مسؤول مهمه صعبة (شعبة)

ندى الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 8469 - 2025 / 9 / 18 - 11:07
المحور: قضايا ثقافية
    

حجر الزاوية في الإدارة الناجحة/ الإنسان قبل الموظف

مسؤول الشعبة الذي حوّل القسم إلى أسرة

في عالم الإدارة، هناك مديرون، وهناك قادة. المديرون يطالبون بالنتائج، أما القادة فيصنعون البيئة التي تنتج النتائج بشكل طبيعي. مسؤول الشعبة في إحدى المؤسسات الرائدة، هو من تلك الطينة النادرة التي تجمع بين حنكة الإداري وقلب القائد، فاستحق بجدارة أن يكون نموذجاً يُدرس في قيادة الأقسام وتحفيز الموظفين استطاع ان يحول من مكتب مغلق إلى أرضية عمل مفتوحة

عندما تسلمه مهام منصبه، لم ينظر إلى الشعبة كمجموعة من المهام والموظفين يجب إدارتها، بل رأى فيها كائناً حياً قابلاً للنمو والازدهار. كانت أولى خطواته هي كسر الحواجز التقليدية. أزال باب مكتبه حرفياً في بعض الأحيان، أو بشكل مجازي في أحيان أخرى، ليكون دائماً متاحاً، يسمع هموم فريقه، ويشاركهم أفكارهم قبل قراراته.

لم يكن شعاره "أنا المدير" بل "نحن الفريق". حوّل مساحة العمل من مجموعة مكاتب منعزلة إلى وحدة متكاملة يتشارك الجميع فيها النجاح كما يتشاركون التحديات.قدوة قبل أن يكون قائداً
ما يميزه هو أنه لا يطلب من فريقه ما لا يطبقه على نفسه. كان أول من يصل في الصباح وآخر من يغادر عند انتهاء العمل على مشروع عاجل. يتقن فن تفويض المهام، لكنه لا يفوّض المسؤولية أبداً؛ فهو يحملها مع فريقه، يقف أمام الإدارة العليا مدافعاً عنهم ومشرّفاً بإنجازاتهم.
سر النجاح الحقيقي يكمن في نظرته الشمولية لفريقه. فهو يهتم بمعرفة أحوالهم، يشاركهم أفراحهم، ويقف إلى جانبهم في أزماتهم الشخصية. هذه الروح الإنسانية خلقت ولاءً غير مسبوق ودفعت الجميع لبذل قصارى جهدهم ليس خوفاً من المساءلة، ولكن حباً في القائد وحرصاً على عدم تخييبه.
أكثر من مجرد مسؤول شعبة

هو أكثر من مجرد مسؤول شعبة. هو مهندس ثقافة، وباني فرق، وقائد أخلاقي. لقد أثبت أن القيادة الحقيقية لا تتعلق بالسلطة، بل بالخدمة والتأثير الإيجابي. لم يبنِ شعبة ناجحة فحسب، بل زرع ثقافة من الاحترام والتعاون والإنجاز ستستمر حتى بعد رحيله، تاركاً إرثاً يُذكر له ويمثل نموذجاً يُحتذى به في عالم الإدارة القائمة على القيم والإنسان.

#ندى_الهاشمي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل