|
الإنسانية والدين: ثنائية التكامل لا التعارض
راندا شوقى الحمامصى
الحوار المتمدن-العدد: 8470 - 2025 / 9 / 19 - 16:17
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
***في البداية نتحدث عن: إشكالية العلاقة لطالما شغلَ سؤالُ العلاقة بين الدين والإنسانية حيزًا كبيرًا من التفكير البشري عبر العصور، وتعددت الإجابات بين من يرى تعارضًا بينهما، ومن يرى تكاملًا، ومن يحاول الفصل التام بينهما. لكن الحقيقة التي تفرض نفسها أن الإنسانية والدين ليسا طرفي معادلة صفرية، حيث يلغى أحدهما لصالح الآخر، بل هما مكونان أساسيان في التجربة الإنسانية يتفاعلان بشكل معقد يثري الوجود البشري.
*الإنسانية بمعزل عن الدين: رؤية ناقصة يمكن القول إن الدعوة إلى إنسانية بدون دين تنطلق من نوايا نبيلة في كثير من الأحيان، تسعى إلى وضع أسس أخلاقية مشتركة بين جميع البشر بغض النظر عن معتقداتهم. وهنا تبرز محاولات عديدة لوضع أخلاق "علمانية" أو "عقلانية" مستقلة عن الوحي الديني. لكن هذه المحاولات تواجه إشكاليات جوهرية، أبرزها سؤال المصدر: من أين تستمد المبادئ الأخلاقية شرعيتها إذا فصلناها عن الدين؟ فبدون مرجعية متعالية، تصبح الأخلاق نسبية وقابلة للتغيير وفقًا للأهواء والمصالح المتغيرة. كما أن التاريخ يشهد بأن بعض أسوأ الجرائم ضد الإنسانية ارتكبت تحت شعارات "إنسانية" بحتة، عندما فقدت ضوابط القيم المطلقة.
*الدين بمعزل عن الإنسانية: تشويه للدين في الطرف المقابل، نجد من يتعامل مع الدين كنظام مغلق منفصل عن هموم الإنسان ومشاغله، فيتحول الدين إلى طقوس جوفاء ومجرد شعائر شكلية تفتقر إلى الروح والمضمون. هذا الفهم المتشدد للدين يحوله من رسالة تحرر وارتقاء بالإنسان إلى قيود تكبله وتحد من طاقاته. إن النظرة المتأملة في الأديان السماوية عموما تظهر بوضوح أن خدمة الإنسان والإحسان إليه هي جوهر الرسالات الدينية. ففي الإسلام مثلًا، يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "خير الناس أنفعهم للناس". وفي المسيحية، تؤكد التعاليم على محبة القريب وخدمة المحتاجين. وفي اليهودية، مفهوم "تيكون أولام" إصلاح العالم هو مبدأ أساسي. *التكامل: الدين في خدمة الإنسانية الحل الأمثل يكمن في فهم الدين على أنه في خدمة الإنسانية، وليس في تعارض معها. فالدين يأتي ليكمل مكارم الأخلاق ويرتقي بها، ويوفر إطارًا قيميًا ثابتًا للإنسانية، بينما تقدم الإنسانية المجال التطبيقي لهذه القيم. الدين الحقيقي لا يصادر العقل البشري ولا يكبل حريته، بل يوجهه نحو الخير والصلاح. والإنسانية الحقة لا تنفي الحاجة إلى الدين، بل تدرك أن البشر بحاجة إلى مرجعية قيمية تتجاوز أهواءهم ونزعاتهم المتغيرة.
*نماذج تاريخية على التكامل عبر التاريخ، نجد أمثلة رائعة على هذا التكامل بين القيم الدينية والإنسانية. أنشئت بيوت الحكمة والمستشفيات ودور العجزة، كلها تحت شعارات دينية تحث على طلب العلم ومساعدة المحتاجين. وفي أوروبا، قامت الكثير من الجامعات والمؤسسات الخيرية بدوافع دينية واضحة. كما أن العديد من الشخصيات التي غيرت مجرى التاريخ نحو الأفضل كانت دوافعها مزيجًا من الإيمان الديني والحس الإنساني، من مارتن لوثر كينج إلى المهاتما غاندي، والأم تيريزا، وغيرهم كثيرون.
