أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - في حب الناس شعارا..مشكلات النخب القديرة مع اصحاب المال















المزيد.....

في حب الناس شعارا..مشكلات النخب القديرة مع اصحاب المال


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6989 - 2021 / 8 / 15 - 02:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أساس الدين حب..حب الله..حب الخير ..حب الحق..حب العدل ..حب الناس..

حب الانسان محب هذه القيم على أساس مصدرها الإلهي أو لأنها مشترك إنساني تقاطع فيها مع من يعشقونها ببطانتها المطلقة ...

لكن حبنا للانسان و للقيم الانسانية مبني على ذلك الأمل في تعبئة تلك القيم بحمولة المطلق التي تفتقر إليها و يفتقراليها عاشقها و اتيها و ممارسها كقيمة إنسانية...

فليس الحب واحدا بل متعددا و ليس الحب بمستوى واحد بل بمستويات تتوزع عليها المشاعر والنوازع و الوجهات و المقاصد..

نحب الناس جميعا ما لم يقترفوا نقيض عنوان القيم...

انظر الى الحرية المنفلتة من عقال الأخلاق كيف أتت على التمايز النوعي و فهمت المساواة نفيا للتنوع الخلقي و الخصائص الخلقية...

فنادت بنظرية " النوع" أو " الجندر" و إلغاء النمذجة و التنميط " الستيريوتيب " و شرعت زواج المثليين الذي يدمر النواة الأسرية باعتبارها قاعدة المجتمع ..

هل نحب هذه الحرية المنقطعة عن هدايات السماء و نحب مبتكريها بعنوان حب الناس و الإنسانية ..

أليس حفظ النسل مقصد من مقاصد الشريعة و الحياة العامة فكيف مال و مصير حفظ النسل إذا انتشرت و عمت بلوى المثلية إلى حد يقوض الإنجاب و استمرار النوع الانساني و ينتهي بنا الى تفكك معاني الأسرة و النسل...

الحب قيمة تتعدد معانيها و مستوياتها و نمارسها لطرد الكراهية لا لجعل تميز الحب الذي يستلهم من المطلق معانيه من غير معنى وهجين ونجعله من غير روح و نسوي الحب المتناسل عن هدايات السماء فهوما و إلهاما مع حب أرضي لا يميز و لا يحتكم الى

أي من المعايير ...

يستبدل بقيمة الحب الذي يلهمه المطلق و يعقل مشاعره عقلا و انعقالا و قيدا و ضابطا و ناظما أخلاقيا لطيفا فلا هو يحقد الى حد اغتيال و نفي الاخر و قتله و تكفيره و لا هو يحب الى حد التماهي مع الاخر ...

فخ القيم الكونية يحتاج إلى من يدون فيها عملا جبارا و أدبيات اليونسكو و اليونسيف و تيارات عولمة القيم ثغرة متروكة من غير عقول و عيون تبصر بل ثغرة بلا مرابطين ..

نادينا الناس للإستثمار في حقول المعرفة الدقيقة المرتبطة برهانات الواقع مع النخب المتميزة التي تتابع الدمار الحاصل داخل الإنسانية فهو يحتاج إلى مال و استثمار...

فلا يوهمنا بعض من يستمتعون بالمال لأنفسهم و ذويهم بأنهم على ثغرة يقومون و أي ثغرة فان العقل البسيط و غير النبيه لا يلتفت الى الاولويات و لا يمتلك قدرة على تحديدها بنباهة ..

ناديناهم و هم خرص بكم لا يكترثون يظنوننا نشحذ.." ما يظن السفيه الا ما فيه "..

دعتني مجموعة من الشباب لزيارتهم زيارة تعارف و عمل فاحترت في أمري و أمرهم كيف اصل اليهم و باي الامكانات ..

هكذا تموت الأفكار الحية لتحل كحلها الافكار الميتة و المميتة لشح الوسائل التي توظف في فكر أجوف فارغ و اصحاب الفكر الحي محدودو الوسائل عوتهم إلى من هم أفقر منهم مالا و وسائلا لا تحل الاشكال ...

كم ازدحمت المشاريع في عقلي فماتت في قلبي غصة لشح الوسائل المبذرة و المبعثرة و المبددة هنا و هنالك بين يدي من لا يستحقها في اعمال تهريجية للضجيج و التهريج ..
إن أمة لا تنفق في النخب و الا تنتج النخب القديرة أمة لا تنصرها الجماهير و ملايير الشعوب و المواطنين ...

لن ترضوا الله يا ناس و أموالكم مكنوزة و تفكيركم جماعاتي و حزبي و فردي و ولائاتي و سطحي ..

للعلماء و المفكرين و الباحثين و العقول النادرة و العبقريت الحاذقة حق معلوم و اكثر من المعلوم في أموالكم المكنوزة و جشعكم الذي تغلفونه بالدين ...

إن لمشاريع النهوض حق و نصيب في مالكم المبعثر و الذي تنفقونه بصفة لا عقلانية جشع يتناسل منه الجشع غلظة و سطحية تجعلكم لا تفهمون من يقترح عليكم هذه المشاريع الا على ضوء جشعكم و من زوايا الريبة و الظن...

إن لاستقلالية المثقفين المبدعين و صناع النظريات و المراجعات العميقة حق في مالكم المتراكم و من غير من و سلوى و لا وصاية منكم و لا توجيه ..

نعم لهم في مالكم حق معلوم منحه الله لهم يا من توزعونه مرة في السنة توزيعا فئويا و بخسا و مثيرا للشفقة يغلب عليه المن و السلوى و الله قال " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون"-قران- ...

انتم تنفقون من الفائض لا مما تحبون و بطريقة جاهلة لن تقضي على الفقر و جيوبه و البؤس و الجهل و التخلف ...

و لا تجعل المال يضخ في دورة اقتصادية و في صناعة المعرفة و العقل و المشاريع النهضوية و اصلاح اعطاب العقل ...

كم انتم في أريحية و الكبار في ضيق...

أستثني قلة من أصحاب المال من المتعلمين الشرفاء الذين يعلمون قيمة و مكانة المشاريع النهضوية و مكانة اهل العلم و الباحثين الاحرار و المستقلين و المثقفين العضويين و الملتزمين على حد تعبير غرامشي و غير غرامشي المثقف الرسالي ...

لكن للاسف فإن جل المال بين جهلة و اعشار متعلمين و امكييبن و اهل سوء الا من رحم ربي ...

لا يحتاج اهل الفكر و الثقافة و المعرفة منكم صدقة من يد عليا تمن الى يد سفلى تشحت فلا تكابروا عليهم و لا تصعروا الخد و تنفخوا ايشكم عليهم و لا تلقونهم بالصمت كالصم البكم احتقارا و تهربا بل كافحوا معهم و من اجلهم..

لو كلفت العقول التي تفكر بصلة ما تعلمت مسألة ...هكذا قال اظن احد الائمة الاربعة او قريبا من هذا المعنى لو كلفت بصلة ما تعلمت مسألة ...

كان العالم الاسلامي يعرف تقليد " تفريغ " طلبة العلم و اهله و رجال الفكر و كبار المراجع فقط لمهام البحث العلمي لا يمدون يدا سفلى ليد عليا مانحة ...

بل كانوا يكفونهم الحاجة و التسول و يعززون عندهم التعفف و لا يسمحون لهم بمد اليد و يحافظون على كرامتهم و عيشهم العفيف المريح الناعم بتطوع منهم ...

و لا ينتظرون حتى يسألونهم سؤال منكس الراس المتخبط في وحل لقمة العيش بل يغنونهم عن السؤال و تغطية كل مطالبهم المعرفية و الفكرية من اسفار تقتضيها مهمات البحث و اشتراك في دوريات و اقتناء لكتب و وسائل البحث و غيرها ...

حرروا النخب القديرة و المتميزة و النزيهة و غير الطفيلية و غير الانتهازية التي يسكنها الطمع من التفكير في البصلة و شؤون البيت و اساسيات العيش الكريم ...

للمثقف و رجل العلم من مظهر و مناخ عيش ملائم و مسكن و نقل و مأكل و مشرب و ادوات للتثقيف كثيفة محينة راهنية يا من انعدمت فيكم النخبة و النخوة و تكاثرت عند خصومكم ...

بل تكاثرت بينكم و فيكم اشباه النخب و الغوغاء و الشح و التقتير و اتهام اهل العلم بالوصولية و استغلال العلم و تراجعت بينكم الكفاءات النادرة و الفريدة و المتميزة ...

تكاثر فيكم السطحيون اللاهثون وراء الريوع يوهموننا بأنهم قائمين على ثغرات كذبا و هم سجناء خويصة انفسهم و اهاليهم و عائلاتهم ...

لا حاجة للنخب الشريفة فيكم و عندكم تنتظروهم أن يمدوا أيديهم إليكم من غير تعفف بدل تهتدون بسلوك الامام عمر رضي الله عنه و هو يتفقد حال رعيته بنفسه و اقول و افعال الامام علي رضي الله عنه فيالحث و بيان نبل مقام الاغاثة و الاحسان و البر و الصدقات الجارية في حقل العلم و التعلم...

لن يمد الشرفاء من النخب أيديهم إليكم و هم صاغرون..اطرقوا ابوابهم في صمت و اغنوهم عن مد اليد او اكنزوا و امسكوا اموالكم...

إن فهمكم للصدقة و الحق المعلوم و الزكاة و الخمس و الجائع و المحتاج محدود مختزل في جائع البطن الذي تمنحونه القليل الزهيد ليمنحكم صوته في الانتخابات و لا يعنيكم غالبا جائع الفكر و منتج الافكار على ندرته و صانع و مصلح العقول تمنحونه البخس ليمنحكم فكرا مقولبا على المقاس حسب الطلب و الولاء و الطاعة و الاتباع لا فرق بينكم اهل الدين و اهل السياسة و حتى الكثير من اهل الفكر للاسف...

رحم الله ابن حزم الذي أفتى بجواز اقتلاع المال بالقوة و لو بفقأ عين كانزه ليحصل العدل و لا يكون جائع بطن و لا جائع عقل و لا ممون و مورد عقول بالمعارف و العلوم يشحت..

موقف متقدم على كل الإشتراكيات و اليساريات بما فيها الإشتراكية الطوباوية ل" سان سيمون"...

رحم الله رجال تراثنا الثري المتنوع يقرأه البعض بعين واحدة إما شيطنة أو تقديسا و تأليها...



#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ محمد اليعقوبي ..توطئة منهجية لمشروعه النهضوي
- كلمة مقتضبة في تيار الإستئصال و الكل أمني في الجزائر
- مسوق الأفكار ليس كمنتجها ..
- هل نحن أمام إسلام تنويري مسقف من نتاج المخابر
- مانفستو الاقلاع التربوي المجهض في الجزائر
- إيران و تركيا و السعودية لزوم و حتمية تنسيق الجهود ..هل هو ا ...
- الطيب العقبي و عبد الحميد بن باديس ..مراسلات و أحداث عرض كتا ...
- كلمة في صحيح البخاري و ضجة رشيد ايلال و - القرانيون-
- الصحيفة السجادية و الإمام الخميني ..من الدعاء و الإنتظار إلى ...
- في تخبط النخب في وحل الحاجات الأساسية لانطلاق مشاريعهم و معن ...
- عيد فطر مبارك لكنه حزين و إلى الله المشتكى
- من اجل ميثاق اخلاقي و فكري للانتقال الديمقراطي للحراك الجزائ ...
- في الصراع المفتعل بين الشيعة و السنة
- في التوجس من التنظير و الفلسفة و علوم الانسان عربيا و اسلامي ...
- هل يمكن لفكر النهضة و المدرسة العقلية أن يكون أعلى سقف لمشرو ...
- الفكر يحاور بالفكر و سعتي الإطلاع و الأفق..
- محمد فاضل حمادوش رجل فكر قدير .. جزائري أصيل
- في العلم النافاع و خصائصه
- في العقل الإنطباعي
- أسد القصير ..فقيه ..بمنزع وحدوي إسلامي و إنساني


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - في حب الناس شعارا..مشكلات النخب القديرة مع اصحاب المال