أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حمزة بلحاج صالح - الدكتور الجزائري سعد حيدش مسائلا جان بودريار :الاتصال المفرط وموت الواقع الجزء الاول















المزيد.....



الدكتور الجزائري سعد حيدش مسائلا جان بودريار :الاتصال المفرط وموت الواقع الجزء الاول


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 8465 - 2025 / 9 / 14 - 09:25
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قدم إلي الدكتور الأستاذ الجامعي سعد حيدش في جوان 2024 هدية ثمينة تتمثل في كتابين إثنين الأول موسوم " وسائل الاتصال ودورها في العملية التربوية - دراسة سوسيوإتصالية في الوسط المدرسي " عن دار النشر خيال و يقع في 370 صفحة والثانية موسومة " إشكالية الإتصال المفرط وموت الواقع في فكر جان بودريار" دائما عن دار خيال يقع في 165 صفحة أصغر مقاييسا وحجما نسبيا من الأول وأقل عددا من الصفحات...
ولأن الموضوعين يشغلان بالي من قبل من جهة تيمات ابحاثي المتنوعة باعتبار علاقة الكتاب الأول بالحقل التربوي والإعلامي والإتصالي والتواصلي في آن واحد وكذلك علاقة الكتاب الثاني ببعض جوانب أبحاثي أنا الذي بدأ يهتم ببودريار وأعماله حول الإرهاب في التسعينات من القرن الماضي من خلال كتابه الموسوم" ذهنية الإرهاب" ودراسات أخرى...
نقدم هنا عرضا للكتاب الثاني وقد وعدنا الكاتب بذلك فطال الزمن حتى كاد يمر عاما على وعدنا وها نحن على عجل نقترب من تحقيق المراد عموما ونعده بالعودة إليه في القريب العاجل وللكتاب الاول لكن بتوسع أكثر وأعمق...
سعد حيدش دكتورجزائري وباحث في سوسيولوجيا الإتصال متخصص في علم الإجتماع التربوي كتب العديد من المقالات و الدراسات والبحوث التي نشرها في دوريات ومجلات منها المستقبل العربي ومجلة نقد وتنوير بإسبانيا وراكم تجربة في حقل الصحافة والعمل الصحفي ممارسة وخبرة ...
الكتاب الثاني على صغر حجمه أو لنقل هو من الحجم المتوسط طرق إشكالية هامة عند عالم اجتماع مرموق وشهير بما له و ما عليه متعدد الثقافة و زوايا النظر وهو جان بودريار...
وهو الذي عرفت بعض كتبه ومقالاته في التسعينات من القرن الماضي من خلال كتابه " ذهنية الإرهاب" والذي اعتمدت عليه أساسا في تحرير مداخلتي في المؤتمر الدولي "الإرهاب السابقة الجزائرية" خلال سنة 2000 في قصر الأمم بنادي الصنوبربالجزاائر...
بذل الدكتور سعد جهدا علميا متميزا ومنهجيا في إنجاز بحثه الذي تناول إشكالية معقدة ذات وجهين: الإتصال المفرط/ موت الواقع في فكر عالم الإجتماع جان بودريار...
في مقدمة و خمس فصول حرر الكاتب نص كتابه ومبحثه تحكمه نواظم لتجعل منه نصا متماسكا في بنيته وتنسج معابر بين فصوله الخمس ما يجعلك بين كر وفر تتقدم وتعود إلى ما سبق أن وقفت عنده ومررت به في جدلية وسردية و تناظر وعبر منهاجية وبينية منحت للنص قيمة مضافة... ...
لقد حاول الكاتب أن لا يكون ككثير من الكتاب ناقلا وملخصا ومختصرا ومعرفا وشارحا ومعيدا للصياغة بل ترك بصمته التحليلية النسقية...
ليبقى أمام الكاتب مزيدا من العمل البحثي الذي يحفر في هذه الإشكالية المزدوجة التي أشرنا إليها في مقالنا وأساسا ربما ينتظره حلحلة وفكفكة الثنائية بنية ومحتوى مع إستخلاص مخرجاتها لفهم النص البودرياري وتفهيمه خارج هيمنة الأنساق السائدة...
يمتلك الكاتب كما يتجلى ذلك في كتابه قدرة متميزة لم تتجلى بصفة كلية على التحليل والتفكيك والتأويل والنقد والتقويم والاستيعاب بل التجاوز وهو ما يجعلنا نستشرف مفاجئات سارة و إضافات نوعية في فهم وتحليل بودريار و نصوصه خارج ارثدوكسية ودوغمائية الأنماط والنمذجات العقلية والسجون والاقانيم المغلقة أو هذا بعض ما نتوقعه من خلال الجهد السوسيولوجي الذي عرفنا ببعض معالمه ما يجعل المستقبل العلمي والبحثي واعدا بالنسبة للدكتور سسعد حيدش...
يتكون الكتاب من مقدمة وخمس فصول ...
أما المقدمة فتحتوي على خمس صفحات مهد من خلالها الكاتب لبناء وتبرير اختيار ذلك البناء للإشكالية التي تناولها نص الكتاب حيث ناظم هذه الإشكالية التي تأسس عليها مبحث الكاتب كان المتلازمة التي اشرنا اليها الاتصال المفرط/ موت الواقع...

