أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - حين تُصبح التجارة رهينة للصواريخ














المزيد.....

حين تُصبح التجارة رهينة للصواريخ


مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

(Mehdioghbai)


الحوار المتمدن-العدد: 8328 - 2025 / 4 / 30 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانفجار المدوي الذي هزّ ميناء رجائي في بندر عباس لم يكن حادثًا صناعيًا عارضًا، بل كان جريمة مكتملة الأركان، ارتكبها الحرس الثوري الإيراني تحت غطاء رسمي من نظام ولاية الفقيه. هذه الفاجعة كشفت كيف حوّل النظام الإيراني أهم ميناء تجاري في البلاد إلى قاعدة عسكرية سرّية لتخزين وتداول أسلحة الموت.
بينما كان ينبغي أن يكون الميناء في خدمة الشعب الإيراني، لتأمين حاجاته من الغذاء، الدواء، ومواد البناء والصناعة، اختار النظام استخدامه لتكديس مواد متفجرة تُستخدم في تصنيع صواريخ بالستية، معرضًا حياة مئات الآلاف للخطر.
الحقائق التي لا يمكن إنكارها: أعلنت لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن المواد المنفجرة كانت مخزنة في مستودعات شركة "بناگستر"، وهي شركة تابعة لمجموعة "سبهر انرجي"، المرتبطة مباشرة بوزارة الدفاع الإيرانية، والتي تخضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2023. المادة المنفجرة هي "بيركلورات الصوديوم"، والتي تُستخدم في تصنيع وقود الصواريخ الباليستية.
ورغم خطورة هذه المادة، لم يتم التصريح عنها لدى الجمارك أو اتخاذ تدابير الأمان الدولية المتعارف عليها، بل دخلت كمادة "عادية"، كما كشف المدير التنفيذي لشركة خدمات الموانئ "سينا". هذه الجريمة تمت بعلم وتنسيق مباشر من قيادات الحرس الثوري.
من المسؤول؟ المسؤولية تقع مباشرة على عاتق الحرس الثوري، ومن ورائه مرشد النظام، علي خامنئي، الذي منح هذا الجهاز صلاحيات مطلقة في المجالات الاقتصادية، الأمنية، والعسكرية. فالحرس، الذي يُفترض أن يحمي الشعب، بات اليوم أكبر تهديد على أمنه وسلامته.
ومن الملفت أن أول ما اهتمت به الأجهزة الأمنية بعد الانفجار لم يكن إنقاذ الضحايا أو السيطرة على النيران، بل التعتيم الإعلامي، نشر الأخبار الكاذبة، ومنع الصحفيين من الاقتراب. لم يُعلن العدد الحقيقي للضحايا، ولم يتم تقديم أي تقرير فني محايد حتى اليوم.
الرد الرسمي: كذب ثم إنكار ثم نظرية المؤامرة: سارعت أجهزة النظام لتقديم روايات متضاربة. المتحدث باسم وزارة الدفاع نفى وجود أي مواد عسكرية في الميناء. نواب في البرلمان تحدثوا عن "تخريب إسرائيلي". صحيفة فرهيختگان طرحت سيناريو "هجوم سياسي" متزامن مع المفاوضات. كل هذا بينما كانت صور النيران والحاويات المحترقة تُثبت الحقيقة.
السوابق تُثبت النمط: ما حدث في بندر عباس ليس حدثًا معزولًا. تكررت هذه الكوارث من قبل:
كارثة مرفأ بيروت في 2020 نتيجة تخزين نترات الأمونيوم في منطقة مدنية.
حريق مصفاة طهران 2021.
انفجارات متكررة في منشآت عسكرية تحت سيطرة الحرس.
النظام الإيراني يكرر الأخطاء ذاتها: الإهمال، الغطرسة، استخدام المنشآت المدنية لتخزين أسلحة، ثم التبرير والتكذيب.
النتائج الاقتصادية والاجتماعية:
تدمير أكثر من 10 آلاف حاوية.
توقف العمليات التجارية في الميناء لعدة أيام.
فقدان ثقة الشركاء التجاريين الإقليميين والدوليين.
خسائر مادية بمليارات الدولارات.
ازدياد البطالة المؤقتة في المدينة.
انتشار الرعب بين السكان المحليين، خاصة مع تكرار الانفجارات في الأيام التالية.
بندر عباس: بين التجارة والعسكرة: لم يكن تحويل الميناء إلى قاعدة عسكرية قرارًا عشوائيًا. بل هو جزء من استراتيجية أوسع يعتمدها الحرس الثوري للهيمنة على البنية الاقتصادية للبلاد. يسيطر الحرس على:
الموانئ.
المطارات.
شبكات النقل البري والبحري.
شركات البناء والطاقة.
البنوك وشركات الصرافة.
هذا التغلغل يمكّنه من تهريب الأسلحة، النفط، وحتى المخدرات، دون رقابة، ويضمن له تمويل عملياته في الخارج.
إجرام مستمر تحت غطاء الشرعية: تمتلك إيران اليوم أكثر من 40 رصيفًا غير قانوني، يستخدمها الحرس لأغراض التهريب. وقد وثّقت تقارير ويكيليكس ومنظمات مكافحة الجريمة الدولية تورط إيران في شبكات تهريب مخدرات إلى أوروبا وأفريقيا عبر ميناء بندر عباس.
خاتمة: مقاومة الجريمة واجب وطني: الحادثة ليست فقط مأساة إنسانية، بل جرس إنذار. ما دام الحرس الثوري يسيطر على الموانئ والمطارات والشركات، فستظل حياة الإيرانيين في خطر.
لقد آن الأوان لمحاسبة المسؤولين، بدءًا من قادة الحرس إلى خامنئي نفسه، الذي أعطى الضوء الأخضر لتحويل البلاد إلى ساحة خلفية لصراعاته الإقليمية. على الشعب الإيراني، وفي مقدمته شباب بندر عباس، أن يرفضوا تحويل مدنهم إلى مخازن موت.
الميناء يجب أن يعود إلى وظيفته الأساسية: خدمة الناس، لا قتلهم. التجارة لا يجب أن تكون رهينة للصواريخ، ولا يجوز أن يتحكم الحرس في أرزاق الناس وأرواحهم. إن الصمت على هذه الجرائم هو مشاركة فيها.
وإذا لم يُجبر هذا النظام على التراجع، فإن بندر عباس لن تكون الأخيرة، وستتكرر المأساة في مدن أخرى، ما دام السلاح مقدّمًا على الحياة، والتهريب أولى من التنمية.



#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع المتفجر في إيران: إعدامات ومفاوضات
- عديم الشرف: تناقضات خامنئي تتكشف
- الرعب في ظل التزلزل
- سلاسل الولاية المتزلزلة: اعتراف خامنئي بحافة الانهيار
- ثوران الشعب: سقوط النظام
- تحذيرات أمريكا والرعب الحقيقي للنظام الإيراني
- إيران تحطم رقماً قياسياً في الإعدامات عام 1403 الإيراني: 115 ...
- ولاية الفقيه في مهب السقوط: هزائم النظام الإيراني في العام ا ...
- النظام الإيراني في مأزق: هجمات أمريكا على الحوثيين وتهديدات ...
- خامنئي محاصر بالأزمات.. هل تقترب ولاية الفقيه من نهايتها؟
- إيران: الأزمة الشاملة والمخاوف من انفجار الغضب الشعبي
- إيران على صفيح ساخن: خيارات خامنئي بين تجرع كأس السم والانفج ...
- أفق جديد للنضال: رحلة المقاومة الإيرانية الداخلية والدولية
- مريم رجوي خلال أمسية رمضانية: سقوط نظام الملالي حتمي والبديل ...
- مسيرة في واشنطن: دعم للمقاومة الإيرانية
- تهريب الوقود واختلال توازن الطاقة في نظام ولاية الفقيه
- نساء إيران: قوة التغيير نحو مستقبل حر في مؤتمر باريس 2025
- مؤتمر يوم المرأة العالمي في باريس: المرأة، قوة التغيير
- رسالة تظاهرة إيرانية في باريس: البديل الديمقراطي قادم
- مظاهرة 8 فبراير في باريس: صرخة إيرانية من أجل الحرية والديمق ...


المزيد.....




- -إفريقيا قارة المستقبل- – إثيوبيا
- المبادرة المصرية تطالب وزارة الداخلية بتمكين محمد عادل من حق ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- مقاتلات هندية تنسحب من أجواء كشمير بعد تحرك باكستاني فوري
- -فضيحة تجسس- جديدة... برلين تتهم وبكين تنفي!
- الاتحاد الإفريقي يرفع العقوبات عن الغابون بعد انتهاء المرحلة ...
- شويغو: إقامة دولة فلسطينية هو السبيل الوحيد لإحلال سلام دائم ...
- بيسكوف يعلق على إمكانية الاتصال المباشر بين بوتين وترامب
- دبلوماسي أمريكي يرجح إعلان واشنطن عن اتفاق المعادن مع أوكران ...
- -رويترز-: الأردن نجح في الحفاظ على المساعدات الأمريكية


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - حين تُصبح التجارة رهينة للصواريخ