أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقيل الفتلاوي - بين النفوذ السياسي وغياب الرقابة استخدام أموال الدولة في الحملات الانتخابية














المزيد.....

بين النفوذ السياسي وغياب الرقابة استخدام أموال الدولة في الحملات الانتخابية


عقيل الفتلاوي
صحفي وباحث

(Aqeel Al Fatlawy)


الحوار المتمدن-العدد: 8467 - 2025 / 9 / 16 - 02:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع اقتراب كل دورة انتخابية، تتجدد المخاوف من استغلال بعض المرشحين الحكوميين لموارد الدولة وأموالها في حملاتهم الدعائية، في مشهد يعكس اختلالاً واضحاً في مبدأ تكافؤ الفرص بين المتنافسين، ويثير تساؤلات جدية حول نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها.
وفي العديد من الدول التي تمر بمراحل انتقال ديمقراطي أو تعاني من ضعف في مؤسسات الرقابة، تتحول الحملات الانتخابية إلى ساحة مفتوحة لتوظيف النفوذ السياسي والإداري، حيث يُلاحظ استخدام سيارات الدولة، ومقارها، وموظفيها، وحتى الإعلام الرسمي، في الترويج لمرشحين ينتمون إلى أحزاب حاكمة أو يشغلون مناصب تنفيذية. هذا السلوك لا يقتصر على الجانب الإداري فحسب، بل يمتد إلى استغلال المال العام في طباعة الملصقات، تنظيم الفعاليات، وتقديم الوعود الانتخابية التي ترتبط مباشرة بموارد الدولة، مثل توزيع الأراضي أو إطلاق مشاريع خدمية مؤقتة.
وبحسب تقارير صحفية وشهادات مواطنين من محافظات متعددة، فإن بعض المرشحين يتلقون دعماً مالياً ضخماً من كتلهم السياسية، يصل أحياناً إلى مليار ونصف المليار دينار، ويُستخدم هذا الدعم في شراء سيارات حديثة، تقديم هدايا لشخصيات عشائرية، وحتى دفع مبالغ مالية مباشرة مقابل ضمان الأصوات. هذا النوع من "الركائز الانتخابية"، كما يُطلق عليه محلياً، يُعد شكلاً من أشكال شراء الذمم، ويقوض جوهر العملية الديمقراطية.
المشكلة لا تكمن فقط في حجم الأموال المصروفة، بل في مصدرها. إذ تشير تقارير إلى أن بعض هذه الأموال تأتي من ميزانيات مؤسسات حكومية، أو تُغطيها عقود تشغيلية مؤجلة، أو تُموّل عبر مشاريع خدمية يتم إطلاقها قبيل الانتخابات ثم تُهمل لاحقاً. كما يُلاحظ استخدام المساجد، الحسينيات، والدوائر الخدمية في الترويج للمرشحين، ما يُعد خرقاً واضحاً لمبدأ حيادية مؤسسات الدولة.
ورغم أن مفوضية الانتخابات أصدرت توجيهات تمنع استخدام إمكانيات الدولة في الحملات الدعائية، إلا أن تطبيق هذه التوجيهات يظل محدوداً، في ظل غياب آليات رقابة فعالة، وتداخل السلطات، وتردد الجهات الرقابية في محاسبة المتنفذين. حتى الهيئات المعنية بالنزاهة، رغم جهودها في التوعية ومراقبة الحملات، تواجه تحديات كبيرة في إثبات المخالفات، خاصة في ظل غياب الشفافية في تمويل الحملات الانتخابية.
هذا الواقع يضع الناخب أمام خيار صعب: إما القبول بمنظومة انتخابية مشوبة بالفساد السياسي والمالي، أو العزوف عن المشاركة، وهو ما يفسر انخفاض نسب التصويت في العديد من الانتخابات السابقة، حيث لا تتجاوز نسبة المشاركة أحيانًا 20%، بحسب بعض التقديرات.
إن معالجة هذه الظاهرة تتطلب إرادة سياسية حقيقية، وتشريعات صارمة تُلزم المرشحين بالكشف عن مصادر تمويلهم، وتُعاقب من يثبت تورطه في استغلال المال العام. كما يجب تعزيز دور الإعلام المستقل، ومنظمات المجتمع المدني، في فضح هذه الممارسات، وتحفيز الناخبين على المطالبة بانتخابات نزيهة تُعبّر عن إرادتهم الحرة.
وفي النهاية، تبقى الانتخابات أداة للتغيير، لكنها تفقد معناها حين تتحول إلى سباق غير عادل تُحسم نتائجه قبل أن تبدأ، بفعل المال السياسي واستغلال الدولة. وإذا لم يتم التصدي لهذه الظاهرة بجدية، فإن الثقة في الديمقراطية ستظل مهددة، وستبقى صناديق الاقتراع مجرد ديكور سياسي لا يعكس إرادة الشعوب .



