أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كرم خليل - من بوق الحدث إلى عقل الأمة: الإعلام ودوره في بناء الثقة والوعي














المزيد.....

من بوق الحدث إلى عقل الأمة: الإعلام ودوره في بناء الثقة والوعي


كرم خليل
سياسي و كاتب وباحث

(Karam Khalil)


الحوار المتمدن-العدد: 8462 - 2025 / 9 / 11 - 07:18
المحور: المجتمع المدني
    


نعيش اليوم في زمن تتداخل فيه الصورة والصوت والكلمة، حيث لم يعد الإعلام مجرد مرآة ناقلة للأحداث، بل تحوّل إلى محرّك رئيسي للوعي العام ومكوّن أساسي في تشكيل الرأي وصناعة الاتجاهات الفكرية والسياسية والاجتماعية.
لقد أصبح كل فرد، بفضل التكنولوجيا ومنصات التواصل، صحفياً ومحللاً ومعلّقاً، غير أنّ هذا الاتساع الكبير في التدفق المعلوماتي لم يصاحبه دائماً وضوح أو مصداقية، بل أحياناً ولد ضباباً معرفياً وأزمات ثقة عميقة بين المواطن ومصادر الخبر.

أزمة الإعلام في المجتمع العربي

المشهد العربي مأزوم بالسياسة والاقتصاد والطائفية والتجاذبات الفكرية، حتى صار كل شيء مادة للجدل والتجزئة. في هذا السياق يلعب الإعلام دوراً مزدوجاً؛ فهو إمّا أن يساهم في رفع مستوى الوعي وتوحيد الصفوف، أو أن يتحوّل إلى أداة تضليل وتكريس للانقسام.
الإشكالية الكبرى تكمن في غياب الاستراتيجيات الإعلامية الواضحة، وسيطرة منطق اللحظة وردود الأفعال السريعة، لتغيب المسارات المنهجية والاستثمار العميق في الوعي، لصالح أخبار مجتزأة وعاجلة قد تُفقد الناس المعنى من وراء الأحداث.

مهام المؤسسة الإعلامية
حتى يؤدي الإعلام دوره البنّاء، لا بدّ أن تكون المؤسسة الإعلامية العربية ذات رؤية متكاملة، تحمل على عاتقها المهام التالية:

1. **تعزيز الشفافية والمصداقية**: تقديم الخبر بموضوعية، بعيداً من التزييف والمصالح الضيقة، فالناس تبحث عن ثقة قبل أي شيء.
2. **مكافحة الجهل والتضليل**: عبر نشر ثقافة علمية ومعرفية تُمكّن القارئ أو المشاهد من تمييز الحقائق من الأكاذيب.
3. **ترسيخ القيم الوطنية والإنسانية**: أن يكون الإعلام سلاحاً ضد التطرف والطائفية والعنف، وأن يعزز ثقافة المواطنة والتسامح.
4. **الرقابة وكشف الفساد**: من صميم عمل الإعلام حماية المجتمع من الرشوة والابتزاز والاعتداء على الحقوق، بالكلمة المسؤولة والتحقيق الشجاع.
5. **بناء وعي جماعي متوازن**: الابتعاد عن تضخيم الأحداث الصغيرة أو صناعة الإثارة السطحية، والتركيز على القضايا الأساسية التي تمس حاضر الأمة ومستقبلها.
6. **دعم العمل الجماعي وروح الفريق**: مواجهة عقلية "الأنا" ومظاهر الفردية لصالح خطاب يوحّد ويجمع.
7. **مواكبة العصر الرقمي**: التعامل مع أدوات التكنولوجيا وأساليب التأثير الحديثة، بوعي يوازن بين السرعة والدقة، وبين الانتشار والمسؤولية.

أهمية الإعلام الشفاف والصادق
لا يمكن للإعلام العربي أن يستعيد مكانته ما لم ينطلق من مبدأ الصدق، فالكلمة المغلوطة أشد خطراً من السلاح. الشفافية ليست ترفاً، بل شرط وجود في زمن تتكشف فيه الأكاذيب سريعاً بفعل انفتاح المعلومات والاتصالات.
الإعلام الصادق هو خط الدفاع الأول عن وعي المواطن، وهو جسر الثقة بين الشعوب ومؤسساتها، وهو في النهاية ما يمنح المجتمعات القدرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

الحاجة إلى استراتيجية عربية موحّدة
ما نعيشه اليوم من أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية يجعل الإعلام أمام امتحان عسير: هل يكون منصّة لبناء رؤية وطنية جامعة، أم مساحة للتشظي وتغذية الانقسامات؟
الإجابة لن تأتي إلا من خلال بناء استراتيجية إعلامية عربية تستند إلى العلم والفكر والفلسفة، تقرأ الواقع بعمق، وتحمي ثقافتنا وهويتنا من محاولات التشويه والاختراق.

إن الإعلام ليس بوقاً للسلطة ولا أداةً للتسلية، بل هو عقل الأمة ولسانها. وإذا غاب دوره في تكريس الحقيقة والشفافية، فإن الفراغ سيملؤه الآخرون بأكاذيبهم ودعاياتهم.
لذلك، يبقى الرهان على **إعلام عربي مسؤول، صادق، شفاف، ومؤسسي**، قادر على تحويل التحديات إلى فرص، والأزمات إلى دروس، وأن يكون منبراً للتنوير وحارساً للوعي الجمعي وصانعاً لمستقبلٍ يليق بأمتنا.



#كرم_خليل (هاشتاغ)       Karam_Khalil#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بسّام العدل: من بريق الطائرة إلى ظلام القمامة قصة خيانة تكشف ...
- بين الموعظة والقانون: رحلة الإنسان بين خلود الفكرة وفناء الج ...
- قانون قتل الإخوة في الدولة العثمانية: بين السلطة والفوضى
- التحول السوري: قراءة في المرحلة الراهنة وتوصيات لبناء الدولة ...
- أهمية العلاقات السورية الأمريكية في هذه المرحلة الحساسة
- تجاذبات وإعادة رسم للخارطة الجيوسياسية في سوريا
- الخصخصة في سوريا.. حديث في الإيجابيات والسلبيات والطريق نحو ...
- وسائل الإعلام في مجتمعات ما بعد النزاع: بين الهيمنة والتحرر
- ظاهرة التكويع وسلطة الأمر الواقع
- العدالة الانتقالية والية الاصلاح
- الجهاز الأمني السوري الجديد
- الجيش السوري: أزمة هوية واستجابة للثورة
- تحديات النصر السوري ومستقبله
- مواقع التواصل الاجتماعي حديث في الإيجابيات والسلبيات
- المرأة ثورة روحية لا تخمد ولغز لا ينتهي
- كساندرا التي فرضت حظر التجول في سورية لسبعة أشهر
- زلزال أنطاكيا جرح غائر في صفحات التاريخ الإنساني
- التطرف الديني بين الخرافة والبدعة
- سرد حكاية شالوم في رواية قمر أورشليم
- شيزوفرينيا الديموقراطية في ربوع مزرعة الأسد


المزيد.....




- أحدهم حاول الهروب للجزائر.. فرنسا تعلن اعتقال مشتبه بهم بسرق ...
- الجامعة العربية تشارك في مراسم توقيع اتفاقية الأمم المتحدة ل ...
- الأونروا: تضرر نحو 700 منزل في الضفة الغربية منذ يناير جراء ...
- قضية سرقة اللوفر ـ اعتقالات تُقرب العدالة الفرنسية من حل الل ...
- رايتس ووتش تحذر الاتحاد الأوروبي من التراجع عن معاقبة إسرائي ...
- استبعاد هيثم الحريري وآخرين من انتخابات النواب إعدام سياسي ل ...
- الأمم المتحدة تقر اتفاقية مكافحة الجرائم الإلكترونية الدولية ...
- صحفيان مسجونان يفوزان بأرفع جائزة لحقوق الإنسان من الاتحاد ا ...
- الهلال الأحمر الفلسطيني: الوضع الإنساني في غزة بالغ الصعوبة ...
- هيئة الأسرى: المعتقلون يستقبلون فصل الشتاء بلا ملابس ولا أغط ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كرم خليل - من بوق الحدث إلى عقل الأمة: الإعلام ودوره في بناء الثقة والوعي