أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم علي خضر - حسان عاكف حمودي.. طبيب من طراز خاص !















المزيد.....

حسان عاكف حمودي.. طبيب من طراز خاص !


قاسم علي خضر
صحفي وكاتب

(Qassim Ali Khedher)


الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 00:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- عندك فقر دم رفيق !
قالها بهدوئه المعهود وابتسامته المحببة شاخصاً عينيه بعيني.
اجبته على الفور:
- فقر دم وفقر حال دكتورنا العزيز!
ضحكنا.. واصبحنا اصدقاء منذ ذلك الفحص الطبي في مستشفى غزة بالعاصمة اللبنانية (بيروت) اواخر عام 1980، وهو فحص مستوجب للمناضلين العراقيين القادمين الى لبنان بعد خلاصهم من مطاردات الاجهزة الامنية للدكتاتورية الفاشية المنفلتة من عقالها غداة تنصيب الطاغية نفسه رئيساً للعراق بدون منازع. ومن بين مئات الكفاءات العراقية التي التحقت في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان خلال الاعوام ما بين 1979 و1982، كان الطبيب الجراح الدكتور حسان عاكف حمودي واخوانه جمال ومناضل.

دعم القضية الفلسطينية

لقد جسد المناضلون العراقيون موقفهم الداعم للقضية الفلسطينية، بالتواجد في المواقع والمعسكرات الفدائية في الجنوب والبقاع، وفي تشكيل افواج عسكرية بالتنسيق مع المنظمات الفلسطينية خلال الظروف الطارئة، كما حصل إبان العدوانيين الاسرائيليين بغزو الجنوب اللبناني عام 1981 واجتياح لبنان وحصار بيروت عام 1982.
كان التواجد في بيروت فرصة اضافية للمناضلين العراقيين من مختلف الاتجاهات المناوئة للدكتاتورية الصدامية التعرف والتفاعل أكثر مع اغلب رموز السياسة والثقافة اللبنانية والعربية من سياسيين وادباء وفنانين، من الذين يعيشون او عاشوا في لبنان او مروا بها في تلك الفترة، وشارك الكثير منهم في مناسبات واحتفالات سياسية وثقافية عراقية آنذاك، حيث لعبت رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين دوراً محورياً في هذه الفعاليات وغيرها الكثير. كما أن هذا التواجد كان فرصة جيدة للقوى الوطنية العراقية ان تعبئ الرأي العام العالمي للتضامن معها، وإيصال صوتها الى الكم الكبير من الصحفيين الأجانب ومراسلي وسائل الاعلام العالمية، المتواجدين آنذاك في لبنان.
بعد الاجتياح الاسرائيلي للجنوب اللبناني عام 1981 وهجوم الطيران الاسرائيلي على بيروت وقصف منطقة " الفاكهاني/الملعب البلدي“، الذي سقط فيه العشرات من الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين والعرب، بضمنهم شهيدان عراقيان هما: الاعلامية الشهيدة ثائرة فخري بطرس والشهيد الكاتب الصحفي غازي فيصل ذرب (أبو داليا)، الى جانب العديد من الجرحى، الذين بلغ عددهم بين الاشقاء الفلسطينيين واللبنانيين أكثر من مئة جريح، تم تشكيل "الفصيل العراقي المساند للثورة الفلسطينية" في تموز من ذلك العام.
كذلك جرى خلال حصار بيروت تشكيل فصيل اخر لدعم "القوات المشتركة اللبنانية الفلسطينية" في حزيران عام 1982. لاحقاً أخذ الفصيل مواقعه في حي السلم جنوب العاصمة اللبنانية، وقدم حينها عدداً من الشهداء الى جانب أسرى وقعوا بأيدي القوات الاسرائيلية، منهم الدكتور نظمي عبد الصاحب الذي اقتيد أسيراً من مستشفى الهلال الاحمر الفلسطيني الى "معسكر الخيام الاسرائيلي" في مدينة صيدا/ جنوب لبنان. فيما اختطفت قوات حزب الكتائب اللبنانية ثلاثة من العراقيين ولم يعرف مصيرهم حتى الان وهم كل من : الشاعر الغنائي ذياب گزار (ابو سرحان) والمخرج المسرحي كاظم الخالدي (أبو مخلص) والطالب الجامعي صباح ستراك.

شهداء عراقيون في حي السلم اللبناني

لابد من ان نستذكر شهداء حي السلم الثلاثة الأبطال ورابعهم الجريح الاسير لدى قوات الاحتلال الاسرائيلي، الذين سقطوا على بوابات بيروت الجنوبية وهم يتصدون للغزاة الإسرائيليين في اجتياح عام 1982، الشهداء: عبد الكريم جبار كريم (ابو فيروز)، كريم محمد لازم (رشاد)، حازم محمد خليل (جمال)، والاسير الجريح سعيد عبد الكافي حسن (ابو احمد)، وخلدتهم فرقة الطريق العراقية بأغنية خاصة "أربعة كانوا في حي السلم" كتب كلماتها الشاعر الكبير سعدي يوسف.

مغادرة بيروت

في خضم كل تلك الاحداث، واصل الدكتور حسان عاكف حمودي (ابو يسار) عمله بتفاني في مستشفى غزة التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية لغاية مغادرته مع المقاتلين المنسحبين على ظهر البواخر الدولية نحو الشطر الجنوبي من اليمن "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" سابقاً. وذلك في اتفاق دولي بين الاطراف المتنازعة لوقف العدوان الاسرائيلي وفك الحصار العسكري عن سكان بيروت الغربية في اواخر اب من عام 1982. وتقرر حينها ان تنسحب قوات منظمة التحرير الفلسطينية عن طريق البواخر الدولية الى خارج الاراضي اللبنانية باتجاه (السودان، اليمن بشطريه الشمالي والجنوبي، سوريا، تونس).
كنا ثلاثة عراقيين (الدكتور حسان عاكف – يعيش في العراق حالياً، وزميله الدكتور الطبيب احسان عبد الاحد المالح – يعيش في الدنمارك حالياً، وكاتب السطور كان يعمل محرراً صحفياً في الصحيفة المركزية لمنطمة التحرير الفلسطينية "فلسطين الثورة") تقرر ان نغادر على ظهر الباخرة الدولية الثانية المتجهة الى الشطر الجنوبي من اليمن. وهكذا توفرت فرصة اكبر لتعزيز علاقتنا الصداقية من خلال الاحاديث الطويلة، التي اجريناها طيلة فترة الرحلة على مدى ستة ايام، بدءً من ميناء بيروت/ لبنان عبر البحر الابيض المتوسط وقناة السويس والبحر الاحمر وانتهاءً بميناء عدن/ اليمن. ولكونه اكبرنا سناً ومقاماً اهتم الدكتور ابو يسار برعايتنا، ورعاية بقية الاخوة المناضلين من الفلسطينيين والعرب وغيرهم، المتواجدين على ظهر الباخرة الدولية المحمية من بارجة عسكرية اميركية واخرى فرنسية.

اليمن الديمفراطي يستقبل ابطال حصار بيروت

مع دخول الباخرة المياه الاقليمية للشطر الجنوبي من اليمن، وصلت الى مسامعنا اصوات الهتافات والشعارات التي رددتها الجماهير اليمنية المحتشدة على ارصفة ميناء عدن، تندد بجرائم الكيان الاسرائيلي وتمجد ببطولات المقاومين للقوات الغازية...
باخرتنا كانت الباخرة الثانية التي تصل ميناء عدن وعلى متنها المقاتلين الفلسطينيين والمتطوعين العرب. وجرى الاستقبال بحفاوة رسمية وشعبية كبيرة، كان في مقدمة المستقبلين قيادة الدولة والحزب الاشتراكي اليمني. ونقل الوافدون على الفور الى معسكر داخل العاصمة بمنطقة "التواهي" وسط اهتمام كبير من قبل الجهات الحكومية والاهالي المتعاطفين مع القضية الفلسطينية. فيما تمت استضافتنا نحن العراقيين الثلاثة في شقة بمنطقة "المنصورة"، وذلك لانتهاء مهمتنا التطوعية مع منظمة التحرير الفلسطينية. غادر بعدها الدكتور حسان عاكف الى سورية والتحق الدكتور احسان عبد الاحد المالح في مستشفى عدن الجمهوري، والتحقت صحفياً بجريدة "الثوري" لسان حال الحزب الاشتراكي الحاكم انذاك.

في ذرى كوردستان

في اجواء الحماسة الثورية والرغبة الصادقة بالعودة الى الوطن، تولدت لدي فكرة رفض الذهاب الى الاتحاد السوفييتي بمنحة دراسية مجانية لاستكمال دراستي الجامعية في مجال الصحافة، واخترت بدلاً من ذلك التوجه الى كوردستان في اواخر عام 1984 للعمل في القسم العربي باذاعة "صوت الشعب العراقي" السرية ومتابعة اصدار صحافة المنظمات الديمقراطية السرية :
– جريدة اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي "الشبيبة الديمقراطية".
- جريدة اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية "كفاح الطلبة".
في خريف العام المقبل/ 1985 وصل الدكتور حسان عاكف (ابو يسار) الى المقرات الخلفية لحركة الانصار في المثلث العراقي – التركي - الايراني، ليؤسس مع اطباء وممرضين اخرين "الطبابة المركزية" للحركة، هدفها الاساسي معالجة الانصار والاهالي المحيطين بالمقرات، واجراء العمليات الجراحية الصغرى والمعقدة، لعل بعضها كانت عمليات كبرى من قبيل عملية "البروستات" لاحد الفلاحين تحت المخدر العام. وبرزت لدى الدكتور ابو يسار قابليات قيادية في المجالين السياسي والعسكري خلال فترة تواجده في المنطقة المذكورة، التي ضمت مقرات قيادات بعض الاحزاب الوطنية والكوردستانية واذاعة "صوت الشعب العراقي" السرية والطبابة المركزية.. وغيرها. وقاد فصائل الانصار الى جانب قياديين اخرين في مواجهة الهجوم الكاسح لقوات النظام الدكتاتوري ومرتزقته الجحوش من ما يسمى "افواج الدفاع الوطني" على معاقل الانصار في وادي "خواكورك" بمحافظة اربيل ربيع عام 1989. وكنت واحداً من الانصار المشاركين في تلك المواجهة التاريخية تحت قيادة الدكتور ابو يسار مباشرةً، وتلمست عن قرب سماته السياسية وحنكته العسكرية وهدوئه وتواضعه الرفاقي الجميل..
بعد انتهاء معارك "قبر زاهر" في نهايات قمم وادي"خواكورك"، انسحبنا الى قرية "ناوزنك" الحدودية بين العراق وايران. وهناك تمكنا من اعادة تنظيم صفوفنا مجدداً، رغم الظروف الطبيعية القاسية وشحة ما نحتاجه من مواد تموينية وغيرها. اصبح الدكتور ابو يسار مشرفاً على اعادة اصدار صحافتنا ومنشوراتنا السرية، ومشرفاً على المختصات المهنية للشبيبة والطلبة. ومرة اخرى كنت تحت قيادته ضمن المختصات والاعلام لغاية مغادرتي الى الاتحاد السوفييتي في اواخر عام 1989.
وبقينا نتواصل بشكل صداقي عبر المراسلات الورقية والاتصالات الهاتفية الشحيحة (كانت ارضية وغالية) ومن خلال الاصدقاء المشتركين. وواضبت على زيارته في بيته البغدادي في كل زيارة لي الى العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري البغيض في عام 2003. وسعدت ان التقي به في آخر زيارة لي في شهر نيسان من العام الجاري/ 2025، ولاحظت حيويته المعهودة وذاكرته الوقادة وكتاباته الشيقة ونشاطه الاجتماعي ضمن "مجلس السلم والتضامن العراقي".






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرحيل نحو المنفى !
- القارئ الموسوعي في شارع المتنبي
- جائزتان لفيلم عراقي في مهرجان كان السينمائي الدولي
- بريد الغربة في -بيت الجواهري-
- بطاقة بريدية من صديقتي -بان-
- حركة انصار الحزب الشيوعي العراقي تدعم عودة صحافة المنظمات ال ...
- قصائد بصوت الشاعر العراقي الكبير رشدي العامل


المزيد.....




- نجل مروان البرغوثي لـCNN: والدي شريك عظيم للسلام لكن نتنياهو ...
- مصر.. نجيب ساويرس يقترح -حلا سهلا- لأزمة الديون الخارجية وين ...
- إيطاليا.. صاحبة مطعم بيتزا تتعقب سائحتين هربتا دون دفع فاتور ...
- ألمانيا: محكمة تسمح لمتحف -بوخنفالد- برفض دخول الأشخاص الذين ...
- سجن سائحين سعوديين في أذربيجان
- عمر سنجر.. كيف سقط طيار شراعي اللبناني في البحر؟
- كيف وصل خليفة حفتر إلى السلطة في ليبيا؟
- Les syndicats africains : une force agissante pour le dévelo ...
- إسرائيل تمنع عمدة برشلونة من الدخول بسبب موقفه من إبادة غزة ...
- محكمة تايلندية تبرئ رئيس الوزراء السابق وأحكام أخرى تنتظر أس ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم علي خضر - حسان عاكف حمودي.. طبيب من طراز خاص !