أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء 136)














المزيد.....

جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء 136)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 8438 - 2025 / 8 / 18 - 04:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الملاحظة الثانية، المفيدة: عندما تناول هيجل في بداية "علم المنطق"، في النص المعنون "بماذا يجب أن نبدأ العلم؟"، العلاقة بين الفينومينولوجيا والمنطق، استبدل بشكل منهجي عبارة "المعرفة الخالصة" بتلك التي جعل منها عنوانا للفصل الأخير من "فينومينولوجيا الروح"، وهذا انطلاقا من الجملة الأولى (في الطبعة الأولى لـ"مذهب الوجود"):
"من فينومينولوجيا الروح"، أو من علم الوعي، بما أن الأخير هو الروح وقد ظهرت، ينشأ الافتراض بأن المعرفة الخالصة، بوصفها الحقيقة النهائية والمطلقة لهذا الأخير، تُنتَج. المنطق علمٌ خالص، معرفة خالصة في حدودها وامتدادها".
تشير هذه الجملة بوضوح إلى أن عبارة "المعرفة الخالصة"، التي تكررت حوالي عشرين مرة في هذا النص التمهيدي والأساسي، بالنسبة إلى مؤلف "علم المنطق"، مرادفة لما سُمي "المعرفة المطلقة" في كتاب " فينومينولوجيا الروح ". كما تُقدم إشارة قيّمة إلى محتوى هذه المعرفة: فمحتوى المعرفة المطلقة "بامتدادها" هو المنطق نفسه كـ"علم خالص"؛ مما يُؤكد ويُفسر ما سبق أن أثبته هذا الفصل، وهو أن المعرفة المطلقة تُحدد فضاء "العلم" (الفلسفي).
لا يُعطي هيجل شروحات عن هذا التغيير في تسمية ما يُشكل نقطة انطلاق "فينومينولوجيا الروح " والمجال الذي ينكشف فيه "الجوهر الخالص الذي يُشكل محتوى المنطق". لكن من المعقول اعتبار أن عدم الفهم، بل وحتى السخرية التي يثيرها الادعاء المفترض للفيلسوف بامتلاك معرفة "مطلقة" أو تشكيلها، بالإضافة إلى تحفظه تجاه عاطفة المطلق، لهما علاقة بالأمر.
باختصار، كما يمكن القول، "المعرفة المطلقة ليست هي المعرفة المطلقة". تشير عبارة "المعرفة المطلقة" إلى الأساس الذي سيُبنى عليه التأمل الفلسفي في "نسق العلم" أكثر ما تشير إلى المعرفة المفترضة بأنها كاملة ومكتملة. وبعبارة أخرى، يمكن القول إن المعرفة المطلقة تُشكل "الفضاء الاجتماعي" الذي يُمكن من خلاله التأمل الذاتي في المعرفة.
ولكن، إذا قيل لنا هكذا ما لا تكونه المعرفة المطلقة - معرفة مكتملة، كلية، وحتى شمولية - فما هي بالضبط؟ يجب ملاحظة أن فصلنا يخلو من التفاصيل حول هذا الموضوع، وإذا توقعنا أن نتعلم منه ما هي المحتويات الدقيقة التي تتكون منها هذه المعرفة بشكل إيجابي، فسنصاب بخيبة أمل. بالفعل، تتعلق المؤشرات التي تُعطى لنا بوضع المعرفة الخالصة وموقفها سواء في ما يتعلق بسلسلة الأشكال التي تشكل محتوى "فينومينولوجيا الروح" (أو، لاستحضار العنوان المقصود في البداية للكتاب الذي ما زلنا بصدد قراءته، "علم تجربة الوعي") وفي ما يتعلق بـ "نسق العلم"، أو بالأحرى العلوم الفلسفية (المنطق، فلسفة الطبيعة، فلسفة الروح) التي يُفترض أن يشكل الفينومينولوجيا جزءها الأول.
باعتبارها "الشكل النهائي للروح"، يجب فهم المعرفة المطلقة على أنها الفضاء الخالص "للمعرفة بناءة المفاهيم". بالفعل، بعد أن "أغلق العقل حركة تكونه بواسطة الأشكال"، "غنم عنصر وجوده-هنا الخالص، المفهوم"؛ المعرفة المطلقة، بعبارة أخرى، هي ما تجد فيها صورة أشكال العقل، التي تميز العملية الفينومينولوجية نفسها ملغاة. والآن، ما هي، من وجهة نظر الفيلسوف الفينومينولوجي ("نحن")، السمة العامة "لتشكيل" الروح الخاصة بكل واحدة من "تجاربه"؟ إنما في كل منها نشأت فجوة بين "وعي المتعارض-مع" و"الوعي [الذي للوعي] بذاته"، بين قطبي الحقيقة واليقين، أو بعبارة أخرى بين بُعدي الموضوعانية والانعكاسية اللتين ينطوي عليهما كل فعل من أفعال العقل، باعتباره في آن واحد موجها نحو شيء يتخذه موضوعا وحاضرا أمام نفسه في كل واحدة من عملياته.
نتحدث هنا عن الموضوعانية بدلاً من الموضوعية من أجل التأكيد على التمييز الصارم الذي يضعه هيجل بين الموضوع في حد ذاته (Objekt) والمتعارض- مع (l ob-jet) بالنسبة إلى الوعي (Gegenstand، حرفيا: ما يقف وجها لوجه)، وهذا على الرغم من حقيقة أن Gegen-stand الألمانية من الناحية الاشتقاقية هي شبه نقل للكلمة اللاتينية ob-jectum. فضلا عن ذلك، ورغم وحشيتها، فإن "الموضوعانية" تفسر بشكل أفضل المسافة التي تنمو، في الوعي المحدود، بين الذات وموضوعها، حتى لو كان هذا الأخير هو نفسه.
المعرفة المطلقة/الخالصة، كما هو تعريفها الأولي، هي ذلك الشكل من المعرفة الذي يتجاوز البنية المعاكسة للوعي، إذ هو دائما وعيٌ بشيءٍ مختلفٍ عنه وجوديا وإبيستيمولوجيا. وكما وكما ورد في "علم المنطق"، في معرض التذكير بالغاية من "فينومينولوجيا الروح" والتعليق عليها:
"يُفترض هنا مفهوم العلم المحض، مع استنباطه، لأن فينومينولوجيا الروح ليست شيئا آخر استنباط هذا المفهوم. المعرفة المطلقة هي حقيقة جميع أنماط وجود الوعي، لأنه [...] فقط في المعرفة المطلقة يتلاشى تماما انفصال الموضوع عن يقين ذاته، وتصبح الحقيقة مساوية لهذا اليقين، تماما كما أن هذا اليقين مساو للحقيقة. لذا، يفترض العلم المحض التحرر من تناقض الوعي".
(يتبع)
نفس المرجع