لقد قام الدكتور الناشئ و الشاب في جامعة المسيلة في خطوة متقدمة من الناحية المنهجية بمسائلة جان بودريار الفيلسوف الشهير حول قضيتين مركزيتين في فكره " الاتصال المفرط" و " موت الواقع" و من وراء القضيتين تأسيسات راسخة في التراث الفلسفي والانطولوجي اليوناني ممتدة الى الراهن الفلسفي لا يمكن القفز عليها وهي أساسا قضية الواقع وضعفه او نظيره او مطابقه...
الصورة وحمولتها بين التجدد والتبدد :الفصل الأول
تناول هذا الفصل في أقل من صفحة تمهيدا موجزا وثمانية صفحات انتهت بصفحة للمصادر حيث تناول الكاتب الذاكرة وزيف الأيديولوجيا والصورة و زيف محمولها وأطل على راي الفلاسفة والمفكرين والنقاد الفرنسيين من أمثال رولان بارث و جاك دريدا وكلاهما معني بحمولة وسيمياء الصورة ودلالتها وبصدقها وزيفها وعلاقتها بالمكان والزمان و كيف انها تحكي الوجود وتحاكيه والعلاقة بين الدال والمدلول و مكانة الاتصال هنا وتعقيده عبر الصورة على نحو ما قال رولان بارث حول الصورة التي توحي الى شبكة من الأنماط المتواترة....
الفصل الثاني: أزمه الواقع بين تناقض التأويلات والحقيقة المفترضة
تناول الكاتب هذا الفصل في نحو 13 صفحه إستهلها بتمهيد موجز و19 صفحة تقريبا انتهت بصفحة للمصادر أو المراجع ذات الصلة بهذا الفصل الذي تناول مجموعة من القضايا التي حاول الكاتب ان يعالجها معالجة فلسفيه وسوسيولوجية وفكرية وثقافية ومعرفيه وإعلامية توزعت بين فقرات بعناوين فرعية مناسبة عموما لمحتواها أبان فيها الكاتب بعد التمهيد تحت العنوان الفرعي التالي:
تعقيدات صور الإستهلاك المفرط:
أين تحدث عن تجدد مجتمع الاستهلاك على صعيد الأزمة المتكررة والمتعددة التي تعكس مدى هشاشة الإنتاج وتباينه مما يعطي مبررا لاستمرار النظام وركوب وهم إصلاح الواقع حسب رأيه وعلى حد تعبيره ووصفه وتحليله واستمر د.حيدش في مقاربته منطلقا من رأي وفكرة بودريار فجاء في قوله هذه خطوة يراها بودريار مصادرة للرأي واستنساخا للأزمة بنماذج جديده تحتاج الى تفكيك هذه الرؤية التي أطل بها الفيلسوف على موضوع الأزمة وتكرارها واستنساخها ونوه د.سعد حيدش ببودريار وأعماله ومشروعه الذي كما قال أصبح موضع اهتمام وجدل للعديد من الدراسات الفكرية والتأثيرات الاجتماعية وأشار مبينا كيف أن بودريار تأثر بالواقعة الماركسية التي ساهمت في بلورة حاجيات الإنسانية معتبرا ذلك مشروعا اجتماعيا يحد من وضعية الإغتراب والإنسحاب من الحياة وهو ما عبر عنه العديد من المفكرين والفلاسفة الغربيين كما هوالشأن عند ماركيوز طبعا وهوركهايمر إلى جانب الارتباط العضوي للنقاشات والتحليلات السوسيولوجية للمجتمعات عامة ومدى تأثرها بموضة السلع ودرجة استهلاكها لها واشار الى مجموعة من الدراسات مثل أعمال ليفي ستراوش في البنية الإجتماعية وأطروحات لويس ألتوسير و ديريدا لما بعد الحداثه فضلا عن مشكلته للنظرة العميقه يقصد لما ساهم به عالم تكنولوجيا الاتصال والاعلام وتأثيراته التقنية على الأفراد والمجتمع...
ويواصل الكاتب تحليله واستدلاله حيث أشار إلى تميز تحليلات بودريار للمجتمع الاستهلاكي بالنظر للقيم التي تفرزها حركة المجتمع إزاء تأثره بسلعة التقنية الموجهة نحو زيادة الربح والوفرة حيث عبرعن ذلك (إلول) بقوه الجذب وبفعل وهيمنة الفنيات وتدعم هذا الاتجاه بتفسيرات ماكلوهان مركزا حول تأثير الوسيلة على قيم اتجاهات الأفراد لما منحها مفهوما علميا بأن الوسيلة هي الرسالة فالكثير ينظر الى إيجابيتها المكرسة لمفعولها الاجتماعي.
هذا مما تضمنه كتاب الدكتور حيدش عبر سرد عالم وكثيف قام به ننقله بأمانة وحرفية ولا نناقشه رغم أهميته لأننا نقوم بعرض وتعريف غير متحيز للكتاب والجهد السوسيو-فلسفي والإعلامي الثمين للكاتب.
إن بودريار من جهته رغم موقعه المتأخر في المشروع الثقافي والتقني تبقى مستويات الحرية لدى الأفراد في اتساع بل أكد أن هذه الوسائل تغرس اغترابا فمفهوم الاستهلاك بصيغ العلامات والمعنى الذي تحفره في ذهنية الفرد المستهلك وليس كما هو متعارف عليه لكثرة الإنتاج والتحكم في نظام التوزيع اللذين أديا إلى اتساع عملية الاستهلاك اذ يشير الاقبال على الاستهلاك الى صور معقده تتكون من جملة عناصر مركبة ذات دلالات عميقة جعلت من كل هذه المجالات النسق المتكامل المقنع رغم اختلاف انظمتها ودوائرها ورغم حداثة الاستهلاك وبنية رمزيته هنا ...
يقول الكاتب ويضيف يعتبر الواقع انعكاسا للمحاكاة وطبيعتها الرمزية المتضمنة المعرفة وبرأيه ان المحاكاة ليست ظاهرة اجتماعية تتعلق بعصرها بل هي نسيج من الميتافيزيقا (الخيال الاجتماعي) والتي من شأنها ان تلغي المسافة بين الحقيقة والزيف او بين الواقع والخيال بل المحاكاة لها اسلوبها في تدوير الواقع واكتشاف حالات التزوير والانقسام الحاصل بين الوجود ونمطه المثالي (تيم ادواردز 298 2012).
:إنهيار الواقع والاكتفاء بظله
تحت هذا العنوان كتب د.سعيد حيدش بأن عمليات الاتصال تشكل اضطرابا تتفاهم من خلالها تغيرات عناصر متراكمة لإنتاج مجالات الواقع تشبه هذه الحالة (فيضان النهر) فيتوسع الى أطراف غير مشتركة ليخلص الامر الى تزايد عملية الانتاج الخارج عن الحاجة المعقولة واشارة للإفراط المتكرر الذي شكل رصاصة النهاية بحسب ما يصفها بودريار انها تؤدي الى هلاك المجتمع المتمشهد ولأمر ما أكدت عملية بودريار أنها في حاجة إلى نظام جديد يراعي هذه التقلبات بمعايير قيميه تنافي صورة المحاكاة (تيم ادواردز 306/ 2012).
يواصل الدكتور سعد مبينا كيف يعبر الإهتمام المتزايد من قبل بودريار عن وسائل الاعلام والاتصال الحديث يشير فيه الى امتداد انشغاله المستمر بالسوسيولوجيا وما نعرفه من إصدار لرمزيه الرسائل ومراجعياتها النقدية ولعلاقات المحاكاة كذلك ويظهر بودريار هنا أنه يختلف مع فوكو في مقوله السلطة ويتجه نحو الاخرين الذين يوجهون نقدا مستمرا لكل سلطة سائدة ويبدي كذلك مقاومته لكل نظام غير ايجابي لا يفرض الوعي النقدي دون تشوه لفضاء التجاوز ومتنكرا في الوقت ذاته لعلاقات السلطة المتعسفة وبهذا الرأي فإن بودريار له حساسية كبيرة اتجاه الصورة الرمزية يتضح ذلك من خلال ما جاء في كتاب (إسمي فوكو) وخاصة تطوره في النقد للإنتاج التكنولوجي والإعلام (تيم إدواردز306/2012).
.
يحاول بودريار في نظر د.حيدش التحدث عما يحدده الواقع المفرط الذي يفرز صورة التخمة الرمزية مما أصبح الواقع الافتراضي أكثر واقعية من الواقع الحقيقي وهو الوضع الذي غير العلاقة التاريخية بين الدال والمدلول وما جعل هذه الحركة استبعاد الواقع أكثر إقناعا من الواقع الحقيقي حيث دمرت في هذا المسافة المتواجدة بين الحقيقة والزيف وهذا ما ألغى الواقع وبقي رمزه فقط كشبح له القدرة على احتلال مركز الواقع الحقيقي (بوعزيزي محسن 25/2010).
ويضيف الكاتب حيدش بأن بودريار يحدد مسألة موت الواقع بطريقة علمية تدعم كل الشبهات حول انهيار الواقع وسقوط وجوده حيث تشير (سوزان عبد الله ادريس) بأن بودريار عبر عن ذلك بفتح دائرية ظروف الحياة وبدون احصاء للجزئيات التي تركب الواقع سواء كان خيرا او شرا مثل التزييف والخيال والوهم والاحلام مما تشكل مع الواقعية الممنطقة التي لا تعكس إلا جزء يسيرا من الواقع ولذلك تعبر عن صورة شمولية وتوسعية التركيبات المؤثرة في الحياة الواقعية وبروح فلسفيه حيث اصبحت جملة المفاهيم صادمة ومشكلة بذلك اضطرابا فكريا عميقا في ثقافه المفهوم (سوزان عبد الله ادريس221/2018).
فالافتراضي من عادته توسيع رؤيه الوهم والعيش في وقت خارج الصيرورة الزمنية الحقيقية كما تبعد فيه الاطر المكانية واختلاف الطرق والمواقف والحدود على اثره (أظنه يقصد الوقوف على أثره و لا بأس بالمعنيين إن كان خطأ في الطباعة ) رغم كل هذه الصور فإن حقيقته لم تقتله ولم تغيره وسائل الاعلام ولم تجعله مخالفا للواقع بل اصبح واقعا اكثر قبولا ومصداقية.
وحتما سيشكل في ذهنية المستهلك روح الواقع الاصلي مما يفسر بأنه لم يحدث تناقضا ولا تعارضا في مشهد الحياة بل اصبح هذا الفرد مدمنا على المتابعة والاصرار على هذا الواقع المفرط الذي خلق له فضاء مميزا وسهلا مكن له انطباعا جذريا موهما بحقيقته وفعالية دوره في الحياة وهو ما أـكده وعمل بودرديو بقوله الافتراضي ليس معارضا للواقع... الافتراضي هو حقيقه أكثر واقعية من الواقع نفسه (جان بودريار 76 2006).
والاتجاه نفسه يظهر عالما متجاوزا للمحظورات ومتخطيا للفلسفة الاخلاقية والقيمية المجتمعية حيث ان تكنولوجيا الاتصال عزلت الافراد وورطت المجتمع في اضطراب متصاعد ومتأزم وهنا يكون الخلل (النفسي الاجتماعي) لدى الفئة العريضة من المجتمع بأن أصبحت الارتباطات والاتصالات والسيبرنية حافلة بالضجيج أخذت الحجم الأكبر من الواقع تعويضا عن النقص والعيوب الواقعية لدى الأفراد المستقطبين وهو نوع من الهروب من قساوة الواقع الحقيقي مما يتولد لديهم شعورا بأن هذا الافتراضي هو واقعهم الحقيقي وفي غفلة من امرهم انهم داخل دائرة الوهم المتجذر نتيجة السهولة والتعويض الممتلئ.
:التفاعل الوهمي والروح النقدية المغيبة
تحت هذا العنوان الفرعي يذكر الكاتب بأسلوب حاسم بأن بودريار تميز بنقده لوسائل الاتصال بالابتكار المبرر نتيجة تتبعه للأثر السيميولوجي في المجتمع فضلا عن الفعل المتزايد للفضاءات الاستهلاكية باعتبار أن هذه الوسائل لها خاصية انتاج الرموز وصور المحاكاة وتبقى نموذجية الإشارة الأفقية خاصة بالرمز باعتبارها الأخير أداة للتواصل وتحصيل لطريقة التبادل والتفاعل حيث يعرف الاتصال على أنه مساحة لتبادل الرأي وتكوين سلسلة من العلاقات الرمزية.
وقد اعتبر بودريار أكثر غموضا في تداوله لبعض المسائل النقدية إذ أحرج الكثير من أقرانه وسبب إزعاجا للبعض الاخر في الهدم للطبيعة الإجتماعية تتمثل في مرحلة تأسيس لتنظيرات نقدية هذه الحالة تجاوزت بأن يتم تصنيفه عالم الاجتماع كما سبب للعديد من المؤسسات الأكاديمية قلقا متزايدا نتيجة تصريحاته الإعلامية مما حدا ببعضهم إحاطة الأمر بشكوك عن طبيعة فكره وثقافته نظرا لتناقضاته واسلوب شخصيته المترددة والعنيفة أحيانا...
ولد بمدينة (الرايمز) بفرنسا تزامنا مع حادثة الأزمة الاقتصادية العالمية التي انهارت على إثرها التحولات المالية ونتيجة لإسهاماته الأدبية في صحيفه (سارتر) التي تهتم بالفلسفة الوجودية فإن توجهاته السياسية اليسارية المعارضة للحرب الجزائرية(+) ادت الى تعلقه بالحرية التي شكلت لديه صورة حول نظام الخطاب المستقل وكيفيه بناء سبل الحوار إزاء المنهج الماركسي ( كريس هوروكس وزوزانجيفتك 11/7/2005).
فكل هذه العناصر المرتبطة تشكل في نظام حركي حدد تتابعها السيميولوجي ( امبرتو إيكو) نظرا لهذه العلاقات الموجودة في النسيج الاجتماعي اذ تعتبر الإشارات تعويضا عما يعجز عن الكلام (بوعزيزي محسن 19 2010).
ويواصل الكاتب تحليله بذكر ماكلوهان متعرضا لأثر الوسائط التي تعمل على التوجيهات الاجتماعية نظرا لقوة الصورة وانعكاسها واقعيا والتي تحمل واقعا معيشيا ممثلا لسمات الواقع نفسه إلا أن بودريار يذهب خلافا لأطروحة ماكلوهان إذ يحدد ذلك بأن العلامات هي التي تحوينا وتغطينا بأثرها عكس ما يشكله الواقع من حرمان لذواتنا مقابل ذلك ثقافة رمزية خارقة صناعيا تغرينا لصالح أحداث زائفه تلغي ةالواقع الحقيقي بغية بروز واقع اخر يحاكي الحقائق وله قوة مادية وتقنية نتيجة تكثيف الخبرة والنماذج .لواقع مفرط (تيم ادواردز 322 2012)
...............................................................................................................
(+) ان ألبر كامو يقول( صادقا في زمن اعتراضي على حرب الجزائر ان ما من قضيه تستحق ان يقتل في سبيلها انسان بريء) "ذهنيه الارهاب" جان بودريارد .
....................................................................................................................
يستخدم ماكلوهان رؤية خاصة وبنفس عميق فيها تكثيف لحجم الوسائط التكنولوجية باعتبار ان استخدام الوسائل يحدث شيء من تقارب العالم وتلاشي الحدود الجغرافية وتلامس عاطفي بين الشعوب وانحسار زمني في حين يرى بودريار أن المسألة تخص الوسائط الاتصالية التي تعرف بامتدادها لحواسنا بالمقابل أن الرموز لها القدرة على إنتاج واقع مماثل لواقع أصلي وترتيب دلالته اذ أن إلتحام الاصطناعي للصور مع عرض الواقعية وبتوفر عامل الزمن الجغرافي يتشكل لنا انفجار لواقع مفرط يصبح اكثر غموضا ويحدث أن تتلاشى تمفصلاته الحقيقية مما يؤدي الى اختفاء الواقع وإحلال محله واقعا مزيفا مخادعا وهو ما يمكن القول بأن وسائل الاعلام والاتصال وضعت سطوتها على جميع مناهل الوجود الاجتماعي فبات من غير الممكن الفصل بين الأصول الحقيقية وبين ما هو اصطناعي.
يواجه بودريار مرة اخرى موجة انتقاد عارمة نتيجة موقفه المتصلب نحو نفي حقيقة مفهوم المجتمع مؤكدا أنه يشخص هذه الرؤية الاجتماعية في الاشارات المركبة التي تحيط بنا في زمن المجتمعات الحديثة او مجتمعات ما بعد الصناعي (ريتشارد ادوارد بورن فانلون 138 2005) اذ يمكن التأثير من قبل الوسائط نتيجة التركيز على الصورة ومعالجتها تقنيا والتي لها القدرة على توجيهنا عقائديا وسلوكيا وكذا تفكيك افكارنا بغية تضليل العقول وتشويه الحقائق .
وهذا التدمير ما سماه( باولو فيريري) بأداة القهر حيث يتشكل أسلوبا قمعيا بالنسبة للذين يديرون الأجهزة على الجماهير والسعي لتغيير مواقفها في حين يتأكدون من التأثير على الطبع الحركي وتعطيل الحوافز المؤدية للوعي واضافة صيغه التضليل على الشروط المطلوبة اذ تنتفي في عبارة الاحتجاج الجماهيري تسقط حقائق ومبادئ الوجود الاجتماعي ( 23/1999هربرت أ شيللر).
وفيما يتم النظر الى السوق المحورية الاقتصادية بشروطها نحو ضبط ملكية المجتمع وتساؤلات رئيسة الوزراء الانجليز سابقا مارجريت تتشر عن ماهية المجتمع وعن وجوده واختصرت حديثها ان هناك وجود افراد من النساء والرجال تتشكل من خلالهم عائلات يقومون بكل شيء بأنفسهم دون دوافع قهرية لكن هذه الحالة لا تستقر وجهتها بل هنالك من يرى أن الامر يدفع الى انتظام جماعي وسلطة غير مرئية وهذا الطرح عكس روحه على الواقع مما جعل الفردانية مذهبا خياليا وصورة وهميه لا أساس لها وجوديا (ريتشارد ادواردز . بورن فان لون. 16/2005) .
في هذه الحالة يعتبر بودريار أن الواقع بمثابه الزئبقي الذي لا يستطيع الإمساك به اذ أنه كلما كانت ملاحقه الواقع على نحو أوثق زاد غيابه وغموضه عن العالم وهو ما يفسر ان البحث عن الواقع بواسطة التكنولوجيا الحديثة جعل منها تكملة للمحاكاة المتردية والزائفة.
:تخمة المعلومات أدت الى اختناق المعنى
وها هو الكاتب سعد حيدش يستدعي لهذا النقاش رأيا اخر وهو سعيد بن كراد في كتابه "سيميائية الصورة الإشهارية " أن يعتبر المنتوج ليس كيانا ماديا مفصولا عن العالم الإنساني فإن المعنى لا يوجد في الواقع ولا يسكن الكائنات والأ شياء إن المعنى في عين الرأي هي التي تخلص من نفعيته ووظيفته لتحوله الى حلم وجمال ورؤى سحرية.
فالإصرار على التشبث بكل معطيات الحياة وبكل صفوف ( أظنه يعني صنوف أي أصناف و ربما صحيحة فنحن في حيز الدلالة لا نبتعد - التعليق لنا نحن مقدم الكتاب وصاحب هذا المقال) مدخلاتها أدى الى تشكيليه رد فعل معاكس الإتجاه ويتعارض مع هذه المزايا المدعمة للوجود فكان لزاما بتراجع فعلي بطلب هذه المكونات ونفي وجودها وبأهميتها مما ينتفي الحضور الواقعي وينتج صورة مضادة بموت الواقع فيصور معطى جدلي بمقام النشاط الصراعي واخر منافي له ساقط من الوجود ينتظر نهاية الهلاك والموت الأبدي.
وترجع فلسفة هذا الموت البودرياري الى جدل بين الحياة التي تصر على الوجود بكل مستلزماته وتناقضاته وبين واقع حياة أخرى تعمل على صد كل ما هو موجود وتقويض كل إنتاج الواقع بكل جزئياته فالمركب الجديد يكتمل نسيجه نتيجة الصراع التاريخي (أوعبيشة علي 2018 9 12).
يواصل صاحب الكتاب الدكتور سعد ويكتب .. اتسم هذا العصر بتخمة المعلومات وابجدياتها في حين يتم الحجر على المعنى اذ يقول بودريار في هذا الصدد اننا نعيش في عالم مليء بالمعلومات والقليل من المعنى وهذا ما عمق في تدفق الصور والنصوص وحجز الدلالة.
ونتيجة لهذا التوسع وتعدد في الرمزية جعل بالمقابل الافراط في انتاج توجهات المعنى واختلاف مضامينه حيث يطغى بشكل كبير العنف الرمزي الذي يحصل عادة إبان التفاعل الوسائطي وما ينطوي عليه من ادوات غير الشرعية فضلا عن نتائجه التي باعتبار ان الوسائل الاعلامية لا تصنع العالمية للافراد بل هي من تدعم انتاجهم بتعبير بودريار.
وفي قيمة الصورة وما تخزنه من إرث تقديري ونمطية الماضي فقول دوبري أن الصورة لها صلة في مسك الماضي وتقييد التراث وظيفتها مقاومة الموت والتلاشي وتعيد ترميم انكسارات الماضي وتجبر الخطاب القديم الجديد وتقوم باستدعاء الإرث وقهر الحطام والاضمحلال كما لها طبيعة التحدي من أجل الصمود والبقاء وإمكانية الحضور عقب كل غياب (عبد العالي معزوز 145 2014).
بهذه الصورة تتعاضد الأفكار والرؤى بين ماكلوهان وبودريار حول مفهوم الاتصال الساخن والاتصال البارد حيث تمتنع المشاركة في الاتصال البارد لانعدام التغذية الراجعة المصونة عبر وسائل الاعلام الى فرضية انها لا تنتج رمزية عالية ناضجة إزاء التفاعلات الإجتماعية وهذا ما يحتاج الامر الى تأويل وبذل جهد إضافي من قبل المتلقي لإكمال المشهد بخلاف المفهوم الأول للاتصال الساخن الذي يرمي بربط العلاقة وإكمال حلقة الاتصال (تيم ادواردز 305/2012).
بهذا الوصف تصبح وسائل الاعلام والاتصال مصدرا لتحقيق واقع جديد رغم انها معطى للمصطنع الذي يزيف الحقائق ويتلاشى المعنى ضمنها إن الإفراط في الاخلاق النبيلة والعطاءات الحميدة قد تنعكس بلاغتها في تدمير المعنى وتشويه الواقع الحقيقي الشيء الذي يبرز أنها لا تحترم العطاء العلمي والتكنولوجي فالحقيقة تبقى غائبة إذ ان الصورة هي ثقافة وما تنتجه من عناصر تساهم في تكوين رصيد المجتمع وتطلعاته الفكرية والاقتصادية.
ويوضح ذلك عبد الله الغذامي بتعبيره أنه يثبت ان الصورة لا تقاومها الا صورة تملك الدرجة نفسها من القوة والتعبير والتمثيل وامكانية التحقق ومصداقيته مضيفا ان الصورة حقيقة هي ثقافه وفكر وانتاج اقتصادي وتكنولوجي وليست مجرد مشهد كمتعة فنية وهي بذلك أي الصورة تعكس لغة العصر التكنولوجي نظرا لأن الصورة هي علامة اتصالية (تكنولوجية) ومؤشر إنتاجي ومنطق مستقبلي (عبد الله الغذامي 216 2005).
ورغم معارضة جيله لرؤيته ينفتح بودريار على كل هذه التحليلات الواقعية والاعلامية المفرطة احيانا بهذا امكن التعرف على حالات الرمزية لم تكن معروفة امكن التعرف على حالات رمزيه لم تكن معروفه مدى اثرها الاجتماعي وعلى مدى كذلك الثقافة الجماهيرية .
يطرح بودريار جملة من الضروب الرمزية التي اكتشفها عبر اليات متعددة خارج مجتمعه اذ عبر من خلال ذلك ان المجتمعات الهامشية سلطت عليها انواع القهر والتهميش ما نتج عن تدمير العديد من المعاني الارثية والعلاقات التي دفنت وأبيدت في مهدها نظرا لبروز عنصر الاختلاف المميع والتوازن المزيف بين المجتمعات الغيرية (تيم ادواردز 307 2012).
هذا الاختلاف والإنفرادية التي يتميز بها بودريار عن أقرانه جعل الاستاذ (مايك جين مادلي) يدلي بقوله بأن بودريار مثل الرمال المتحركة لا يستقر أمره حتى يكتشف علاقه جديدة في نسقه الثقافي ولم يفهم الكثير كيف يحدد زاوية طرفه مما صعبت مهمة منتقديه القبض على بنية نصوصه.
وعلى شاكلة سخرية معارضه الفجة التي تردد صداها دون أن يحقق هدفهم وهو الأمر ذاته الذي جعلهم يقرون باستغلال نماذجه حيث يشبهونه بالحالة الزئبقية التي ترتبط أفكاره بكل الاحتمالات والتحليلات النقدية.
واشارة لكل ذلك فإن كل الاعترافات الصادقة من قبل أعماله الفلسفية والسوسيولوجية والإعلامية قد حققت مبتغاها إنتاجا وشرعية (تيم ادواردز 312/2012)... فأعمال بودريا ر كانت بمثابة رافدا للثقافة العالمية كعلامات للاستهلاك بما فيها مقاربته الرمزية وتجربته النقدية الإعلامية والاقتصادية والسياسية فضلا عن الانتاج وتفضيله لعالم الافتراضي والمحاكاة والهلاك الواقعي المصاحب لمشروعاته الحداثية .
تعرض بودريار إلى نقد شديد اللهجة نظرا لمواجهة التحايل خارج التوجهات الايديولوجية رغم صرامته الفكرية الماركسية كما شكلت تحولات قراءته للحرب الاعلامية الأفغانية العراقية درجة من الوعي تفرد بها وكشفت حقيقته الاعلام الحربي( لعله خطأ مطبعي والصحيح هو الغربي وليس الحربي و إلا فلا فارق كبير في الدلالة فالإعلام الحربي غربي الموطن) وزيف تركيباته (تيم ادواردز 313/2012 ) .
