أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - في الصراع المفتعل بين الشيعة و السنة















المزيد.....

في الصراع المفتعل بين الشيعة و السنة


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6733 - 2020 / 11 / 15 - 16:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" تعليق طالبة على منشوري تعجلت ..و لو تمهلت لاهتدت ..."
قالت في تعليقها طالبة منذ سنوات خلت اعيد اليوم نشر كلامها و تعليقي عليه ...
عذرا سيدي قلت في بداية كلامك لا فرق بين سني و شيعي و لم أفهم جيدا هل أنت مطلع علي عقائد الشيعة و ما تؤمن به الفرق الباطنية؟مع احترامي لمخزونك الثقافي و الفكري و مكتبتك الكبيرة و جهودك المبدولة الا انني اكاد اجزم انك لو اطلعت علي حقيقة عقيدة الشيعة لغيرت كلامك و حكمك عليهم
مع احترامي لكم"
و هذا جوابي على تعليقها...
" لعلك تتطاولين علي .." تكادين تجزمين بأنني لم اطلع .." ..أي غرور في جيل لا يحترم من قبله كأنه جاء من العدم إلا من رحم ربي..
هل أوتيت علم الغيب ....
الفرق و الملل و النحل لست أنت من يذكرني بها و لا بعقائد العلوية و الباطنية و الإسماعيلية و الإمامية الإثنى عشرية ..
لما كنت ادرس الملل و النحل و اقدم حديثا و احالات و نقد لهم بالمسجد و ببيتي للشباب لعلك كنت في العدم و لم تخرجي بعد للوجود ..
لا احتاج احتراما منك و قد نسخه و أزاله و محاه إتهامك و تطاولك علي رجما بالغيب و قولك أنك " تكادين تجزمين" أنني لم أقرأ عن الفرق ... يا ماشاء الله ...
و الغاه تعجلك و تطاولك و نزقك و تنصيبك لنفسك معلمة لمن يفترض أن يعلمك..
إن المشكلة يا ابنتي ليست في علم و معارف من الكتب و الشيوخ نتلقاها ( هذا إن كنا نتلقاها بوفرة و تنوع ..) ...
بل في بنية عقل يتلقى دون القدرة على تفكيك الماورائيات و السياق و الزمن الثقافي و المعرفي و الأطر الإجتماعية المنتجة للمعرفة الدينية والتاريخية و ما تسميه أنت بعقلك "عقائد" ..
العقل المتلقي هو المشكلة..عقلك الذي تقرأين به ...كيف يشتغل و يتلقى و أيضا في أدوات نظره الفاسدة و المعطوبة ..
لا اظنك ستستفيدين مني يا طالبة العلم المتعجلة غير القلقة لا في ما يتعلق بأدوات التلقي و النظر و لا في ما يتعلق بمناهج التلقي و المصادر و المراجع و لا بوضع المعرفة في اطرها الاجتماعية و الثقافية ..
و فأي جرأة و يقين و ثقة تتحلين بها ستعميك عن اخطاء المعرفة و التاريخ تتصرفين كمن لا ينطق عن الهوى من غير حياء يسبقه سؤال المتعلم إن كنت أنا أعرف عنهم.بل تكادين تجزمين بأنني لم اطلع عليهم..
غريب حالك و ظلمك للعلم و المعرفة بعد ظلمك لنفسك و لغيرك ..
يعني أنني أكتب عن جهل و عمى..
دعيني أقول لك يا طالبة تحبو و أنت لا زلت في وضعية حبو في محيط علم سابح ممتد موسع ...
لعلك لم تكوني قد ولدت بعد لما كنت أقرأ الشهرستاني و ابن حزم عن الملل و النحل و البغدادي و غيرهم و لما كنت أفحص وأقارن روايات ابن الأثير و ابن كثير و الطبري و المسعودي..
و كيف كنت أحث طلبة العلم عندي في المسجد و بيتي و في المحاضرات هم اليوم دكاترة و إطارات في الدولة و خارجها و في خارج الوطن على قراءة هذه المصادر و المراجع و القراءات التراثي منها و الحديث ..
كنت أنت ربما يومها في عمر الحبو و الطفولة البيولوجية و المعرفية او لم تخرجي الى الوجود بعد ...
مكره لا بطل فأنت من أجبرني على مخاطبتك بهذه النبرة لأنك لم تحترمي و لم تنزلي الناس منازلهم و الا فأنا لا أحتقر سائلا و طالب علم ...
دعيك من التنطع و اسألي قبل التعجل بالحكم فأنا أتجاوز اليقين الذي يصنعه النص إلى دوافع و محيط و أطر و سياقات المنتوج و المنجز و النص ....
و أنصحك بالإطلاع أكثر و بمزيد من الحفر و تحرير عقلك من إكراهات المحيط التقليدي و سجونه الرهيبة و المعارف المعلبة و التحرر من اعتبار مروقا و قصورا و قلة اطلاع و فقر علمي و معرفي كل ما يخالف كسبك الذي تعدينه يقينا و جله اوهام و اسطرة و ادلجة و تسييس للتاريخ و مذهبة و تعصب ..
و لذلك أجدني أكره المتطاولات و المتطاولين لأنهم لا يتعلمون و أنت واحدة منهم ...
" أتمنى أن تمنحي لنفسك فرصة الإطلاع الوافر المتنوع و المتعدد التخصصات و المنفتح على قراءات التراث و " الاخر" ...
و تبحثين في المنجزات الحديثة المتعلقة بتحليل التراث و نقده و الكشف عن بطاناته الأيديولوجية و السياسية و أقنعته الدينية و تتخطين فهمك الماضوي التراثي المغلوط للعقيدة و الشريعة و الدين و الفقه...
و تتحررين من المقولات الفاسدة التي تعتبر الخلاف مع الفرق و النحل و الملل خلافا في العقائد...
نؤمن برب واحد و قران واحد و نبي واحد و الباقي لا يهمني فهو ابتكار طائفي بامتياز و عقل مستقيل عن واقعنا...هلا تيقظت يا طالبة العلم ...
ماذا عساك ان تعلمينني حول هذا الأمر إلا ما قاله السلفية الوهابية في أصول و مرتكزات نظرهم المكررة متنا رديئا سيئا متخلفا حرفيا باهتا عن إسلام الملل و إسلام السلف و الخلف...
أنصحك يا طالبة العلم بتجاوز الفهم التراثي للتراث و أنصحك بضرورة تحليل منجزنا و تطوير كسبك لأدوات المعرفة و العلم و لا تتعجلي بإقحام نفسك في مناقشة من يكون الصبر على فهم منجزهم و ما يكتبون أجدى لك وأكثر نفعا لك لو تمهلت قليلا...
أما ترديد المتون و التغريد داخل القطيع و السرب فهو عين المعضلة و فن يتقنه الجميع و هو سبب إعادة إنتاج أزمتنا و تكرار ذاتنا بكبواتها و هزائمها و معوقاتها و موانع توثبها و قومتها....
أعرف أن أساتذة الجامعة يحبذون غالبا و كثيرا خاصة في فروع العلوم الإنسانية و الشرعية أن يكون طلبتهم مريدين و مقلدين يرددون متونا و مقولات لا يخالفونها ...
و يستنسخون عقول أساتذتهم الشيوخ الأبرار..
أقدر و أتفهم حجم الخسائر المترتبة و الناتجة و كارثيتها و الدمار العقلي و الإنساني الحاصل ..
لذلك لم يكن اعتذارك المصطنع ليخفي ما الله مبديه من تعجلك و اعتقادك اليقيني أن غيرك فقير الكسب و أنت ستطلعينه على ما فاته بدل التدرج و التثبت و التعلم و السؤال و الصبر على الفهم....
و إني ناصحك و أنت في بداية الطريق ..لا تنصبي نفسك مصدر الفهم الصحيح المطلق و أن ما قاله بشر مثلنا هو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه...
و أن غيرك على جهل و أنت على هدى و غيرك على نقص من الفهم و أنت على الصراط المستقيم ...
و أن الحق ليس مع من في حوزته قوة البرهان و الحجة و الدليل بل مع الكثرة و الأغلبية و ما عليه الأولين ...
أنت يا طالبة العلم تائهة و تسيرين على درب متعثر ...أشفق عليك...
العلم يا ابنتي ليس انتخابات تشريعية من حاز على الأكثرية فاز و هو الأقرب الى الصواب أو عين الحق و سبيل الهداية...
طوري كسبك المنهجي و الأداتي و المفهومي..فالعقل المبني وحده من يخلصك من المعرفة النسبية القليلة التي اكتسبتيها تعدينها مطلقا و وحيا من السماء و يقينا...
النص و المعرفة و حركة التاريخ ..الخ هي مجموعة من العوامل التي تحدد المحمول الدلالي و منها السياقات و الأطر الإجتماعية و اللحظات أو الأزمنة المعرفية و الإجتماعية و السيرورة التي ترسبت فيها المعرفة لتتحول إلى فعل و سلوك إجتماعي ...
بل هي من أطرت تشكلات تلك المعرفة و محمولاتها الدلالية ...
العقل يبنى و يتشكل...كذلك المعرفة...
لا و لن نفهم المعرفة الدينية و التاريخية في عمقها ..الخ هكذا فقط عبر القراءة العفوية الرتيبة و الإنطباعية و عبر ما توارثناه من نصوص و مدونات و تراث سني أو شيعي إلا بتفكيك و تحليل و حفر معرفي عميق في النص و التراث و المعرفة التاريخية من أجل الوقوف على الأطر التي أنتجتها و حملتها و قامت بشحنها بالدلالة التي تريد....
أنصحك يا طالبة العلم أو لنقل أقترح عليك لأن جيل اليوم يولد عالما لا يقبل النصيحة و هذا مضحك و الله ...
أقترح عليك تصويب البداية و عدم اعتبار السرب و القطيع طريق الهداية و أن مخالفة السرب معصية و خروج عن الجماعة.و الطاعة....
المشكلة يا ابنتي في العقل الذي يتعاطى مع المعرفة و المسطور و الموروث و التراث و النص و الوحي و التاريخ و التفسير و الفقه و أصوله و أصول الدين و علم الكلام و المنطق و " الأنا" و " الاخر" إن كان هنالك من يتعاطى مع جميع هذه المعارف و مع غيرنا و منجزاته و لا يراها كفرا...
ليست المشكلة في أن تكوني قد اطلعت أو لم تطلعي..
المشكلة في العقل الذي تمارسين به فعل القراءة و التلقي هل هو مبني بناء سليما و هو عقل نقدي تحليلي لا مجرد الة توهم صاحبها بأنها تشتغل و هي معطوبة و شعاراتية...
أتمنى لك أن توفقي في تحديد وجهتك و بدايتك و إلا تواصل المسار و الدرب على غير وجهة سليمة...



#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في التوجس من التنظير و الفلسفة و علوم الانسان عربيا و اسلامي ...
- هل يمكن لفكر النهضة و المدرسة العقلية أن يكون أعلى سقف لمشرو ...
- الفكر يحاور بالفكر و سعتي الإطلاع و الأفق..
- محمد فاضل حمادوش رجل فكر قدير .. جزائري أصيل
- في العلم النافاع و خصائصه
- في العقل الإنطباعي
- أسد القصير ..فقيه ..بمنزع وحدوي إسلامي و إنساني
- أمير الموسوي ..إيراني بروح جزائرية ..و منزع إنساني كوني
- جيل التقليد باسم الانفتاح على الاخر و باسم الاصالة و التراث
- احسان الفقيه و شكرا كورونا
- ما غاب عن الحراك الجزائري مدة عام من النضال
- أسئلة الشك في منظومة العدم و اليقين البشري المهدد
- الفتنة و نار الله الموقدة ..في جيوسياسا النصر العربي و الإسل ...
- الرفاعي و فلسفة الدين و أنسنته
- في الفساد السياسي و المالي و الإداري و التربوي..تصحيح رؤية . ...
- لا نيابة في التفكير في الدين..
- بوح الدواخل : معناه و رمزيته
- في النقد العلمي عند الشيعي و السني و اعتباره فتنة و جريمة
- في الإصلاح التربوي بلا مشروع و رؤية...
- محمد حسين فضل الله بين قراءة إنكفائية و قراءة إبداعية تسبح ف ...


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - في الصراع المفتعل بين الشيعة و السنة