أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كرم خليل - زلزال أنطاكيا جرح غائر في صفحات التاريخ الإنساني














المزيد.....

زلزال أنطاكيا جرح غائر في صفحات التاريخ الإنساني


كرم خليل

الحوار المتمدن-العدد: 7531 - 2023 / 2 / 23 - 20:50
المحور: المجتمع المدني
    


تعرضت تركيا لزلزال القرن المدمّر الذي ضرب البلاد في 6 فبراير/شباط الجاري، مخلّفاً أكثر من 47 ألف ضحية، ولم تتوقف الهزّات الارتدادية في البلاد.

كما دمر آلاف المباني والشقق، وتسبب في تشرد نحو مليون إنسان في المناطق التركية، وأكثر من 5 ملايين في سوريا وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وقد لحق هذا الزلزال آلاف الهزات الارتدادية، فضلا عن زلزال قوي آخر ضرب ولاية هاتاي مأخراً بشدة 6,4 على مقياس ريختر والذي حصد 3 قتلى في تركيا و4 في سوريا، فضلا عن مئات الجرحى.

مدينة أنطاكيا العاصمة القديمة لمحافظة هاتاي، تعرضت لأسوأ زلزال ضرب تركيا منذ عشرات العقود، وتعتبر أنطاكيا واحدة من أكثر المدن التي تضررت في الزلزال كما أنها من أقدم المدن في العالم حيث تحتوي على العديد من المواقع التاريخية والأثرية.
وأمضى الأنطاكيون والسوريون أصعب الأيام في تحمل تبعات وآثار الزلزال المدمر ، فبات الكثيرون في زوايا الشوارع المظلمة، والحدائق العشبية الصغيرة، وقرب المدارس وعلى سفح تلة تنتصب فوقها واحدة من أقدم كنائس العالم كما بات الآخرون في الحافلات في ظل ندرة الخيام.
فيما لجأ الناس إلى استخدام خشب البيوت المدمرة أو الحطب في توفير التدفئة.
كان الأهالي يصرخون أن لا كهرباء، ولا ماء، ولا حمام كما استخدمت البسطات في السوق كأسرّةٍ مؤقتة.
بنيت مدينة أنطاكية عام 300 قبل الميلاد على يد الإسكندر الأكبر، وعاشت لزمنٍ طويل شهد تدميرها وإعادة بنائها عدة مرات. وأطلق عليها الإغريق، والرومان، والبيزنطيون اسم "أنتيوك".
كانت أنطاكيا تمثل مركزاً تجارياً شديد النفوذ، لدرجة أنها كانت ثالث أكبر مدن الإمبراطورية الرومانية، وبُنِيَت فوق أطلالٍ من أنقاض حضارات أفلت شمسها قبل زمنٍ بعيد. وما يزال عبق التاريخ يتسلل من بين ثنايا العديد من مناطقها. ويتجلى ذلك في الكنيسة المسيحية القديمة التي أسسها القديسان بطرس وبولس في كهف، وداخل المساجد الحجرية القديمة في أقدم أجزاء المدينة، وعبر قطع الفسيفساء البيزنطية النادرة، ورغم ذلك فإن الزلزال لم يقف على حدود هذا التاريخ العريق.
وقد غادرت العديد من العائلات الناجية من الزلزال المدينة بعدما انعدمت سبل العيش فيها.
ولم تُعف الكارثة أحداً، إذ شهدت بعض الأحياء انهيار أو تحطُّم جميع الأبنية فيها، بل إن بعضها مسح بالكامل. ولم تسلم حتى الأشجار من ندوب الكارثة، بعد أن قطع الناس أغصانها لحرقها في سبيل التدفئة.
تعايش الأديان السمة الأبرز التي عرفتها أنطاكيا منذ القدم ورغم ذلك فلم تسلم دور العبادة من التدمير حيث تعرّض أقدم جزءٍ في المدينة للتدمير بشكلٍ شبه كامل بعد أن كان يستضيف المساجد، والكنائس، والمزارات العلوية، والمعابد اليهودية جنباً إلى جنب.
واحتضنت المدينة التي توافد اليها الألاف من اللاجئين السوريين، وتعتبر ثالث أكبر مدينة يسكنها السوريون في تركيا.



#كرم_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطرف الديني بين الخرافة والبدعة
- سرد حكاية شالوم في رواية قمر أورشليم
- شيزوفرينيا الديموقراطية في ربوع مزرعة الأسد
- تأرجح العلاقات التركية تدفع ثمنه ادلب السورية وسط تنازلات تر ...
- صراع القرن وحرب فرض النفوذ
- أكذوبة -نظرية المؤامرة- غيّبت الشعوب العربية عن الصراع العال ...
- الحرية بين الإعتقاد والحقيقة
- أسباب النكوص في المسار الثوري
- المجتمع المدني كجوهر ثقافي في حياة الشعوب
- دور المجتمع المدني في بناء المجتمعات
- الأمل إكسير الحياة ودفقها المتجدد في الروح
- في ظل اضمحلال التنوير وسطوة التعصب: كيف يتعامل الإسلاميون مع ...
- الحرب في مواجهة الهوية: سوريا نموذجاً
- سرطان البيروقراطية.. النمسا نموذجاً
- الألم ديدن الإبداع ودفق الحياة
- فوضى الإسلام السياسي: بين حماقة الأداء واستغلال المنهج
- حديث مستفيض في ماهية الحب
- إيران من تصدير الثورة إلى تدمير المنطقة
- الأسلمة ومعارك الصراع الأيديولوجي بين الفكر الحداثي والتقليد ...
- عجز دولي لمواجهة التمدد الإيراني في الشرق الأوسط


المزيد.....




- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة -الأونروا- بقيمة ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- بن غفير يدعو لإعدام المعتقلين الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ ال ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- المواجهات تعود لمدينة الفاشر رغم اكتظاظها بالنازحين
- شهادات مروّعة عن عمليات التنكيل بالأسرى داخل سجون الاحتلال
- دهسه متعمدا.. حكم بالإعدام على قاتل الشاب بدر في المغرب
- التعاون الإسلامي تؤكد ضرورة تكثيف الجهود لوقف جرائم الحرب بح ...
- -العفو الدولية- تتهم السلطات الكردية بارتكاب جرائم حرب في سو ...
- فرنسا تطرد مئات المهاجرين من باريس قبل انطلاق الألعاب الأولم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كرم خليل - زلزال أنطاكيا جرح غائر في صفحات التاريخ الإنساني