قناة الحرية: صوت المقاومة الإيرانية ورمز الاستقلال المالي في مواجهة نظام الملالي

مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
(Mehdioghbai)

الحوار المتمدن-العدد: 8232 - 2025 / 1 / 24 - 18:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

شهدت الحملة الوطنية التاسعة والعشرون لدعم "قناة الحرية"، تلفزيون المقاومة الإيرانية، والتي تُنظم دوريًا لجمع التبرعات لهذا المنبر الشعبي، عرضًا رائعًا للوحدة والتضامن الشعبي دعماً للنضال من أجل الحرية والديمقراطية في إيران. استمرت هذه الحملة من 18 إلى 21 يناير 2025 لمدة 54 ساعة، ونجحت في جمع مبلغ كبير بلغ 599 مليارًا و420 مليون تومان (ما يعادل 7 ملايين و310 آلاف دولار).
لم تكن هذه الحملة مجرد نجاح مالي كبير لـ "قناة الحرية"، بل شكلت أيضًا رمزًا قويًا للاستقلال المالي والسياسي للمقاومة الإيرانية. كما أشار العديد من المشاركين، فإن هذا الحدث يُعد صفحة مشرفة في تاريخ النضال ضد نظام الملالي وشهادة على شرعية وقاعدة المقاومة الشعبية.
خلال الحملة، تم تفعيل 110 خطوط اتصال هاتفية في دول مختلفة، بالإضافة إلى خطوط الإنترنت والاتصالات المرئية، لربط الإيرانيين داخل البلاد وخارجها. واستمرت حملات الدعم والإعلان عن الحملة، المصحوبة بهاشتاغات مختلفة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، بشكل متواصل.
شارك عدد كبير من الإيرانيين من طهران ومدن أخرى داخل البلاد عبر الاتصال بـ "قناة الحرية" لإعلان تبرعاتهم، لكن الكثير منهم لم يتمكن من الوصول بسبب ضغط الاتصالات. ومن بين الرسائل الصوتية والمكتوبة الكثيرة التي تلقاها التلفزيون، لم يتم بث إلا جزء صغير منها بسبب ضيق الوقت.

تنوّع مذهل في المشاركة
تميزت هذه الحملة بتنوع وديناميكية المشاركين فيها، من داخل إيران وخارجها. شارك فيها النساء والرجال، الشباب والمسنّون، وحتى الأطفال. وشملت الحملة ممثلين من مختلف الطبقات الاجتماعية والمهنية، بما في ذلك أبطال رياضيون وطنيون، خبراء، باحثون، أساتذة جامعيون، مختصون، وأعضاء الجاليات الإيرانية، فضلًا عن أسرى سياسيين سابقين.
أكد الخبراء الذين شاركوا في هذه الحملة أنه، كما صرحت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة في البرلمان الأوروبي، هناك الآلاف من الخبراء والأساتذة الإيرانيين البارزين في الخارج ينتظرون بفارغ الصبر الإسهام في إعادة بناء إيران بعد إسقاط النظام.

رسالة أمل وصمود
عبّر الإيرانيون داخل البلاد وخارجها عن أملهم في جهود "قناة الحرية" لمواجهة الرقابة الاستبدادية والاستعمارية، وأشادوا بموقع المقاومة الثورية المنتصر. وكرروا دعمهم للبديل الديمقراطي في مواجهة الفاشية الدينية وبقايا ديكتاتورية الشاه المفروضة.
ركزت العديد من الرسائل الداعمة على التحولات الإقليمية، خاصة في سوريا. أعرب العديد من المشاركين عن ارتياحهم لسقوط نظام بشار الأسد واعتبروه ضربة قاسية لنفوذ النظام الإيراني، الذي أنفق موارد البلاد على حروبه التوسعية بينما يعيش الشعب في فقر ومعاناة.
تبرز أهمية هذه الحملة في ضوء الاتهامات السابقة ضد منظمة مجاهدي خلق، مثل مزاعم الفساد المالي وغسيل الأموال خلال محاكمات 17 يونيو. وقد نفت المحاكم هذه الادعاءات تمامًا بعد تحقيقات واسعة، مما أكد على شفافية المنظمة.

خطاب السيدة مريم رجوي
في رسالة وجهتها السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة، وصفت الحملة بأنها "معركة تجسد الاستقلال والفخر، ورمزًا تاريخيًا لإرادة المقاومة". وأكدت أن هذه المقاومة تعتمد فقط على الشعب الإيراني لإنهاء الاستبداد وإقامة جمهورية ديمقراطية حرة.
شهدت الحملة مشاركة شخصيات سياسية وبرلمانية من مختلف دول العالم، مشيدة باستقلال المقاومة الإيرانية ودورها في مواجهة الديكتاتورية الدينية.
في الختام، أثبتت هذه الحملة، رغم الضغوط والتحديات، أن المقاومة الإيرانية تحظى بدعم شعبي واسع، وأن "قناة الحرية" تلعب دورًا حاسمًا في النضال ضد نظام الملالي. لم تكن الحملة مجرد نجاح مالي، بل أيضًا انتصارًا كبيرًا في ساحة الرأي العام وتجسيدًا لقوة وتماسك المقاومة الإيرانية.

#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل