المهدي المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 8316 - 2025 / 4 / 18 - 21:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اليوم صباحا قبل انطلاق قطار العودة من هامبورغ إلى كلونيا و انا احتسي قهوتي تأملت في المكان و كتبت:
هنا يعيش الإنسان من فصيلة الكائن العاقل و هناك في بلدي في أفريقيا كذلك يعيش مثله تماما من نفس الفصيلة كجنس بشري لانه كما فسر ذلك العلم ليس هناك الا جنس بشري واحد يعيش الآن على هذه الأرض. الا ان العقليات و التربية و الظروف الطبيعية و الاهداف تختلف بشكل عام من شخص إلى آخر و من قوم إلى آخر و من مكان إلى آخر و هذا شيء مفروغ منه و كذلك منطقي بغض النظر عن ملابسات و حيثيات أخرى.
اظن من دون صيغة مبالغة قد اتصور كذلك بخلفية فنية و فلسفية و سياسية انه مثلما مشهد محطة القطارات الكبرى في هامبورغ.
مثلها هو نوعا ما في محطة القطارات الكبرى في مراكش!
الفرق فقط ما بينهما هو
في هذه محطة هامبورغ هنا كثرة الناس و الإشهار و كثرة الحديد على الأرض و على الحيطان و في البنيان.
و في محطة مراكش بالمقارنة هناك قلة الناس و عكس ذلك كثرة النقش على الاسقف و على الحيطان من الداخل و من الخارج و على الايادي الناعمة للنساء.
اما ثمن فنجان قهوة واحد قد صار مثلما هو في محطة مراكش في المغرب: (30 درهم) مثلما هو في محطة هامبورغ في ألمانيا: (3 Euro) و كلاهما مرشحان للارتفاع بحجة أن كل شيء في مجتمعاتنا الرأسمالية المعاصرة تم حقنه بفيروس الغلاء مثلما الشمال مثلما الجنوب.
تبا للراسمالية المتوحشة و الاحتكارية !!!
تبا للنيوليبيرالية!!!
تبا للعولمة!!!
تبا للصهيونية العالمية!!!
تبا للحروب و الحروب الاقتصادية ضد الشعوب البريئة!!!
بعدما نظرت إلى الساعة المعلقة أمامي تذكرت أنه
حان موعد اقلاع القطار إلى الوجهة المعلومة
لابد أن أغادر المقهى و مع ذلك سأغادر مدينة هامبورغ المعروفة بأكبر ميناء في أوروبا من بعد ميناء امستيردام. و لا أنسى بالمقارنة مع مراكش هي كذلك المعروفة عالميا بساحة "جامع الفنا" الذي لا علاقة له بالضرورة مباشرة بالصلاة بل هي ساحة سياحية للترفيه و البيع و الشراء و تجتمع فيها الناس قصدا و عفويا و لكن أحيانا تقع فيها أحداثا سياسية تفاجئ مثلما في ما مضى مظاهرة مراكش 1984 المجيدة.
من يوميات مهاجر في الأوطان.
#المهدي_المغربي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