الابتزاز ... الى اين؟

ندى الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 8166 - 2024 / 11 / 19 - 01:49
المحور: المجتمع المدني
    

ازدادت بشكل مخيف حالات الابتزاز في مجتمعاتنا وصارت تشكل كرة تتدحرج و تكبر يوميا دون ان تجد الحلول الناجعة والقاطعة, ومن المعروف أن التطور الهائل الذي طرأ في حياة الناس وسهولة تواصلهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي قد ساهم بشكل كبير في انتشار هذا المرض الذي صار ينخر جسد المجتمع, ويعرف الابتزاز بأنه تهديد أحد المواطنين بمعلومات أو صور أو أي شي يمس سمعته أو يضر بمكانته للحصول على مقابل أو للوصول لغرض معين، وقد يكون المقابل مال أو منفعة ما, وهو جريمة يعاقب عليها القانون, ويمكن أن يكون من خلال التهديدات بالإيذاء العقلي او العاطفي او البدني, وهو من اسوأ الافعال الدنيئة والذميمة والتي حرمت شرعا بنصوص كثيرة اذ ان الرسول محمد (ص) قال في الحديث "المسلم مَنْ سَلِمَ الناسُ من لسانه ويده، والمؤمنُ مَنْ أَمِنَهُ الناسُ على دمائهم وأموالهم".
ويمكن ان يكون الابتزاز الإلكتروني الاكثر انتشارا، وهو عملية مساومة تتم عبر الإنترنت عبر احدى وسائل التواصل الاجتماعي، تتضمن الترهيب والتهديد, وقد يؤدي الى عواقب وخيمة, وتحصل في العادة من خلال الحصول على صور وبيانات تخص الضحية من خلال سرقة بياناته( تهكير) او من خلال الضحية نفسها التي ترسل صورها الى الشخص المبتز الذي كانت على علاقة معه.
وكلنا نعلم حجم الاثار السلبية الكبيرة التي تؤثر في نسيج المجتمع والتي تسببت بها جرائم الابتزاز, فقد انهارت بيوت كثيرة كانت آمنة, وتشظت عوائل وتفرقت, واستقبلت المستشفيات العديد من حالات الانتحار بين أوساط الفتيات المراهقات اللواتي تعرضن لهذه الجريمة, كما شهدت المحاكم العديد من حالات الطلاق بين المتزوجات لنفس السبب, وقد سجلت دوائر وزارة الداخلية ارتفاعا كبيرا في معدل الشكاوي الخاصة بجريمة الابتزاز, غير ان هناك مشكلة ما تزال قائمة وهي غياب قانون واضح وصريح يحتوي الفقرات المطلوبة للتعامل مع الجرائم الالكترونية, ومن الضروري وضع الخطط الكفيلة بتطويق هذه المشكلة ومكافحتها من خلال وضع جملة من التوصيات المهمة والتي تشمل سن قوانين جديدة تخص جرائم الابتزاز وخاصة الالكتروني, اضافة الى أهمية تكاتف الجهود الحكومية والمجتمعية لتطويق هذه المشكلة من خلال تبني سياسة تضمن توعية الشباب والشابات من مخاطر الاستخدام السئ لأجهزة الموبايل والابتعاد عن قبول طلبات الصداقة والتواصل مع أشخاص مجهولين في مواقع التواصل, كما يتوجب على الفتيات ابلاغ السلطات المختصة الحريصة على متابعة كل جرائم الابتزاز التي نتعرض لها الفتيات، حتى يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الأعمال غير القانونية.

#ندى_الهاشمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل