أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - النظام الإيراني: وهم -لا بديل- في مواجهة حقيقة الثورة الشعبية














المزيد.....

النظام الإيراني: وهم -لا بديل- في مواجهة حقيقة الثورة الشعبية


مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

(Mehdioghbai)


الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 19:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتشدق النظام الإيراني دوماً بالادعاء بأن لا بديل له، وأن غيابه سيؤدي إلى الفوضى والاضطراب في المنطقة والعالم. هذه الدعاية الكاذبة تهدف إلى إجبار المجتمع الدولي والإقليمي على الرضوخ لسياساته، مهما كانت سيئة ومضرة. لكن ما هي الحقيقة الكامنة وراء هذا الستار الدعائي الكثيف؟ لننظر إلى المسألة من منظور القاعدة الاجتماعية، ولنستمع إلى ما يقوله مسؤولون من داخل النظام نفسه، وما تظهره الأفعال الشجاعة للمعارضة الإيرانية.

لقد اعترف رئيس البرلمان الحالي للنظام، قاليباف، عندما كان مرشحاً للرئاسة، بأمر في غاية الأهمية. فقد أشار إلى وجود "طبقة الأربعة في المائة" التي تستفيد من الوضع الحالي وترتبط بالنظام، في مقابل غالبية الشعب الإيراني التي تواجه صعوبات اقتصادية ومعيشية جمة. هذا الاعتراف الصادم، الصادر عن شخصية بارزة في هرم السلطة، يكشف عن هوة سحيقة بين النظام وغالبية الشعب، ويدحض بكل وضوح مزاعم النظام بشعبيته. إنها شهادة دامغة على رفض شعبي واسع وعميق، يتجاوز حدود التوقعات.

في الوقت ذاته، وبعد 45 عاماً من الحكم، أقام النظام "محكمة" لمحاكمة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية و104 من أعضائها. هذا الإجراء يأتي بعد أن أصدر الخميني، في حياته، حكماً بالإعدام على جميع أعضاء المنظمة، ونفذ هذا الحكم على |أکثر من ثلاثين ألفاً منهم، غالبيتهم العظمى من مجاهدي خلق، في عام 1988. كان حكم الخميني يشمل كل من يصر على موقفه ورفض إدانة منظمته والتبرؤ منها. واليوم، يعيد النظام إحياء هذه المحاكمات، ويهدد بشكل سافر ووقح كل من يدعم مجاهدي خلق في الخارج، حتى لو شارك في مظاهرة أو فعالية.

... لكن المثير للسخرية هو التناقض الصارخ بين هذه التهديدات الجوفاء والواقع على الأرض. ففي الوقت الذي يتوعد فيه النظام، بتهديد صريح من المحكمة يشمل كل داعم للمنظمة في الخارج، حيث جاء في أحد جلسات المحكمة بشكل وقح وصريح بإن أي شخص يشارك في المظاهرات، أو التجمعات، أو الأنشطة الدعائية، أو أي شكل من أشكال الدعم لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية في خارج البلاد، يُعدّ ضمن هؤلاء الذين يحملون ذات التوجهات والمواقف التي حكم عليهم، وسيتم التعامل معه وفقًا لذلك.

في مواجهة هذا التهديد العلني المباشر، نجد أن عشرات الآلاف من أنصار مجاهدي خلق يتجمعون في بروكسل، قادمين من جميع أنحاء أوروبا، للمشاركة في فعالياتهم. هؤلاء الأبطال لم يعيروا وزناً لتهديدات النظام، ولم يلقوا لها بالاً. إن مشاركتهم الواسعة تعبر عن إرادة لا تلين وعزيمة لا تقهر، وتدل على أن تهديدات النظام قد فقدت كل تأثير لها."

كيف يمكن تفسير هذا التحدي العلني لنظام الإرهاب والقمع؟ عندما يقف عشرات الآلاف، بل عشرات الآلاف من المناصرين، ليس فرداً أو اثنين أو عشرات، بل ألوف مؤلفة، متحدين ضد تهديدات حكومة الإرهاب، فإن هذا لا يمكن أن يعني سوى أمر واحد: حتمية انتصار هذه المقاومة الشعبية وسقوط هذا النظام. إنها قوة جبارة، تنمو وتتكاتف، وتعلن للعالم أجمع أن الشعب الإيراني قد قرر مصيره، وأن الظلام لا يمكن أن يدوم إلى الأبد.

في الداخل الإيراني، تتكاثر "وحدات المقاومة" وتزداد نشاطاً، خاصة في طهران ومدن أخرى. هذه الوحدات تجسد روح المقاومة المتنامية في المجتمع الإيراني، وتزرع بذور الأمل في صحراء اليأس التي فرضها حكم الملالي. إنها دليل حي على أن المجتمع الإيراني جاهز لخلق وتكثير هذه الوحدات، التي أصبحت رمزاً لاستمرارية الانتفاضة حتى إسقاط النظام الاستبدادي.

إن استراتيجية وحدات الإنتفاضة هي نتاج تجربة عقود من النضال، وهي تستند إلى رفض شامل لكل أشكال الديكتاتورية، سواء كانت الشاه او الملا. إنها تمثل الضوء الذي ينير الطريق نحو إسقاط هذا الحكم الفاسد، وتؤكد على أن الطريق إلى إيران حرة وديمقراطية يمر عبر هذه المقاومة المنظمة والشجاعة.

كل عملية تقوم بها وحدات المقاومة تملأ قلوب غالبية الشعب الإيراني بالأمل، وتجعل ألسنتهم تلهج بالثناء. إن وجود هذه الوحدات في كل حي من أحياء المدن والقرى الإيرانية هو رمز حي لاستمرارية الانتفاضة حتى السقوط الحتمي للنظام الظلامي.

في المشهد السياسي الإيراني الراهن، كل وحدة مقاومة هي زرع للأمل في أرض قاحلة من اليأس والموت؛ صحراء حكم ولاية الفقيه الفاسد. إن هذه الحركة الشعبية الواسعة، سواء في الداخل عبر وحدات المقاومة أو في الخارج عبر مظاهرات أنصار مجاهدي خلق، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن النظام الإيراني ليس بلا بديل، وأن البديل الحقيقي يكمن في إرادة الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة.



#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشرات الآلاف في بروكسل من أجل إيران حرة: البديل الديمقراطي ق ...
- صرخة بروكسل ضد تدخلات الملالي: سوريا ضحية استراتيجية إنقاذ ا ...
- تظاهرة بروکسل والمنعطف التأريخي في إيران
- رسالة حاسمة للسلام الإقليمي وصرخة الحرية من بروکسل
- بروكسل في 6 سبتمبر: دعوة عالمية لإيران حرة ومستقبل مستقر في ...
- استراليا تُغلق سفارتها وتُطرد دبلوماسيي للملالي بسبب أنشطة إ ...
- إيران بين تصدّع الداخل وفشل الأذرع
- مأزق خامنئي: أذرع الخارج لإنقاذ الداخل
- لبنان في مواجهة النفوذ الإيراني
- ازمة وجودية كبرى تهدد النظام الإيراني
- أزمة نووي الملالي بدأت بكشف المجلس الوطني للمقاومة عام 2002
- إيران حرة 2025؛ نحو جمهورية ديمقراطية
- انتفاضة العطشى تطرق أبواب النظام
- الحل الثالث: طريق الشعب الإيراني نحو التغيير بعيدًا عن الحرب ...
- تصاعد الإعدامات في إيران وسط إدانة ٣٠٩ شخص ...
- مأساة العمّال في بندرعباس
- كارثة بندر عباس: جريمة الحرس الثوري
- إعدامات النظام الإيراني: أداة قمع لمنع الانتفاضات
- حين تُصبح التجارة رهينة للصواريخ
- الوضع المتفجر في إيران: إعدامات ومفاوضات


المزيد.....




- رأي.. إردام أوزان يكتب: عندما تقصف إسرائيل حليفًا للولايات ا ...
- رئيس وزراء قطر لـCNN: هجوم إسرائيل -إرهاب دولة-.. وتعرضنا لل ...
- ما مصير كبير مفاوضي حماس بعد هجوم الدوحة؟ رئيس وزراء قطر يوض ...
- هل يشكّل الصراع داخل المعارضة التركية نقطة تحوّل في ديمقراطي ...
- هل يلقي الهجوم الإسرائيلي على قطر بظلاله على التحالف الأمريك ...
- ثالث رئيس وزراء فرنسي في عام واحد.. سِباستيان ليكورنو يعد بـ ...
- إسرائيل - قطر: لماذا خيار القوة؟
- فرنسا: أية -قطيعة- يعد بها رئيس الوزراء الجديد؟
- نيبال: الجيش يعلن السيطرة على العاصمة بعد احتجاجات دامية دفع ...
- مطعم بواشنطن يستقبل ترامب بهتافات -الحرية لفلسطين- والمنصات ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - النظام الإيراني: وهم -لا بديل- في مواجهة حقيقة الثورة الشعبية