أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي المغربي - قراءة اولية للفيلم المصري -ابو زعبل- 89














المزيد.....

قراءة اولية للفيلم المصري -ابو زعبل- 89


المهدي المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 8472 - 2025 / 9 / 21 - 14:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من فضاء المهرجان السينمائي الإفريقي بمدينة كلونيا اليوم الجمعة 19 شتنبر تم عرض فيلم "ابو زعبل" الذي يحكي قضية اعتقال مناضلين من التنظيم الشيوعي المصري في سنوات السبعينيات و الثمانينيات

بالنسبة لشريط "ابو زعبل" للمخرج المصري الأستاذ مرتضى بالرغم أنه يحكي تجربة خاصة بعائلة معتقل سياسي شيوعي فإنه كذلك هو تجربة جماعية في موضوع قضية الاعتقال السياسي في سجون النظام المصري العميل و ذلك لأجل حفظ الذاكرة الجماعية لجيل من المناضلات و المناضلين الذين ضحوا من أجل كرامة الوطن و نصرة الطبقة العاملة و المظلومين من فقراء شعب مصر. و كذلك تسليط الضوء على هذا النوع من سنيما الاعتقال السياسي التي يطالها التهميش.

الفيلم اعتمد الحوار و المونولوج و السرد و ارتكز على التوثيق التاريخي المجسد للمشاهد المؤلمة و أشار كذلك الى أحداث هزت مصر منذ سنة 1977 و خصوصا حملة الاعتقالات التي طالت خيرة شباب مصر نساء و رجالا أولئك المتنورين بالفكر و العلم و روح التضحية.
و الذي أثار انتباهي أكثر فيما يخص سيناريو احداث الشريط تحديدا هو أسلوب النقد الذاتي الذي أعطى ميزة نوعية لطبيعة فيلم المخرج الشاب و الذي يجب أن يقتدى بها كمبادرة عند سائر التجارب التي مرت على اليسار العربي التقدمي

و لأن في سنة 77 بدات في مصر السادات مناقشة فكرة الأرض "مقابل السلام" و التسوية السياسية المغشوشة مع كيان الاحتلال الصهيوني ضدا في الحركات الثورية الفلسطينية و ضدا في إرادة الشعوب المناضلة عبر العالم.
على اثرها انتفض اليسار المصري و الشعب المؤمن بعدالة القضية الفلسطينية و تم رفض أي شكل من أشكال الانبطاح و القبول بالضغط الإمبريالي الغربي على إرادة القوى اليسارية المناضلة جنبا إلى جنب و الجماهير الغاضبة و الرافضة.
و من ضمن الاسباب كذلك درجة الفقر التي تجاوزت الخط الاحمر ناهيك عن أزمة سياسة الانفتاح على الغرب الرأسمالي التي نهج نظام السادات و قد عبر الشاعر الشيوعي فؤاد نجم بقصيدة تهكمية ساخرة على تلك السياسية.
و الأغنية تقول:
"شرفت يا نيكسون بابا يا بتاع الاوترغيت
عملو لك قيمة و سيمة سلاطين الفول و الزيت..." إلى آخر الأغنية
التي داع صيتها بفضل فنان الشعب و فنان الثورة الشيخ أمام.

عودة إلى أحداث الفيلم الدقيقة قد تميزت علاقة الابن مع امه بالحميمية و بالتفاهم و ذاك في ظروف غياب الاب الذي كان انذاك معتقلا سياسيا في أقبية السجن الرهيب ذاك السيء الذكر سجن "ابو زعبل" و الشهود التي عاشت التجربة تحكي في الشريط مرارة التعذيب و قساوة الظروف اللانسانية.
كان ضروري جدا ان يظل ذاك التماسك بين الام و الابن حتى لا يتسلل اليأس و الانهيار و تضيع أشياء ثمينة يترباها الإنسان بصدق في ثقافة اليسار.

