أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد رباص - الجزائر: طال اختفاء تبون ولا أحد يعرف مصيره ولا مكان وجوده














المزيد.....

الجزائر: طال اختفاء تبون ولا أحد يعرف مصيره ولا مكان وجوده


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 16:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرف المشهد السياسي والإعلامي الجزائري جدلاً حاداً إثر غياب الرئيس عبد المجيد تبون عن الحياة العامة منذ الرابع من غشت الاخير، في وقتٍ حرجٍ تمر فيه البلاد بمرحلةٍ تتطلب حضوراً فاعلاً من أعلى سلطة في الدولة. ومما زاد من التساؤلات والشكوك، ليس هذا الغياب فحسب، بل أيضاً التقرير الذي بثه التلفزيون الرسمي، مؤكداً عودته إلى السلطة، في حين تبيّن أن اللقطات المستخدمة تعود لأكثر من عام. وقد صدم هذا الكشف الرأي العام، وزاد من شعوره بالحيرة والشك .
هذا الاختفاء الغامض، إلى جانب غياب أي بيان رسمي واضح من الرئاسة أو الحكومة، فتح الباب أمام تفسيرات وتكهنات متعددة. يرى البعض أنها مشكلة صحية حساسة، إذ سبق لتبون أن عانى من مشاكل صحية، بينما يفسرها آخرون على أنها قضايا سياسية داخلية مرتبطة بهشاشة موازين القوى.
هذا الغموض يُعيد إلى الأذهان وقائع سابقة، عندما عاش الجزائريون وضعا مشابها مع الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، الذي اختفى عن الأنظار لسنوات طويلة في ظل صمت رسمي، مما خلق أزمة ثقة عميقة بين الشعب والمؤسسات.
إن استخدام لقطات قديمة لتبرير غياب الوجود يثير تساؤلات جدية حول مصداقية وسائل الإعلام الرسمية، التي يُفترض أن تكون قناةً لنقل الحقيقة وخدمة المواطنين، لا أداةً للترويج لخطاب إعلامي مُعدّ مسبقًا. وبينما تدعو وزارة الاتصال إلى إنشاء “جبهة إعلامية وطنية” لمواجهة ما تسميه “حملات تضليل من الخارج”، يواجه المواطنون تناقضا مُقلقا: فالإعلام الرسمي نفسه أصبح مصدرا للبلبلة، يُقوّض ثقة الناس بالدولة بدلًا من تعزيزها.
وفي ظل غياب معلومات واضحة، لا يزال الشعب الجزائري غارقا في فراغ إعلامي تغذيه الشائعات والتكهنات، بينما تلتزم السلطات الصمت. هذا الصمت يُعزز الشكوك ويطرح سؤالا جوهريا: هل هذه مجرد مشكلة صحية عابرة أم أزمة حوكمة أعمق من المرجح أن تهدد الاستقرار السياسي للبلاد؟ في ظل غياب الإجابات الرسمية، ما يزال الجزائريون في حالة ترقب، يتأرجحون بين الشك وعدم الثقة، حيث يصبح كل ظهور للرئيس أو خبر عنه حدثا بحد ذاته، يكشف عن مدى الانقسام وفقدان الثقة في الرواية الرسمية.
اختفى عبد المجيد تبون في ظروف غامضة. هل هو مريض، أم ميت، أم معتقل من طرف جنرالاته؟ في الجزائر وخارجها، يخيم شعورٌ مُلحّ مفاده أن الرئيس الجزائري قد بلغ أجله.
ليس واضحا أيهما أكثر إثارةً للقلق، صمته المُطوّل أم اللامبالاة المُجمدة التي يُستقبل بها غيابه؟ لم يعد أحد، في الجزائر أو في غيرها، يُصدّق خرافة رئيس دولة في السلطة. تبون ليس سوى مُمثّل ثانوي مُرهَق في مسرحية كتبها ومثّلها المخرج الحقيقي للنظام؛ ألا وهو الجنرال سعيد شنقريحة.
داخليا، الوضع كارثي يعاني من نقص في الحليب والسميد والأدوية، وبنية تحتية متداعية، وفساد مستشرٍ.. البلاد غنية بالمحروقات، لكن الجزائريين يصطفون في طوابير للحصول على البنزين والديزل! والأسوأ من ذلك، أن مآسي مثل حادث الحافلة الذي وقع في وادي الحراش تُبرز بقسوة فشل حكومة مهووسة بأهوائها الدبلوماسية وخطابها المعادي للمغرب، لكنها عاجزة عن تأمين جسر واحد أو تجديد بنية تحتية لا تزال تعود إلى الحقبة الاستعمارية.
بينما يُوزّع تبون الملايين على “إخوانه الأفارقة” لكسب دعمهم ضد المغرب، يُحشر مواطنوه في مستشفيات متداعية. هذا هو ملخص رئاسة مُنحطة إلى حدّ السخافة: سخية في الخارج، لكنها بخيلّة على شعبها.
في الخارج، أصبح تبون شخصا غير مرغوب فيه. الجزائر دولة منبوذة في الرباط، تجاهلتها أوروبا، وتشتبه بها دول الساحل في اللعب بنيران الإرهاب، والآن أصبحت مهمشة حتى من قبل موسكو، التي لا ترى في الجزائر إلا مشتريا للأسلحة.
وماذا عنها في العالم العربي؟ باستثناء الدوحة وتونس، لم يعد أحد يفتح أبوابه لتبون. حتى رحلاته النادرة إلى الخارج تبدو أشبه بنزهات طبية منها بزيارات رسمية.
لكن ما قيمة تبون الحقيقية؟ ليس أكثر من بيدق، دفعه أحمد قايد صالح بعد سقوط بوتفليقة، ثم أبقاه شنقريحة على أجهزة الإنعاش. اليوم، يظهر هذا الأخير بالفعل كرجل قوي، يقف بفخر أمام الكاميرات إلى جانب ضحايا حادث الحراش، بينما يغيب الرئيس الوهمي بشكل لافت.
“مسلسل تبون” يقترب من نهايته: مرض، انقلاب، أم مجرد تهميش؟ لا يهم. ما يهم النظام هو وجه جديد. لطالما احتاج النظام العسكري الجزائري إلى قناع مدني لإخفاء وجهه الحقيقي: وجه طغمة عسكرية طاعنة في السن، صماء تجاه شعبها ومهووسة بجارها المغرب.
يا لها من مفارقة تاريخية! كان من المفترض أن يُجسّد تبون التجديد بعد سقوط بوتفليقة. لكنه في الواقع، كرّر أسوأ سيناريو عناصره غياب طويل، رئاسة مُشلولة، إفلاس اقتصادي، وعزلة دولية. كل ذلك دون كاريزما أو رؤية أو شجاعة.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردا على ما كتبه اليوم عبد الرحمن الغندور تحت عنوان: -في الحا ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة ( الجزء ...
- بهلوانيون مغاربة في أمريكا منذ بداية القرن 20 رائدهم الأول ح ...
- الانتخابات التشريعية 2026: حزب العدالة والتنمية يكشف عن مذكر ...
- الاشتراكي الموحد يجدد مطالبته الدولة المغربية بمباشرة حوار و ...
- إلى متى يظل الفنانون المغاربة يتهربون من الضرائب؟
- الخطوط العريضة لاقتراحات حزبي -الاتحاد الاشتراكي- و-التقدم و ...
- بلاغ حزب -الرسالة- حول منصته المستحدثة لاستقبال مقترحات المو ...
- الأستاذ الغلوسي يدين استغلال الإعلام الجزائري لمنشوراته وصور ...
- النائبة البرلمانية منيب تسائل كتابيا الوزير الميداوي عن مشرو ...
- جدل على شبكة التواصل الاجتماعي حول إمكان قيادة الدكتورة نبيل ...
- العقوبات البديلة ودليلها في المغرب.. أول حكم من هذا القبيل ي ...
- ترامب يأمر بإثقال شيكاغو بجنود من الحرس الوطني بدعوى محاربة ...
- العراق: جماعة شيعية جديدة تحرض الشباب على الانتحار ليكونوا “ ...
- عزيز المنبهي.. مناضل يساري كابد القمع، عاش ماركسيا لينينيا و ...
- الدار البيضاء: الدورة الرابعة لمهرجان الظاهرة الغيوانية بين ...
- فلتات لسان مهووس بالبيان
- البحرية الإيرانية أطلقت أول مناورات عسكرية منذ الحرب مع إسرا ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (137)
- نساء ورجال التعليم يشتكون من ضعف ورداءة خدمة السفر والترفيه


المزيد.....




- ما هي التقنيات المفترضة التي شوشت أنظمة الجي بي إس على طائرة ...
- -رمز للصمود ونعمة عظيمة-..آبي أحمد يشيد باكتمال بناء سد النه ...
- هجوم بسكين في مرسيليا يوقع 4 جرحى.. والشرطة تطلق النار على ا ...
- شي جين بينغ يرحب بفلاديمير بوتين لإجراء محادثات في بكين
- مواجهات في باندونغ: شرطة إندونيسيا تطلق غازاً ومطاطاً على طل ...
- حركة تحرير السودان: كيف نشأت وأين هي اليوم؟
- قمة شنغهاي تكشف -أنانية- واشنطن وإهمالها مبدأ المصلحة المشتر ...
- إسرائيل تبدأ بتعبئة جنود الاحتياط قبل هجوم متوقع على غزة، و- ...
- يوسف الكواري عضو المكتب السياسي للحزب في حوار حول “ماذا يجري ...
- شركة نستله تطرد رئيسها بسبب إخفاء علاقة غرامية مع موظفة!


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد رباص - الجزائر: طال اختفاء تبون ولا أحد يعرف مصيره ولا مكان وجوده