*التحديات المعاصرة وإمكانية التكامل في عصرنا الحالي، حيث تتعقد التحديات الإنسانية وتتسع، من الفقر والجوع واللجوء والتغير المناخي، تبرز الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى توحيد الجهود بين المنظور الديني والإنساني. المؤسسات الدينية تمتلك انتشارًا واسعًا وتأثيرًا كبيرًا يمكن توظيفه في خدمة القضايا الإنسانية. وفي المقابل، تمتلك المنظمات الإنسانية خبرات وتجارب يمكن أن تستفيد منها المؤسسات الدينية في تحسين أدائها وتطوير أساليب عملها.
*الإنسانية والدين: شراكة وجودية في زمن القطيعة إنسانية بلا روح؟ في عصرنا الحالي، يشهد العالم ظاهرة متصاعدة من الانزياح عن الأديان، حيث يعلن الكثيرون، خاصة من الأجيال الشابة، أن "الإنسانية وحدها كافية" كمصدر للأخلاق والمرجعية القيمية. هذه الدعوة تستحق التأمل العميق، فهي ليست مجرد موضة عابرة، بل تعبير عن تحولات عميقة في الوعي البشري المعاصر. لماذا يهجر البعض الدين اليوم؟ ثمة أسباب متعددة وراء هذه الظاهرة، منها: 1. ارتباط الدين بممارسات تاريخية عنيفة: كثيرون يرون في التاريخ الديني حروبًا واضطهادًا وتكفيرًا 2. الفضائح الأخلاقية لبعض المؤسسات الدينية: مما أضعف مصداقية الخطاب الديني 3. النهج التبسيطي للعلمانية: الذي قدم الدين كمعوق للتقدم والتحضر 4. الفهم الحرفي المتشدد للنصوص: الذي أنتج صورة مشوهة عن الدين 5. الانبهار بالنموذج المادي الغربي: الذي يقدم الإنجاز التقني كبديل عن الإجابة على الأسئلة الوجودية
***إشكالية "الإنسانية وحدها كافية" رغم النوايا النبيلة الكامنة خلف هذه الدعوة، إلا أنها تواجه إشكاليات عميقة: أولاً: إشكالية المصدر والمشروعية من أين تستمد المبادئ الإنسانية شرعيتها؟ولماذا يجب على الإنسان أن يكون أخلاقيًا إذا كان الوجود مجرد صدفة عابرة؟ بدون مرجعية متعالية، تصبح القيم الإنسانية مجرد اتفاقيات بشرية قابلة للتعديل والإلغاء حسب الأهواء والمصالح. ثانيًا: إشكالية الدافع والاستمرارية ما الذي يدفع الإنسان للتضحية من أجل الآخرين إذا كان لا يؤمن بمعنى يتجاوز ذاته؟ التاريخ يظهر أن الدوافع الإنسانية المجردة غالبًا ما تضعف أمام نزعات الأنانية والغريزة. ثالثًا: إشكالية المعنى والغاية الإنسانية المجردة لا تجيب على الأسئلة الكبرى:من أين جئنا؟ ولماذا نحن هنا؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟ هذه الأسئلة الوجودية تظل حاضرة في النفس البشرية بغض النظر عن التقدم المادي.
***الدين بلا إنسانية: المشكلة الحقيقية الملاحظ أن كثيرًا من الذين يهجرون الدين اليوم، إنما يهجرون في الحقيقة صورة مشوهة عن الدين، وليس الجوهر الروحي والأخلاقي للأديان. لقد قدّم بعض المتدينين نموذجًا للدين بلا إنسانية، دين من الطقوس الجافة والخطاب التكفيري والانعزال عن هموم الناس.
**نحو تصالح بين الدين والإنسانية ما نحتاجه اليوم هو: 1. إعادة اكتشاف الجوهر الإنساني في الأديان: من خلال التركيز على القيم المشتركة والمقاصد الكلية للشريعة 2. نقد التراث الديني نقدًا بناءً: تمييز الصحيح من الضعيف، والأصيل من الدخيل 3. خطاب ديني إنساني معاصر: يتعامل مع مشكلات الإنسان الحقيقية في العصر الحديث 4. انفتاح المؤسسات الدينية على القضايا الإنسانية: كالفقر والبيئة والعدالة الاجتماعية 5. اعتراف متبادل: بأن الإنسانية تحتاج للروح، والروح تحتاج للإنسانية
**ثمة تجارب معاصرة تثبت إمكانية هذا التكامل: · الحركات الدينية المنخرطة في العمل الإغاثي والإنساني حول العالم · الحوارات بين الأديان من أجل خدمة البشرية · المفكرون المجددون الذين يقدمون قراءات إنسانية للنصوص الدينية · الشباب المتدين الذي يجمع بين الالتزام الديني والانفتاح على العالم
***شراكة وجودية الإنسانية والدين ليسا خيارين متعارضين، بل هما بعدان متكاملان في الوجود البشري. الإنسان كائن متعدد الأبعاد: مادي وروحي، فردي واجتماعي، عقلي وقلبي. الدرس الكبير الذي نتعلمه اليوم هو أن الإنسانية بدون دين تفتقر إلى العمق والاستمرارية، والدين بدون إنسانية يتحول إلى طقوس جافة وعقائد مجردة. الأمل معقود على ظهور جيل جديد يستطيع أن يجمع بين الإيمان العميق بالله والحب الصادق للإنسان، بين التمسك بالهوية الدينية والانفتاح على العالم، بين الأصالة والمعاصرة. يمكننا بناء مستقبل يجمع بين كرامة الإنسان وعبادة الرب، بين العدالة الأرضية ورحمة السماء.
***الدين كجواب على أسئلة الوجود الأساسية.... ما يعجز عنه المنظور الإنساني المجرد هو تقديم إجابات مقنعة للأسئلة الوجودية الكبرى التي تواجه كل إنسان، بغض النظر عن درجة تقدمه المادي أو العلمي: · سؤال المعنى: لماذا الوجود؟ وما الغاية من الحياة؟ · سؤال المعاناة: كيف نفسر الألم والشر في العالم؟ · سؤال الموت: ماذا بعد الحياة؟ وما مصيرنا النهائي؟ · سؤال المسؤولية: أمام من نتحمل المسؤولية؟ ولماذا؟ هذه الأسئلة لا تجيب عنها الإنسانية المجردة بشكل مرضي للروح البشرية، بينما تقدم الأديان إجابات متكاملة تشبع حاجة الإنسان للمعنى والغاية.
***الإنسانية كاختبار حقيقي للدين من جهة أخرى، يجب أن نفهم أن الإنسانية ليست بديلاً عن الدين، بل هي معيار حقيقي لصدق التدين. هنا نجد المعادلة الجميلة: الدين الحقيقي يجب أن ينتج إنسانًا أفضل، أكثر رحمة، أكثر عدالة، أكثر حبًا للخير. إذا لم يفعل الدين ذلك، فثمة مشكلة في فهمنا للدين، وليس في الدين نفسه.
**التكامل بين الدين والإنسانية، حيث تُفهم النصوص الشرعية في ضوء مقاصدها الكلية في حفظ: 1. الدين - لكن ليس كممارسة طقسية فقط، بل كعلاقة روحية تثمر أخلاقًا 2. النفس - بكل ما يعنيه من كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية 3. العقل - بالتشجيع على التفكير والنقد البناء والاجتهاد 4. النسب - عبر بناء أسرة مستقرة ومجتمع متماسك 5. المال - من خلال العدل الاقتصادي والتصرف المسؤول في الثروة هذه المقاصد الخمسة هي في جوهرها قيم إنسانية عالمية، مما يؤكد أن الشريعة جاءت لتحقيق مصالح الإنسان وحمايته من المفاسد.
***تحديات العصر وآفاق المستقبل نحن نواجه اليوم تحديين متقابلين: من جهة: نزعات التطرف الديني التي تقدم صورة مشوهة عن الدين ومن جهة أخرى:نزعات العلمانية المتطرفة التي تريد إلغاء الدين من الحياة العامة. الحل الوسط يكمن في "وسطية الاعتدال" التي تجمع بين: · الأصالة الدينية والمواءمة العصرية · الهوية الخاصة والانفتاح على العالم · الثبات على المبادئ والمرونة في الوسائل
*دروس من التاريخ المعاصر........ لو نظرنا إلى بعض النماذج الملهمة في عصرنا: · مالكوم إكس: تحول من خطاب الكراهية إلى خطاب إنساني عالمي · الأسقف ديسموند توتو: جمع بين الإيمان العميق والنضال من أجل العدالة والإنسانية · المهاتما غاندي: استمد من تعددية الأديان رؤية إنسانية شاملة هؤلاء لم يروا تناقضًا بين التدين والإنسانية، بل رأوا فيهما توأمين روحيين.
هذا الإنسان المتوازن هو القادر على تجسير الهوة بين السماء والأرض، بين الدين والإنسانية، بين الأصالة والمعاصرة. لا تختار بين الدين والإنسانية، بل اختر الدين الذي يجعلك أكثر إنسانية، والإنسانية التي تقربك أكثر من الدين. نستطيع بناء مستقبل يجمع بين حكمة السماء وطموحات الأرض.
*سبع وصايا للجمع بين الدين والإنسانية..... الوصية الأولى: اقرأ الدين بالإنسانية اقرأ النصوص الدينية بعين إنسانية،اسأل: كيف تجعلني هذه الآية إنسانًا أفضل؟ كيف تخدم البشرية؟ الوصية الثانية: اقرأ الإنسانية بدينية انظر إلى المبادئ الإنسانية العالمية بعين الدين، ستجد أن الرحمة والعدل والإحسان هي جوهر كل الأديان.
الوصية الثالثة: كن ناقدًا ولكن بإنصاف انقد الممارسات الدينية الخاطئة،ولكن انقد أيضًا الممارسات الإنسانية المنحرفة. الاعتدال في النقد هو الفضيلة.
الوصية الرابعة: ابحث عن المشترك لا المختلف ركز على القيم المشتركة بين الأديان والإنسانية،فهي أوسع بكثير من نقاط الاختلاف.
الوصية الخامسة: اعمل على نحو محلي وبفكر عالمي ،ابدأ بتغيير نفسك ومجتمعك الصغير، ولكن برؤية إنسانية شاملة تتسع للعالم كله.
الوصية السادسة: تخصص ولكن لا تتجزأ ، تخصص في مجالك،ولكن لا تفصل بين تخصصك والقيم الإنسانية والدينية.
الوصية السابعة: أحبب الله من خلال خلقه اجعل محبة الناس وسعادتهم طريقك إلى محبة الله،واجعل محبة الله دافعك لمحبة الناس.
لك أنت عزيزي القارئ..... أنت أيها القارئ الكريم لست مجرد مستقبل للمعرفة، بل أنت شريك في صنعها. هذه الأفكار التي نشاركها هي مجرد شرارات، وأنت من يحولها إلى نيران تضيء الطريق للآخرين.
فتذكر دائمًا: · أنت أكبر من أن تحصر في خلاف بين دين وإنسانية · عقلك أوسع من أن يقنع بإجابات جاهزة · قلبك أعمق من أن يرضى بمعاني سطحية أن الدين والإنسانية ليسا خصمين، بل هما جناحا طائر واحد اسمه "الإنسان السوي". طائر لا يستطيع التحليق بجناح واحد. فما أجمل حوار العقل والقلب: ثمرة الدين والإنسانية ***لقاء الجناحين...... حقًا ما أجمل أن يحاور العقلُ القلبَ، وما أروع أن يتلاقى الدينُ والإنسانيةُ في تناغم وجودي. هذا الحوار ليس ترفًا فكريًا، بل هو ضرورة وجودية للبشرية في مرحلة التحول الكبرى التي تعيشها. العقل والقلب: ليست معركة بل رقصة كثيرًا ما يُصوَّر العلاقة بين العقل والقلب على أنها معركة، لكن الحقيقة أنها رقصة كونية بديعة:
العقل يمنحنا: · البصيرة والنفاذ إلى الحقائق · المنطق والتحليل والتمييز · التنظيم والتخطيط والحكمة
القلب يمنحنا: · الشغف والحب والجمال · الحدس والإلهام · التعاطف والرحمة
والدين والإنسانية معًا هما الذي يوفران المساحة الآمنة لهذه الرقصة، فيمنح الدينُ الضوابطَ الأخلاقية، وتمنح الإنسانيةُ المجالَ التطبيقي الرحب.
الدين والإنسانية: أبوان روحيان كثيرًا ما ننشأ في أحضان أبوين، أحدهما أكثر عقلانية والآخر أكثر عاطفية، ونحتاج كليهما لننمو بشكل متوازن. كذلك الدين والإنسانية هما أبوان روحيان للبشرية: *الدين كالأب: · يمنح النظام والحماية والحدود · يعلمنا الانضباط والمسؤولية · ينقل إلينا الحكمة عبر الأجيال *الإنسانية كالأم: · تمنح الحب غير المشروط · تعلمنا الرحمة والتسامح · تحتضن الجميع بلا استثناء
فعندما تلتقي هذه القوى الأربعة: العقل، القلب، الدين، الإنسانية - تولد منها عطايا عظيمة: 1. الحكمة: عقل + دين 2. الرحمة: قلب + إنسانية 3. العدالة: عقل + إنسانية 4. العبادة: قلب + دين
هذه الرباعية هي التي تنتج الإنسان المتكامل، القادر على أن يعبد ربه بإخلاص، ويحب الناس بإحسان، ويبني الأرض بعقلانية، ويرعى الحياة برحمة.
*دروس من الحضارات الحضارات العظيمة في التاريخ هي تلك التي استطاعت الجمع بين هذه الأبعاد الأربعة: · النهضة الأوروبية استفادت من الحكمة اليونانية والقيم المسيحية والإنسانية · الحضارات الآسيوية جمعت بين الحكمة الفلسفية والروحانية العميقة والتقاليد الإنسانية *تحدي العصر: الفصل التعسفي مشكلة عصرنا هي الفصل التعسفي بين هذه الأبعاد: · علمانية تفصل الدين عن الحياة العامة · دينية متطرفة تفصل الإنسانية عن الدين · مادية تفصل العقل عن القلب · عاطفية تفصل القلب عن العقل هذا الفصل هو الذي ينتج إنسانًا مشطورًا، مجتمعًا ممزقًا، وحضارة غير متوازنة.
*نحو رباعية متوازنة نحتاج إلى إعادة التوازن عبر: 1. دين الإنسانية: فهم الدين بشكل يخدم الإنسان ويُرقى به 2. إنسانية الدين: أن تكون الإنسانية مستندة إلى قيم روحية وأخلاقية ثابتة 3. عقلنة المشاعر: أن يقود العقلُ العاطفةَ دون أن يقتلها 4. تعبير القلب: أن يمنح القلبُ الدفءَ للحقائق العقلية
*نحو رؤية متكاملة في النهاية، لا يمكن الفصل بين الدين والإنسانية إلا على مستوى التجريد النظري فقط، أما في الواقع العملي والتجربة الإنسانية الحية، فإن الدين والإنسانية يتداخلان ويتكاملان بشكل عضوي. الإنسانية بدون دين تفتقد إلى العمق الروحي والمرجعية الأخلاقية الثابتة، والدين بدون بعد إنساني يتحول إلى طقوس جوفاء وممارسات شكلية. أما الجمع بينهما فينتج إنسانًا متوازنًا، يعبد ربه بإخلاص ويخدم إخوانه من البشر بإحسان. الهدف الأسمى هو بناء إنسانية متصالحة مع روحها، متكاملة الأبعاد، حيث يعزز الدين القيم الإنسانية، وتعمق الإنسانية الممارسة الدينية، في حلقة مثالية تدفع بالبشرية إلى الأمام نحو الخير والصلاح والكمال الممكن.
في ختام مقالي: الإنسان الكامل ليس الذي يقتل قلبه بعقله، ولا الذي يلغي عقله بقلبه، ليس الذي يفصل دينه عن إنسانيته، ولا الذي يتنازل عن إنسانيته لدينه.
الإنسان الكامل هو الذي: · يعبد ربه بعقل وقلب · يحب الناس بحكمة ورحمة · يبني الأرض بمسؤولية وتفان · يرعى الحياة بإخلاص وتفان هذا الإنسان هو ثمرة الدين والإنسانية معًا، وهو الأمل الوحيد لمستقبل تسوده الرحمة، وتشرق فيه العدالة، وتعمره المحبة. كلمات تنتهي، ولكن الرقصة تستمر: عقل وقلب، دين وإنسانية، في تناغم أبدي يصنع من الحياة أغنية جميلة، ومن الوجود قصيدة حب لا تنتهي.
#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-الإنسان والأديان وحرية المعتقد وإنسانية الإنسان-
-
-التوحد (Autism Spectrum Disorder - ASD)-
-
مرض الديسلكسيا (عسر القراءة)
-
حين نُولد من النور وننسى…
-
-أنا من هناك… من حيث قُلتُ: بَلَى-
-
الشك والوهم: بين العقل والواقع
-
ما هى دلالة -نحر الحيوان- ( التضحية – الفداء ) في الأديان؟؟
-
*ملخص شامل لكتاب -البشرية في مفترق طرق، دين أو لا دين-*
-
ملخص كتاب -من يخط طريق المستقبل؟-
-
ملخص شامل لكتاب -منعطف التحول أمام كافة الأمم-..... الكتاب ف
...
-
*ملخص شامل ل -رسالة إلى قادة الأديان في العالم- الصادرة عن ا
...
-
ملخص لكتاب مهم جداً -دين الله واحد-
-
التوازن بين الروح والإيمان والعقل
-
في شراكة كاملة: النهوض بالمرأة كشرط أساسي للمجتمعات السلمية
-
تقدّم البشرية نحو السلام - هذا وعد إلهي
-
ماهيّة الرّوح (10-10)
-
ماهيّة الرّوح (9-10)
-
ماهيّة الرّوح (8-10 )
-
ماهيّة الرّوح – (7-10)
-
هل سيظل للدين مكان بين البشر في المستقبل؟
المزيد.....
-
ماذا قال ترامب عن -انتهاك- مقاتلات روسية المجال الجوي لإستون
...
-
روسيا تصدر بيانا للرد على مزاعم -انتهاك- مقاتلاتها لأجواء إس
...
-
البرتغال تعترف رسميا بدولة فلسطين الأحد المقبل
-
الجزيرة نت تروي قصة مسجد في الفاشر شهد مجزرة وتحول إلى مقبرة
...
-
تونس: ما أسباب تراجع الزيجات والولادات
-
بعد بولندا ورومانيا، إستونيا تشكو خرق أجوائها من مقاتلات روس
...
-
بعد سنوات من العداء، مصر وتركيا تبدآن الإثنين مناورات مشتركة
...
-
الجزائر ترفض دعوى مالي ضدها أمام محكمة العدل الدولية
-
أمريكا ستنهي وضع الحماية المؤقتة للسوريين
-
مستشار ترامب: السودان أكبر كارثة إنسانية في العالم ولا يحظى
...
المزيد.....
-
نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي
...
/ زهير الخويلدي
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
المزيد.....
|