أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - انهيار إمبراطورية خامنئي














المزيد.....

انهيار إمبراطورية خامنئي


مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

(Mehdioghbai)


الحوار المتمدن-العدد: 8213 - 2025 / 1 / 5 - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهد عام 2024 تطورات دراماتيكية مهدت الطريق لانهيار النفوذ الإقليمي للنظام الإيراني، حيث كانت بداية عام كارثي لهذا النظام، الذي واجه ضربات قوية في مناطق عدة. مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بدأ النظام الإيراني في مواجهة أزمات سياسية وعسكرية خانقة، تزامنًا مع انهيار اقتصادي غير مسبوق.

في نيسان (أبريل) 2024، استهدفت إسرائيل مبنى بالقرب من السفارة الإيرانية في دمشق، المعروف بـ "القنصلية". ردًا على ذلك، شنت إيران هجومًا واسعًا شمل أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ ضد إسرائيل. لكن هذا الهجوم فشل في تحقيق أهدافه، وأظهر نقاط ضعف النظام الإيراني على الصعيد العسكري. هذا الفشل في الرد على الهجوم الإسرائيلي يزيد من هشاشة الموقف الإيراني في المنطقة.

وفي مايو 2024، كانت ضربة أخرى للنظام الإيراني تمثلت في وفاة إبراهيم رئيسي، الرئيس السابق للنظام، في حادث تحطم مروحية بسبب الضباب الكثيف. وكان رئيسي يُعتبر أحد الشخصيات البارزة في النظام، وكان يُتوقع له أن يكون خليفة للمرشد الأعلى علي خامنئي. شكلت وفاته فراغًا كبيرًا في القيادة الإيرانية، ما زاد من انعدام الاستقرار في الداخل الإيراني.

وفي يوليو، تعرض النظام الإيراني إلى ضربة أخرى عندما نجحت إسرائيل في تنفيذ عملية استخباراتية أدت إلى اغتيال قائد حركة حماس، إسماعيل هنية، الذي كان في طهران لحضور مراسم تنصيب الرئيس الجديد. وتعد هذه العملية تصعيدًا خطيرًا في الهجمات الإسرائيلية ضد حلفاء إيران في المنطقة.

أما في سبتمبر 2024، فكان حزب الله اللبناني هدفًا لعملية أمنية إسرائيلية معقدة، حيث انفجرت آلاف من أجهزة الاتصال (البيجر) المفخخة في مناطق جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، مما أسفر عن إصابة المئات وقتل عدد من قادة الحزب. هذا الهجوم أضر بشكل كبير بقدرات حزب الله العسكرية والعملياتية.

ثم جاء 27 سبتمبر 2024 ليشكل قمة أخرى في سلسلة الهجمات الإسرائيلية ضد إيران وحلفائها، حيث تم اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله. هذه الضربة كانت بمثابة تصعيد آخر يعكس ضعف قدرة النظام الإيراني على حماية حلفائه في المنطقة.

على الصعيد الاقتصادي، وصلت الأزمة الإيرانية إلى مستويات غير مسبوقة. في نوفمبر 2024، انخفض الريال الإيراني إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، حيث فقد نحو 46% من قيمته. هذا الانهيار الاقتصادي ترافق مع توقعات بفرض عقوبات أمريكية جديدة بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. كل هذه العوامل أدت إلى زيادة الضغط على النظام الإيراني، الذي كان عاجزًا عن إيجاد حلول حقيقية لأزماته الداخلية.

وإضافة إلى مشكلاته الاقتصادية، تعرض النظام الإيراني لخسارة دبلوماسية كبيرة في نوفمبر عندما وافق حزب الله على وقف إطلاق النار مع إسرائيل وسحب قواته من جنوب لبنان. هذا الاتفاق أضعف النفوذ الإيراني في لبنان وأدى إلى تقليص قدرة إيران على استخدام حزب الله كأداة لتحقيق أهدافها في المنطقة.