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب يدفعون الجزية للغرب وهم صاغرون.. ما أشبه اليوم بالبارح ...
- الحرب في أوكرانيا: بوتين يعتقد أن لقاءه بترامب جرى -في الوقت ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- المغرب يواجه مشاكل بالجملة بسبب تقادم الدوائر الانتخابية بعد ...
- حرائق تلتهم غابات شمال المغرب وتحمل حزبا سياسيا على إصدار بي ...
- الطاهر بنجلون: المغرب باهظ جدا (2/2)
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تطالب برفع الغمو ...
- الطاهر بن جلون: المغرب باهظ جدا! (2/1)
- سوريا: فيديو يظهر إعداما “صادما” في السويداء وإطلاق دعوات إل ...
- هيئات نقابية وصحافية وحقوقية تسطر برنامجا احتجاجيا ضد مشروع ...
- الحرب في أوكرانيا: قمة مرتقبة بين ترامب وبوتين في الاسكا
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- خطة أمريكا للتوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا
- إلى متى يستمر حرمان أستاذات وأساتذة التعليمين الابتدائي والإ ...
- لبنان: حزب الله يرفض قرار الحكومة بنزع سلاحه قبل نهاية العام ...
- الحرب في اوكرانيا: ترامب يتقبل بصدر رحب الالتقاء ببوتين وزيل ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- التنسيقية الوطنية لموظفي وزارة التربية الوطنية المقصيين من خ ...


المزيد.....




- قادة أوروبا يرافقون زيلينسكي إلى واشنطن للقاء ترامب اليوم
- الاحتلال يهاجم مدينة غزة واستشهاد 110 أطفال مجوّعين
- الضياع في الكهوف.. كيف فشل أقوى جهاز استخباري في فهم أفغانست ...
- معبر رفح يشهد أول زيارة لمسؤول فلسطيني رفيع منذ اندلاع الحرب ...
- 5 مخاطر غير متوقعة لتناول البروتين بكثرة
- خبير ألماني يدق ناقوس الخطر إذا سيطرت روسيا على كامل دونباس ...
- ترامب: يوم كبير في البيت الأبيض.. وإنهاء الحرب بيد زيلينسكي ...
- دروس أوروبية لزيلينسكي.. كيف يتحدث مع ترامب -دون استفزازه-؟ ...
- كوابيسك ليست عشوائية.. ماذا تحاول أن تخبرك؟
- بين الخيانة والاستسلام: ماذا يعني تسليم دونباس لروسيا؟


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء 136)