وتظهر حقيقة هذا الزيف في حادثة البرجين الذين يعتبرهما تمشهد خبري بحكم أن النقل المباشر ظل يعكس الكارثة دون حيثياتها الحقيقية فالفعل الرمزي كان صافيا وهو الاكثر اعتبارا نظرا ما للصورة والتغطية المباشرة المختلفة ساعة الحدث والعارية من الحقيقه ففيها تضليل لمشهد الواقعة فالصورة المتسامية عبر فجوة المشهد هي تكريس لخطاب محايث للاخر وبالاسلوب الجاهز المنمط الذي يظهرأنه ضد الوجه المتسامح ( الليبرالي).
:أصوات الكراهية والإفرازات والأيديولوجية
وتحت هذا العنوان الفرعي واصل الكاتب تحليله المجدي ذاكرا الأستاذة سوزان عبد الله ادريس كيف تستعيد في سياق حديثها عن العنف وفي مضمار التاريخ تذكر أن بودريار عالج هذا المفهوم ضمن السياق الحضاري حيث شكل اهتمامه لما تطرحه القضايا الإنسانية من مشاكل والتي عكستها التعددية في الثقافات والاقتصاديات وجاء نقض بورديو لهذه الملامح المسكونة لبنية الصراع الحضاري المعاصر خاصة المجتمعات التنويرية لما بعد الحداثة وما أفرزته الايديولوجيات والتأثيرات المتلاحقة جراء الوسائل التكنولوجية الحديثة مشيرة أن توسع فجوة العنف وما يصاحبه من اثار جانبية على الثقافة المجتمعية فيما تؤكد أيضا أن أي نظام يسعى إلى الاستبداد سيولد عنفا مضادا وجاء نقض بودريار لهذه الملامح المسكونة في بنيه الصراع الحضاري المعاصر خاصة المجتمعات التنويرية لما بعد الحداثة وما أفرزته الايديولوجيات والتأثيرات المتلاحقة جراء الوسائل التكنولوجية الحديثة مشيرة أن توسع فجوة العنف وما يصاحبه من اثر جانبية على الثقافة المجتمعية فيما تؤكد ايضا ان اي نظام يسعى الى الاستبداد باستخدام العنف فانه سيولد عنفا مضادة تؤثر هذه الجدلية على القيم الاجتماعية وثقافة الافراد فضلا عما تخلفه الأزمات في هذا الشأن لذلك أصر بودريار على رفضه للعنف وكل ما ينتج عنه من تحولات في السلوكيات الأخلاقية (سوزان عبد الله ادريس 33/2018).
من جهته أشار بيار بورديو إلى صورة العنف الرمزي إذ جعل من أي فعل تربوي عنفا رمزيا يشكل عائقا أمام اندماج الأفكار على حساب حفظ النظام المدرسي فالتجاهل للمتعلم الذي يفتقد للرأسمال الثقافي أثناء النشاط البيداغوجي يعد عنفا خفيا ذلك بوصفه اي العنف حسب تعبيره فرض من قبل جهة متعسفة (بيار بورديو 35 1994).
فرضية أخرى لمحاولة التواصل مع اخر التطلعات الإنتاجية تجعل من المرء علاقته وطيدة بالصورة الاستهلاكية المحيطة بالتلون والتغييرات المتعددة والسريعة الإفراج إذ يكون بذلك حسب بودريار بأن مواكبة هذه الانتاجات يصبح الفرد مندمجا علائقيا مع المجتمع الاستهلاكي والحقيقة التي اعتاد عليها افراد المجتمع هو أن تحصيل المواد الأساسية هي ابرز شيء في حياتهم الا ان التسابق نحو الاستثمار في المواد التي تعرف الزيادة عن الحاجة الضرورية او الكمالية تقتضي رهان العصر وتجبر البعض على تتبع الشكل دون المضمون والتشهير للعلاقات التسويقية دون علمه بالعمق الثقافي للمنطق التجاري وهو المراهنة على ترهل الحياة والتوقف عند السطح دون الغوص في الجوهري والقيمي.
وبتوسع دائرة الاستهلاك يوضح بودريار أن الدال أصبح موقوفا بنفسه نظرا لتعدد المعنى للمدلول وتحول قيم الفضاء الاستهلاكي مما جعل السلوكيات تتغير ضمن معترك الحياة والتي تعرف بمدخلات جديدة ومخرجات قديمة تصب في القيم الفردية والاجتماعية وهو الشيء الذي ادى الى سرعة في التحولات في المعنى والذوق نتيجة الاستعراضات والتنافس بين المكانة والطبقية داخل الحيز الاجتماعي وقد جعلت هذه الحركة الانعزال والتمايز المفرط رغم ان هذا الاستهلاك يسعى الى الروابط الاجتماعية والثقافية اذ يذكر ان هذا الفعل يؤدي الى تباطؤ عملية التضامن والاحتواء مما يخلق انحلالا للروابط الجماعية (بودريار 102 101)

خاتمه الفصل :
يصر بودريار بأن الإعلام الذي اصبح المصدر الوحيد للمعلومات خاصة الاعلام الحربي الذي يتعذر عن اي احد اختراق الهلاك وقنص الحقيقة تلكم اشارة بأن هذا النوع من الإعلام يتفنن في فبركة المعلومة واختلاق الصور التي تخدم مصالح مستخدميها لذلك تبقى الاقنية الزاوية المتفردة بهذه الرؤية.
