أزمة خدمة الكهرباء في العراق أسباب التعثر وسُبل النجاح.

خطاب عمران الضامن
باحث وكاتب.
(Khattab Imran Al Thamin)

الحوار المتمدن-العدد: 6601 - 2020 / 6 / 24 - 01:16
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

يعتبر ملف خدمة الكهرباء واحداً من أكبر التحديات التي واجهها الشعب العراقي خلال السنوات الماضية، حيث تسبب الفساد وسوء التخطيط والادارة بهدر عشرات المليارات من الدولارات دون تحقيق اكتفاء في الإنتاج وكفاءة في التوزيع.
والسبب في ذلك يعود لمجموعة من العوامل اهمها؛
1. عدم وجود خطة استراتيجية تنطوي على رؤيا واهداف وكُلف وتوقيتات واضحة لإقامة منشآت إنتاج ونقل وتوزيع وجباية تتناسب مع حاجة البلد وبيئته وانواع الوقود المتوفرة. الأمر الذي جعل معظم المحطات التي تم إنشائها محطات استهلاكية وقديمة تلبي احتياجات مناطق بعينها، ولا تتناسب مع خطوط النقل والتوزيع ومع انواع الوقود المتوفر.
2. الفساد والكومشنات وهيمنة جهات سياسية على معظم عقود الطاقة، إذ لاحظنا منح عقود رئيسية لشركات ألمانية او أمريكية من ثم يتم بيع العقود لشركات ثانوية منها شركة اوراسكوم المصرية في بيجي، الأمر الذي تسبب بمضاعفة التكاليف، وتأخر مُدد الإنجاز.
3. تعطيل الجباية ولو بأسعار مخفضة حرم الموازنة العامة من مئات المليارات سنويا، وشجيع المواطنين على هدر كميات هائلة من الكهرباء كونها مجانية.
.
وفقاً لما عرضناه فإن إصلاح ملف الكهرباء يحتاج لرسم خطة استراتيجية تتضمن ما يحتاجه العراق من منشآت إنتاج ونقل وتوزيع، بمواصفات وكلف وتوقيتات محددة بشكل واضح، من ثم التعاقد مع شركة عالمية رصينه للتنفيذ بشكل مباشر، إعداد وتطبيق نظام جباية يتناسب مع الظروف الاقتصادية الراهنة، والاستعانة بشركة رصينة متخصصة في مجال عدادات الكهرباء الالكترونية المربوطة بشبكة الانترنت لمراقبة التجاوزات وقطع التيار عند بعد.
يمكن للحكومة الجديدة محاكاة تجربة مصر في هذا المجال، حيث نجحت مصر عام 2015 في التعاقد مع شركة سيمنز بصورة مباشرة لإقامة 3 محطات إنتاج ونقل وتوزيع عملاقة بقدرة إنتاجية بلغت 14400 ميكا واط، بتكلفة إجمالية بلغت 8 مليار دولار، وقد تم إنجاز المشروع وإنهاء ملف الكهرباء في مصر بعد 18 شهر فقط.
نؤكد على ان نجاح اي مشروع إصلاحي في البلد يحتاج لإرادة سياسية وطنية متينة، تستعين بالخبراء وتمضي بخطى ثابته في سبيل خدمة البلد وحمايته.

#خطاب_عمران_الضامن (هاشتاغ)       Khattab_Imran_Al_Thamin#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات