أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حبيب الزموري - 14 جانفي 2011 / 14 جانفي 2023، من الثورة قادمون وإلى الثورة لراجعون














المزيد.....

14 جانفي 2011 / 14 جانفي 2023، من الثورة قادمون وإلى الثورة لراجعون


حبيب الزموري

الحوار المتمدن-العدد: 7490 - 2023 / 1 / 13 - 23:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    




تحيي حرائر وأحرار الشعب التونسي الذكرى 12 لسقوط رأس المنظومة القمعية التي سلبتهم حقوقهم وحرياتهم الطبيعية التي من دونها لا تكتمل إنسانية الإنسان، في ظرفية سياسية واقتصادية واجتماعية من أقسى الظرفيات التي مرت على بلادنا ليس منذ 2011 فحسب بل منذ عقود طويلة.

فعلى المستوى السياسي عاد شبح الاستبداد ليخيّم على البلاد من جديد منذ انقلاب 25 جويلية 2021 الذي حسم الصراع على السلطة بين الأطراف الرجعية المكونة لمنظومة الحكم لصالح الجناح الشعبوي فيها. ومثلما دفع الشعب التونسي غاليا ضريبة صبره على عشرية الالتفاف على الثورة بقيادة حركة النهضة وحلفائها ها هو اليوم بصدد دفع الضريبة مجددا من جراء الأمل الزائف في الإنقاذ وتجاوز مخلفات حكم النهضة وحلفائها. ولكنه كان كالمستجير من الرمضاء بالنار. ها هو الشعب التونسي يكتشف يوما بعد آخر بل ساعة بعد أخرى مدى الزيف والخداع الذي ارتكز عليه الخطاب السياسي لقيس سعيد لجر جزء كبير من التونسيين لمساندته في احتكار جميع السلطات بعد أن كان يتعلل بأنه مكبل اليدين ولا يستطيع مواجهة النهضة المسيطرة على الحكومة ومجلس نواب الشعب والتصدي لسياساتها المعادية للشعب وللثورة ليكتشف التونسيون والتونسيات أن سياساته لا تقل عداء لمطالب الثورة. كل ما في الأمر أنّ الشعب التونسي كان عرضة مرة أخرى لعملية تحيل سياسي. وهدف مشروع قيس سعيد الشعبوي لا يختلف من حيث الجوهر عما سبقه، وهو السطو على أجهزة الحكم وتوجيهها في مسار مناقض لمسار الثورة ومطالبها التي رفعها الشعب التونسي عاليا لتعانق السماء بين 17 ديسمبر 2010 و14 جانفي 2011 قبل أن تتعرض للالتفاف تلو الالتفاف والخيانة تلو الخيانة من قبل لصوص الثورات.

أما على المستوى الاقتصادي والاجتماعي فحدّث ولا حرج عن مدى زيف وتهافت الخطاب الشعبوي لقيس سعيد المنحاز للفقراء والكادحين والمتباكي على لقمة عيشهم وظروف حياتهم البائسة والتي تزداد بؤسا يوما بعد آخر في الوقت الذي يطلق فيه الحاكم بأمره أجهزة حكمه لتنهش “اللحم الحي” للشعبو تكسرعظامه بسياساتها المتوحشة الهادفة إلى رفع الدعم عن المواد الأساسية لعيشه وغض الطرف عن عصابات الغذاء التي ما انفكت تسمسر بقوت الشعب والاكتفاء بإطلاق التهديدات الفضفاضة والوعود الجوفاء التي لم تعد تنطلي على أحد إلا قلة قليلة من المتملقين والطامعين في التمعش من منظومة الحكم الجديد.

لقد مر قيس سعيد وحكومته إلى السرعة القصوى في تنفيذ ما عجزت عنه كافة الحكومات السابقة بوضع ترتيبات الوضع النهائي لفائدة الائتلاف الطبقي الحاكم في تونس قبل الثورة وبعدها وبات من الواضح اليوم أنه مكلف بمهمة دق المسمار الأخير في نعش الثورة لكن حساب الحقل يختلف عن حساب البيدر.

إنّ الشعب التونسي، ورغم المعاناة اليومية التي يعيشها والتي استنزفت استعداداته للاحتجاج والنضال، فإنه بصدد مراكمة تجربته القاسية. إنّ الانتصارات العظيمة لا تأتي إلا بعد معاناة وآلام عظيمة وهذا ما برهن عليه الشعب التونسي طيلة تاريخه، “إن تحت الرماد اللهيب”، فكل الظروف الموضوعية للانفجارات الاجتماعية المفتوحة على كل التوقعات متوفرة اليوم أكثر من أي وقت مضى. وما علينا سوى الإنصات جيدا لبركان الغضب الهادر من تحت طبقات اليأس والإحباط والمعاناة اليومية التي يعيشها الشعب التونسي والاستعداد لتسديد ديوننا السابقة نحو شعبنا ووطننا وعدم تركه فريسة لعملية سطو جديدة على تضحياته ونضالاته وقيادتها نحو الوجهة الصحيحة.

إنّ الأوهام الشعبوية التي يروّج لها أنصار مسار 25 جويلية لن تكون سوى سحابة صيف عابرة في تاريخ تونس.



#حبيب_الزموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعبوية في تونس تختلق التاريخ في توطئة دستورها
- سراب الاستفتاء في صحراء الانتقال الديمقراطي
- المتاجرة بالقضية الفلسطينية جزء لا يتجزّأ من المتاجرة بمطالب ...
- الشعبوية في تونس : موجة عابرة في المسار الثوري أم طور جديد م ...
- من الصخيرة إلى واشنطن: حكومة معادية لشعبها، عميلة للدوائر ال ...
- الدّيمقراطيّة الشّعبيّة، البديل الممكن والضّروري لاستكمال ال ...
- الائتلاف الطبقي الحاكم الرجعي في تونس وتجديد الوكلاء منذ 201 ...


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حبيب الزموري - 14 جانفي 2011 / 14 جانفي 2023، من الثورة قادمون وإلى الثورة لراجعون