
- مناورات -بحر الصداقة-: مصر وتركيا تعيدان تشكيل المشهد في شرق ...
- دولة فلسطين: كيف سيترجم الاعتراف بها عمليا؟
- السعودية تعتمد ضوابط جديدة للمحتوى الإعلامي والرقمي لحماية ا ...
- قطر: الهجوم الإسرائيلي يهدد كل الاتفاقات المبرمة بالمنطقة
- إسرائيل تتوعد أسطول الصمود


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - على خطى ميخائيل نعيمة.