أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ندى الهاشمي - رجال من ورق














المزيد.....

رجال من ورق


ندى الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 16:48
المحور: الادب والفن
    


تبدأ الحكاية من عبارة مستهلكة ومتكررة ملايين المرات وفيها يخبركِ (بكسر الكاف) انه معجب بكِ, وبشخصيتكِ النادرة والقوية، ويبدأ بعزف ذات المعزوفة المشروخة ويوهمك انكِ اجمل أروع النساء وأجملهم, وانكِ الوحيدة التي ملكت قلبه, وجلست فوق عرشه, وسيخبركِ انكِ الجوهرة النادرة التي بحث عنها طويلا وجاهد من أجل الوصول اليها .
في البداية سيحاول بكل الطرق أن يوهمك انكِ الوحيدة التي سكنت اليها روحه واطمأن اليها فؤاده, ويصرف طاقات جبارة من اجل ان يقنعك انك فتاة احلامه التي يبحث عنها ومع الوقت سيكتب لكِ كل أشعار الحب الواردة في دواوين نزار قباني, وسيسمعُكِ كل أغاني العشق والغرام, وسيرفعكِ فوق السحاب ويتوجكِ ملكة بلا تاج, وستشعرين أنكِ ملكت الكون كله, وستذوب مشاعرك مع كلماته المعسولة الانيقة, وسيسخر لكِ كل الوقت وسيظهر لك في كل مكان تكونين فيه, وأينما تذهبين ستجدينه أمامك وحولك, لا هم له سوى الدوران في فلككِ, وستشعرين انكِ أصبحت كل عالمه ودنياه حتى يصبح جزءا لا ينفصل من يومياتك, فتنامين وتستيقظين على صوته العذب كأنه كروان برغم أن صوته أنكر الاصوات, حتى تصابين بالإدمان على وجوده في حياتك, ثم فجأة وبلا سابق انذار ينسحب من حياتك وتدخلين في دوامة الانتظار والغياب والوحدة والقلق وقد تصلين حافة الانهيار !!.
وقتها ستلحين في الاتصال به تطلبين تفسير لما يحصل, ومع هول صدمتك بما يحصل غير انك ستسمعين منه حزمة من الاعذار الواهية المغلفة بشتى أنواع الأكاذيب الرخيصة, وستجدين نفسك في دوامة, فمرة الهاتف مغلق وانتهى الشحن فيه, ومرة مشغول في العمل, ومرة يدعي المرض المَيْؤُوسٌ من شفائه وقد أبلغه الاطباء أنه سيموت في غضون أيام قليلة, المهم يتحجج بأي عذر ليختفي من حياتك!!.
وقد تغضبين وتثورين وتنفجرين في البداية وبعدها تدخلين في مرحلة التعود وتعودين وحيدة مجددا وتدركين انك كنتي مجرد نزوة أو لعبة كان يتسلى بها لبعض الوقت وحينما مل منها تركها وذهب يبحث عن أخرى!!.
وحينها تدركين انك كنت ساذجة, وغبية, وأضحوكة, ومغفلة, لتدخلين على أثرها في مرحلة الكآبة والضجر وتعيشين أياما مؤلمة وحزينة وعصيبة.
نصيحتي لك : قبل أن تخدعك الكلمات فكري كثيرا بالعواقب والخذلان الذي ينتظرك, وفكري بالتحديات والتنازلات التي قد تدفعيها من أجل رجل هو في حقيقته طفل يريد في كل شهر يتسلى بامرأة جديدة وبالأحرى ضحية جديدة, ولا عزاء لها كونها خلقت ليتسلى بها رجل شرقي شهم وغيور يقدس ويحترم المرأة في الشعارات فقط دون ادنى خجل!!.
ظاهرة أشباه الرجال هي ظاهرة معقدة ومتشعبة، تتداخل فيها العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية، تتطلب المزيد من التحليل النفسي والتحقيق والدراسة لفهم بعض خفايا أشباه رجال من ورق !!.



#ندى_الهاشمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين مفهومي الحرية والتحرر
- قصة تحدي
- ( ابو الوردي ) النرجسي
- ستون عاما من الحياة
- الاسبوع الريادي في كلية الزراعة جامعة الانبار
- اليتيم ..بين الألم والامل
- انا ... وعزلتي
- الابتزاز ... الى اين؟
- نجاحات جامعة الانبار
- التحرش مرض خطير


المزيد.....




- فيلم -أوسكار: عودة الماموث-.. قفزة نوعية بالسينما المصرية أم ...
- أنغام في حضن الأهرامات والعرض الأول لفيلم -الست- يحظى بأصداء ...
- لعبة التماثيل
- لماذا يا سيدي تجعل النور ظلاماً؟
- نشطاء يريدون حماية -خشب البرازيل-.. لماذا يشعر الموسيقيون با ...
- -ماء ونار-.. ذاكرة الحرب اللبنانية في مواجهة اللغة وأدوات ال ...
- أردوغان يستقبل المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بأوسكار
- توقيع اتفاق للتعاون السينمائي بين إيران وتركيا
- تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف مئات الكتب بقسم الآثار المصرية ...
- إطلالة على ثقافة الصحة النفسية في مجتمعنا


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ندى الهاشمي - رجال من ورق