أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حبيب الزموري - غزة ماذا بعد















المزيد.....

غزة ماذا بعد


حبيب الزموري

الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 16:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الوقت الذي تواصل فيه آلة الحرب الهمجية الصهيونية جرائمها اليومية في غزة تتواصل فيه الضغوطات على المقاومة الفلسطينية من كل حدب وصوب للرضوخ للإملاءات الصهيونية و الامبريالية المتعلقة بشروط وقف اطلاق النار و اطلاق سراح الأسرى , ففي حين تكفلت حكومة الإبادة الصهيونية بتحويل غزة إلى ركام و جحيم يستحيل العيش فيه الكل فيه مقتول مع تجيل التنفيذ إن لم يكن تحت القصف فبين براثن الجوع و العطش و المرض, تولت الأنظمة العربية العميلة تضييق الخناق على قطاع غزة سياسيا و اقتصاديا فرغم كل الشعارات الرنانة التي ترددها و وساطاتها التي تقطر سما فإن أفعالها على أرض الواقع تصب في اتجاه واحد هو الاتجاه الذي رسمته الامبريالية الأمريكية نيابة عن الدولة الصهيونية التي وضعت جملة من الشروط و الاملاءات لوقف اطلاق النار و السماح بدخول المساعدات لم تتنازل عنها في أية جولة من جولات المفاوضات حددها مكتب مجرم الحرب نتنياهو كالتالي:
- "نزع سلاح حماس،
- إعادة جميع الأسرى - أحياء وأمواتاً،
- نزع سلاح قطاع غزة،
- السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة،
- إقامة إدارة مدنية بديلة لا تتبع لا لحماس ولا للسلطة الفلسطينية".
دون الالتزام بأي مطلب من المطالب الفلسطينية المتعلقة أساسا بإدخال المساعدات الإنسانية و الافراج عن الأسرى و انسحاب قوات الاحتلال من غزة و رغم تحلي فصائل المقاومة بالمرونة في علاقة بالمطلبين الأول و الثاني فإن دولة الاحتلال تمادت في تصفية المطالب الفلسطينية فبعد أن كان الصراع على طاولة المفاوضات في الدوحة و القاهرة حول الانسحاب الجزئي أو الكلي لقوات الاحتلال من غزة أطلقت هذه الأخيرة عملية عربات جدعون 1 و 2 بغاية إعادة الانتشار في قطاع غزة و السيطرة عليه كما تمادت سلطات الاحتلال في اعتدائها على الأسرى الفلسطينيين في سجونها و ممارسة أقصى أنواع التعذيب الجسدي و النفسي و دفعهم دفعا إلى الموت لإخراجهم من قائمات التبادل.
أما من الجهة المقابلة أي حركة المقاومة الفلسطينية فرغم قسوة الظرف المحلي والإقليمي والدولي المحيط بها وحدة الضغوطات التي تمارس عليها من القريب والبعيد والتي بلغت مستويات إجرامية فإنها حافظت على ثباتها وصلابتها وقدرتها على المناورة سواء على الميدان أو على طاولة المفاوضات محددة أولويتين رئيسيتين في الجولة الجديدة للمفاوضات مرتبطتان بوقف العدوان والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يعيشها القطاع وتتمثلان في:
- ضمانات أمريكية باستمرار مفاوضات وقف إطلاق النار الدائم وعدم استئناف القتال بعد فترة التوقف التي تستمر 60 يوما.
- الدخول الفوري للمساعدات الإنسانية إلى القطاع منذ الدقيقة الأولى لوقف إطلاق النار.
مع الرفض القطعي لوضع مطلب تجريد المقاومة من سلاحها على طاولة المفاوضات مع التلميح إلى عدم تمسك حركة حماس بالسلطة في القطاع وهو ما حاول الوسيطان المصري والقطري استثماره بالحديث عن "تجميد سلاح المقاومة" عوض نزعه والتمهيد لتسليم غزة لإدارة مدنية غير موالية لحماس ولقوى المقاومة وتحظى بموافقة الكيان الصهيوني والامبريالية الأمريكية.
لكن رغم هذه المرونة والتنازلات التي قدمتها حركة حماس وقوى المقاومة الفلسطينية فإنها لم يشفع لها لدى الإدارة الأمريكية ووكلائها من أنظمة العمالة العربية حيث لم يتورع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في جويلية الماضي في الدوحة عن وصف سلوك حماس التفاوضي بالأناني ملوحا بأن واشنطن ستبدأ "بدراسة خيارات بديلة لإعادة الرهائن إلى ديارهم". متماهيا مع الرؤية الإمبريالية والصهيونية للمفاوضات بوصفها مجرد حيلة للحصول على ما فشلت الحرب في تحقيقه و في هذا السياق بالذات تأتي مصادقة الحكومة الأمنية المصغرة للكيان النازي على خطة نتنياهو حول إعادة احتلال غزة و اطلاق عمليات عربات جدعون لإرغام حماس على تقديم مزيد من التنازلات المتمثلة أساسا في إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء و الأموات دون شروط مسبقة تتعلق بوقف العدوان فقضية الرهائن أصبحت تؤرق نتنياهو و حكومته و تشكل ضغطا سياسيا كبيرا على تحالفه اليميني المتطرف أما من الجهة المقابلة فإن حركة حماس أعلنت بكل وضوح أنها مستعدة لأطلاق سراح جميع الرهائن بشرط واحد هو إيقاف الحرب و تقديم ضمانات بعدم استئناف العدو الصهيوني لعملياته العسكرية و هو ما لا يستطيع أي طرف إقليمي أو دولي تقديمه كما إنه لا استعداد لنتنياهو للالتزام به نظرا لطبيعة تحالفه اليميني المتطرف الذي يتولى الحكم و الذي يتغذى أساسا لاستمرار وجوده من مناخ الرعب و الخوف و الحرب و نشر مشاعر الكراهية و التعصب و العنصرية و هو ما يفسر عدم تردد هذا التحالف اليميني المتطرف عن اشعال فتيل الحرب في كل شبر تطاله آلته الحربية من إيران و سوريا شرقا إلى اليمن جنوبا إلى لبنان شمالا إنها منظومة تتغذى على الدماء و أشلاء الأطفال و النساء , وما يشجعها على المضي قدما في جرائمها في حق الشعب الفلسطيني هو الدعم اللامحدود من الامبريالية الأمريكية و التواطؤ اللامحدود من النظام الرسمي العربي العميل الذي أصبح يعمل بكل وضوح على تحقيق الأهداف التي عجز جيش الاحتلال مدعوما بالإمبريالية الأمريكية عن تحقيقها و هي أساسا تفكيك مشروع المقاومة في المنطقة من لبنان شمالا إلى اليمن جنوبا .
لا ينبغي الفصل بتاتا بين جبهات المقاومة فما تتعرض له قوى المقاومة في لبنان من تآمر من قبل الدولة الطائفية وقوى اليمين اللبناني المتطرف المتحالف موضوعيا مع اليمين الصهيوني جزء لا يتجزأ مما تتعرض له قوى المقاومة الفلسطينية في الداخل وليس من باب الصدفة أن يكون أول فصيل فلسطيني في لبنان يذعن للإملاءات الإمبريالية والصهيونية المفروضة على الدولة اللبنانية بتسليم السلاح هو منظمة فتح التي يتزعمها محمود عباس قائد التيار التفريطي والاستسلامي في القضية الفلسطينية. كما إن الفصل بين جبهة المفاوضات وجبهة القتال مجرد فصل اجرائي نظري فموازين القوى المادية و المعنوية على الأرض هي المتحكمة في مجريات التفاوض كما إن الفاعلين الرئيسيين في الصراع على الأرض سواء تعلق الأمر بالعمليات القتالية أو اللوجستية أو عمليات الحصار هم أنفسهم الفاعلون الرئيسيون في المفاوضات و في كواليسها بل إن الأنظمة العربية العميلة التي نصبتها الامبريالية الأمريكية وسيطا بين الضحية و الجلاد تقترف في الكواليس من الجرائم في حق القضية الفلسطينية و الشعب الفلسطيني التي تلتقي موضوعيا مع الأهداف الصهيونية و الإمبريالية في المنطقة و نعني القضاء على حركة المقاومة و حركات التحرر الوطني في المنطقة التي أصبحت تشكل المتراس الأخير في مواجهة دبابات الشرق الأوسط الجديد.
رغم تواتر الحديث منذ أشهر عن " اليوم التالي " في غزة هذا المصطلح الخارج من مختبرات اليمين المتطرف في تل أبيب و واشنطن و التقطته وسائل الإعلام المختلفة و المحللون ليصبح أحد أدوات تحليل القضية الفلسطينية في غزة , فإنه بات من الواضح أن " اليوم التالي " هو نسخة من اليوم السابق و لا يحمل سوى مزيدا من القتلى و الدمار و التجويع و الإبادة و ما الحديث عن أوهام إعادة الإعمار و تحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط سوى وسيلة لإلهاء الرأي العالمي عن حجم الجرائم غير المسبوقة في تاريخ الإنسانية التي يقترفها الكيان الغاشم و تخفيف الضغط العالمي على دولة الاحتلال , فاليوم التالي و اليوم الذي يليه ينبغي أن يكون بالنسبة للفلسطينيين و لكافة الشعوب العربية المضطهدة يوم لمزيد المقاومة و النضال في سبيل اسقاط كافة مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية سواء عبر نفق المفاوضات أو عبر الإمعان في حرب الإبادة و التهجير, فالمجد للمقاومة في هذا اليوم و في اليوم التالي و اليوم الذي يليه و في كل يوم.



#حبيب_الزموري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل عاد شبح الحرب الأهلية ليخيم على لبنان من جديد
- زياد رحباني الكائن الذي خلق ليبدع ويلتزم
- غزة: طريق واحد إلى المفاوضات، طريق يمر عبر فوهة البندقية
- تواصل العدوان على إيران، لا حدود للعربدة الصهيونية – الإمبري ...
- واقع البروليتاريا العالمية والثورة الاشتراكية اليوم
- الامبرياليّة الأمريكيّة تستأنف مشروع الشّرق الأوسط الجديد به ...
- التّطبيع في المغرب العربي: المجد للمقاومة، لقد أقبلوا فــلا ...
- أي مستقبل لقوى الفوضى الخلاقة في الوطن العربي
- التعليم لا يكون محايدا , فإما أن يكون تعليما للحرية أو تعليم ...
- حزب العمال يتوجه بنداء إلى الشعب التونسي وقواه المدافعة عن ا ...
- بيانات وتجمّعات عمّالية وهيئات قطاعية… هل تحرّكت “ماكينة” ال ...
- 14 جانفي 2011 / 14 جانفي 2023، من الثورة قادمون وإلى الثورة ...
- الشعبوية في تونس تختلق التاريخ في توطئة دستورها
- سراب الاستفتاء في صحراء الانتقال الديمقراطي
- المتاجرة بالقضية الفلسطينية جزء لا يتجزّأ من المتاجرة بمطالب ...
- الشعبوية في تونس : موجة عابرة في المسار الثوري أم طور جديد م ...
- من الصخيرة إلى واشنطن: حكومة معادية لشعبها، عميلة للدوائر ال ...
- الدّيمقراطيّة الشّعبيّة، البديل الممكن والضّروري لاستكمال ال ...
- الائتلاف الطبقي الحاكم الرجعي في تونس وتجديد الوكلاء منذ 201 ...


المزيد.....




- ما هي التقنيات المفترضة التي شوشت أنظمة الجي بي إس على طائرة ...
- -رمز للصمود ونعمة عظيمة-..آبي أحمد يشيد باكتمال بناء سد النه ...
- هجوم بسكين في مرسيليا يوقع 4 جرحى.. والشرطة تطلق النار على ا ...
- شي جين بينغ يرحب بفلاديمير بوتين لإجراء محادثات في بكين
- مواجهات في باندونغ: شرطة إندونيسيا تطلق غازاً ومطاطاً على طل ...
- حركة تحرير السودان: كيف نشأت وأين هي اليوم؟
- قمة شنغهاي تكشف -أنانية- واشنطن وإهمالها مبدأ المصلحة المشتر ...
- إسرائيل تبدأ بتعبئة جنود الاحتياط قبل هجوم متوقع على غزة، و- ...
- يوسف الكواري عضو المكتب السياسي للحزب في حوار حول “ماذا يجري ...
- شركة نستله تطرد رئيسها بسبب إخفاء علاقة غرامية مع موظفة!


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حبيب الزموري - غزة ماذا بعد