بين مفهومي الحرية والتحرر

ندى الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 8206 - 2024 / 12 / 29 - 00:48
المحور: قضايا ثقافية
    

في عالم اليوم، يعتبر مفهومي الحرية والتحرر من  الموضوعات الحساسة والتي تثير جدلا ولغطا واسعا في كل من علوم الاجتماع والفلسفة والسياسة فكثير من الالتباس وسوء الفهم يحصل  مع الناس حينما يتعاملون مع هذين المصطلحين, والحقيقة ان هناك فوارق دقيقة بينهما يجب التوقف عندهما, وهنا استعرض بعضها، وما تعنيه كل كلمة في سياقات مختلفة,
فالحرية تشير  إلى حالة من الاستقلالية والقدرة على الاختيار., ويمكن تعريفها بأنها القوة التي يمتلكها الفرد لاتخاذ قراراته دون قيود أو ضغوطات خارجية, وهذه القدرة تُعتبر جوهرية لوجود الإنسان، وتمثل حقًا أساسيًا لكل فرد في المجتمع, وهي يمكن أن تكون فردية، حيث يتعامل الشخص مع خياراته وأفعاله، أو جماعية، حيث تتعلق بمجموعات أو مجتمعات, بينما  يُشير مفهوم التحرر إلى  سعي الأفراد أو المجتمعات إلى التخلص من  قيود ما او ظلم محدد, وهو  يركز على إزالة العقبات التي تمنع الناس من ممارسة حرياتهم. والتحرر بطبعه يرتبط بالقضايا الاجتماعية والسياسية، مثل مكافحة التمييز والعنصرية، ويعتبر خطوة نحو تحقيق الحرية الحقيقية, وهو عادة ما يتطلب جهدًا جماعيًا أو شعبيا وتغييرًا هيكليًا في المؤسسات والمجتمعات.
وعليه فإن الفارق لأساسي بين الحرية والتحرر هو أن الحرية يمكن أن تكون متاحة في سياقات فردية، بينما التحرر يتطلب دائمًا وجود قيد أو تأثير خارجي يتم مقاومته, وبعبارة أخرى، يمكن للشخص أن يشعر بالحرية في اختياراته الشخصية، لكنه قد يظل تحت قيد أو ظلم يحول دون تحقيق كامل إمكاناته.

علاوة على ذلك، فإن الحرية ليست دائمًا ضمانًا للعدالة, وهي يمكن أن تتواجد في المجتمعات التي تعاني من عدم المساواة أو التي يتم فيها قمع حرية الآخرين, بينما التحرر سعى لتحقيق العدالة والمساواة، ويتطلب نشاطًا ووعيًا جماعيًا.

وفي الختام، فإن فهم الفرق بين الحرية والتحرر يعد أمرًا حيويًا في السعي لتحقيق مجتمع عادل يحفظ حقوقه المشروعة, ومن المهم التنبيه إلى اننا كمجتمع إسلامي لا يعني مفهوم الحرية او التحرر هو الخروج عن قيود الإسلام والشرع ولا نكران الله كما يفسرها بعض الجهلاء
فالشرأئع الدينية لا يمكن المساس بها تحت اي مسمى
والسؤال المهم يبرز هنا هو : هل نحن نمتلك إرادة الحرية والتحرر في مجتمعاتنا العربية بعيدا عن سياسة الضغوطات و رياح التغيير التي تفرضها علينا قوة خارجية؟!

#ندى_الهاشمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات