أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - ثوران الشعب: سقوط النظام














المزيد.....

ثوران الشعب: سقوط النظام


مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

(Mehdioghbai)


الحوار المتمدن-العدد: 8298 - 2025 / 3 / 31 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعيش إيران اليوم حالةً من التوترات المتراكمة على صعيدين داخلي وخارجي، مما يجعلها تواجه تحديات مصيرية في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية خانقة وضغوط أمريكية متصاعدة. وفي خضم هذا المشهد، يقف علی خامنئي مرشد النظام عند مفترق طرق حاسم: مواجهة التهديدات بالمباشرة أو الدخول في مفاوضات تبدو كأنها كأس السم، أي خيار سام قد يحمل نتائج وخيمة للنظام.
ظروف متأزمة
تشهد إيران في السنوات الأخيرة تصاعدًا في المشاکل الإقتصادیة، حيث أثّرت الأزمات المالية المستمرة والتحديات البنيوية على مستوى المعيشة لدى المواطنين. تشير التقديرات إلى أن البلاد تواجه عجزًا ماليًا يفوق قدرات الاقتصاد المحلي، مع احتياج يفوق المئات من المليارات من الدولارات في ظل ناتج محلي يعاني من ضغوط اقتصادية حادة. وقد تم رصد آثار هذه الضغوط في ارتفاع معدلات التضخم وتراجع الثقة لدى المواطنين، ما دفع بعض المحللين داخل النظام إلى التحذير من احتمال وقوع احتجاجات اجتماعية عنيفة ومفاجئة.
وقد تناول الخبراء في الداخل الحديث عن إمكانية نشوب ثورات وحركات احتجاجية مشابهة لتلك التي شهدتها البلاد في فترات سابقة، حيث أدت الاحتجاجات مثل تلك التي وقعت بعد انتفاضة ۲۰۲۲ إلى تغييرات جذرية في الأوضاع الاقتصادية والسياسية. وفي ظل تراكم المشاكل وعدم إيجاد حلول جذرية، يبقى الشعب الإيراني يعاني من ضغوط يومية دون وعد بتحسن حقيقي.
تحديات داخلية
من وجهة نظر بعض المحللين الحكوميين، تشير الظروف الراهنة إلى أن الاحتجاجات الاجتماعية ليست سوى نتيجة طبيعية لسنوات من الإهمال السياسي والاقتصادي. فقد أكد محللون مثل شقاقي ودورديان أن الأزمة ليست جديدة، بل هي حالة متراكمة منذ عقود. فهم يرون أن المشكلات الأساسية مثل الفساد الإداري، والتفاوت الاجتماعي، والأزمات المالية المتلاحقة قد وضعت البلاد في حالة استعداد دائم لأي تغيير جذري.
وأشار هؤلاء المحللون إلى أن التجارب السابقة تظهر أن الاحتجاجات الشعبية يمكن أن تؤدي إلى تغييرات عميقة، ليس فقط على المستوى الاقتصادي بل وفي النسيج الاجتماعي بأكمله. وفي ظل هذه التوترات، تتشكل شبکات المقاومة الداخلية بقيادة بقیادة الشباب والشابات التابعة لمجاهدي خلق، الذين لم يبقوا مكتوفي الأيدي، بل قاموا بتنظيم وحدات المقاومة استعداداً لليوم الذي قد تشتعل فيه فتيل الثورة الشعبية. هذا التحضير يعكس مدى تأهب القوى المعارضة واستعدادها لاستغلال أي فرصة قد تتاح لتصعيد الموقف ضد النظام.
ضغوط خارجية
على الجانب الخارجي، لا تغيب الضغوط الأمريكية عن المشهد الإيراني، حيث يُعدّ الرئيس الأمريكي السابق ترامب والمناطق الدبلوماسية الغربية صوتاً نقدياً يستهدف النظام بشكل مباشر. فقد اتخذت الولايات المتحدة موقفًا عدائيًا حادًا، إذ طُرحت مطالب صارمة مثل وقف دعم الحركات المتمردة وتقديم تنازلات في المجال النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية. وقد تميزت تصريحات المسؤولين الأمريكيين بلهجة تهديدية، إذ وُصف النظام الإيراني بأنه "مكون خطير في المنطقة" وأن عليه أن يخضع لضغوط مستمرة قد تصل إلى حد اتخاذ إجراءات عسكرية إذا ما استمر في سياساته.
مسار القرار
يقف خامنئي اليوم أمام خيارين رئيسيين؛ إما أن يتجه نحو المواجهة المباشرة، مما قد يؤدي إلى اندلاع صراع داخلي وخارجي يصعب السيطرة عليه، أو أن يسلك مسار التفاوض الذي قد يُفسر من قبل بعض التيارات الداخلية كتراجع عن المبادئ الثورية للنظام. لكن كلا الخيارين يحمل في طياته مخاطرة كبيرة: ففي حال اختار المواجهة، فإن ذلك قد يؤدي إلى تأجيج غضب الشعب وتفاقم الاحتجاجات؛ أما في حال اللجوء إلى المفاوضات، فإن ذلك قد يُعتبر قبولًا لشروط خارجية تُضعف من سيادة النظام ومكانته في المجتمع وکذلک یفتح مجال للإحتجاجات الإجتماعیة وقديؤدي إنفجار الإجتماعي.
المحللون يرون أن الإصلاحات التنازلات المحدودة لن تكون كافية لمعالجة الفجوات الكبيرة بين مطالب الشعب والسياسات القائمة. فالاحتجاجات التي اندلعت في السنوات السابقة أثبتت أن الشعب لم يعد يقبل بالظلم أو التراجع عن حقوقه الأساسية. وفي هذا السياق، يُعتبر وجود جماعات المعارضة مثل مجاهدي خلق رمزًا للمقاومة الشعبية التي طالما طالبت بالتغيير الشامل، مما يجعل أي محاولة للتسوية مع الضغوط الخارجية دون معالجة القضايا الداخلية بمثابة خطوة غير مكتملة تحمل في طياتها خطر الانفجار الشعبي.
ومن هنا، يظهر أن الخيار الذي سيتخذه خامنئي في الفترة المقبلة سيكون مصيريًا ليس فقط للنظام بل للمجتمع الإيراني بأكمله. سواء كان الاختيار نحو المواجهة أو المفاوضات، فإن التحديات التي تراكمت على مدى أربعة عقود من الزمن لن تختفي بسهولة، بل ستبقى عقبة كبيرة أمام استقرار البلاد وتحقيق آمال المواطنين في تحسين ظروف حياتهم.
باختصار، تواجه إيران اليوم معضلةً مزدوجة؛ فبينما تزداد الضغوط الخارجية التي تُستغل لتحقيق أهداف جيوسياسية، تتفاقم التحديات الداخلية التي تعكس فشل النظام في تحقيق إصلاحات حقيقية تلبي تطلعات الشعب. وفي ظل هذه المعطيات، يبدو أن الخيار القادم للنظام قد يكون نقطة تحول مصيرية تحمل معها إمكانية اندلاع ثورة شعبية جذرية لا تعرف التسامح مع ما تبقى من مظالم اجتماعية واقتصادية. وهذا ما يجعل الأوضاع أكثر توترًا من أي وقت مضى، حيث يتشابك مسار القرار بين خيارين كلاهما يحمل نتائج سامة على المدى القریب.
وفي هذا السياق، يبقى السؤال قائمًا: هل سيكون الطريق المختار هو طريق المواجهة التي ستفجر غضب الشعب، أم أنه طريق مفاوضات تعد بمظهر الحلول دون معالجة الجذور العميقة للمشكلات؟
في النهاية، يقف النظام الإيراني عند مفترق طرق حاسم، إذ يحمل كل خيار من خياراته مخاطرةً كبيرة قد تُغير موازين القوى وتعيد تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي بطريقة قد يفوق قدراته على السيطرة. لا يُحسد عَقباها.



