خطاب عمران الضامن
باحث وكاتب.
(Khattab Imran Al Thamin)
الحوار المتمدن-العدد: 8448 - 2025 / 8 / 28 - 17:17
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
هنالك علاقة عكسية بين مستوى الثقة بالنفس، وفُرص تعرض الفرد للعبودية النفسية، فكلما انخفضت ثقة الشخص بظروفه وإمكانياتيه الذاتية، كلما ارتفعت فُرص تعرضه للعبودية النفسية، والعكس صحيح تماماً.
الثقة بالنفس تعني تقبل الفرد لنفسه واحترامها مهما كانت ظروفها، والثقة بها من نواحي متعددة، ومنها الثقة بالمظهر الشخصي أيما كان (طويل، قصير، ابيض أسمر، ممتلئ، نحيف او غير ذلك)، والرضا بالأحوال المعيشية بمختلف مستوياتها (عامل بأجر، موظف براتب، تاجر بربح، أو أيراد من أي عمل آخر)، اضافة إلى الرضا عن الموقع الاجتماعي (من عائلة بسيطة، من عائلة متوسطة، من عائلة معروفة).
العبودية النفسية تعني قبول الفرد بالتعرض للظلم والأهانة من قبل شخصية يعتقد واهماً أنها مثالية، فضلاً عن رضاه بمصادرة حقوقه المشروعه المعنوية والمادية دون مبررات مقبولة منطقياً.
حالة عدم الثقة بالنفس هي نتيجة لعدم قناعة الفرد بظروفه التي ذكرناها؛ والتي قد تدفع بعض الضعاف واليائسين إلى البحث عن وسائل خارجية لإثبات الذات أو إعادة الثقة بها، ومن هذه الوسائل محاولة الالتصاق بشخصية يُعتقد انها جيدة، كون مظهرها حسن، أو أحوالها المعيشية جيدة، أو علاقاتها الاجتماعية والسياسية قوية، بغض النظر عن سلوكياتها أللا إنسانية واللا أخلاقية.
يستغل المكيافيليون الجُدد، والمحتالون والنصابون، وهواة النهب والاستبداد والاستعباد حالات الضعف والوهن التي ذكرناها، للحصول على عبيد نفسيين مجانيين؛ عبر الاستعراض بأموالهم السحت الحرام، وعلاقاتهم الاجتماعية والسياسية المزيفة، ووعودهم الوهمية الكاذبة.
لمن يبحث عن الثقة بالنفس بصدق أقول: قيمة الإنسان تكمن في رضاه عن نفسه، وقناعته بظروفه، وسعيه لتحسينها، وليس أي شي أخر.
#خطاب_عمران_الضامن (هاشتاغ)
Khattab_Imran_Al_Thamin#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