لكن الذي اثارت الحزن و الجدل هو افتراق الاب عن الام فيما بعد بالرغم من كل المحاولات.
الشيء الذي من جهة عزز المزيد من التماسك ما بين الابن و امه و هذا هو الشيء الإيجابي
و من جهة ثانية و هذا هو الاسوء تجسدت عزلة الأب أو بالأحرى هروبه إلى خارج مصر الشيء الذي ضاعف نوعا ما من مأساة الام و الابن و رغم ذلك ظلت هناك قوة رهيبة في جوهر إرادة الاثنين التي بدورها اثرت في الاب كثيرا و كان دائما يشعر أنه لربما اخطء في شيء ما !!! و لم يفارقه الحنين إلى حضن البيت و إلى حضن الوطن.
ماتت الام و جاء دور الابن و الاب ليخلقا معا أرضية للمصالحة و النقد الذاتي الذي نتائجه اكيد تدمض الجراح و تخفف نوعا ما من ثقل الإرث العائلي المأساوي و تزرع نفس جديد في مواصلة النضال.

الخلاصة السياسية التي يمكن ان يستنتج المشاهد من خلال الفيلم خصوصا هنا في أوروبا هو ان هذه الأحداث ليست ضربا من الخيال و إنما هي واقع يكشف زيف الديموقراطية التي تتبجح بها تلك الانظمة و يكشف كذلك إلى اي مدى هي حقوق الإنسان مقموعة و مقبورة و يكشف ثقل ضريبة النضال التي كانت تنزل على كاهل اليسار الشيوعي المناضل.
و يجب كذلك على المشاهد الألماني ان يعي جيدا ان الأموال و الدعم الذي تتلقاها تلك الأنظمة الاستبدادية انه فقط يزيد من تمديد عمر الجبروث و الظلم و القهر و الاستغلال الطبقي و الفظيع في الامر أنه في الغالب تلك اموال الحكومات الغربية تتسرب إلى جيوب السماسرة و لصوص الدولة و بما أن ليس هناك ديموقراطية في البلد فإنها لا تخدم الشعب المقهور في شيء.
و وجب على اليسار و الشعب الألماني ان يتصديا لسياسة الحكومة في دعمها للديكتاتوريات و للمواقف المخزية مثلا كسكوت الإعلام عن الجرائم التي ترتكب في حق الأبرياء هناك علما ان سلاحهم الوحيد هو الكلمة الصادقة الحرة التي تضع كرامة الشعب فوق أي اعتبار.

يتبع في الموضوع...
20.09.2025



#المهدي_المغربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السؤال و الجواب.
- القمع على أشده في المانيا
- مع الشعب.
- الإنسان المقهور بالسعادة!!!
- الشمس الباردة.
- في الحرارة حرارة!!!
- طول بالك! لابد من إطالة النفس!
- نعم لخط التحرير.
- فضاء زغاريد سكة الحديد!!!
- الوطن في ميزان ظروف الناس
- وحدة الصف المقاوم هي البديل
- في يوم الأرض كلام لابد منه.
- حرف -الطاء- كاحاءات سياسية!!!
- ثلاثية الأبعاد الثلاث
- مسرحية ترامب و زيلينسكي و تداعياتها!!!
- اليمين الألماني يهيمن على الدولة و اليمين المتطرف على الطريق ...
- فيض الأسئلة المؤرقة.
- السياسية ما بين الاشتراك الفعلي و ثقل النوايا!!!
- جدلية الكم و النوع.
- تفاعلات المجتمع المدني و الحركات الشبابية.


المزيد.....




- أول تعليق من محمود عباس على اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا ...
- نتنياهو يرد على اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بـ-الدولة ال ...
- دولة فلسطين: هل يغير اعتراف الدول الغربية من الواقع على الأر ...
- حيلة قديمة قد تساعدك على حل مشكلاتك الشخصية بحكمة
- تصاعد التوتر فوق بحر البلطيق بين روسيا والناتو... هل المواجه ...
- فيديو: كيف تستعد إسرائيل للرد على اعتراف بلدان غربية بدولة ف ...
- نزوح جماعي من مخيم أبو شوك في دارفور بعد هجمات الدعم السريع ...
- إسرائيل تندد باعتراف دول غربية بفلسطين
- كيف يشكل -أسطول الصمود العالمي- حملة تضامن كبرى لمواجهة الإب ...
- نائبة إسبانية توبخ رئيسة إقليم مدريد وترفع علم فلسطين


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي المغربي - قراءة اولية للفيلم المصري -ابو زعبل- 89