أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حمزة بلحاج صالح - العلاقات الجزائرية السورية في سياق التشكلات الجيوسياسية الجديدة















المزيد.....

العلاقات الجزائرية السورية في سياق التشكلات الجيوسياسية الجديدة


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7323 - 2022 / 7 / 28 - 09:16
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الجزائر و سوريا دور جديد في سياق عالم يعاد تشكيله..الممانعة أولا..


هذه كلمة عابرة ..قد نختلف أو نتفق و قد نقف موقفا وطنيا معارضا أو مؤيدا من مختلف الأنظمة الحاكمة المتعاقبة في الجزائر منذ ستون سنة إلى اليوم تداولت على الحكم كذاك الحال بالنسبة للأنظمة التي تعاقبت على الحكم في سوريا الشقيقة ...

غير أنه لا يمكن لعاقل و وطني مخلص للجزائر و محب للشعب السوري ويفصل بين الدولة و الشعب من جهة و نظم الحكم المختلفة من جهة أخرى أن ينكر أن في الجزائر بعض الثوابت الهامة و المفصلية جدا في السياسة الخارجية ...

منها مثلا لا حصرا حسن العلاقات الجزائرية الإيرانية و هو ثابت مستقر نأمل ديمومته و تطوره و كذلك حسن العلاقات الجزائرية السورية التي تعدت أن تكون بين الشعوب بل بين الإنظمة في مواقف حرجة و استراتيجية كانت اختبارا للأنظمة في مدى صلابة العلاقات ومتانتها بين بعضها...

هذه العلاقات الجيدة و المتينة و الإستراتيجية أحسنت جدا الدولة الجزائرية عسكرا و حكما مدنيا و شعوبا في الحفاظ عليها و رعايتها و استدعاءها في الحالات العصيبة من الشدة ...

الجزائر تحافظ على تماسك خط الممانعة و تضع لكل عدوان سقفا لا يجب تجاوزه و خرقه مثل سقف العدوان على ايران و سوريا و كل خط الممانعة فهو خط أحمر في السياسة الخارجية الجزائرية...

ان الجزائر التي راكمت تجربة كثيفة و طويلة و نوعية مع سوريا مثلا في قضية رفض العدوان و تغيير النظام السوري بتدخل القوى الإستكبارية ..

و أنا هنا ألتزم بهذه القضايا و نافحت عنها ما لا يسمح لي بتبرير كل أداء الحكم السوري أو إعتباره منارة تهدي ولا نظام بشار و أدرك أن بشار حشر حشرا لكي لا يبقى له خيارا إلا ما هو عليه و فيه اليوم لكن ليست هذه تبرئة ذمة أيضا ..

إن المعادلة الجيوسياسية معقدة جدا يصنعها الأقوياء أي من يملكون القوة الاقتصادية و العسكرية و يوجهون القرار في العالم فيضعون الدول الإسلامية في مضيق حاد ...

إن اختاروا ضفة تحسب على الحالة الإسلامية او العربية وجدوا أنفسهم يسيئون لمن في الضفة الأخرى و يحسبون هم أيضا على الحالة الإسلامية او العربية ...

حالة فتنوية معقدة تلفها الغيوم و العتمة و الظلمة حيث كل ظالم مظلوم و كل مظلوم ظالم...الكل ظالم و الكل مظلوم...

و في هذه الخيارات المطروحة امامهم كلها بأس شديد و أضرار على الامة الإسلامية و العربية و لا منافع فيها...

قد أكون قاسيا إن قلت أن الجزائر على خلاف العرب تقريبا كلهم إتخذت موقفا مشرفا و تاريخيا و هي تشترط عودة سوريا الى القمة العربية و المشاركة فيها و لا تكترث أن يبيع جل العرب ذممهم و هممهم بسعر بخس فينكسوا رؤوسهم في ريشهم كما تفعل اليمامة ...

متى كانت و مارست الأنظمة العربية الحرية و الديمقراطية حتى تصف بشار الأسد بالدكتاتور و السفاح و الطاغية و بينهم صنوف من السفاحين ...هل تراني أبرر كلا بل أندد و أرفض ما يحدث لكن المعضلة أعقد...

إن العالم بمشاركة قوى استراتيجية مثل ايران و تركيا و الصين و كوريا و روسيا ...يعيد ترتيب أوراقه و فك الارتباط اليوم بقوى الهيمنة و الاستعباد و يتحرر من غطرسة محور الشرور و الاثام ..

لتكون الجزائر ذات السبق في هذا بل تعزز بشجاعة علاقاتها التجارية و الاقتصادية مع سوريا و تدعو جهرة إلى ضرورة مشاركة سوريا في القمة العربية ...

و لما كان يجب قول أحسنت للذي أحسن و على رأسهم الجزائر نقول لبعض دول الخليج الماضية في هذا الإتجاه منهم جهرة و منهم باحتشام ربما...

و لها ما لها و عليها ما عليها نقول لهم احسنتم في مراجعة مواقفكم و خندق اصطفافاتكم و قبولكم بعودة سوريا الى المحفل العربي عساها تكون لحظة هبة عربية و إسلامية و نقول للمترددين احسموا و لا تفوتوا هذا المنعطف التاريخي الهام الذي كنا نتمنى أن يكون أمامنا خيارات أفضل منه من صناعتنا و دروب أقل كلفة نسلكها و نعبدها و نحددها ..

على المملكة العربية السعودية ان تفك الارتباط مع التطبيع و تغلق بابه سواء مع الصهيونية أو مع أمريكا و قوى الاستكبار و تقبل بعودة سوريا الى المحفل العربي و التفاوض معها بخصوص لملمة جراحها الداخلية مع شعبها و نخبها في امان من كل الاختراقات ..

و يتحرك المحفل العربي الذي كان في سبات و نتمنى ان القمة العربية تفعل على عجل ميكانيزمات عمل عربي و إسلامي لتلازمهما مشترك حديث و متطور ومناسب للسياق الراهن و لا يبقى ظرفيا عابرا مرتبطا بحدث تتعقبه نكوص و ردات بعد توبة و صحوة...
يمكن لسوريا عبر عودتها ان تهرول أولا الى مصالحة مع ذاتها و شعبها و ترميم ما حصل بجدية فكفى الأنظمة العربية استغوالات و استقواءات و تكتيكات مع شعوبها و نخبها و كفاها تحالفات دائمة مع الاستبداد...

يمكن للجزائر و سوريا بما لهما و ما عليهما ان ينجزا دورا عربيا ناهضا اذا توفرت الخبرات الاستشارية و التقنية ليس بالضرورة من الصندوق المتعب و المنهك للداخل الديبلوماسي فهو لا يبهر للأسف إلا من رحم ربي ..

و ليست الدبلوماسية عددا من السنين ممارسة تتكرر في وزارة الشؤون الخارجية و في السفارات و القنصليات و البعثات انها فن للأسف حظنا منه يتضائل و يكاد يكون معدوما..

كل التوفيق للجزائر و التوفيق لسوريا و التوفيق لإيران و خط الممانعة بمن فيه العراق شعوبا رافضة لامريكا و برلمانا عراقيا قطع الطريق امام التطبيع و مراجع دينية رافضة ثائرة و و رجال دين سنة رافضين و حزب الله حارسا للثغور مرابطا....

إن الجزائر في علاقتها مع سوريا تحيي التاريخ المشترك من الجهتين و تحيي الأمير عبد القادر و تحيي مصائر مشتركة و ازمنة عجاف و حادة عرفها الشعبان ...

تنويهي بهذا الموقف الجزائري مع سوريا هو من باب قول للذي احسن احسنت و للذي اساء أسأت ..

إن ايران كوسيط محفز لتحقيق و انجاز هذا الخيار رغم كونها ليست دولة عربية بل دولة مسلمة لكم التشكل الجديد للعالم بوجود ايران سيمنح دفعا لهذا الخيار الجزائري الذي يستحثق التثمين ...

لم اكتب مقالا لأطبل إلى نظام حكم كلا ليست هذه أخلاقي لكنني كتبت تنويها لمن يستحقه و لا يتعدى موضوع الإشادة ....

أتمنى ان نستيقظ على وعي لا يجعل المنعطف التاريخي الجديد يفوت و لا يستثمر في خلخلة ماء البركة الاسن للديبلوماسية و السياسة الجزائرية و العربية فوق هذا ان قلت شيئا فتملق و العياذ بالله ...

إن الوطنية و العروبة و الإسلام مواقف و قيم عليا لا تملقات و تزلفات أوهي لغير خدمة الامة و الأوطان...

نترقب بلهفة عودة سوريا الى المحفل العربي الذي ننتظرع غير الذي ألفنا و عرفنا سابقا...



#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدرسة الجزائرية إختلالات بنيوية ولا خلاص في القريب - الجزء ...
- الشيخ محمد اليعقوبي ..الأعلمية و الإجتهاد و ملاحظات الأستاذ ...
- إنكشفت عوراتكم فاستروها..دعوا قواعدةاللغة و شأنها
- الشيخ محمد اليعقوبي ..الأعلمية و الإجتهاد و ملاحظات الأستاذ ...
- في غفوة نوم الرئيس جو بايدن مع رئيس وزراء الإحتلال
- كورونا و الناس..الدرس الأخلاقي الضائع
- الفكرة مجردة و الفكرة فعلا..
- تلازم الشعر و الفلسفة .. حصان طروادة للبعض
- في صعلكة العلم و محاولة البعض جعله حاشاكم - طرشونة - أي خرقة ...
- في حب الناس شعارا..مشكلات النخب القديرة مع اصحاب المال
- الشيخ محمد اليعقوبي ..توطئة منهجية لمشروعه النهضوي
- كلمة مقتضبة في تيار الإستئصال و الكل أمني في الجزائر
- مسوق الأفكار ليس كمنتجها ..
- هل نحن أمام إسلام تنويري مسقف من نتاج المخابر
- مانفستو الاقلاع التربوي المجهض في الجزائر
- إيران و تركيا و السعودية لزوم و حتمية تنسيق الجهود ..هل هو ا ...
- الطيب العقبي و عبد الحميد بن باديس ..مراسلات و أحداث عرض كتا ...
- كلمة في صحيح البخاري و ضجة رشيد ايلال و - القرانيون-
- الصحيفة السجادية و الإمام الخميني ..من الدعاء و الإنتظار إلى ...
- في تخبط النخب في وحل الحاجات الأساسية لانطلاق مشاريعهم و معن ...


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حمزة بلحاج صالح - العلاقات الجزائرية السورية في سياق التشكلات الجيوسياسية الجديدة