#عقيل_الفتلاوي (هاشتاغ)       Aqeel_Al_Fatlawy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقصلة استبعاد المرشحين.. إجراءات قانونية أم تصفية سياسية؟
- إيران عند مفترق الطرق: دروس الماضي وخيارات المستقبل
- تبادل الزوجات: الوباء الخفي الذي ينخر في جسد المجتمع العراقي
- الصواريخ الصينية تقهر السماء.. انتصار باكستاني يهز أسواق الس ...
- اليوم العالمي لحرية الصحافة: صوت الحقيقة في عالم متغير
- من سجن الحلة إلى بقية السجون.. لماذا يفقد العراق سيطرته على ...
- هل تتحول الانتخابات العراقية المقبلة إلى معركة شرسة على المق ...
- جزى الله الشدائد كل خير.. عرفت بها عدوي من صديقي
- مقاطعة الصدر للانتخابات: احتجاج أم استراتيجية لتغيير اللعبة ...
- نظرية كيس الفئران: السرّ المظلم في حكم الشعوب عبر الفوضى!
- بين (بغدادة) و(متبغدد).. أسرار أناقة بغداد التاريخية في الله ...
- نيكولو مكيافيلي الرجل الذي فهم القوة أكثر من أي أحد ..
- شاي بالياسمين على الطريقة العمانية .. مفتاح التفاوض مع إيران ...
- الصلاة مع المرشد أتم.. والتجارة مع ترامب أدسم ..
- على من ترتل مازاميرك يا داود ؟
- إيران والغرب.. من الموت لأمريكا إلى رئيس السلام – هل تغيرت ا ...
- من علم الأجيال كيف يمسكون القلم قبل أن يمسكوا الحجر؟
- سوريا إلى ما قبل الصفر.. قرار أمريكي يطيح بالشرعية الدولية ل ...
- الشرق الأوسط في عهد ترامب الجديد .. استقرار أم فوضى ؟
- مطالب عادلة ونظام تعليمي على المحك.. معلمو العراق في إضراب ش ...


المزيد.....




- لقطات تلاحقه.. صور إبستين وترامب تُعرض على جدران قلعة وندسور ...
- رسائل نصية وكتابات على أغلفة رصاصات.. تفاصيل تكشف بتحقيق مقت ...
- كيف ستنتهي حرب غزة؟.. دبلوماسي إسرائيلي سابق بنيويورك يرد لـ ...
- بي بي سي تكشف زعيم شبكة دعارة يستغل أفريقيات جنسياً في أحياء ...
- كيف سُرقت لوحة لبانكسي خلال 36 ثانية من وسط لندن؟
- خبراء أمميون يتهمون واشنطن بارتكاب -إعدامات خارج نطاق القضاء ...
- الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية.. هيئة عالمية للباحث ...
- موسم النبي موسى مناسبة دينية تحولت إلى فعل مقاوم بالقدس
- قطر.. فيديو تعثّر زوجة وزير الخارجية الأمريكي بمطار الدوحة ي ...
- جين فوندا وميريل ستريب يُخلّدون ذكرى روبرت ريدفورد


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقيل الفتلاوي - بين النفوذ السياسي وغياب الرقابة استخدام أموال الدولة في الحملات الانتخابية