لحظة حاسمة في النضال ضد النظام الإيراني

مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
(Mehdioghbai)

الحوار المتمدن-العدد: 8219 - 2025 / 1 / 11 - 17:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في ظل التحولات السريعة التي تشهدها المنطقة، نجد النظام الإيراني يواجه سلسلة من الهزائم المتتالية، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي. من فقدانه السيطرة على ميليشياته ووكلائه في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان ونظام الأسد في سوريا، إلى تلقيه آخر ضربة تمثلت في انتخاب رئيس جديد للبنان، وهي خطوة أنهت سنوات من الجمود السياسي الذي تسبب فيه تدخل النظام الإيراني عبر ذراعه في حزب الله. هذا التحول السياسي يشير إلى بوادر انفراجات ملموسة في العديد من الملفات الإقليمية، ويعكس تراجع نفوذ النظام الذي طالما اعتمد على الفوضى والتدخلات لفرض أجندته.
ضمن هذا السياق، جاء اللقاء بين السيد مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي السابق، والسيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، كأحد أبرز معالم هذا المشهد الجديد. هذا اللقاء يُعَد تأكيدًا على دور المقاومة الإيرانية في رسم ملامح مستقبل يضمن الحرية والديمقراطية لإيران والمنطقة بأسرها. ويتزامن مع هذه التطورات لحظة تاريخية مفصلية في النضال ضد النظام الإيراني، وهو ما تتناوله المقالة التالية.
في التاسع من يناير 2025، عُقد اجتماع مهم في مقر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) في أوفيرسورواز بفرنسا، حيث شكّل هذا الحدث لحظة بارزة في مسيرة النضال ضد النظام الحاكم في إيران. وشارك في هذا الحدث السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، والسيد مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي السابق، إلى جانب رسائل تضامن من أعضاء أشرف 3 في ألبانيا.

افتتحت السيدة مريم رجوي الاجتماع بالترحيب بالمشاركين وتسليط الضوء على صمود المقاومة وتقدمها. ووصفت عام 2024 بأنه عام مليء بالهزائم الخطيرة للنظام الإيراني، مشيرة إلى مقاطعة واسعة للانتخابات الصورية، وتزايد السخط الشعبي، وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا كضربة مدمرة للنظام الإيراني. واعتبرت رجوي أن هذا السقوط يُظهر ضعف النظام بشكل هيكلي، وأكدت أن سقوط الأسد يحمل رسالة واضحة للشعب الإيراني مفادها أن إسقاط الديكتاتورية الإجرامية أمر ممكن.

تناولت رجوي أوضاع النظام من جوانب متعددة، مشيرة إلى أزمات اقتصادية كالتضخم الذي بلغ 40%، والفقر المتزايد، وازدياد الانشقاقات داخل قوات النظام. كما أشادت بدور وحدات المقاومة في تعزيز الأنشطة الاحتجاجية وتوسيع الدعم الشعبي للانتفاضات القادمة. وأكدت أن هذه الوحدات لا تكتفي بمواجهة جهاز القمع التابع للنظام، بل تُلهم الشعب داخل إيران لمواصلة النضال.

وشددت رجوي على أن الاعتراف بالمقاومة الإيرانية من قِبل المجتمع الدولي ليس خيارًا من بين خيارات متعددة، بل هو الحل العملي والوحيد لمواجهة الفاشية الدينية التي تحكم إيران. وأعادت التأكيد على رؤية المقاومة المتمثلة في إقامة جمهورية ديمقراطية تعددية تستند إلى المساواة بين الجنسين وفصل الدين عن الدولة.

من جانبه، تحدث السيد مايك بومبيو عن ضعف النظام الإيراني وأكد على أهمية المقاومة الإيرانية كبديل موثوق ومؤهل. ووصف النظام بأنه في أضعف حالاته التاريخية، مشيرًا إلى أن قادة النظام، وخاصة المرشد الأعلى، لم يعودوا يملكون الأمل في تحسين الأوضاع أو القدرة على الحفاظ على دعم مؤيديهم.

أكد بومبيو على ضرورة الدعم الدولي للمقاومة الإيرانية، وعلى حق الشعب الإيراني في التصدي لقوات القمع التابعة للنظام. كما أشاد بخطة النقاط العشر التي قدمتها مريم رجوي، والتي تشمل إجراء انتخابات حرة، وفصل الدين عن الدولة، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وجعل إيران دولة خالية من الأسلحة النووية. واعتبر أن هذه الخطة تمثل برنامجًا يستحق الدعم من جميع الشعوب.

وشدد بومبيو على ضرورة أن تركز السياسة الأمريكية على دعم المقاومة الإيرانية والاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة كأفضل بديل للنظام الحالي. وأشار إلى أهمية فرض الضغوط القصوى على النظام الإيراني كوسيلة لإضعافه بشكل أكبر.

اختُتم الاجتماع بتأكيد أن المقاومة الإيرانية المنظمة تبقى المحور الأساسي لتحقيق الحرية والعدالة للشعب الإيراني. وأظهرت رسائل هذا الحدث بوضوح أن المستقبل الأفضل لإيران ممكن فقط من خلال تعزيز المقاومة ودعم جهودها على الصعيدين الداخلي والدولي.

#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات