أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تاج السر عثمان - كيف زادت حدة التفرقة العنصرية والعرقية بعد الحرب؟














المزيد.....

كيف زادت حدة التفرقة العنصرية والعرقية بعد الحرب؟


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 8441 - 2025 / 8 / 21 - 16:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


١
أشرنا سابقا إلى دور الاستعمار البريطاني في خلق القنابل الموقوتة التي يعاني منها السودان بعد الاستقلال مثل : تقسيم البلاد على أسس طائفية، وإصدار قانون المناطق المقولة لعزل أبناء الجنوب ودارفور النوبا وجنوب النيل الأزرق عن الشمال، وإصدار قانون الإدارة الأهلية.،وتقسيم السودانيين على أساس قبلي الخ، مما قاد لتمزيق وحدة البلاد بعد الاستقلال ونتيجة للتنمية غير المتوازنة، وانفجرت مشكلة الجنوب وقضايا مناطق دارفور وجبال النوبا وجنوب النيل الأزرق والشرق ، والمطالبة بحقها في التنمية والتعليم والخدمات الصحية.
زاد الطين بلة النزعات العنصرية الاستعلائية للإسلامويين التي تعامل أبناء تلك المناطق من الدرجة الثانية، كما حدث بعد انقلابهم في ٣٠ يونيو ١٩٨٩، الذي عمق الاتجاهات القبلية والعنصرية، وتقسيم المواطنين على أساس ديني وقبلي وأعاد سؤال القبيلة، وحول حرب الجنوب الي دينية، وتوسع في الحروب بسبب سياساته العنصرية لتشمل دارفور وجبال النوبا وجنوب النيل الأزرق والشرق، مما قاد لانفصال الجنوب، الذي فتح صندوق باندورا لانفصال دارفور وجبال النوبا وجنوب النيل الأزرق والشرق.
وبعد الحرب اللعينة وما حدث فيها من إبادة جماعية وتطهير عرقي وعنف جنسي، وقتل على أساس عرقى، وقيام الحكومة الموازية في نيالا الي جانب حكومة بورتسودان غير الشرعية، الأمر الذي يهدد وحدة البلاد ويطيل أمد الحرب، توسع الإسلامويون في التفرقة العنصرية، باصدار قانون
"الوجوه الغريبة" في مناطق سيطرة الجيش الذي يعمق الكراهية بالتمييز العنصري والعرقي مما يهدد بتكرار تجربة انفصال الجنوب. يستهدف القانون أبناء دارفور وجبال النوبا باعتبارهم غرباء ، حيث يتم توقيف الأشخاص بناءً على ملامحهم، لهجاتهم، أو أصولهم الإقليمية، متهمين إياهم بالتجسس أو التعاون مع الدعم السريع. مما يعمق الكراهية والتفرقة العنصرية، ويعجل بالانفصال.
لا يمكن تصاعد والنزعات العنصرية والعرقية والجهوية التي يقودها الإسلامويون. لا يمكن عزل ما يجرى عن تصاعد الفاشية في مراكز العالم الرأسمالي كما في دعوات ترامب التي تعمق الاتجاهات العنصرية، اضافة لتصاعد ها في أوروبا ضد الأجانب، مما يقود للانقسام في حركة الطبقة العاملة والحركة الجماهيرية المتصاعدة لوقف الحروب بهدف نهب الموارد الثروات في ظل اشتداد وتفاقم حدة الصراع بين أقطاب الرأسمالية في العالم. وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية والأمنية التي تدهورت.
٢

كما اوضحنا سابقا، أن أخطر ما في الحرب الجارية حاليا هو تحولها على أساس عرقى بالتصفيات على أسس عرقية وعنصرية، مما يهدد النسيج الاجتماعي، ويؤدي الي تقسيم البلاد، فقد استمرت التصفيات على أسس عرقية التي قام بها طرفا الحرب والمليشيات التابعة مثل كتائب البراء بن مالك. الخ، كما حدث في الخرطوم ومدني، ودارفور وكردفان. الخ، كما في القتل والذبح، وبقر البطون في جريمة إبادة جماعية وتطهير عرقي.
مما يتعارض مع أهداف ثورة ديسمبر التي وقفت ضد العنصرية، وكان من شعاراتها “ياعنصري ومغرور كل البلد دارفور ” فالاسلامويون هم الذين صنعوا الدعم السريع ومارسوا معه الإبادة الجماعية في دارفور.. حتى أصبح المخلوع عمر البشير مطلوبا للمحكمة الجنائية الدولية.. إضافة لشن الحرب الدينية في جنوب السودان وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، وما نتج عن ذلك من إبادة وجرائم حرب واغتصاب للنساء.. وجرائم ضد الإنسانية وكانت النتيجة فصل الجنوب.. إضافة للقمع الوحشي للمعارضين السياسيين والنقابيين وتشريد الالاف من اعمالهم.. ونهب ممتلكات الدولة وثروات البلاد.. والتفريط في سيادة الوطن واراضيه . وبعد ثورة ديسمبر وقفوا ضد الثورة و شاركوا مع الدعم السريع وَاللجنة الأمنية في مجزرة فض الاعتصام، والقمع الوحشي للمواكب السلمية، و شاركوا في مهزلة انقلاب اللجنة الأمنية بعد ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ ..وعودة الفلول والتمكين وإعادة الأموال المنهوبة ومشاركة مليشيات وآمن المؤتمر الوطني في القمع الوحشي المواكب السلمية والتعذيب الوحشي للمعتقلين مع الجنجويد وقوات حركات جوبا. وحتى المشاركة في الحرب الجارية ووقف حجر عثرة أمام إيقافها، مما أدي للمزيد من جرائم الحرب وتدمير البنيات التحتية ومرافق الدولة الحيوية والمصانع والأسواق والبنوك ومواقع الإنتاج الصناعي والزراعي.
٣
وأخيرا، يبقى من المهم مواصلة تصعيد المقاومة الجماهيرية بمختلف الأشكال حتى وقف الحرب واسترداد الثورة، وضد العنصرية والتفرقة العرقية والقبلية، ووقف الابادة الجماعية والقتل على أساس عرقى، وقيام الحكم المدني الديمقراطي. وقيام دولة المواطنة التي تسع الجميع غض النظر عن الدين او اللغة او الجنس او النوع او الثقافة او المعتقد السياسي اوالفلسفي، ومواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها و مهام الفترة الانتقالية.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يشكل الاسلامويون خطرا على المنطقة والديمقراطية؟
- قرارات البرهان هل هي المدخل للإصلاح؟
- كيف فتح انفصال الجنوب صندوق بندورا؟
- الحل الداخلي عامل حاسم في وقف الحرب
- الذكرى الثامنة لرحيل المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم
- كيف كانت السيادة الوطنية في اتفاقيتي فبراير ١٩ ...
- في ذكراه ال ٧٩ كيف جاءت نشاة الحزب الشيوعي السود ...
- تعقيب على د. إبراهيم البدوي
- كيف ربطت وثيقة إصلاح الخطأ الماركسية بالواقع؟
- حول لقاء البرهان وقرار مجلس الأمن لوقف الحرب
- في ذكراه ٧٩ كيف كانت تجربة الحزب الشيوعي في الصر ...
- البرهان والتفريط في السيادة الوطنية
- في ذكراه ال ٧٩ كيف كانت نشأة الحزب الشيوعي امتدا ...
- الذكرى السادسة للتوقيع على الوثيقة الدستورية
- الذيمقراطية مفتاح الحل
- بمناسبة مرور ٥٤ عاما على صدور وثيقة حول البرنامج
- في ذكرى رحيله ال ٢٠ الوحدة في منظور جون قرنق
- مبادرة فرع عطبرة واستمرار الافتراء كذبا على الحزب الشيوعي
- التصعيد لوقف الحرب لا ينفصل عن مطالب الجماهير اليومية
- حديث مناوي وتزايد خطر تقسيم السودان


المزيد.....




- واشنطن تتحرّك: طلب أميركي مفاجئ لإسرائيل بشأن سلاح حزب الله ...
- ترامب يحتفل بـ-نصر كامل- بعد إلغاء محكمة أميركية غرامة باهظة ...
- الاحتلال الإسرائيلي يوجّه أوامر للمستشفيات بنقل المرضى من شم ...
- ترامب: سأخرج مع الجيش والشرطة في دوريات بواشنطن
- الإبادة في غزة وتقويض الديمقراطية في عالم رأسمالي
- -إنهاء الحرب أم استمرارها-.. ماذا تعني تصريحات نتنياهو الغام ...
- مُنع من المرور فوق سوريا.. ماذا جرى في رحلة أمين المجلس الأع ...
- تجمع نقابي حاشد في تونس دفاعا عن الاتحاد العام للشغل
- الحرب على غزة مباشر.. 43 شهيدا بنيران الاحتلال و21 دولة أورو ...
- إقليم بافاريا.. التجديف والكاياك مغامرة شبابية لا تنسى


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تاج السر عثمان - كيف زادت حدة التفرقة العنصرية والعرقية بعد الحرب؟