أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - بين التنجيم وعلوم المستقبل














المزيد.....

بين التنجيم وعلوم المستقبل


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 8460 - 2025 / 9 / 9 - 14:56
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تضم العديد من الكتب المقدسة قصص تنجيم وقراءة المستقبل ، وربما كانت قصص ميلاد مؤسس الرسالة هى بداية قراءة المستقبل ، فقصة ميلاد بوذا من اقدم القصص ( ٢٥٠٠ سنة) ويسبقها بالطبع قصة ميلاد النبى موسى ( غير المدونة تاريخيا) ثم قصة ميلاد السيد المسيح ثم الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وغيرهم من حكماء وأنبياء ، وكل قصص عظماء الرسالات تتحدث عن شخصية عظيمة قادمة مع الميلاد تشير الى عظمة مؤسس الرسالة الذى ربما هو نفسه سيتنبأ بأفعال ستحدث خلال حياته مثل تنبؤات السيد المسيح وهو طفل وقبل تسليمه لصلبه او التنبؤات بهزيمة الفرس فى القران الكريم وغيرها ، ولكن هناك تنبؤات وصلت أيضا لبعض الاشخاص غير مؤسس الرسالة ربما تكون رؤيا أو قصة تصبح فى صلب الديانة مثل رؤيا يوسف لفرعون أو رؤيا يوحنا فى العهد الجديد أو قصة الخضر فى القرآن الكريم . ولكن الغريب ان الامور تطورت فى معظم العقائد لتتحول تنبؤات المستقبل الى ما بعد النص كنوع من التأويل ليخرج النص بثوب جديد هو ثوب ما سيحدث فى المستقبل ، حيث ترى معظم الاديان السماوية ( الابراهيمية) ان العالم سيتغير قبل نهاية الزمان ( تعبير غير محدد) بصراع الخير والشر بين الدجال والمسيح ( او المهدى) مثلا حتى ان الاديان الحديثة ذات الاتباع الاقل مثل البهائية انضمت لتلك التنبؤات برغم حداثة عهدها كما يقولون بتفسير "الوحوش حشرت" بان ذلك تم فى حديقة الحيوان ، وربما يسير بعض الحكام فى طريق تحقيق تلك التنبؤات مع إيمانهم الكامل بأنها حقيقة ، مثلما حدث مع الحروب الصليبية وما يحدث فى العصر الحديث من بعض القادة فى الغرب وبصفة خاصة فى الولايات المتحدة ، فتأويلات نجميع اليهود فى دولة ثم تشتتهم معظمها بنى على أساس تنبؤات دينية مسيحية تم تنفيذها بالفعل لتقريب نزول السيد المسيح للأرض مرة أخرى ، وفى الاسلام السنى والشيعى اصبح الايمان بفكرة صراع آخر الزمان أمرا شبه يقينى يجعل العديد من المفسرين يسقطونه على ما يحدث وسيحدث فى عالم اليوم والغد ( وتم اسقاطه من قبل على عالم الامس ) خاصة مع بداية الصراع العربى الصهيونى .
لقد انتشر التنجيم وقراءة المستقبل فى أمم سابقة وربما معظم الأمم ولم يكن له علاقة بالدين وكانت علاقته بالحاكم والدولة أولا ، ثم أصبحت التنبؤات شبه دينية بتأويل النصوص المقدسة وتطويع كلماتها ، الى ان انتشرت تنبؤات نوستراداموس متذ خمسة قرون والتى تتوقع ما سيحدث فى العالم عبر تفسير طلاسم وكلمات وتعبيرات غير مفهومة ، وربما يطوع المفسرون الاحداث لتسير فى خط التنبؤات .
ومنذ منتصف القرن الماضى بدأت عملية ربط التنبؤات الدينية بالعلم ليظهر الاعجاز العلمى فى الكتب المقدسة عبر تأويل النصوص لتتوافق مع نظريات العلم الحديث ، فاكتسبت الكتب المقدسة زخما جديدا مع الاعجاز العلمى والتنبؤات العلمية خاصة مع الاديان الكبرى مثل المسيحية والاسلام والهندوسية وحتى البوذية.
لقد اكتشف العالم حديثا ان بعض الرؤساء الامريكان يؤمنون بالفعل بالتنبؤات الدينية ، وربما كانت هناك حروب حديثة وصراعات لتنفيذ تلك التنبؤات ، وكأن الرئيس الامريكى ( وغير الأمريكى فى الشعوب الأخرى مثل الرئيس السادات ) هو مبعوث العناية الإلهية ليحقق أوامر الرب مثلما كان يفعل الزعماء قديما ، ولكن تطور الامر فى الواقع يسير بالعالم عكس إرادة الرب فى كثرة الصراعات ودمويتها وقتل الابرياء ونهب الثروات بالقوة قبل السياسة وهو عكس ما تنادى به الأديان .
ولكن مع وجود تلك التنبؤات الرئاسية الامريكية والغربية وغيرها التى تخدع الشعوب توجد أيضآ " تنبؤات علمية " عبر نظريات وامنيات تتحول الى واقع يفيد البشر بأجهزة حديثة وتطور فى مجال الطب والصيدلة والزراعة والصناعة يجعل العلم هو رب تلك التنبؤات ، وانتقل ذلك الفكر حديثا من الولايات المتحدة والدول الغربية بعد الحرب العالمية الثانية الى اليابان ثم الى كوريا الجنوبية والصين ليصبح التنبؤ علميا بالكامل حيث لا مكان للايمان او للعاطفة فى الاكتشافات وبراءات الاختراع ونظريات العلم المحايدة تماما ، فلا يوجد AI مسيحى ولا كيمياء اسلامية ولا فيزياء هندوسية ولا بيولوجيا بوذية ولكن توجد اكتشافات تفيد البشر كإنسانية وتسير فى مسار تنبؤات ( محاولات اكتشاف) علمية ربما استمد الانسان بعضها من أمور طببعية مثل طيران الطيور وكهرباء احتكاك الصوف ومغناطيس الحديد وجغرافيا مخ الطيور المهاجرة وغير ذلك من ملهمات للانسان ، ولا يمنع ذلك التفكير العلمى من وجود قلة تؤمن باعتقادات غير علمية ، حيث يوجد.ثلاثة من كل مائة أمريكى ما زالوا يعتقدون بأن الأرض مسطحة وغير كروية.
ان الانسان يمر فى هذا العصر بمرحلة انتقالية شديدة الحدية والغرابة بين تنبؤات علمية فى صورة اكتشافات واختراعات وببن تنبؤات غير علمية تسيطر على بعض العقول وينتج عنها صراعات دموية وقتل ونهب ثروات وجبروت قوة تقنية تستخدم فى مكان غير مكانها المفيد للبشر . ولربما تنتهى تلك المرحلة بسيادة التنبؤات العلمية مع نهاية القرن الحادى والعشرين كما يتوقع علماء فيزياء المستقبل ( المنجنون الجدد) وعلى رأسهم عالم الفيزياء الأمريكي ميشيو كاكو وأمثاله.



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستنتهى دراسة العلوم الانسانية والعديد من العلوم النظرية؟
- عام ٢٠٢٥ يشهد الدخول بقوة إلى عصر ال ...
- -الهلوسة المعرفية- مع تضخم برامج الذكاء الاصطناعي AI
- عالم ٢٠٢٥ قد يختلف كثيرا عن عالم ما قبل ...
- هل ستغير برامج الذكاء الاصطناعى طبيعة الوظائف والفتاوى الدين ...
- علاقة المخ بالعلم والإيمان
- ىجال الأعمال والتغيرات المناخية
- من ثورة شباب فرنسا ١٩٦٨ الى قارئة ال ...
- المرحلة الانتقالية العالمية ليست تفاهة
- ثقافة الترند
- عام جديد (شعر)
- لا تحزن فالجبُّ عميق (شعر)
- اثْنَتَا عشْرةَ عينا (شعر)
- أمنيةٌ مفقودة
- الاستعمار الجديد عبر العولمة
- أصبحتُ وحيدا هذا العام
- عصر صعود الهواة
- أمنيةٌ فى باقة أحلام
- تخَيَّلوا إذن
- تمنيات الشفاء


المزيد.....




- خبير عسكري يتحدث لـCNN عن خيارات قطر للرد على إسرائيل
- مسؤول إسرائيلي: تم إبلاغ أمريكا قبل الهجوم على حماس في قطر
- السفارة الأمريكية في قطر تصدر توجيهًا لرعاياها بعد انفجار با ...
- شاهد كيف وصف منتج في CNN لحظة القصف الإسرائيلي في قطر
- الأردن: الاعتداء الإسرائيلي في قطر يدفع المنطقة نحو مزيد من ...
- الجيش الإسرائيلي يطلق على هجوم الدوحة اسم -قمة النار-.. ونتن ...
- ما الخيارات المتاحة أمام قطر بعد استهداف إسرائيل لقيادات حما ...
- عبدالله بن زايد وأنور قرقاش يُعلّقان على الهجوم الإسرائيلي ف ...
- إيران تعلق على الهجوم الإسرائيلي ضد وفد حماس في قطر
- إثيوبيا تفتتح سد النهضة بعد 14 عاماً، ومصر ترد


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - بين التنجيم وعلوم المستقبل