لكن الضربة الأشد والأهم جاءت في ديسمبر 2024، مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا. هذا الحدث شكّل نهاية للنفوذ الإيراني في سوريا، حيث استولت القوات الوطنية السورية وثوارها على دمشق، ما اضطر إيران إلى سحب قواتها، بما في ذلك قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني. هذا السقوط أدى إلى قطع طريق الإمداد الحيوي الذي كان يستخدمه النظام الإيراني لدعم حزب الله وجماعاته في المنطقة، وهو ما يعد خسارة استراتيجية هائلة لإيران.

تعتبر هذه الخسارة ضربة قاسية لنظام الملالي، خاصة وأن مسؤولين إيرانيين كانوا يصفون سوريا بأنها "المحافظة الإيرانية الـ35"، وأكدوا على أن خسارتها تعني فقدان إيران لأهم مناطق نفوذها في الشرق الأوسط. وسبق لمهدي طائب، رئيس مقر "عمّار" الاستراتيجي للحروب الناعمة، أن أكد على أهمية سوريا بالنسبة لإيران بالقول: "إذا خسرنا سوريا، لن نتمكن من الاحتفاظ بطهران".

وقد أكد المرشد الأعلى علي خامنئي في مناسبات عدة على أن الصراع في سوريا والعراق واليمن هو صراع وجودي بالنسبة للنظام الإيراني، وأن "العدو الحقيقي ليس خارجيًا بل داخلي"، في إشارة إلى أن الشعب الإيراني هو من يشكل التهديد الأكبر لنظامه. واليوم، مع انهيار النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان، وارتفاع حدة الضغوط الداخلية، بات النظام الإيراني في مواجهة مع الواقع الذي طالما تجنب مواجهته: الصراع الحقيقي بين الشعب والنظام.



#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2024: التحديات الكبرى للنظام الإيراني وأزمة النفوذ الإقليمي
- الحرس الثوري الإيراني يشدد قبضته على صادرات النفط
- جيش الجياع.. الشرارة الأخيرة قبل الانفجار الكبير
- إيران تحت الضغط: تهديدات نووية للتغطية على مخاوفها من العقوب ...
- خامنه‌ای و نظامه في مستنقع الأزمات: التهديد النووي ومخا ...
- ذكرى انتفاضة نوفمبر وفزع النظام
- عندما يقع الملالي في مأزق
- خامنئي يراقص النار هرباً من السقوط
- النظام الإيراني: بين الحرب والاستسلام، لا طريق ثالث
- الميزانية الإيرانية لعام 1404: معاناة الشعب وتوجهات النظام
- رد لبناني قاسٍ على التدخل الإيراني: بداية النهاية؟
- بديلان واهيّان: رضا ومجتبي
- تفاقم معركة بين العصابات الحاكمة في طهران
- خامنئي بين خيارين مريرين لا مخرج منه
- الإيرانيون يرفضون بزشکيان ويطالبون بإسقاط النظام
- انهيار النظام من الداخل والخارج
- إيران على أعتاب العاصفة: انتفاضة 2022 وتحوّل مسار المقاومة
- لماذا يزورمسعود بزشکيان العراق؟
- من الخبز إلى الثورة: كيف يقود الفقر إيران نحو التغيير؟
- هل يمكن لمشروع «خامنئي - پزشکیان» أن يعيق الانتفاضة؟


المزيد.....




- بأمر من بوتين.. هدنة إنسانية بعيد الفصح
- مصر.. إخلاء سبيل -بلوغر- شهيرة بكفالة بعد ادعاء سرقة وهمية ( ...
- نتنياهو نخوض حربا على عدة جبهات وثمنها باهظ
- عرض مميز في حوض للأسماك بالبرازيل بمناسبة عيد الفصح
- سلسلة غارات جوية أمريكية تستهدف مواقع متفرقة في صنعاء
- عراقجي يلمح إلى استحالة العودة إلى اتفاق عام 2015 بشأن البرن ...
- ماسك يدلي بتصريح -قاس- عن الولايات المتحدة
- -القسام- تنفذ كمينا مركبا ضد قوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة ...
- مالي تصف -هدنة عيد الفصح- بأنها لفتة إنسانية مهمة من بوتين
- سموتريتش يدعو نتنياهو إلى حكم غزة عسكريا وتغيير أسلوب الحرب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - انهيار إمبراطورية خامنئي