#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحذيرات أمريكا والرعب الحقيقي للنظام الإيراني
- إيران تحطم رقماً قياسياً في الإعدامات عام 1403 الإيراني: 115 ...
- ولاية الفقيه في مهب السقوط: هزائم النظام الإيراني في العام ا ...
- النظام الإيراني في مأزق: هجمات أمريكا على الحوثيين وتهديدات ...
- خامنئي محاصر بالأزمات.. هل تقترب ولاية الفقيه من نهايتها؟
- إيران: الأزمة الشاملة والمخاوف من انفجار الغضب الشعبي
- إيران على صفيح ساخن: خيارات خامنئي بين تجرع كأس السم والانفج ...
- أفق جديد للنضال: رحلة المقاومة الإيرانية الداخلية والدولية
- مريم رجوي خلال أمسية رمضانية: سقوط نظام الملالي حتمي والبديل ...
- مسيرة في واشنطن: دعم للمقاومة الإيرانية
- تهريب الوقود واختلال توازن الطاقة في نظام ولاية الفقيه
- نساء إيران: قوة التغيير نحو مستقبل حر في مؤتمر باريس 2025
- مؤتمر يوم المرأة العالمي في باريس: المرأة، قوة التغيير
- رسالة تظاهرة إيرانية في باريس: البديل الديمقراطي قادم
- مظاهرة 8 فبراير في باريس: صرخة إيرانية من أجل الحرية والديمق ...
- السباق النووي الإيراني.. بين السرية والتصعيد الدولي
- حملة -ثلاثاء لا للإعدام- ضد عقوبة الإعدام في إيران تدخل عامه ...
- قناة الحرية: صوت المقاومة الإيرانية ورمز الاستقلال المالي في ...
- الاضطرابات الداخلية في إيران بشأن مجموعة العمل المالي تكشف ع ...
- لحظة حاسمة في النضال ضد النظام الإيراني


المزيد.....




- إسرائيل تعلن شنها غارات -واسعة النطاق- على مواقع عسكرية في إ ...
- الحرس الثوري يعلن استهداف مركز استخبارات إسرائيلي رداً على ا ...
- +++ دخول الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران يومها الرابع++ ...
- إذاعة -يوم القيامة- تبث رسالة جديدة غامضة وسط الصراع الإسرائ ...
- إيران.. الدفاعات الجوية تسقط مسيرات إسرائيلية في مناطق مختلف ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية تصب الزيت على نار الحرب المدمرة بين ...
- الجيش الإسرائيلي يشن هجمات استباقية على منصات صواريخ إيرانية ...
- مستشار خامنئي يهدد بحرمان دول المنطقة من استخدام المنشآت الن ...
- إيران: هذا شرطنا للعودة إلى الدبلوماسية
- هجمات ليلية جديدة.. غارات إسرائيلية وصواريخ إيرانية


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - ثوران الشعب: سقوط النظام