مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
(Mehdioghbai)
الحوار المتمدن-العدد: 8329 - 2025 / 5 / 1 - 00:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في ظل الأزمات المتفاقمة التي يواجهها النظام الإيراني، يلجأ هذا النظام إلى أساليب قمعية متطرفة لمنع اندلاع الانتفاضات الشعبية. في يوم الأربعاء 30 أبريل 2025، نفذت السلطات الإيرانية إعدامات غير مسبوقة، حيث أُعدم أربعة سجناء في سجني وكيل آباد بمدينة مشهد وقزل حصار بكرج. هذه الإعدامات، التي شملت ثلاثة مواطنين بلوش وهم عبد الصمد گرگيج وشقيقين يدعيان عبد الغفار ونور الدين لجهئي، بالإضافة إلى سجين آخر، تُظهر بوضوح استراتيجية النظام في استخدام الإعدام كأداة لترهيب الشعب وكبح أي حركة احتجاجية محتملة.
قبل أيام قليلة، وتحديدًا في يوم السبت 26 أبريل 2025، كان النظام قد أعدم سجينًا سياسيًا بلوشيًا يُدعى رستم زينالديني في سجن زاهدان. هذا السجين، الذي اعتُقل في عام 2023 وتعرض للتعذيب الشديد، هو مثال آخر على سياسة النظام في استهداف الأقليات والمعارضين السياسيين. هذه الإعدامات المتتالية تأتي في وقت يعاني فيه النظام من أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية متفاقمة، مما يدفع الشعب الإيراني إلى حافة الانتفاضة. لكن بدلاً من معالجة هذه الأزمات، يختار النظام تصعيد القمع، متجاهلاً أبسط حقوق الإنسان.
تُظهر هذه الجرائم أن النظام الإيراني يعتمد على الإعدام كوسيلة لإسكات الأصوات المعارضة ومنع أي تحرك شعبي قد يهدد بقاءه. فالسجناء الذين تم إعدامهم، سواء كانوا من الأقليات البلوشية أو المعارضين السياسيين، يُتهمون غالبًا بتهم ملفقة مثل التجسس أو التعاون مع جهات أجنبية، دون محاكمات عادلة أو أدلة موثوقة. هذا النهج يكشف عن طبيعة النظام القمعية التي لا تعترف بحق الحياة أو بأي معايير دولية لحقوق الإنسان.
في هذا السياق، جدد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية دعوته العاجلة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه لاتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ السجناء المحكوم عليهم بالإعدام. كما طالب المجلس بإحالة ملف انتهاكات حقوق الإنسان في إيران إلى مجلس الأمن الدولي، ومحاسبة قادة النظام الإيراني على جرائمهم المستمرة، بما في ذلك الإعدامات والمجازر التي ارتكبوها على مدى عقود.
إن هذه الإعدامات ليست مجرد أحكام قضائية، بل هي أداة سياسية يستخدمها النظام لإطالة بقائه في السلطة على حساب أرواح الأبرياء. إن صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم يعطي النظام الضوء الأخضر لمواصلة سياساته القمعية. لذا، فإن التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها ليس مجرد واجب إنساني، بل ضرورة ملحة لدعم الشعب الإيراني في نضاله من أجل الحرية والعدالة.
#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)
Mehdioghbai#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