( ابو الوردي ) النرجسي

ندى الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 8184 - 2024 / 12 / 7 - 02:51
المحور: قضايا ثقافية
    

"مصطلح "النرجسية" موجود قديما في الأساطير اليونانية، حيث كان (نرسيس) يعشق نفسه إلى درجة الهلاك, ومن اسمه اشتق مصطلح النرجسية, ويعتقد الأشخاص النرجسيون أنهم أفضل من الآخرين، ويستحقون معاملة خاصة, وينتابهم شعور مبالغ فيه بأهميتهم, ويحتاجون إلى الاهتمام والإطراء من الآخرين بشكل زائد, وقد يفتقر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب إلى القدرة على فهم مشاعر الآخرين أو الاهتمام بها, وقد تم تشخيص النرجسية على أنها حالة مرَضية تؤثر على الصحة العقلية للمريض, وفي وقتنا الحالي، ازدادت أعداد المصابون بهذا الاضطراب كثيرا, والنرجسي متغطرس ومتكبر لا يراك إلا مرآة يعكس فيها صورته المثالية، حيث يرى النرجسي الآخرين كأدوات لتعزيز صورته الذاتية والنرجسي يعيش في عالم خيالي حيث هو البطل والضحية في نفس الوقت, ويبالغ النرجسي في إيجابياته ويتجاهل أخطائه، وفي نفس الوقت يلعب دور الضحية عندما يواجه أي انتقاد.
ويعتقد إن إبليس هو أول نرجسي في التاريخ، فقد تجلى في رفضه السجود لآدم، قائلاً: «أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين»، لافتٌا إلى أن هذا الرفض يعكس نرجسية إبليس التي نشأت من شعوره بالتفوق, ولو قلنا ان النرجسي لا يحب، بل يمتلك, فهو أصدق وصف للعلاقة النرجسية الاستغلالية، حيث يرى النرجسي الآخرين كأشياء يمتلكها ويتحكم فيها, وهو بارع في التلاعب بالكلمات والعواطف, ويستخدم الكلمات والعواطف كأسلحة للتلاعب بالآخرين وتحقيق أهدافه, وبحسب الطبيب النفسي والكاتب (جوزيف بورغو) فان النرجسيون أكثر سمية وهم خطرون عند التفاعل معهم وهذا ما ذكره في كتابه (الدفاع عن نفسك ضد النرجسيين المتطرفين).
وفي حياتنا الواقعية هناك الكثير منهم يحيطون بنا ونضطر للتعامل معهم ومن ضمن هؤلاء شخصيه واقعية اطلقت عليها (ابو الوردي النرجسي) لأنه يمتلك جميع ما سبق من مواصفات بل واكثر, والافضل الاخذ بنصيحة المعالجة النفسية ( ليزلي دواريس) التي تقول: انه لا مفر من تجنبهم اذا اردت الحفاظ على نفسك!!.
ان التعامل مع شخص نرجسي هو امتحان عسير، ويتوجب عليك وضع حدود واضحة عند التعامل معه والافضل ان تتجنبه تماما اذا رغبت ان تعيش حياتك بلا منغصات .

#ندى_الهاشمي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل