أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - صرخة بروكسل ضد تدخلات الملالي: سوريا ضحية استراتيجية إنقاذ النظام














المزيد.....

صرخة بروكسل ضد تدخلات الملالي: سوريا ضحية استراتيجية إنقاذ النظام


مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

(Mehdioghbai)


الحوار المتمدن-العدد: 8455 - 2025 / 9 / 4 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من طهران، وفي قلب صلاة الجمعة في التاسع والعشرين من أغسطس 2025، خرج إمام جمعة خامنئي، حاجي علي أكبري، ليلقي بتهديد سافر وواضح تجاه "الحكومة السورية الجديدة". بعبارات لا تخلو من الصلف والغطرسة، أعلن أكبري سقوط هذه الحكومة، متوعداً: "إن شاء الله، قوات المقاومة وشباب سوريا سيأتون في المستقبل القريب أو البعيد بعون الله تعالى، وسيحررون سوريا أيضاً".
هذه التصريحات ليست مجرد زلة لسان، بل هي كاشفة بوضوح عن العقلية المتجذرة لنظام ولاية الفقيه في طهران، وعن مخططه الدائم لزعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى في سوريا والمنطقة بأسرها. إنها تؤكد ما قلناه مراراً وتكراراً في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: أن هذا النظام لن يتوقف عن التدخل في شؤون جيرانه ما دام على سدة الحكم.
لقد سمعنا قبل هذا مراراً وتكراراً على لسان قادة النظام ومسؤوليه، تأكيدهم بأن "لو لم نقاتل في سوريا والعراق ولبنان، لكان علينا أن نقاتل في طهران وأصفهان وسائر مدن إيران". وقد أكد المرشد الأعلى، علي خامنئي نفسه، هذا التوجه بشكل قاطع في لقائه مع عائلة "همداني" بتاريخ 12 أكتوبر 2015، حيث صرح قائلاً: «لو لم نتصدَّ في العراق وسوريا لكنا قد تصدّينا في طهران وفارس وخراسان وأصفهان». هذه العبارة، بحد ذاتها، تلخص الفلسفة الدموية التي يقوم عليها هذا النظام: تصدير الأزمة خارج الحدود لدرء خطر السقوط الداخلي. سوريا، للأسف الشديد، كانت ولا تزال إحدى أبرز ضحايا هذه الاستراتيجية المريضة.
لقد تغلغل نظام الملالي في سوريا تحت غطاء زائف من "الدفاع عن الحرم" أو "محاربة الإرهاب"، لكن هدفه الحقيقي كان حماية حليفه الديكتاتور بشار الأسد، وتثبيت أقدامه في ممر استراتيجي يمتد من طهران إلى بيروت. على مدى سنوات، أنفق النظام الإيراني عشرات المليارات من الدولارات - أموال الشعب الإيراني المنهوب - لدعم نظام الأسد، مما أدى إلى مقتل وتشريد الملايين من أبناء الشعب السوري الأبي، وتدمير حضارتهم وبنيتهم التحتية.
ممثل خامنئي في خطبته أشاد بالميليشيات التابعة للنظام في المنطقة، قائلاً: «لدينا في المنطقة جبهة المقاومة ووحدة الساحات، من اليمن القوي والشجاع إلى حزب الله البطل، إلى حماس والجهاد، وصولاً إلى الحشد الشعبي المجاهد، وجميعهم توحّدوا حول هذا الهدف». وأضاف أنّ خامنئي أوصى بتعزيز وحدة هذه الميليشيات، مؤكداً: «علينا أن نحافظ على هذا الاتحاد المقدّس»."
إن الثناء الذي كال به ممثل خامنئي على الميليشيات التابعة للنظام في المنطقة وتأكيده على "وحدة الساحات" وضرورة "الحفاظ على هذا الاتحاد المقدس"، ليس سوى إقرار صريح بأن هذه الميليشيات هي أدوات النظام لفرض هيمنته الإقليمية وإثارة القلاقل. إنها شبكة إرهابية عابرة للحدود، تديرها طهران، وتغذيها بأموال الإيرانيين ودماء أبناء المنطقة.
لقد بات من الواضح أن تدخلات النظام الإيراني في سوريا ليست مجرد سياسة عابرة، بل هي ركيزة أساسية لاستمراره. فكلما تزايدت الضغوط الداخلية عليه، وكلما ارتفعت حدة التناقضات والصراعات بين أجنحته المختلفة - كما حذر إمام جمعة خامنئي نفسه في خطبته - لجأ إلى إذكاء نيران الصراعات الخارجية. هذا هو شريان الحياة الذي يعتمد عليه لحرف الأنظار عن أزماته المستفحلة، وعن خطر الانتفاضة الشعبية المتزايد في الداخل.
واليوم، في ظل تصاعد حدة هذه الأزمات الداخلية، وتزايد الضغوط الدولية على النظام، أصبحت هذه الاستراتيجية أكثر وضوحاً. ففي 6 سبتمبر الجاري، من المقرر أن تشهد العاصمة البلجيكية بروكسل تظاهرة حاشدة للمعارضة الإيرانية، ينظمها أنصار منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وذلك للتنديد بانتهاكات النظام ودعواته المتكررة للتصعيد الإقليمي، وللمطالبة بمحاسبته على جرائمه ووقف تدخلاته کما هو تقام بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. هذه التظاهرات، التي تحظى باهتمام دولي، هي دليل آخر على أن النظام يستشعر الخطر من كل اتجاه، ويسعى جاهداً لإيجاد أي وسيلة لتحويل الأنظار عن التحديات الجوهرية التي يواجهها داخلياً وخارجياً.
اليوم، بينما يغرق نظام الملالي في بحر من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية غير المسبوقة، ومع تزايد حدة السخط الشعبي وارتفاع وتيرة الاحتجاجات الداخلية، يعود قادته مجدداً للتفكير في مخططاتهم التخريبية في سوريا. يبدو أنهم يعتقدون أن إثارة الفتنة وإسقاط أي حكومة سورية لا تتماشى مع مصالحهم، يمكن أن يمنحهم متنفساً إضافياً. وهذا ما أكدته التقارير الأخيرة عن اعتقال قوى الأمن الداخلي السوري لعناصر من قوات الحرس التابعة للنظام الإيراني في البوكمال، مما يثبت استمرار هذه التدخلات الخفية والعلنية.
إن رسالة الشعب الإيراني إلى الشعب السوري الصامد، وإلى كل أحرار المنطقة، واضحة لا لبس فيها: لن يتخلى نظام ولاية الفقيه عن تدخلاته الخارجية حتى آخر لحظة من بقائه. إن إشعال الحروب في المنطقة هو وسيلته الأساسية للبقاء، وإذا عجز عن التدخل الخارجي، فسيواجه تصاعد مقاومة الشعب الإيراني في الداخل، مما سيفتح الطريق أمام سقوطه الحتمي على يد شعبه ومقاومته المنظمة. إن الخلاص لسوريا، وللعراق، ولبنان، واليمن، بل للمنطقة بأسرها، يكمن في إنهاء حكم ولاية الفقيه في طهران.
إن ما يجري في سوريا ليس بمعزل عما يجري في إيران. إنها معركة واحدة ضد الاستبداد والاحتلال. وعندما ينتصر الشعب الإيراني، ستشرق شمس الحرية والسيادة على سوريا وعلى كل المنطقة."سوف يعبّر شعب إيران في السادس من سبتمبر بصوتٍ عالٍ عن رفضه لنظام الملالي و سیاساته.



#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تظاهرة بروکسل والمنعطف التأريخي في إيران
- رسالة حاسمة للسلام الإقليمي وصرخة الحرية من بروکسل
- بروكسل في 6 سبتمبر: دعوة عالمية لإيران حرة ومستقبل مستقر في ...
- استراليا تُغلق سفارتها وتُطرد دبلوماسيي للملالي بسبب أنشطة إ ...
- إيران بين تصدّع الداخل وفشل الأذرع
- مأزق خامنئي: أذرع الخارج لإنقاذ الداخل
- لبنان في مواجهة النفوذ الإيراني
- ازمة وجودية كبرى تهدد النظام الإيراني
- أزمة نووي الملالي بدأت بكشف المجلس الوطني للمقاومة عام 2002
- إيران حرة 2025؛ نحو جمهورية ديمقراطية
- انتفاضة العطشى تطرق أبواب النظام
- الحل الثالث: طريق الشعب الإيراني نحو التغيير بعيدًا عن الحرب ...
- تصاعد الإعدامات في إيران وسط إدانة ٣٠٩ شخص ...
- مأساة العمّال في بندرعباس
- كارثة بندر عباس: جريمة الحرس الثوري
- إعدامات النظام الإيراني: أداة قمع لمنع الانتفاضات
- حين تُصبح التجارة رهينة للصواريخ
- الوضع المتفجر في إيران: إعدامات ومفاوضات
- عديم الشرف: تناقضات خامنئي تتكشف
- الرعب في ظل التزلزل


المزيد.....




- مصممة الأزياء ياسمين يحيى تكشف شخصيات النجمات العربيات في ال ...
- الصين تستعرض قوتها العسكرية على وقع -ولادة نظام جديد-
- إسرائيل تتوقع نزوح مليون فلسطيني جراء هجومها على غزة وحماس ت ...
- فرنسا وحلفاؤها مستعدون لتقديم الضمانات الأمنية لأوكرانيا وهي ...
- تركيا: إلغاء حفل المغني إنريكو ماسياس عقب احتجاجات بسبب موقف ...
- تحالف الراغبين في باريس: ضمانات عسكرية لأوكرانيا أم رهان معل ...
- ما السيناريوهات المحتملة لعملية عسكرية أميركية كبيرة ضد فنزو ...
- محكمة هولندية تنظر في استئناف ضد الحكومة بشأن تصدير أسلحة لإ ...
- إسحاق بريك: خطة احتلال غزة ستكون كارثية على إسرائيل ولن تضعف ...
- وليد الخالدي مؤرخ مقدسي بلغ العالمية


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - صرخة بروكسل ضد تدخلات الملالي: سوريا ضحية استراتيجية إنقاذ النظام