أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد رباص - العقوبات البديلة ودليلها في المغرب.. أول حكم من هذا القبيل يصدر عن محكمة أكادير














المزيد.....

العقوبات البديلة ودليلها في المغرب.. أول حكم من هذا القبيل يصدر عن محكمة أكادير


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 8445 - 2025 / 8 / 25 - 18:27
المحور: حقوق الانسان
    


شهدت المحكمة الابتدائية بأكادير، يوم الجمعة الماضي، منعطفا تاريخيا بإصدارها أول حكم في المغرب يُطبّق عقوبات بديلة. ويُمثّل هذا القرار، الصادر في قضية تتعلق بالاتجار غير المشروع في الكحول، أول تطبيق ملموس للقانون رقم 43.22، الذي دخل حيز التنفيذ في 22 غشت 2025. ويأتي ذلك بالتزامن مع إصدار رئاسة النيابة العامة دليلا عمليا مُفصّلا للقضاة. وتهدف هذه الوثيقة المرجعية، المؤلفة من 257 صفحة، إلى تنظيم وتوحيد تطبيق هذه العقوبات الجديدة، بما يُحقق التوازن بين حماية المجتمع وحقوق الضحايا وإعادة إدماج المُدانين، مع الحد من اكتظاظ السجون.
كما سبق القول، أصدرت المحكمة الابتدائية بأكادير ، يوم الجمعة الماضي، أول حكم على الإطلاق بتطبيق العقوبات البديلة، وهو قرارٌ تمت الإشادة به باعتباره حدثا غير مسبوق في تاريخ العدالة الجنائية بالمغرب. يتعلق الأمر بقضية جنائية مرتبطة بالتورط في جريمة مزاولة تجارة الكحول غير المشروعة. حكمت المحكمة على المتهم بالسجن شهرين وغرامة قدرها 500 درهم، مع إمكانية استبدال عقوبة السجن بمساهمة قدرها 300 درهم يوميا، بحد أقصى 18 ألف درهم. ورغم أن هذا الحكم صادر من محكمة ابتدائية، إلا أنه يُمثل أول تطبيق فعلي للقانون رقم 43.22 بشأن العقوبات البديلة، الذي دخل حيز التنفيذ في 22 غشت 2025، أي بعد قرابة عام من نشره في الجريدة الرسمية.
بعد دخول هذا القانون حيز التنفيذ، نشرت رئاسة النيابة العامة دليلاً عملياً لأعضاء النيابة العامة، يهدف إلى الإشراف على تنفيذ العقوبات البديلة وضمان تطبيقها الصحيح والفعال. الهدف المعلن هو تحقيق التوازن بين حماية المجتمع من الجريمة وإعادة إدماج المحكوم عليهم في الحياة العامة.
في ديباجة الدليل، أوضح رئيس النيابة العامة والوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، هشام البلاوي، أن هذه الوثيقة ترافق تنفيذ القانون 43.22 ومرسومه التنفيذي، اللذين دخلا حيز التنفيذ منذ 22 غشت 2025. وأكد أن هذا الدليل جزء من دينامية إصلاح العدالة الجنائية المغربية، وفقاً للمبادئ التوجيهية التي عبر عنها جلالة الملك محمد السادس في خطابه بتاريخ 20 غشت 2009 بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب.
وذكّر السيد البلاوي بأن هذا الخطاب الملكي شدد على تحديث النظام القانوني، واعتماد سياسة جزائية تتلاءم مع التطورات الاجتماعية، وإدخال آليات بديلة في العدالة الجنائية كالوساطة والمصالحة والتحكيم والعقوبات البديلة. نُشرت هذه الوثيقة، المكونة من 257 صفحة، في 1 غشت 2025، لتكون مرجعا عمليا. تتألف الوثيقة من أربعة أجزاء، وتقدم تعريفا مفصلاً للعقوبات البديلة، وفئاتها المختلفة، والجرائم المعنية أو المستبعدة منها. كما تقدم إرشادات عملية حول آليات اقتراح هذه العقوبات وتنفيذها ومتابعتها.
المتوخى من العمل على هدى دليل العقوبات البديلة تحقيق أهداف متعددة، منها إعادة الإدماج والتخفيف من شدة الاكتظاظ، بحيث لا يهدف الدليل إلى ضمان فعالية النظام الجديد فحسب، بل يهدف أيضًا إلى المساهمة في تقليل عدد السجناء وتخفيف التكلفة الباهظة لإدارة السجون على الدولة. كما يُشدد على ضرورة احترام حقوق الضحايا مع إتاحة فرص إعادة إدماج المحكوم عليهم خارج أسوار السجن.
وأوضح السيد البلاوي، في عرضه، أن العقوبات البديلة تُشكل ابتكارا تشريعيا هاما، من شأنه تعزيز آليات الردع وإعادة التأهيل في منظومة العدالة الجنائية الوطنية. ومع ذلك، أكد أن نجاح هذا الإصلاح يتطلب الدعم الكامل والمسؤول من قضاة النيابة العامة وجميع الجهات المعنية، لتحقيق الأهداف المرسومة وتلبية التطلعات التي عبر عنها جلالة الملك في مجال تحديث وتحسين كفاءة العدالة.
يُظهر فحص محتوى الدليل أن هذه الوثيقة لا تقتصر على شرح نظري للأحكام البديلة، بل تتضمن أيضا نماذج تطبيقية، وأمثلة عملية، ومقارنات مع تجارب دولية، لجعلها أداةً عمليةً في أيدي القضاة. كما تُرسي الوثيقة مجموعةً من الشروط الأساسية لأي قرارٍ باستبدال عقوبة الحبس بعقوبة بديلة. ووفقا لهذا الدليل، يتعين على المحاكم التحقق من شخصية المُدان، وسجله الجنائي، وخطورة الجرائم المزعومة، وضرورة ضمان حقوق الضحايا. ويجب ألا تُصبح الأحكام البديلة، بأي حال من الأحوال، وسيلةً للإفلات من العقاب.
وعندما يختار القاضي عقوبة بديلة، تصف الوثيقة عملية واضحة من خمس خطوات. الخطوة الأولى هي اقتراح الحكم البديل من قبل النيابة العامة أو المحكمة. يجب أن يحدد الحكم بعد ذلك طبيعة الحكم ومدته وشروطه، قبل إحالة الملف إلى القاضي المسؤول عن تنفيذ الأحكام لمراقبة حسن تنفيذه. يجب بعد ذلك ضمان المراقبة من خلال تقارير منتظمة تعدها الجهات المختصة. بناءً على هذه التقارير، يجوز للمحاكم أن تقرر مراجعة الحكم أو إلغائه إذا لم يفِ المحكوم عليه بالتزاماته. كما يؤكد الدليل على أن القاضي المسؤول عن تنفيذ الأحكام ملزم بتلقي تقارير شهرية وله سلطة تعديل الحكم أو استبداله أو العودة إلى السجن في حالة انتهاك الشروط المحددة.
في نهاية المطاف، يهدف هذا الإصلاح إلى ما هو أبعد من مجرد التخفيف من اكتظاظ السجون: الحد من العودة إلى الإجرام، وتعزيز إعادة تأهيل المدانين، والمساهمة في تحديث السياسة الجنائية للبلاد. ويمثل هذا الإصلاح نقطة تحول في مفهوم العقوبة الجنائية، من خلال التوفيق بين حماية المجتمع وحقوق الضحايا وإعادة تأهيل الأفراد.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب يأمر بإثقال شيكاغو بجنود من الحرس الوطني بدعوى محاربة ...
- العراق: جماعة شيعية جديدة تحرض الشباب على الانتحار ليكونوا “ ...
- عزيز المنبهي.. مناضل يساري كابد القمع، عاش ماركسيا لينينيا و ...
- الدار البيضاء: الدورة الرابعة لمهرجان الظاهرة الغيوانية بين ...
- فلتات لسان مهووس بالبيان
- البحرية الإيرانية أطلقت أول مناورات عسكرية منذ الحرب مع إسرا ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (137)
- نساء ورجال التعليم يشتكون من ضعف ورداءة خدمة السفر والترفيه
- وضعية سيون أسيدون بين بلاغ الوكيل العام للملك وبيان ائتلاف ح ...
- ترامب يرتب للقاء تاريخي بين بوتين وزيلينسكي
- الإعلان عن “الأدوية” المحسنة للاداء الجنسي على الإنترنت.. فو ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- العرب يدفعون الجزية للغرب وهم صاغرون.. ما أشبه اليوم بالبارح ...
- الحرب في أوكرانيا: بوتين يعتقد أن لقاءه بترامب جرى -في الوقت ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- المغرب يواجه مشاكل بالجملة بسبب تقادم الدوائر الانتخابية بعد ...
- حرائق تلتهم غابات شمال المغرب وتحمل حزبا سياسيا على إصدار بي ...
- الطاهر بنجلون: المغرب باهظ جدا (2/2)
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي تدعو إلى تعليق عضوية إسرائيل في الأمم ...
- بريطانيا... اعتقال أكثر من 400 شخص جراء حادثة طعن
- العفو الدولية تدعو للتحقيق بتدمير إسرائيل قرى لبنانية باعتبا ...
- هل تلاعبت الأمم المتحدة في الأرقام لإعلان المجاعة في غزة؟
- الديمقراطي الكردستاني يطالب بضبط النفس بعد اعتقال لاهور شيخ ...
- الأمم المتحدة تجدد تحذيرها من استمرار إسرائيل بعرقلة المساعد ...
- الشرع سيصبح أول رئيس سوري يخطب في الأمم المتحدة منذ 1967 
- لذاك المسمار في الصدأ الصدارة / 4من5
- مفوضية حقوق الإنسان تدعو لمحاسبة الاحتلال على جرائمه ضد الصح ...
- بوريل: -إسرائيل- تنتهك حقوق الإنسان والاتحاد الاوروبي ملزم ب ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد رباص - العقوبات البديلة ودليلها في المغرب.. أول حكم من هذا القبيل يصدر عن محكمة أكادير