أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - الفقر يدفع الشباب العراقي إلى أتون الحرب الروسية الأوكرانية














المزيد.....

الفقر يدفع الشباب العراقي إلى أتون الحرب الروسية الأوكرانية


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8460 - 2025 / 9 / 9 - 01:53
المحور: المجتمع المدني
    


انتشرت مؤخرًا مقاطع مصوّرة تُظهر شبانًا عراقيين وهم يرتدون الزي العسكري الروسي ويرفعون العلم العراقي في جبهات القتال بأوكرانيا، لتفجّر قضية تجنيد المرتزقة من العراق وتعيد إلى الأذهان مشاهد مشابهة من حروب سوريا ولبنان.

الأوضاع الاقتصادية المتردية، وارتفاع معدلات البطالة والفقر، دفعت العديد من الشباب العراقي إلى البحث عن أي مصدر دخل، حتى لو كان عبر الانضمام كمرتزقة في صراعات لا تعنيهم. التقديرات تشير إلى وجود ما يقارب 500 عراقي في روسيا منذ عام 2023، جرى استقطاب بعضهم عبر وسطاء محليين.

اللجنة النيابية للعلاقات الخارجية أقرت بوجود هذه الظاهرة وأعلنت متابعتها رسميًا، لكن الواقع يكشف أن المشكلة أعمق بكثير. فالمعادلة ليست مجرد “شباب بلا عمل”، بل استغلال منظم من قبل شبكات الجريمة السياسية التي حولت العراق إلى سوق مفتوحة للاتجار بالبشر، مرة تحت عناوين عقائدية كما حدث في سوريا، ومرة تحت الحاجة المعيشية كما يحدث اليوم.

تعطيل الاقتصاد العراقي عمدًا، وإهمال الصناعة والزراعة والتجارة، جعل آلاف الشباب يقعون فريسة لليأس. بعضهم التحق بمليشيات حزبية مسلحة، وآخرون صاروا سلعة تُباع وتشترى في أسواق الحروب. وحين يغيب الضمير الوطني، يتحول أبناء الشعب إلى وقود لمعارك الآخرين، إما كمرتزقة أو كلاجئين، بينما تجني بعض القوى السياسية أرباحًا طائلة من دماء الفقراء.

ما يجري ليس عشوائيًا، بل سياسة ممنهجة وجريمة منظمة، تقودها أحزاب فاقدة لأي التزام وطني أو أخلاقي، تفوقت ببطشها وفسادها على كل الأنظمة السابقة. هذه القوى زرعت الفساد في كل مكان، وشجعت على البطالة والتهميش كي يبقى الشباب تحت رحمة المليشيات وشعاراتها الخادعة.

المؤلم أن بعض رجال الدين والسياسة يلتزمون الصمت حيال هذه الكارثة، وكأن المتاجرة بالشباب أصبحت أمرًا طبيعيًا. لكن الحقيقة أن البلد صار مستباحًا، وأن أخطر ما في الأمر أن هذه الظاهرة ليست جديدة، بل جرى التغطية عليها لسنوات، حتى بات المجندون بالمئات وربما بالآلاف.

العراق غني بخيراته، لكنه فقير بأيدي ساسته. بدل أن يكون الإنسان فيه هو رأس المال الأعظم، يُترك الشباب ليُستنزفوا في الحروب أو يُحطموا بالمخدرات اوالضياع في المقاهي . إن التاريخ لن يرحم من أوصلهم إلى هذا المصير، وسيظل العار يلاحق من حوّل أبناء البلد إلى سلعة في أسواق الدم.

والمشكلة لايمكن حلها الا من خلال حكومة وطنية حقيقية تعالج جذور الأزمة، عبر إعادة بناء الاقتصاد، وتفعيل الصناعة والزراعة، وتوفير ضمان اجتماعي وخدمات أساسية، وفتح مراكز للشباب تعيد إليهم الأمل بدل أن تدفعهم نحو الهجرة أو الارتزاق.

إن العراق بحاجة إلى نظام وطني جامع يتجاوز الطائفية والقبلية، ويعيد للشباب ثقتهم بوطنهم. فاستمرار هذا النهج لا يعني سوى مزيد من الانحدار، ومزيد من نزيف الطاقات البشرية التي كان يفترض أن تكون عماد المستقبل .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكاء الاصطناعي قوة حضارية أم اداة للهيمنة الرقمية
- قانون الحشد الشعبي. . حجر الزاوية لمستقبل النظام في العراق
- قراة في التغول الإسرائيلي
- الطائفية السياسية ودكتاتورية الأغلبية
- الشرق الأوسط من يرسم خرائطه
- شرعية مجلس النواب العراقي في ظل هيمنة الأحزاب المسلحة
- سيناريو المواجهة ومستقبل النظام الإيراني
- اشكالية استقلال القضاء في العراق. .
- المشهد الانتخابي في العراق. . أزمة ثقة وتكرار الفشل
- فشل القمة العربية في بغداد وتحديات العمل العربي
- المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران. . التداعيات ا ...
- الصراع في اليمن.. حينما تعجز البنادق عن صناعة السلام
- جذور أزمة الميليشيات العراقية
- الجلاد والضحية. . رواية إسرائيل بعد تدمير غزة
- سوريا على مفترق طرق: الاختيار بين الثيوقراطية الدينية والديم ...
- ينبغي على النظام السوري الجديد تجنب الأخطاء الجسيمة للنظام ا ...
- قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو. . انتصار العدالة ل ...
- نظرة في سياسة ترامب الخارجية
- تناقضات السلطة في العراق القاضي حيدر حنون يتهم القاضي ضياء ج ...
- ايران واسرائيل . . نزاع نفوذ وليس صراع وجود


المزيد.....




- الاحتلال الاسرائيلي يحرم مبتوري الأطراف من العلاج والأدوات ا ...
- الأمم المتحدة تدعو إسرائيل لوقف تهديداتها ضد أسطول الصمود ال ...
- خبراء الأمم المتحدة يتضامنون مع أسطول الصمود العالمي ويطالبو ...
- بن غفير يرفض قرارا قضائيا بتحسين غذاء الأسرى الفلسطينيين
- وقفة في نابلس تنديدا باستمرار العدوان على غزة وإسنادا للمعتق ...
- يديعوت أحرونوت: الأمن يخشى عمليات لحماس في الضفة.. وجمعية ال ...
- الأمم المتحدة: 16.5 مليون سوري بحاجة لمساعدات و6 ملايين نازح ...
- -العفو الدولية- تضيء 240 شمعة بذكرى مرور شهر على اغتيال صحفي ...
- الأونروا: الهجمات على أبراج غزة أدت لنزوح عشرات العائلات
- الإغاثة الطبية بغزة: الوضع الصحي كارثي والمستشفيات عاجزة عن ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - الفقر يدفع الشباب العراقي إلى أتون الحرب الروسية الأوكرانية