حقيقه ما يجعل المشاهد محصورا في رأي هذا الاتجاه دون غيره ما تم تشرب تلك العمليات الاستهلاكية المزيفة الواسعة عبر تسلسل زمني مرتب وبأجندة مصطنعة فصارت كل هذه الترتيبات عبارة عن حقائق وعقائد ممتلئة بالأوهام إذ ذكر بودريار هذا الفعل الاعلامي بالنشاط المضلل للحقيقة بقوله ( بكل هدوء لم يعد الخبر ولا الصورة يشد مصيره مبدأ الحقيقة والواقع الصادق).
واعتبارا من ذلك فإن ضبط الحقيقة يظل واقعا متقلبا يعجز الانسان ان يذكر ظلالها وهيمنتها على الوعي فالواقعية (الافتراضية ) أخفت الحقيقة ومن غير الممكن معرفه دلالة النسخة المصطنعة بهذا يغيب مسار الواقع بعد هيمنة صورة الزيف والخداع ويشكل هذا الطرح اضطرابا في تحديد بوصلة التوقعات او وضع الاحداث في سياقها التاريخي وتبقى الحقيقة مختفيه بين مسامات الواقعة عقب سقوط جدار الاختلاف واختفاء الحلقة الواقعة بين المصطنع والواقع وتفسخ الفلسفات المتباينة للأعراف التقليدية وتتلاشى المسافة التي تفصل بين الخيال والحقيقة وهو معطى لموت الواقع وهو ما دمر خلاله التنبؤات وأصبحت هناك محطات فوضوية لا تعكسوا سنن التدرج وتنفيذ خلاصة اليقينيات.

مراجع الفصلين:
وكباحث واكاديمي واستاذ في الجامعة ختم الدكتور سعد حيدش الفصلين الأول والثاني من كتابه بثبت مراجع كل فصل عند نهايته وقد اتسع أفقه منفتحا على سلسلة من الأسماء الهامة مترجمة او منقولة غالبا من الفرنسية أو الإنجليزية الى العربية. . .
يتبع...



#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة جزائري إلى السيد علي خامنائي والسيد السيستاني وكل مراج ...
- عبد الباري عطوان مقاوم ثائر ومرابط على ثغور مهجورة وعارية
- الغرب و مقولات ..القطيعة المعرفية..التفكيك..موت المؤلف ..الت ...
- قوة الحقيقة و العقل عند فريديرك نيتشه ..
- نادي الترقي بالجزائر العاصمة: النشأة، النشاط، الدور في تأكيد ...
- في تيار الإستئصال والكل أمني وتربوي وثقافي في الجزائر
- العراق الأزمة البنيوية المعقدة وسبيل الخروج..محمد اليعقوبي أ ...
- العراق الأزمة البنيوية المعقدة و سبيل الخروج..محمد اليعقوبي ...
- العلاقات الجزائرية السورية في سياق التشكلات الجيوسياسية الجد ...
- المدرسة الجزائرية إختلالات بنيوية ولا خلاص في القريب - الجزء ...
- الشيخ محمد اليعقوبي ..الأعلمية و الإجتهاد و ملاحظات الأستاذ ...
- إنكشفت عوراتكم فاستروها..دعوا قواعدةاللغة و شأنها
- الشيخ محمد اليعقوبي ..الأعلمية و الإجتهاد و ملاحظات الأستاذ ...
- في غفوة نوم الرئيس جو بايدن مع رئيس وزراء الإحتلال
- كورونا و الناس..الدرس الأخلاقي الضائع
- الفكرة مجردة و الفكرة فعلا..
- تلازم الشعر و الفلسفة .. حصان طروادة للبعض
- في صعلكة العلم و محاولة البعض جعله حاشاكم - طرشونة - أي خرقة ...
- في حب الناس شعارا..مشكلات النخب القديرة مع اصحاب المال
- الشيخ محمد اليعقوبي ..توطئة منهجية لمشروعه النهضوي


المزيد.....




- من أين أتى؟ علماء يكشفون معلومة صادمة عن تمثال أسد أثري بإيط ...
- طوله 12 قدمًا.. صائد تماسيح يصاب بالدهشة بعد تمكنه من أضخم ت ...
- قطر والتلويح بضربها مجددا.. وزير الخارجية الأمريكي يعلق
- حرب غزة في يومها 709: قتلى في قصف إسرائيلي منذ الفجر وعمليات ...
- هانوفر .. مركز الجالية السودانية وقلبها النابض في ألمانيا
- الأرق ليس مجرد تعب.. دراسة تربطه بزيادة خطر الخرف
- وزير الخارجية الأمريكي في إسرائيل مؤكدا دعم بلاده رغم الضربا ...
- بكين تجري دوريات في بحر جنوب الصين وتحذر الفلبين من الاستفزا ...
- شقيقة زعيم كوريا الشمالية تحذر جيرانها من -استعراض متهور للق ...
- توقيف رئيس بلدية معارض بإسطنبول بتهم فساد وابتزاز


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حمزة بلحاج صالح - الدكتور الجزائري سعد حيدش مسائلا جان بودريار :الاتصال المفرط وموت الواقع الجزء الاول