نساء إيران: قوة التغيير نحو مستقبل حر في مؤتمر باريس 2025

مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
(Mehdioghbai)

الحوار المتمدن-العدد: 8264 - 2025 / 2 / 25 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في يوم السبت الموافق 4 مارس، انعقد في باريس المؤتمر الدولي تحت عنوان "النساء قوة التغيير - إيران حرة 2025"، بحضور السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية. شهد المؤتمر مشاركة نخبة من الشخصيات البارزة المدافعة عن حقوق النساء وحقوق الإنسان، إلى جانب خبراء دوليين وسياسيات نساء شغلن مناصب قيادية مرموقة. كان الحدث منصة لإبراز دور المرأة الإيرانية في النضال من أجل الحرية والديمقراطية، مع تأكيد عالمي على دعم هذا المسعى.

خلال المؤتمر، قدمت السيدة كانديس بيرغن، الزعيمة السابقة لحزب المحافظين الكندي، بياناً وقّعه أكثر من 650 شخصية عالمية من قادة سابقين ونواب برلمانيين ومحامين وخبراء ومدافعين عن حقوق الإنسان والنساء، إلى جانب حائزين على جوائز نوبل من أكثر من 80 دولة. تم تقديم هذا البيان إلى السيدة رجوي كتعبير عن التضامن مع "النساء الشجاعات في إيران". دعا الموقعون على البيان المنظمات الحقوقية والأفراد المحبين للحرية في جميع أنحاء العالم إلى رفع أصواتهم والضغط على المؤسسات الدولية للمطالبة بإلغاء قانون "العفاف والحجاب" غير الإنساني، ومحاسبة النظام الإيراني على انتهاكاته لحقوق الإنسان. كما أكد البيان دعمه لشعار السيدة رجوي: "لا للحجاب الإجباري، لا للدين الإجباري، لا للحكم الإجباري".

وشهد المؤتمر مشاركة نساء شغلن مناصب مثل رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء والوزارات في بلدانهن. فقد أشادت السيدة روزاليا أرتيغا سيرانو، رئيسة الإكوادور السابقة، بدور النساء في المقاومة الإيرانية، واصفة إياهن بالنموذج الملهم. وقالت: "النساء في حركة المقاومة الشعبية الإيرانية يمتلكن القدرة على جلب الحرية والديمقراطية إلى إيران، وهن مثال يحتذى به للبشرية جمعاء". وأضافت أنها تدعم برنامج السيدة رجوي المكون من 10 نقاط للشعب الإيراني، وميثاقها المكون من 12 بنداً لضمان حقوق النساء، مؤكدة: "لا للإعدام، لا لتهميش النساء".

من جانبها، قالت السيدة آنلي ياتينماكي، أول رئيسة وزراء لفنلندا في عام 2003: "نحن هنا اليوم لنحتفي بشجاعة النساء الإيرانيات اللواتي عانين لأكثر من أربعة عقود تحت حكم قمعي، لكنهن لم يصمتن أبداً". وأوضحت أن نضال المرأة الإيرانية لا يقتصر على قضية الحجاب، بل هو صراع من أجل الحريات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مشيرة إلى شعارهن "المرأة، المقاومة، الحرية، المساواة" كدليل على اختيارهن طريق التغيير.

وفي كلمتها، وجهت السيدة ميشيل أليو ماري، وزيرة الخارجية والداخلية والدفاع الفرنسية السابقة، كلاماً للسيدة رجوي قالت فيه: "نضالك هو نضال النساء والرجال الإيرانيين الذين خرجوا إلى الميدان تحت شعار ’المرأة، المقاومة، الحرية‘، حتى لو كلفهم ذلك حياتهم، لمواجهة نظام يشكل تهديداً لاستقرار المنطقة والعالم". وأضافت أن التغيير في إيران لن يتحقق إلا بجهود النساء والرجال الذين يؤمنون بالحرية والديمقراطية وفصل الدين عن الدولة والمساواة. ووصفت كلمة السيدة رجوي في المؤتمر بأنها "مليئة بالفكر"، وأظهرت أن السياسة تعني امتلاك رؤية وفلسفة ليس فقط لإدارة البلاد، بل لتوجيه الحياة نحو كلمة "السلام" الأجمل.

استهلت السيدة مريم رجوي كلمتها في المؤتمر بتحية الأبطال الذين سطّروا تاريخ المقاومة الطويل للمرأة الإيرانية، خاصة أولئك الذين يعملون في "الوحدات الثورية"، مستعدين في كل لحظة للاعتقال والتعذيب والإعدام. وأشارت إلى أن هؤلاء يواصلون نضالاً مستمراً منذ 44 عاماً، وصفه النظام بـ"الحرب الداخلية" بين الشعب من جهة والفاشية الدينية من جهة أخرى. وقالت إن النظام يسعى لضمان بقائه عبر السلاح النووي، لكن الزمن تغير، وآلته الحربية في المنطقة انهارت، وآن الأوان لانهيار آلة الحكم داخل إيران.

وأكدت رجوي أن الحرية تتصارع مع الاستبداد، وأن الديكتاتورية زائلة لا محالة، كما أسقط الشعب الشاه وأسرته من قبل. وانتقدت ادّعاء الشاه أنه "خداوندگار" بسلطنة موهوبة إلهياً كانت محرمة على النساء، مشيرة إلى أن الخامنئي اليوم يدّعي في دستوره السلطة المطلقة ويمثل الله على الأرض. وختمت بالقول إن الثورة قادمة، وإن الحلم الثوري الذي سرقه الخميني في 1979 سينتصر حتماً.

بهذا، شكّل المؤتمر منصة دولية لدعم المرأة الإيرانية في نضالها، مع تأكيد عالمي على أن التغيير في إيران لن يتحقق إلا بقوة شعبها، وبقيادة نسائها الشجاعات.

#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل