سليم الرميثي
الحوار المتمدن-العدد: 8455 - 2025 / 9 / 4 - 19:58
المحور:
الادب والفن
مقدمة
هناك نصوص تُكتب بالحبر، وأخرى تُكتب بالدمع والوجع.
وما بين سطور هذا الكتاب، لا تجد حكاية عابرة، بل رحلة إنسان طحنتْه الحروب وشوّهته الغربة، لكنه ظل متشبثاً بخيط رفيع اسمه الوطن.
بين الذكريات والليل
في كل ليلة يضيئها القمر وتتناثر فيها النجوم، تنهض الذكريات لتُحاصر الفكر والقلب.
هي ذكريات مثقوبة بالأحزان، تعيدنا إلى شريط أبيض وأسود، لا لون فيه إلا ألوان الطفولة المغموسة بالحب والبراءة. فيلم يبدأ بعرس بين حبيبين وينتهي بفراق موجع... فراق وطن وأحبة وذكريات.
عواصف لا تنتهي
عواصف الموت والسجون والتشرد تمزق الروح، فإذا أنقذك القدر من إحداها، قادتك الأخرى إلى عواصف الهروب تحت سماء الحروب.
تمشي بلا بوصلة، بلا مرشد، خوفاً من أن يلحق بك الموت ويقذفك في حفرة مع آخرين جريمتهم الوحيدة أنهم رفضوا الظلم والاستسلام.
الغربة وجه آخر للعذاب
مرة أخرى، يتدخل القدر لينقذك، لكنه لا ينقذك من العذاب. تصل إلى أرض ليست أرضك، محاطاً بالموت بوجه جديد.
سنوات من الرعب تدور كدولاب لا يتوقف، حتى يقذفك القدر في بلد لم تسمع به من قبل.
لغة غريبة، وجوه مجهولة، حياة مختلفة... كل شيء لا يشبهك. هناك يبدأ صراع جديد: مع نفسك، ومع عالم لا يشبه عالمك.
الوطن... قبلة الروح
ورغم كل ما كان وما سيكون، يبقى القلب معلقاً بالوطن. بترابه وسمائه، بحرّه وبرده.
الوطن الذي نراه جميلاً حتى بعيوبه، فسيئاته عندنا حسنات. إنه قبلة الروح ومنتهى الحنين.
كتاب لم يُغلق بعد
لا ندري متى يتدخل القدر مرة أخرى، ولا نعلم إلى أين تمضي بنا دروب الغربة:
> (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ)
هي ليست حياة بل كتاب حزين، وليست رحلة بل طريق مليء بالمطبات، ملبد بغيوم الحرب والرصاص.
ولا يهجر المرء وطنه إلى المجهول إلا حين يكون ذلك المجهول أرحم من حضن الوطن.
#سليم_الرميثي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